زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن فوز ترامب ليس فوزا فقط على الرئاسة أنما أيضا فوز الحزب الجمهوري في انتخابات " الكونجرس و مجلس الشيوخ" حيث يستطيع ترامب أن ينفذ كل برنامجه دون وجود أية عقبات تعترض طريقه في فترته الرئاسية.. و أيضا من الناحية الفكرية السياسية هو فوز للشعبوية التي دخلت إلي الساحة الأمريكية بقوة منذ فترة رئاسة ترامب الأولى، و الشعبوية تشكل حصارا للقوة الليبرالية و كل مؤسساتها، و تعد تراجعا كبيرا لدور الطبقة الوسطى في المجتمع و الاقتصاد و السياسة.
أن أنتصار الشعبوية في أمريكا لها انعكاساتها أيضا في انتصار اليمين في كل أوروبا.. و لكنها سياسة سوف تغير المعادلات السياسية في العالم، و أيضا سوف تخلق إضطرابا كبيرا للدول التي تعتقد أن سياسة الأمريكية في عهد ترامب سوف تشكل لها ضررا لمصالحها في العالم و محاولة خنق اقتصادها.. أما في السودان، المسألة سوف تختلف كثيرا، لآن إدارة ترامب سوف تبرمج سلم أولوياتها وفقا لمصالح دولتها، التي يجب أن يكون لها انعكاسات مباشرة على المواطن في أمريكا، لكي تحتفظ بجذوة الشعبوية متقدة.. و السودان سوف ينفك من سياسة إدارة بايدن التي تحاول أن تفرض على السودانيين أجندة بعينها، و تفرض قيادات تعتقد سوف تخدم مصالها..
أن العقوبات الاقتصادية و وضع السودان في قائمة الإرهاب التي كانت قد فرضت على السودان في زمن الانقاذ و غيرها، فرضت من قبل إدارات الحزب الديمقراطي، و بعد الثورة عملت إدارة ترامب على رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و تسهيل العمليات الاقتصادية.. و لكن إدارة بايدن حاولت من خلال لجنة " الرباعية" التي تضم كل من " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" أن تفرض قيادات سياسية بعينها على المسرح السياسي السوداني، و رغم الإدانة التي وجهت إلي الميليشيا إلا أنها لم تتخذ ضدها قرارات رادعة، و أيضا لم توقف أمدادت السلاح للميليشيا من قبل الأمارات.. و أيضا أرسلت إدارة بايدن مبعوثا خاصا للسودان مهوثا لا يحمل إية فكرة مقبولة من قبل الشارع السوداني، كان كل همه حماية الأمارات و عدم إدانتها و الميليشيا، و أكتفى فقط بمقابلة من تعتقد إدارته لهم الأحقية في السلطة.. هذه السياسات الفاشلة في كل من السودان و غزة و لبنان هي التي ساعدت ترامب في حملته الانتخابية نكاية في إدارة بايدن التي شاركت في إبادة آهل غزة و خلقت ردة فعل قوية في المجتمع الأمريكي، و خاصة وسط الجاليات العربية و المسلمة في أمريكا التي سهلت فوز ترامب خاصة فيما يسمى " الولايات المتأرجحة" و التي فيها جاليات متعددة غير مضمونة للحزبين..
أن الاحتفال بتنصيب الرئيس ترامب في يناير 2025م و بعد ذلك ترتيب أوراق أولوياته، ربما سوف يكون السودان في منتصف القائمة، و أن سياسة ترامب لا تضع أولوية للقارة السمراء فهي سوف تكون مشغولة بالحرب في أوكرانيا و كيف العمل على وقفها، و أيضا وقف الحرب في الشرق الأوسط، إلي جانب الصراع الاقتصادي مع الصين.ز و من خلال أحاديث ترامب أن الحرب ليست هي الحل في النزاعات مع الدول لأنها سوف تجهض الاقتصاد الامريكي و سوف يكون له أثره السالب على الطبقة الفقيرة في المجتمع التي يعتمد عليها ترامب في دعمه و دعم فكرته الشعبوية.. و الشعبوية هي التي سوف يقف معها في حل مشكلة السودان.. و حتى إذا حاولت الأحزاب و النخب السياسية أن تعدل سياستها لكي تتماشى مع سياسة ترامب سوف تجد صعوبة لأنها خسرت الشارع السوداني..
أن محاولة قراءة أفكار ترامب من خلال خطبه الجماهيرية، وسياسة انغلاقه نحو الداخل، و التعامل مع القضايا الخارجية لتحقيق مصالح اقتصادية لأمريكا لا تجعله عدوانيا في العديد من ساحات الإضطراب.. الأمر الذي يجعل النخب السودانية التي تعتمد على الخارج أن يكون لها رافعة للسلطة، أن تحدث تغييرا كبيرا في رؤاها و أدواتها، و هذا التغيير لابد أن يطال قيادات بعينها حتى تستطيع أن تقدم أطروحات جديدة تكون مقبولة للحوار، و تحاول أن تتحلل من قيود الخارج عليها.. أن فوز ترامب لابد أن يخلق واقعا جديدا تجاه القضية السودانية، و يجعل النخب السياسية واعية للتحول، حتى تستطيع أن تتجاوب معه بيجابية تحدث مسارا جديدا في العملية السياسية.. أما الذين هم صم عمي لا يجيدون غير البحث عن شماعات لتعليق أخطاءهم عليها، هؤلاء تكلس تفكيرهم و خروجهم من الساحة واجب لمصلحة أحزابهم.. و نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إدارة بایدن فوز ترامب
إقرأ أيضاً:
200 مليون دولار من أمريكا الى السودان وإجراءات عاجلة وطارئة ودعوة لوقف القتال
نيويورك- متابعات تاق برس- أعلن وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن، الخميس، عن تقديم نحو 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الغذائية والمأوى والرعاية الصحية الى السودان.
و أدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم.
وقال بلينكن، الذي ترأس اجتماعا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن السودان، إنه يجب تقديم المزيد من المساعدات عند الحاجة إليها، وذلك على نحو آمن وسريع.
وقال بلينكن في تغريدة على منصة إكس تويتر سابقا، إننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة الإغاثة الطارئة إلى السودان.
في الاثناء قالت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى مجلس الأمن ليندا توماس غارانفيلد ” نحن ندعو كافة الدول الأعضاء إلى الانضمام إلينا في تمويل جهود الاستجابة الإنسانية والضغط من أجل إنهاء القتال.
أمريكاالسودانبلينكن