حوار مع الشاعر هاشم صديق في ذكرى رحيل الفنان محمد الأمين
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
حاوره: حسن الجزولي
(تنويه:ـ لازمت تحرير هذا الحوار بعض الأخطاء في ترتيب الأسئلة والاجابات ونأسف لذلك)
+ مش لاحظت إنو محمد الأمين قاعد يجدد باستمرار في الحانو ؟!.
* كمبدع وأثناء البروفات وأثناء التلحين وحتى أثناء الحفلات هو زاتو بيفاجيء نفسو لانو بيرتجل حاجات من داخل الأغنية واللحن ويضيفا. زي مثلا محاكاة للأصوات زي في همسة شوق.
المخيف داك. ممكن يضيف حاجات للنص من راسو عشان يضحك الجمهور ومرات الخروج عن النص بعمل مشاكل في البناء الدرامي وفي المضمون وكدا. لكن محمد بيرتجل ويزيد على النص الشعري في التلحين ويقوم يدخل الأزمة اللحنية الجديدة داخل اللحن القديم. زي تجربتو في التعديل والزيت. وطبعا دي نوع إضافة محمودة كويسة. وده من حق المؤدي انو من حقو يضيف ويرتجل طالما انو الحاجة دي ما بتفقد النص ولا بتكسر الصورة الشعرية وكده.
+ حدثنا عن تجربتو في تلحين الملحمة؟!
في الملحمة والكلام ده انا قلتو كتير. طبعا الوكت كان مضايق وكنا مربوطين بزمن معين. بتزكر ونحنا ساكنين جيران بعض قام رسل لي زي حداشر اتناشر ونص بالليل. واحد من العازفين ساكن برضو جنبنا على شارع الاربعين. قال لي امي محمد الامين عاوزة. امي قالت ليهو عاوزة لي شنو. قال ليها والله شغالين بروفات لقصيدة بتاعتو والظاهر في حاجة كده عاوزة يسألون منها. المهم الوالدة جات كلمتني ومشيت لقيت كل العازفين قاعدين ومعاهم الموسيقار موسى محمد ابراهيم موزع اللحن و الفنانين المختارين للمشاركة في الأداء وكانوا كلهم في شكل ورشة فنية فقال لي محمد الامين . ياخي لقينا في كلمتين كده أثناء التلحين تعبتنا في اللحن وياخي دايرك تغير فيهم. وقال لي كلام موسيقي كتير كده . فانا ضحكت وبسهولة قمت غيرتهم. بعد داك قعدت مبهور اتابع في الناس العجيبين ديل. وفي الفترة ديك كنت صغير وجانب الغنا والموسيقى ما دخلت فيهو كتير . وطبعا الملحمة هي القدمتني للناس قبال كل قصائدي واغنياتي الأخرى زي كلام للحلوة مثلا ودي كانت مكتوبة قبل الملحمة. فده التغيير الحصل من الطرفين . بس في تجربتو الشال فيها انت عزتك تركع اللي أشرت ليهو. ما كان مفروض يشيلو.نسبة لتصورو الديني التقريرين. ده طبعا ما كان مفروض يقراهو بالصور ده
اها بعد داك توقف التعاون لفترة. يعني الملحمة بعد داك جات كلام للحلوة. بعدا جات حروف اسمك حتى جات همسة شوق.
+ما تعاونت معاهو بعد داك في أي نص غنائي عاطفي أو وطني. هل كان في سبب معين للتوقف ده؟!
لا ابدا. بس كان بسبب الظروف بتاعت الساحة الغنائية وكدا.
+طيب يا هاشم. يا ريت تورينا ياتو غنية من أغنياته معاه اللي كانت قريبة منك واعجبتك وبتحس بيها اكتر من التانيات؟!.
شوف انا حا اقول حاجة ختها في الإطار النقدي. انا دائما بقول انو اللحن الموازي الموسيقي للكلمة. انت كشاعر ومتمكن من ادواتكوالاحساس بتاعك شارب. . بتحس انو اللحن ده بديك الاحساس بتاع كلماتك . فالزول ده بعمل حاجة بتاعت درامايزيشن مجازا يعني. في انو بخت اللحن الموسيقي كترجمة للكلام الاتقال. يعني مثلا أدق سدري واقف وسط البلد واهتف كان موفق في تلحين المقطع ده جدا. عموما انا كنت موفق في تجربتي مع محمد الامين.
