أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه سيتوجه إلى البرلمان في 15 يناير/ كانون الثاني العام المقبل لعرض حكومته على اختبار الثقة.

ما المهم في الأمر؟

يعني التصويت على الثقة بالحكومة احتمالية الذهاب إلى انتخابات مبكرة في البلاد إذا لم تحظ تشكيلة شولتس بثقة النواب تحت قبة البرلمان، في موعد أقصاه آذار/ مارس المقبل.



مؤخرا

◼ أقال المستشار الألماني  وزير المالية الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الحر.

◼ انسحب الحزب الديمقراطي الحر من الائتلاف الحكومي الهش في الأصل.

◼ أعلن شولتس التوجه إلى البرلمان لطرح الثقة على الحكومة في كانون الثاني/ يناير المقبل.

جذور الخلاف

قبل عام من الآن، حكمت المحكمة الدستورية الاتحادية بأن أجزاء من سياسة ميزانية الحكومة الاتحادية غير قانونية، ‏بعد أن قرر الائتلاف الحاكم استخدام 60 مليار يورو متبقية من أموال صندوق خصص مكافحة جائحة كورونا في ‏تمويل سياسات متعلقة بالمناخ والطاقة.‏

وكانت الستون مليارا في الأساس هي ما ساعدت على التئام الائتلاف، لكن لم تلبث الخلافات أن طفت على السطح ‏بسبب اختلاف الإيديولوجيات بين أعضاء الائتلاف حول أولويات الإنفاق، وأشكاله.‏

الصورة الأوسع

انهار الائتلاف الحكومي الهشّ إثر إقدام المستشار أولاف شولتس، على إقالة الشريك في الائتلاف الحكومي، كريستيان ليندنر، الذي يحمل حقيبة المالية وانسحاب بقية وزراء الحزب الليبرالي من الحكومة.‏

ويرأس شولتس ائتلافا من ثلاثة أحزاب هي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب ‏‏الديمقراطي الحر بزعامة ليندنر، وحزب الخضر.‏

وطرح ليندنر تبنّي إصلاحات اقتصادية شاملة عارضها الحزبان الآخران.‏



وبرر شولتس قراره بأن وزير المالية خان ثقته مرارا، وأصبح العمل الحكومي في مثل هذه الظروف غير ممكن.

وأشار إلى أنه قدم للتغلب على عجز الميزانية، مقترحا من أربعة عناصر من شأنها تعزيز ألمانيا اقتصاديًا، وتأمين فرص العمل في صناعة ‏السيارات، والسماح للشركات بالاستثمار ودعم أوكرانيا.‏

وأضاف: "لكن وزير المالية ليندنر غير جاهز لتطبيق هذا المقترح الذي سيعود بالفائدة على البلاد، وأمام هذا الوضع، فإن ‏الشخص الذي يرفض مقترح التسوية تصرف بشكل غير مسؤول".‏

وبعد ساعات قليلة من الإقالة، أعلن بقية الوزراء الليبراليين انسحابهم من الحكومة التي فقدت بذلك أغلبيتها في مجلس ‏النواب.‏

ماذا قالوا؟

◼ قال شولتس أنه بصفته المستشار كان عليه إيجاد حلول عملية لصالح البلاد، وإن ليندنر كان يعرقل ‏القوانين، ويلجأ إلى تكتيكات تحزبية غير مهمة وأضر بالثقة في الحكومة.‏

◼ قال ليندنر إن المستشار حاول إجباره على تعليق نظام كبح الديون الدستوري في البلاد، ويرفض الاعتراف أن البلاد بحاجة ‏إلى نموذج اقتصادي جديد.‏

◼ قال وزير الاقتصاد روبرت هابيك المنتمي لحزب الخضر إن الحزب سيظل جزءا من الائتلاف على الرغم من انسحاب ‏الحزب الديمقراطي الحر.‏

◼ قال زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي لارس كلينغبيل إنه يجب إيجاد تسوية لأن ألمانيا لا تستطيع تحمل أسابيع من المفاوضات داخل الحكومة.

