أظهرت بيانات جديدة أن عام 2024 سيكون الأكثر حرارة في التاريخ المسجل، متجاوزاً لأول مرة عتبة 1.5 درجة مئوية من ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وهو ما يُعد أول إنذار حقيقي لتجاوز الهدف الذي حذر منه العلماء في اتفاق باريس للمناخ. هذه النتائج تأتي في وقت يشهد فيه العالم زيادة في حدة الكوارث الطبيعية بسبب التغير المناخي، في وقت حساس على الساحة السياسية العالمية، خصوصًا في الولايات المتحدة.

وزيرة البيئة تستعرض تجربة مصر في دمج ملف تغير المناخ في المجتمعات العمرانية الجديدة تقرير الأمم المتحدة الأخير يطالب بخفض غير مسبوق للانبعاثات لإنقاذ أهداف المناخ

اتفاق باريس، الذي وقعت عليه غالبية الدول في 2015، يهدف إلى الحد من الاحترار العالمي ليبقى تحت 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. وفقًا للعلماء، فإن تجاوز هذه العتبة سيؤدي إلى آثار بيئية مدمرة، مثل الجفاف، الحرائق، العواصف المدمرة، وارتفاع مستويات البحار، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للبشرية والنظم البيئية على حد سواء. وتشير البيانات الصادرة عن خدمة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ إلى أن 2024 من "المحتمل جدًا" أن يتجاوز هذه العتبة الحرارية، مما يضع العالم على شفا أزمة مناخية غير مسبوقة.

من ناحية أخرى، يزداد القلق بشأن التأثيرات السلبية لهذه الأزمة على الدول الأكثر تأثرًا، مثل الولايات المتحدة الأمريكية. ففي سبتمبر 2024، ضرب الإعصار هيلين ولاية كارولينا الشمالية، مسببًا فيضانات مدمرة أودت بحياة العديد من الأشخاص وتسببت في خسائر مالية ضخمة. في ذات الوقت، كانت حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا تلتهم الأراضي، مما أجبر السلطات على إجلاء الآلاف من السكان.

لكن التأثيرات المناخية لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط. في إسبانيا، شهدت البلاد فيضانات مفاجئة خلفت أكثر من 200 قتيل، وفي اليابان، كانت هناك علامة مناخية مقلقة للغاية حيث سجل جبل فوجي، لأول مرة في 130 عامًا، عدم وجود ثلوج على قمته، ما يعد دليلاً آخر على التغيرات المناخية المتسارعة. كما أن العديد من الدول حول العالم، من جنوب شرق آسيا إلى أمريكا اللاتينية، عانت من موجات حر شديدة، أعاصير، وجفاف طويل الأمد خلال الأشهر الماضية.

هذه الظواهر المناخية تتفاقم في وقت تتزايد فيه التوترات السياسية، خصوصًا في الولايات المتحدة. الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي سبق له أن سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس خلال ولايته الأولى، تعهد مرة أخرى في حملته الانتخابية بإلغاء جميع السياسات البيئية، مما يهدد بتحقيق انتكاسة كبيرة في جهود محاربة التغير المناخي على المستوى الدولي.

الولايات المتحدة، باعتبارها أحد أكبر مصادر الانبعاثات العالمية، تلعب دورًا محوريًا في المفاوضات المناخية الدولية. ومع عودة ترامب إلى الساحة السياسية، يواجه العالم مجددًا خطر تراجع الجهود الجماعية لمكافحة الأزمة البيئية، في وقت يحتاج فيه التعاون الدولي أكثر من أي وقت مضى.

في المقابل، يرى الخبراء أن الدول الكبرى الأخرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي ستضطر إلى تكثيف جهودها لمكافحة التغير المناخي في غياب القيادة الأمريكية، لكن هناك مخاوف من أن بعض الدول قد تستخدم مواقف ترامب المناهضة للمناخ كذريعة لتقليص التزاماتها البيئية.