في كتير من الأحيان انا بدي الأغنية لفنان بعينو بشعر انو ممكن يترجم كلامي موسيقيا - بدون ذكر اسماء - ليضع النص الموسيقي الموازي للكلام. لكين بعد ما اسمعوا بلقاهو ما وصل لي الاحساس . ما بكون راضي عنو. لكين ما ممكن أصرح ليهو في ندوة أو جريدة أو مقابلة إذاعية أو تلفزيونية. لانو حتى لو اللحن والأداء اعجب المستمع. بس بالنسبة لي ككاتب للنص وشاعر. ما بكون ادني الاحساس بالتذوق الموسيقي. ما بكون راضي. لكين خلاص. بقت الغنية ولحنها حقت الناس وما ممكن تراجعا تاني!.
أما في تجربتي مع محمد الامين اطلاقا خلال تجربتي معاه في الاغاني القدماء لي ما حسيت مطلقا انو الالحان بتاعتو ما عبرت عن الكلام اللي انا كتبت شعرا. يعني كلام للحلوة فعلا بالموسيقى عبر محمد عنها. وانا كنت راضي جدا وفي النهاية عملت لي ريليف يعني. كونو في النهاية ده زول عبر عن احساسي. ظل يؤديها بالعود. وبتزكر مرة أداها في زواجي من عزيزة بت خالي اللي انا كتبت فيها كلام للحلوة.واللي هي - وده كلام حا يضحكك باحسن. -كانت عبارة عن السذاجة العاطفية زي الاشكال الطفولية - فانا قاعد في الكوشة وجا هو وعركي طبعا كالعادة. وخليل اسماعيل ووردي. فكان محمد داير يغني كلام للحلوة فأنا شلت الميكرفون وقريت نصها.. شفت الرومانسية دي يا حسن الجزولي!. يا حليل الرومانسية ياخ.
عموما لحن كلام للحلوة زاتو انا عرفت في رأي الموسيقى والموسيقيين هي تمتم.
+طيب وبالنسبة لحروف اسمك؟.
طبعا حروف اسمك المستمعين ليها مقتنعين انو الزول ده بالغ عديل كده في لحنها وترجم كلماتها. وادخل الدراماتايزيشن الموسيقية دي. في الهتاف أدق سدري في الليلة العديل والزين.
طيب وبعدينك؟!.
انا داير اقول ليك انو التلاتة الحان دي ( كلام للحلوة وحروف اسمك وهمسة شوق) ديل مافي اي لحن منهن بشبه التاني. وحتى لو قلنا انو موضوعاتها واحدة بتتلخص في قيمة الحب. فالحب نفسو شكلو مختلف!. وده دليل على انو هو عاوز يقدم غنا باحساسو هو بالكلمات. فدي برضها من سمات العبقرية بتاعتو.
+اتكلم لينا شوية يا هاشم عن لحن همسة شوق؟!.
تعرف لحنها قائم على الريقي. والرقي ده لو لاحظت يا حسن طور فيهو كتير جدا . بدأ في كل بروفة وحفلة يضيف ليها لحدي ما اكتمل لحنها النهائي المعبر عن الأغنية اللحنية بتاعتو والتجربة اللحنية للاغنية السودانية نفسها . يعني حتى ائتلاف للحن الريفي ما جاء كلحن غربي صرف.
عموما انا كنت محظوظ جدا في تجربتي مع محمد الامين.فالملحمة قدمتني للناس كما أشرت كتير جدا. بعدين جات الأغاني العاطفية التلاتة اللي أشرت لالحانا. بعدها جات اغنية ( ) ودي اختارا هو براهو بمعنى انا ما قدمتها ليهو. رغم أنها ما وردت لا في ديوان كلام للحلوة أو ديوان الزمن والرحلة. على العمل اكرر كنت محظوظ وموفق مع محمد الامين.
تاني شنو؟!.
فديتك يا وطن اختارا هو.