هل هي أول حكومة أٌقلية تنهار؟

كان متوقعا في ألمانيا أن لا تستمر "حكومة الأقلية" طويلا، لأنها أثبتت في السابق أنها إلى انهيار.

وليست انهيار الحكومة سابقة في تاريخ ألمانيا، وإن كانت نادرة الحدوث إلا أنها حدثت في عام 1966 في عهد المستشار لودفيج إيرهارد حيث انهارت الحكومة وترأس الحكومة كورت جورج كيسنجر وشكل ائتلافا حكوميا كبيرا.

السابقة الأخرى كانت في عام 1982 في عهد المستشار هيلموت شميت الذي حجب البرلمان الثقة عن حكومته وخلفه هيلموت كول على رأس حكومة جديدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية شولتس كورونا اقتصادية اقتصاد المانيا كورونا الحكومة الألمانية شولتس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدیمقراطی الحر

إقرأ أيضاً:

سيدة ألمانيا الحديدية تطارد المستشارية في برلين

تحوي شخصيتها عديد من التناقضات، فهي سياسية قومية معادية للمهاجرين وتروج للقيم الأسرية التقليدية، لكنها تعيش في سويسرا مع رفيقتها السريلانكية الأصل وطفلين بالتبني.

تفاخر بأسلوبها الاستفزازي الذي تواجه به خصومها السياسيين مستغلة حضورها القوي في المشهد السياسي الألماني.

من الشخصيات المؤثرة في حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي يهيمن عليه الرجال، ورغم ذلك فقد قدمها الحزب كمرشحة لمنصب المستشار في الانتخابات الفيدرالية لعام 2025.

أليس فايدل المولودة في عام 1979 في مدينة غوترسلوه، التي تقع في ولاية شمال الراين وستفاليا في غرب ألمانيا، نشأت في بيئة متواضعة، إذ كان والدها عامل بناء ووالدتها عاملة في مجال التمريض.

درست فايدل الاقتصاد وإدارة الأعمال، في جامعة "بايروت" الألمانية، ثم واصلت مسيرتها الأكاديمية حيث حصلت على درجة الماجستير في جامعة "كونستانس"، والدكتوراه في العلاقات الاقتصادية الدولية، وبشكل خاص العلاقات التجارية بين الصين والغرب.

عملت بعد إنهاء دراستها الجامعية في عدة مؤسسات مالية من بينها بنك "غولدمان ساكس" في فرانكفورت، مما أكسبها خبرة واسعة في مجال التمويل والاستثمار. كما عملت لبعض الوقت في الولايات بشركة الاستشارات الأمريكية "ماكنزي"، حيث أدارت صندوق استثمار خاص يركز على الأسواق الآسيوية. وعاشت في الصين لمدة ست سنوات حيث تعلمت التحدث باللغة الصينية، وكتبت لاحقا أطروحتها للدكتوراه حول مستقبل نظام التقاعد الصيني.

بدأت فايدل حياتها السياسية كعضو في الحزب "الليبرالي الديمقراطي" ثم في عام 2013، انضمت إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي كان قد تأسس حديثا في ذلك الوقت كمشروع معارض لسياسات إنقاذ الدول المتعثرة في منطقة اليورو، التي وصفتها آنذاك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه "لا بديل" عنها، وهي عبارة تبناها الحزب لاحقا لتأكيد موقفه من السياسة الاقتصادية.

ومنذ البدايات كان الحزب ينتقد الأحزاب التقليدية الألمانية ويعارض الاتحاد الأوروبي وسياسات الهجرة التي تتبعها دول الاتحاد.

ولم يغيب الحزب عن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فقد انتقد رئيس كتلة الحزب في "البوندستاغ"، تينو كروبالا، بشدة الدعم الذي يقدمه المستشار الألماني أولاف شولتس، لـ"إسرائيل" بالأسلحة والذخائر.

وقال "إن شحنات الأسلحة التي تقدمها برلين لإسرائيل تعني قبولها بجميع الخسائر المدنية من الجانبين". وأضاف "إنكم تصبون الزيت على النار بدلا من المساهمة في خفض التوتر".

