مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يستعد العالم لتبعات أربع سنوات قد تعيد تشكيل موازين القوى. فوز ترامب يعزز طموحات المحافظين الأمريكيين ويجدد حماسهم لرؤية أمريكا بوجهها التقليدي، بينما يشعل قلق الحلفاء ويحفز الخصوم العالميين على توسيع نفوذهم.
موقف ترامب من القضايا الداخلية
في الداخل، يتمسك ترامب بمواقف قوية تجاه القضايا الاجتماعية، معارضًا سياسات الديمقراطيين الليبرالية مثل دمج حقوق المثليين في المناهج الدراسية.
ترامب وحرب أوكرانيا: تأثيرات اقتصادية وتحولات في التحالفات
على المستوى الدولي، يجد ترامب نفسه أمام تحديات جديدة نتيجة للصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا. ومع تعزيز التحالف الصيني-الروسي، قد تضطر الولايات المتحدة لمراجعة استراتيجياتها لمواجهة هذا التحالف الذي يهدد الهيمنة الأمريكية. الصعود الاقتصادي للصين وتعاونها مع روسيا يزيد من تعقيد المشهد، مما يستدعي من الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات لاحتواء هذا النفوذ المتزايد.
من أجل تعزيز الاقتصاد الأمريكي، قد يجد ترامب نفسه مجبرًا على وضع حد للحرب بين روسيا وأوكرانيا، مما قد يترتب عليه تقديم تنازلات لصالح موسكو. هذا التحول قد يغير توازن القوى في أوروبا، ويضع الاتحاد الأوروبي في موقف صعب بعد فشله في مواجهات سابقة مع روسيا. انعكاسات هذا القرار قد تستدعي إعادة النظر في سياسات التحالفات الاقتصادية والاستراتيجية، بما يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة.
انعكاسات فوز ترامب على الشرق الأوسط
عودة ترامب قد تضاعف تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار حرب إسرائيل ضد غزة ومحاولاتها لكسر المقاومة المتمثلة في حماس وحزب الله. على الرغم من الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية وتهجير الفلسطينيين، فإن الموقف العالمي الإنساني يبدو ضد نتنياهو. إسرائيل قد تسعى لتحقيق انتصارات وهمية على حساب الفلسطينيين في غزة، لكن في المقابل، من المتوقع أن تزداد المقاومة، سواء من حماس أو حزب الله، لمواجهة هذه الضغوط.
موقف ترامب المتوقع هو دعم نتنياهو في مواجهة هذه التحديات، مع السعي لاحتواء التصعيد وتوجيه السياسات الإسرائيلية بما يتماشى مع أجندته. قد يتبنى ترامب استراتيجية لإعادة تموضع إسرائيل في المنطقة، بما يضمن تماسكها على الصعيد الداخلي ودعمها في مواجهة الضغوط الدولية. في ظل التهجير الجماعي للفلسطينيين وإعادة بناء غزة، من المرجح أن تفرض إسرائيل شروطًا جديدة تهدف إلى نزع السلاح من المقاومة الفلسطينية، وهو ما قد يضع حماس في موقف ضعيف.
ومع تزايد الضغوط الداخلية على نتنياهو من المعارضة السياسية في إسرائيل، سيجد نفسه في حاجة إلى الدعم الأمريكي القوي لاحتواء الأزمة، مما يعزز من دور ترامب في توفير هذا الدعم الاستراتيجي، وخصوصًا في المرحلة المقبلة التي تتطلب إعادة تقييم للتوجهات السياسية في المنطقة.
السياسة تجاه إيران في ظل التصعيد الإقليمي
من المتوقع أن يتبنى ترامب سياسة صارمة تجاه إيران في هذا السياق، حيث قد تزداد العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي عليها. يهدف هذا الضغط إلى تقليص قدرة إيران على دعم الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس في المنطقة، وبالتالي تقليل تأثيرها في الصراع الدائر. إضافة إلى ذلك، ستسعى إدارة ترامب إلى تحييد دور إيران في اليمن ومحاربة تمددها الإقليمي، بما يضمن تقليص أي تهديد للمصالح الأمريكية وحلفائها، مثل إسرائيل ودول الخليج.
سياسات ترامب تجاه إفريقيا: حرب السودان
الصراع في السودان بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع يهدد بتحول الوضع إلى حرب أهلية شاملة، مما يؤدي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة وتأثيرات مباشرة على دول الجوار التي تشهد تدفق اللاجئين وزيادة النزاعات الإقليمية. في هذا السياق، من المتوقع أن تتخذ إدارة ترامب موقفًا حازمًا تجاه الدول التي تدعم مليشيا الدعم السريع، خاصة تلك التي تقدم دعمًا عسكريًا أو ماليًا لهذه القوات.