انا من خلال تجربتي الشعرية ما بقعد واختلق الشعر واقول الليلة عاوز اقوم بتأليف قصيدة طبعا التأليف شي ما ممنوع ولا عيب لكين بكون فيهو شكل من أشكال الصناعة. ما انت اكيد بتكتب مسرحية شعرا. الشعر كذلك . لكن أنا لانو كتبت الشكر من خلال تجربتي الحياتية والاضافات اللي اضافتها لي الاستماع للاغنية الغربية والسودانيةبتركيز وسمعت كتير من اغنية الشعر الغربي حتى الشعر الكتبوهو مغنيين غربيين
زي استيف الفنان الشهير اللي ترك الغنا وأسلم وزي رود الشاعر الغربي . فالشعر ادني كتير في معارف الحياة. حتى من ناحية تغيير الاماكن يعني مشيت لندن في سن يافع وصغير والمفردات العندها علاقة بالبيئة والسودان وتطورت الي المطر والجليد
والطقس الانجليزي اللي انت زاتك عاصرتو. دي كلها ادتني كتير وطورت تجاربي. ولدتني دفعة وخلتني انا أطور كشاعر
وتدور القاموس اللغوي ما جاء من فراغ . يعني كتير من القصائد أصبحوا الناس معجبين بيها لأنها لتعبر عن الحاضر . القصيدة دي انا نزلتها في صفحتي والتقطت واحد من اولادو افتكر في لندن وقام رسلا ليهو في أيام الأزمة بتاعت الحرب دي وهو كان في امريكا . اتصل بي واحد من أصحابي وقال لي ياخ محمد الأمين ده بفتش ليك والموضوع انو لقى قصيدة حقتك وهو داير يلحنها ويقدما. وهي بتوافق موضوعات اليوم. لكن طوالي قام قال لي حاجة شبيهة بسؤالك ده رغم الأزمة بتاعت الحقوق اللي كانت تفسد العلاقة بيني وبينو ورجعت العلاقة بكل صفاء. فسوف اتصل بي عشان داير بغير كلمة. واحدة بس. فشوف الرقة بتاعت الزول ده. ففي حديث معاي بالتليفون لمن اتصل بي قال عاوز يفني فديتك يا وطن تسلم بس هو شايف العنوان طويل شوية واقترح نشيل كلمة تسلم!. ونخليها(فديتك يا وطن ) . فالكلمة العاوز يغيرا برضو شبيهة بكلمة الركوع الوردت في القصيدة بتاعت (. ) وقال لي تغيرا عشان تكون (كانك راجي علم الغيب)!.
ولاحظت وهو بتكلم معاي حول الحرب وحال البلد انو مغبون شديد وغاضب غضب شديد وحسيت انو الزول ده حا يفاجءنا بشيء يضاف للحاجات العميقة اللي عملا قبل كده. وبالذات في تجربتي انا معاه . الثنائية الغنائية. وهو كان معجب جدا بالثنايىة الشعرية بتاعت الغناء دي. فشاءت الصدف يا حسن الا تقدم الأغنية دي والموت حق يا حسن. وهذا الحلم بتاع التجربة الرابعة أو الخامسة وقف برحيلو. الغريبة انا قلت ليهو ياخ ده خبر سار فخلينا نعلن عنو في صفحتي. قال لي لا خليه حسع شوية كده وما تعلن عنو في الوكت ده. قام مرة مدبتكلم معاي قال لي أنا انتهيت من تلحين وحسع في مرحلة البروفة مع الأوركسترا . وبعد الوفاة سمعت واحد من عازفيه بقول في العزاء بتاعو في شيكاغو أو نيويورك انو محمد الامين في اللحظات الأخيرة من حياتو انو زعلان كونو الشغل الاخير ما تميناهو مع بعض للاسف . علي اي حال اسئلتك بتقود لمعلومات اكتر وتولد اسئلة أخرى. وبالنسبة للسؤال
+هل يمكن مستقبلا البناء الموسيقي على التلحين بالعود البتعلق بأغنية فديتك يا وطن وتطوير الآداء؟!
انا ما عندي مانع انو الأوركسترا بتاعتو تفاديها مع فنان مقتدر اخر حسب ما يروهو أو يادوه أداء جماعي المهم ليهم حق التصرف فيهو فنيا . لكن الناس بالطبع حا يفادتقدو ا صوت محمد الامين.وارتجالو في الاضافات الموسيقية
كيف تقيم رحيل كوكبة مبدعة دفعة واحدة(كمال الجزولي كشاعر، الفنان محمد الأمين نفسو والصحفي هاشم كرار والفنان محمد ميرغني وغيرهم؟!