واتهم " إسرائيل" بقبول "نزع الصفة الإنسانية عن كل القتلى المدنيين على الجانبين"، مطالبا بعدم تزويد أي من الأطراف المتصارعة بالأسلحة الألمانية. وأدت تصريحاته إلى عاصفة داخل الحزب الذي قدم نفسه منذ البداية كحليف قوي لدولة الاحتلال، وفي عام 2019، طالب بحظر كامل وقابل للتنفيذ لجميع أنشطة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في ألمانيا.

لكن التطورات الجيوسياسية تسببت في انقطاع عن هذا التضامن المعلن، فالحزب مؤيد قوي لموسكو.

وسرعان ما برزت فايدل كواحدة من وجوه الحزب، بعد أن أدت دورا محوريا في صياغة سياساته الاقتصادية والاجتماعية.


انتخبت للمرة الأولى في 2017 كعضو في البرلمان الفيدرالي الألماني (البوندستاغ) وأصبحت في وقت قصير من أبرز الشخصيات في الحزب، ما جعلها تتقاسم رئاسة الكتلة النيابية للحزب مع متطرف آخر يدعى ألكسندر غولاند.

عارضت بشدة سياسة الهجرة التي اتبعتها ميركل، داعية إلى "حماية الهوية الألمانية" من "تهديدات" محتملة بسبب الهجرة الواسعة، مبدية عداء حادا تجاه سياسات اليسار والأحزاب التقليدية.

تتخذ من مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة قدوة لها، وقالت في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية: "تعجبني سيرتها الذاتية، السباحة عكس التيار حتى عندما يصبح ذلك متعبا"، وتعرف تاتشر بأنها "السيدة الحديدية"، لذلك يطلق على فايدل، كمقاربة مع تاتشر لقب " سيدة ألمانيا الحديدية ".

كما تبدي إعجابها بشخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي تعتبره "نموذجا يحتذى به" لألمانيا.
وهي لم تكتف ببناء شراكات استراتيجية قوية مع أحزاب يمينية متطرفة أخرى في الاتحاد الأوروبي، في فرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا، بل أصبحت "شخصية مفضلة" لدى الإدارة الأميركية الجديدة، بما في ذلك الملياردير إيلون ماسك الذي يقود وزارة كفاءة الحكومة في إدارة ترامب، الذي أيد زعيمة الحزب أثناء إحدى حملاتها الانتخابية، وقلل من أهمية ماضي ألمانيا النازي.

وحث مساك، الألمان على دعم حزب "البديل من أجل ألمانيا " وهو ما اعتبر تدخلا في الانتخابات في ألمانيا.

كما التقت بنائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، وفي وقت سابق، حث فانس الأحزاب السياسية الرئيسية في ألمانيا على التخلي عن رفضها التعاون مع اليمين المتطرف.

لكن فايدل تصر على أن حزبها "محافظ" و"ليبرالي" لكن وسائل الإعلام السائدة "صورته بشكل سلبي" على أنه "متطرف"، إذ تم تصنيف أقسام من الحزب رسميا على أنها "متطرفة يمينية" من قبل السلطات الألمانية.

رغم أن فايدل عرفت فيما يتعلق بموضوع الهجرة واللاجئين، بخطاباتها الحادة والمثيرة للجدل، وقد وصفها بعض النقاد بأنها "شعبوية" تستغل مخاوف الناس لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن أنصارها يرون بأنها تمثل صوتا صادقا للألمان الذين يشعرون بأنهم مهمشون في ظل السياسات الحالية.
وتعترف فايدل بأنها تحب الاستفزاز، فقد وصفت في عام 2018 في كلمة لها في "البوندستاغ"، اللاجئين وطالبي اللجوء بأنهم "رجال يحملون سكاكين ويحصلون على دعم"، والأطفال المسلمين بأنهم "بنات محجبات"، ولذلك قام رئيس البرلمان آنذاك، بتوبيخها.

ودافعت عن نفسها بأنها أرادت بعبارة "بنات محجبات" لفت الانتباه إلى أن ألمانيا لديها مشكلة مع "الإسلام المحافظ"، الذي يتعارض من وجهة نظرها مع الدستور الألماني.

