سودانايل:
2024-11-21@13:37:14 GMT

ترمب والسودان المنسي !

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

مناظير الخميس 7 نوفمبر، 2024

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* بانتصار (دونالد ترامب) في انتخابات الرئاسة الامريكية، ينضم مستبد آخر لقائمة المستبدين الذين يحكمون العالم، ولا اعتقد انني في حاجة الى ادلة لتبرير وصفي له، فالجميع يعرف إستبداده وغروره اللذين لا يهماني بشئ، ولكن تهمني بكل تأكيد الطريقة التي سيتعامل بها مع القضايا التي تشغلني ومنها الحرب الاسرائيلية المدمرة على غزة ولبنان وقتل المواطنين الابرياء بلا ذنب ولا جريرة، والحرب الروسية التوسعية على اوكرانيا وقتل وتشريد شعبها وتأثيرها السلبي على الإقتصاد العالمي وارتفاع التضخم وتكاليف المعيشة، والحرب المدمرة في وطني والتدخل الخارجي البغيض الذي يعمل على تأجيجها واستمرارها بغية السيطرة والاستيلاء على خيراته ونفيه من الوجود، وتشريد شعبه الى الابد بمساعدة بعض أبنائه ــ للأسف الشديد!

 

* هؤلاء (الأبناء) الذين درجوا على وصف غيرهم ممن يطالبون بوقف الحرب والجنوح للسلم بالعمالة والخيانة، بينما تنطبق هذه الصفات عليهم هم لرفضهم المستمر لكل مبادرات التفاوض ووقف الحرب رغم المعاناة القاسية التي سببتها للشعب والدمار الهائل للوطن، بالإضافة الى علمهم الاكيد بعدم قدرتهم او قدرة الطرف الآخر على تحقيق نصر عسكري قريب او حتى بعيد، مما يعني استمرار الحرب اطول فترة ممكنة وهو ما تريده القوى الأجنبية الساعية لانهيار السودان تماما وزواله من الوجود لتسهُل عليها السيطرة على ارضه وخيراته واسترقاق شعبه بدون ان تجد من يقف في طريقها .

. وكنتُ قد شرحت ذلك بالتفصيل في مقالاتي السابقة، ولن امل من تكراره ابداً لعل البعض يفوق من غفوته ويعلم حجم المؤامرة التي يشارك فيها ضد وطنه وشعبه بالتحريض على الحرب بدون أن يدرك خطورة ما يقوم به !

* لا ادري إن كان (ترمب) قد سمع بالسودان أو ما يدور به أم لا، ولكن ما هو معروف ان نهاية فترته الاولى (2016 – 2020 م) شهدت الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الولايات المتحدة والسودان وتبادُل السفراء بين البلدين إثر زيارة رئيس الوزراء السابق (عبد الله حمدوك) الى الولايات المتحدة في ديسمبر 2019 بعد سقوط النظام البائد في ابريل من نفس العام، بالإضافة الى بدء التفاهم حول رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والذي تكلل باتفاق في عهد الرئيس الحالي (جو بايدن) بعد دفع تعويض مالي لأسر ضحايا المدمرة الأمريكية كول قدره 350 مليون دولار، وهو الشرط الذي وضعته الحكومة الأمريكية لرفع السودان من القائمة التي أضيف إليها في عام 1993 في (عهد الرئيس كلينتون) بسبب دعمه لعناصر اسلامية متشددة، كما اعتبرت الادارة الامريكية لاحقا أن السودان كان مسؤولا عن الهجوم الانتحاري الذي تسبب في تفجير المدمرة (يو اس أس كول) على شواطئ اليمن (في أكتوبر عام 2000 ) باعتبار ان الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم تلقيا تدريبهما في السودان !

* وعد (ترمب) خلال حملته الانتخابية بوقف الحروب في العالم في حالة فوزه في الانتخابات، وها هو قد فاز وسيتسلم منصبه في العشرين من يناير القادم (2025 )، ونأمل أن تكون الحرب السودانية من بين اهتماماته، خاصة مع تأثيراتها السلبية الخطيرة على المناطق الملتهبة في شرق وغرب القارة الافريقية وعلى الامن العالمي بأسره بتهديد الملاحة في البحر الأحمر الذي يتمدد السودان على حوالى 800 كيلومتر من سواحله الغربية، وهو ما اغرى البعض بالسعى لاقامة قواعد عسكرية تساعده في تحقيق رغباته التوسعية، والبعض الآخر بإنشاء موانئ بحرية تدر عليه الكثير من الايرادات المالية الضخمة فضلا عن هيمنته على التجارة العالمية ..إلخ. كما ينظر إليه البعض كشريك محتمل لتوسيع نفوذه الاقليمي أو ما يسميه ب (محور المقاومة) في منطقة الشرق الاوسط خاصة مع التعاون العسكري الذي نشط في الآونة الأخيرة بينه وبين الجيش السوداني، وهو ما يعني تصعيد التوتر والصراع السياسي العسكري في المنطقة ويضفي المزيد من الخطورة على الامن والسلم العالميين، ولعل الجميع قرأ قبل بضعة أيام خبر تعليق الخطوط الجوية الفرنسية التحليق فوق البحر الأحمر وسماء السودان لأجل غير مسمى بسبب رصد أحد طواقم رحلاتها لجسم مضئ غريب على اتفاع عالٍ في السودان، ولم يصدر حتى الآن تعليق من الحكومة السودانية على النبأ، أو إيضاح آخر من الخطوط للقرار.

* تُرى هل سيفي الرئيس (ترمب) الذي عُرف بقوميته المتطرفه وتركيزه على المصالح الأمريكية، بوعوده بايقاف الحروب في العالم، وهل ستكون الحرب السودانية ضمن اهتماماته، أم أنه لن يأبه بشئ اسمه السودان، لا يعرف موقعه في الخريطة ولم يذكره على لسانه في يوم من الأيام؟!  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!

(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)

هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال  النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.

إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.

كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة  وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!

كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.

وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:

"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.

تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش  المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".

﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۝٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ۝٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ۝٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ۝١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ۝١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ۝١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ۝١٤﴾ [الفجر ]

*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • وزيرا خارجية أمريكا والإمارات يبحثان جهود إنهاء الأزمات في غزة ولبنان والسودان
  • “بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
  • يوم غير سعيد لدعاة تدويل المشكل السوداني
  • أخنوش: ما يتعرض له المغرب من حملات هو ضريبة صحوته الصناعية التي أصبحت تزعج البعض
  • التنافس الدولي في البحر الأحمر.. تداعيات التحركات الإسرائيلية والفرنسية على الأمن المصري .. والسودان كساحة للتنافس الدولي
  • فشل خطة أوروبا لحماية الدعم السريع.. ما الذي حدث؟
  • الإمارات: إنهاء الحرب السبيل الأمثل لحماية المدنيين السودانيين
  • لاعب السودان: أشكر السعودية التي وقفت معنا منذ بداية الأزمة .. فيديو
  • السويد وفنلندا تحثان السكان على الاستعداد للحرب المدمرة