في الختام، تواصل درجات الحرارة العالمية ارتفاعها، مع تحقيق الشهر الماضي ثاني أحر أكتوبر مسجل على الإطلاق، ما يضيف المزيد من الضغوط على الحكومات للاتخاذ إجراءات فورية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة. أليك سكوت، الاستراتيجي في مجال الدبلوماسية المناخية، شدد على أن "الوقت ليس في صالحنا"، محذرًا من أن أي تأخير في اتخاذ إجراءات من قبل الاقتصادات الكبرى سيؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل أسرع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: درجات الحرارة التغير المناخي الولايات المتحدة الاحترار العالمي الكوارث الطبيعية الولایات المتحدة فی وقت

إقرأ أيضاً:

رئيس حزب البيئة العالمي: التغير المناخي يهدد العالم بانفجارات بركانية

أكد الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي، أن الجليد الكثيف الذي يغطي المناطق القطبية يعمل كصمام أمان يمنع انفجار البراكين، ولكن استمرار التغير المناخي العالمي وزيادة الاحتباس الحراري يؤديان إلى ذوبان هذا الجليد، ما يهدد بتحفيز نشاط بركاني كارثي.

وأشار كامل، خلال مداخلة ببرنامج صباح جديد على قناة «القاهرة الإخبارية»، ويقدمه الإعلامية شيرين غسان، إلى أن ذوبان الجليد سيخفف الضغط الهائل الذي يمنع البراكين من النشاط، ما قد يؤدي إلى انفجارات بركانية ضخمة تؤثر بشكل مدمر على المدن الساحلية، مضيفًا أن هذه الانفجارات قد تتسبب في إذابة كميات كبيرة من الجليد بسرعة وارتفاع مستوى البحر بأكثر من متر، وهو ما يجعل العيش في المناطق المنخفضة أمرًا مستحيلًا.

استراتيجيات عالمية لحماية المناطق القطبية

وشدد كامل على أهمية وضع استراتيجيات عالمية لحماية المناطق القطبية، واصفًا الأمر بالمسؤولية الجماعية لجميع الدول، ورغم تعدد المؤتمرات الدولية المعنية بالمناخ، أشار إلى أن نتائجها حتى الآن لم تكن بالمستوى المطلوب لتحقيق تحول جذري في مواجهة التحديات المناخية.

وأوضح أن الاستهلاك اليومي لأكثر من 100 مليون برميل من الوقود الأحفوري يفاقم الاحتباس الحراري ويعجل بذوبان الجليد، محذرًا من أن تقليل سماكة الجليد سيزيد من احتمالية نشاط البراكين، ما يهدد بكوارث بيئية عالمية.

ضرورة تقليل استهلاك الوقود الأحفوري

وفي ختام تصريحاته، دعا كامل إلى تكثيف الجهود البحثية ونشر الوعي بين صناع القرار حول العالم، مؤكدًا أن العمل بجدية لتقليل استهلاك الوقود الأحفوري وحماية القطبين أصبح ضرورة ملحة لضمان مستقبل الكوكب.

مقالات مشابهة

  • الغرف السياحية: مصر على رأس قائمة الدول المفضلة للسياحة الخليجية
  • سر اكتشاف كوكب «نبتون» بالمعادلات الرياضية.. «كانوا فاكرينه نجم»
  • رئيس حزب «البيئة»: التغير المناخي يهدّد العالم بانفجارات بركانية |فيديو
  • رئيس حزب البيئة: التغير المناخي يهدد العالم بانفجارات بركانية
  • رئيس حزب البيئة العالمي: التغير المناخي يهدد العالم بانفجارات بركانية
  • بلومبيرغ: العالم يستعد لزلزال تجاري جديد مع عودة ترامب
  • علماء يكتشفون قنبلة موقوتة تهدد بزوال كوكب الأرض
  • الجبير يستقبل مستشار أمين عام الأمم المتحدة للعمل المناخي
  • “الجبير” يستقبل مستشار أمين عام الأمم المتحدة للعمل المناخي 
  • وفقا : لرؤية أمريكية .. كيف يكون الرئيس (جروً) !