وتبدو حياة أليس فايدل الشخصية متناقضة ومتصادمة مع توجهت ناخبيها، فهي تعيش مع شريكتها المثلية، سارة بوسارد، وهي من أصول سريلانكية، تعمل في مجال صناعة الأفلام، ولديهما طفلان متبنيان، وتعيش في منزل على الحدود مع سويسرا.

وهذا بعيد كل البعد عن الصورة المثالية التي يتبناها حزب "البديل من أجل ألمانيا"، إذ يلتزم الحزب في برنامجه بالأسرة التقليدية كمثل أعلى "في الأسرة يتحمل دائما كل من الأب والأم مسؤولية مشتركة عن أطفالهما".

وقد أثار وضعها العائلي جدلا طويلا داخل حزبها اليميني، لكنها تستخدمه أحيانا في خطابها السياسي لتعزيز موقفها المعادي للإسلام، مشيرة إلى أن "الإسلام المعادي للمثلية" ليس له مكان في ألمانيا.
وتروج للقومية ولكنها تقيم خارج ألمانيا، وتدعي أنها تمثل دائرتها الانتخابية، ولكنها اعترفت في إحدى المقابلات أنها لا تعرف عدد السكان الذين تمثلهم، ولا تقضي وقتا طويلا في منطقتها، وعند الضغط عليها بشأن هذه التناقضات، فإنها غالبا ما تتجنب الإجابات المباشرة أو تنسحب من المقابلات.

لكن أليس لا ترى أي تناقض فهي تصر على فصل حياتها الشخصية عن عملها السياسي.

الحزب تحت قيادة فايدل أصبح أكثر تطرفا، ولكنه حافظ على صورة عامة مدروسة بعناية، تهدف إلى جعل المجتمع الألماني أكثر تقبلا له رغم ارتباط بعض أعضائه بالنازيين ومؤامرات تهدف للإطاحة بالدولة.

وغالبا ما تستخدم في خطابها السياسي مصطلح "العودة"، وهو مصطلح استخدمه النازيون في الماضي. وكان جدها قاضيا نازيا، وهو موضوع تتجنب التطرق إليه أو الإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليها بشأنه.

ونتيجة لهذه القيادة التي تعرف كيف تثير مخاوف الناخبين فقد تمكن حزب "البديل من أجل ألمانيا" من تحقيق سابقة تاريخية بحصوله على نحو 21 بالمئة من الأصوات، ما وصفته زعيمة الحزب أليس فايدل بـ"النتيجة التاريخية"، خلف حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي حصل على حوالي 28 بالمئة من المقاعد.

ورغم هذا الفوز الصادم لكن لم يوافق أي حزب رئيسي على تشكيل ائتلاف مع "البديل من أجل ألمانيا" ولا يبدو أن ثمة أمل بذلك. لكن تبقى أليس فايدل، القوة المحركة لهذا الحزب والشخصية المسيطرة.

مقالات مشابهة

  • المانيا.. حزب المستشار شولتس يتصدر انتخابات هامبورج رغم تراجع الأصوات
  • من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة
  • الحزب المصري الديمقراطي يستنكر جرائم الاحتلال بحق شعب غزة ويدعو لتحرك دولي فوري
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه  
  • كاكه حمه: الديمقراطي والاتحاد قريبان من تشكيل حكومة الإقليم ونأمل الإفراج عن أوجلان
  • مستشار ألمانيا القادم يريد لقاء ترامب رغم "الموقف الصعب"
  • رسائل تهديد.. ماذا يحصل بالعراق بعد اتصال روبيو بالسوداني؟
  • عاجل. نتنياهو يتوعد بضرب النظام السوري إذا تعرض لدروز جرمانة جنوب دمشق ويتعهد بحماية هذه الأقلية في سوريا
  • سيدة ألمانيا الحديدية تطارد المستشارية في برلين
  • حزب PKK ينصاع لدعوة عبدالله أوجلان وانتظار ردة فعل تركيا.. ماذا قد يحصل إذا وفاقت أنقرة؟