فداحة الف. طبعا يا حسن الموت حق ودي ما دائرة ليها اتنين تلاتة. ونحنا أمن نقول المبدعين حاجة مختلفة عن الناس العاديين ما بنكغر فالمبدع ما كتير على اللة. لكين هم قلة وربنا اداهم عبقرية واداهم قدرة على الشوف وعلى الابداع وعلى كتابة الدراما والمسرح والفنون التشكيلية وتأليف الموسيقى. فهم نادرين عشان كده بتلقى العالم ده فيهو مليارات المبدعين بشكل غام لكين المبدعين الحقيقيين ما يتجاوزوا الالاف. ودي والله حقيقة عجيبة.. مش كده؟!. انا زول بتاع دراما ودرست دراما ودراستها لطلابي.فوصلت للحقيقة دي انو العباقرة دي ما كتار. لكين مابين الدنيا بالانتاج والإبداع بتاعم ومهما تقادم الزمن فابداعهم باقي ومتجدد مع الزمن وما بنتهي. عشان كده بقول رغم الحزن اللي امتلكتا بوفاة محمد الامين لكين لمن تجي تعاين لابداعو التركة لنكتشف انو قاعد ولا مشى خلانا ولا حاجة بل ابداعو هو الخلدو. عبر كل الوسائط الحديثة دي سوى بالعود أو الأوركسترا بتاعتو . وطبعا بتطور العلوم في مسائل التقنية الحديثة مستقبلا قد تتطور ادوات تطوير الناتج المطرب المبدع باضافات و وأشياء من هذا النوع. أما تناول ابداع المطرب من خلال مؤيدين آخرين فربما يشوه التجربة ويمسخها. انا استمعت - لسوء حظي- لهمسة شوق بغنيها واحد من مطرب الزمن ده ما بستحضر اسمو. المهم حاول يحاكي محمد الامين في الارتجال الموسيقي. فكان المرةبمثابة كارثة والله العظيم. فلا خامة الصوت قريبة ولا طريقة الأداء قريبة! غايتو . ما عارفين نعمل شنو. لكين انشالله الجمعية بتاعت معجبيهو في الموردة بواسطة ناس محمد حامد الجزولي ديل يحاولون يحافظون على تراث من السرقة والتشويه بحمايتو وكذلك اسرتو برضو.
على اي حال يا حسن في كلام كتير ممكن يتقال حول محمد الامين وكتير من الحاجات المتعلقة بعلاقتي بالاخ محمد الامين يجب التوثيق لها وتسجيلها ونشرها .وأتمنى تسجل لي زيارة في الامارات هنا علشان تواصل معاي بحسك الصحفي في الجانب ده وعشان نعزي بعض في فقدنا للعزيزين كمال الجزولي ومحمد الامين ونتاسى بذكراهم
مؤكد يا هاشم حا اصلك كتير وكتر خيرك وربنا يديك الصحة والعافية
ـــــــــــــــــ
* ساهمت في تحرير هذه المادة الصديقة الدرمية آسيا ربيع.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مع محمد الامین محمد الأمین فی تجربتی تجربتی مع واحد من کتیر من قال لی
إقرأ أيضاً:
عنتر هلال: بغني في أسوان ومعروف قبل ما محمد منير يتعرف
تحدث الشاعر عنتر هلال عن علاقته بالمطرب عمرو دياب وكيف بدأت معرفتهما، وذلك خلال ظهوره في بودكاست "كلام في الفن" مع الإعلامي محمد العسيري، الذي يُعرض على قناة الوثائقية.
أكد الشاعر عنتر هلال، أنه تعرف على عمرو دياب قبل أن يمضي لأي شخص، حيث تعرف عليه عند الموسيقار الكبير هاني شنودة وطلب منه عمل لقاء صحفي معه حيث كان يعمل وقتها في مجلة تدعى ميوزك، قائلا: "عمرو دياب كان خجول جدا وهو داخله خجول".
أوضح الشاعر عنتر هلال أنه تعرف على عمرو دياب في بداية مشواره الفني قبل أن يتعاقد مع أي جهة، حيث التقى به عند الموسيقار الكبير هاني شنودة، وذكر أنه طلب إجراء لقاء صحفي معه حين كان يعمل في مجلة تُدعى "ميوزك"، قائلا: "مشكلتنا مع بعض إن هو بيحب نوع من الكلام، وهو يكون أعلى منه، وأنا بحب الكلام هو النجم، ولكن احنا أصحاب وهو بيحبني".
صرح الشاعر عنتر هلال بأنه لا يكتب كلمات الأغاني إلا إذا كانت تحمل هدفًا واضحًا، قائلا: "أنا مابكتبش شعر إلا لو كان وراه هدف، وغاية نبيلة"، مضيفا: "أنا بغني في أسوان ومعروف قبل ما محمد منير يتعرف".