الضغط على هذه الأطراف لوقف دعمها قد يسهم بشكل كبير في تهدئة الوضع في السودان وتقليل حدة الأزمة الإنسانية والسياسية. ستعتمد واشنطن في هذا الصدد على فرض عقوبات، أو دعم الجهود الدبلوماسية للضغط على الدول المعنية. قد تسعى الإدارة الأمريكية أيضًا إلى فرض اتفاقيات بين الأطراف المتنازعة لصالح التحول الديمقراطي في السودان، والعمل على تحقيق الاستقرار، مثل دعم حكومة الانتقال المدني.
إضافة إلى ذلك، فإن تصاعد العنف في السودان يوفر مساحة لروسيا والصين لتعزيز نفوذهما في المنطقة، وهو ما يشكل تحديًا مباشرًا للمصالح الأمريكية.
لذلك، سيتعين على إدارة ترامب تبني سياسة تهدف إلى تقليص هذا النفوذ المتزايد وتعزيز المساعدة للأطراف المحلية التي تسعى لتحقيق الاستقرار في السودان، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على سيادة القانون وحقوق الإنسان في البلاد.
التحديات في إثيوبيا وتصاعد حركة فانو
في إثيوبيا، يواجه الجيش تحديًا متزايدًا من حركة "فانو" المسلحة، مما يزيد من تعقيد النزاعات الداخلية في البلاد. في هذا السياق، من المحتمل أن تتبنى إدارة ترامب سياسة تركز على دعم الأمن الإقليمي دون الانخراط المباشر في الصراع، مع السعي لتحييد الأطراف التي تدعم النفوذ الصيني والروسي في المنطقة. هذا التوجه يسعى إلى الحفاظ على المصالح الأمريكية في القرن الإفريقي، وتقليل تأثير القوى المنافسة.
خاتمة
عودة ترامب إلى السلطة قد لا تكون مجرد تغيير رئاسي، بل قد تمثل بداية مرحلة جديدة مليئة بالتوترات والتحولات على الساحة العالمية. من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تصاعدًا في التحالف بين الصين وروسيا، ما قد يؤدي إلى تراجع الهيمنة الأمريكية في بعض المناطق، مما سيعيد تشكيل التحالفات العالمية ويُحدث تحولًا كبيرًا في ميزان القوى. هذا التحول قد يمهد الطريق لظهور مشهد دولي جديد، حيث سيكون للسياسات الأمريكية دور محوري في تشكيل هذا المستقبل المتغير.
rw3ams@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من المتوقع أن إدارة ترامب فی المنطقة فی السودان فی هذا
إقرأ أيضاً:
تيك توك يعود للعمل بأميركا ويشكر ترامب
قال تطبيق تيك توك -الأحد- إن خدماته في الولايات المتحدة عادت للعمل بعد أن قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إنه سيسمح بإعادة خدمة تيك توك داخل البلاد بعد تأديته اليمين في وقت لاحق من اليوم الاثنين.
وجاء بيان تيك توك بعد أن قال مستخدمون أميركيون إنهم تمكنوا من الدخول على موقع الخدمة المملوكة للصين في حين لا يزال التطبيق الأكثر استخداما بفارق كبير، غير متاح.
وقال التطبيق -في بيان- إنه يعاود العمل بالتنسيق مع مزودي الخدمة، موجها الشكر إلى ترامب على ما وصفه بـ"تقديم الوضوح والتطمينات اللازمة لمزودي الخدمة بأنهم لن يواجهوا أي عقوبات جراء توفير تيك توك لأكثر من 170 مليون أميركي والسماح لأكثر من 7 ملايين شركة صغيرة بالعمل".
وتوقف التطبيق عن العمل في الولايات المتحدة في وقت متأخر من مساء السبت قبل سريان قانون بإغلاقه لأسباب تتعلق بالأمن القومي، حيث حذر مسؤولون أميركيون من أنه في ظل بقاء التطبيق تابعا للشركة الأم الصينية بايت دانس، فإن هناك مخاطر من إساءة استخدام بيانات الأميركيين.
من جانبه، قال ترامب إنه سيمدد "الفترة الزمنية قبل سريان قانون حظر التطبيق حتى نتمكن من إبرام صفقة لحماية أمننا القومي".
إعلانوكشف الرئيس المنتخب عن رغبته في أن تمتلك الولايات المتحدة 50% من التطبيق.
وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال يقول "أود أن يكون للولايات المتحدة حصة ملكية بنسبة 50% في مشروع مشترك. بتنفيذ ذلك، ننقذ تيك توك ونحافظ عليه في أيد أمينة ونسمح له بالظهور".
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن تيك توك الذي أُطلق قبل 10 سنوات فقط أصبح تطبيقا لا غنى عنه للغالبية الكبيرة من مستخدمي الإنترنت اليافعين. ورفضت الشركة الصينية حتى الآن بيع فرعها الأميركي.