“من مواطن الشجن والبوح الذي كتمه الحب .. سعدون قاسم . ملهاة العاشقين واوجاع السنين “
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
يُعدّ سعدون قاسم واحداً من أبرز الأصوات الشعرية العراقية التي تجسد العواطف الجياشة والحنين العميق. فهو شاعر جنوبي ميساني، أبدع في صياغة الكلمات بطريقة حساسة، ليعبر عن الحب، الحزن، والانتماء لوطنه. تأتي أشعاره كمرآة تعكس المشاعر المتنوعة التي يعيشها الإنسان العراقي، وهي تعكس تجربته الذاتية والعامة في آن واحد.
لقد تمكن سعدون قاسم من استثارة مشاعر القارئ والمستمع على حد سواء، حيث تغنى بأشعاره كبار المطربين العراقيين، مثل رياض أحمد الذي غنّى أغنية “تعتب علي”، وكريم منصور بأغنية “بس تعالوا”، وسعدون جابر في أغنية “على الله و يا أبشيرة ”، وغيرها من الأغاني التي ظلت تتردد على الألسنة وتُعبر عن معاناة وآمال الشعب العراقي.
تتسم قصائد شاعرنا الكبير بالعاطفة الجياشة، التي تلمس شغاف القلب، وتستحضر الذكريات الجميلة والمآسي المؤلمة. تعكس كلماته الحزن الناتج عن الفراق، الشوق للأرض، وحنين الأهل والأحباء. يكتب قاسم عن ميسان، مدينته التي يحتضنها قلبه، وكأنها الوطن بأسره، فهي بالنسبة له ليست مجرد مكان، انما هي الذات التي سكنت هواجسه التي تغنى بها اصحاب الحناجر الماسية لتتلى بعد ذاك لمواجع الليل وعبراته التي سكنت قلوب العاشقين والمسافرين الى محطات نأت عن الروح والقلب
يستند قاسم في شعره إلى معاني الانتماء والولاء للوطن، حيث يُظهر من خلال كلماته مدى تعلقه بتراب بلده. يعتبر الوطن رمزاً للحب والجمال، لكنه أيضاً مصدر للألم والحزن نتيجة الفراق والمآسي. تتجلى مشاعره التي تعلوها عزة النفس والاصالة، وتصوّر كيف يتغلب الحب على الألم. ففي اغنية (جتني الصبح) مفارقات جعلت الإلهام يتدفق فيما كتبه اذ قال
جتني الصبح وعيونه ذبلانه
وحلفت يمين البارحة سهرانه
مستاهله… واالله وحيل
روحي اشتكي لنجوم الليل
تذكرين من جنت اشتكيلك انه
بسنونها عضت شفايفه ندم
وترجف خجل من راسه لحد الجدم
مره تغمض عيونه
ومره يتغير لونه
شفتي العشك شيسوي ايافلانه
لقد أسهمت أصوات المطربين في إحياء أشعار سعدون قاسم، وجعلتها حية في ذاكرة الزمان. كان لصوت رياض أحمد، مثلاً، القدرة على نقل الإحساس بالوجع والحزن في أغنية “تعبت علي”، حيث تتحدث الكلمات عن التعب الناتج عن الفراق، بينما تحمل أغنية كريم منصور “بس تعالوا” دعوةً للعودة والحنين. كما تلامس أغاني سعدون جابر “على الله يا بشرية” روح الأمل حتى في أحلك الأوقات.
“سعدون قاسم ” هو أحد كبار الشعراء العراقيين الذين استطاعوا نقل الأحاسيس الإنسانية بعمقٍ وحرفيةٍ، وقد أبدع في التعبير عن مشاعر الحب، الحزن، والحنين إلى الذات الملبدة خلف محطات الشجن . هو شاعر جنوبي من ميسان، إذ تمثل أشعاره تجربة إنسانية غنية تمزج بين العواطف العميقة والانتماء الجارف إلى الأرض. تجسد كلماته الروح العراقية وتعكس التحديات التي واجهها البيئة التي لازمها الخوف ومعتقلات الدم.
وتميزت قصائد سعدون قاسم بعاطفة جياشة وحساسية مفرطة، حيث تُعدّ بمثابة لوحة فنية تُجسد الألم والحنين. يكتب عن الحب بصوتٍ مؤلم يتردد في قلوب مستمعيه، معبرًا عن الفراق والشوق الذي لا يفارق الروح. تأسر كلماته القلوب وتعيد إليها ذكريات عابرة، ولحظات من الفرح تختلط مع حزن الفراق.
لا يكتفي بإبداع الشعر، بل يُبرز من خلاله قصصًا عن الحياة، تجارب الإنسان اليومية، والأثر الذي تتركه مشاعر الحب والألم في النفوس. هذه القصص ليست مجرد كلمات على ورق، بل هي تعبير عن حياة كاملة تحوي كل الألوان والمشاعر.
تمثل ميسان، مدينته، جزءًا أساسيًا من هويته الشعرية. في قصائده، يصور ميسان بعيونٍ محبة، وكأنها الأم التي لا يمكن نسيانها. يُبرز من خلال شعره الحب العميق لتراب الوطن، مستحضرًا تفاصيله الطبيعية والثقافية، والمواقف الإنسانية التي تجمع الناس في أوقات السعادة والحزن.
ها يروحي الخاطر الله يوم هيدي
ها يروحي الراح راح وماهو بيدي
دنيا ما اكدر عليه زين مني
وباقي بيه ويا عيوني لو يفيد
الدمع زيدي… لا يروحي الدنيا
مابيه امان وبعد ماضل كل وفه
بهذا الزمان وصدكي بالله الحزن
عيدي.. ها يروحي مو كتلج ضيعوج
أشعاره لم تقتصر على صفحات الكتب، بل تحولت إلى أغانٍ خالدة تُغنى على ألسنة عمالقة الفن العراقي. قام كبار المطربين مثل رياض أحمد، كريم منصور، وسعدون جابر بتقديم أشعاره بأصواتهم المميزة، ليصبح كل منها جزءًا من الذاكرة الموسيقية العراقية.
أغنية “تعبت علي” لرياض أحمد، تعبر عن الألم العاطفي والفراق، بينما أغنية “بس تعالوا” لكريم منصور تركز على الشوق والحنين للعودة. أما “على الله يا بشرية” لسعدون جابر، فتُبرز الأمل في لحظات الحزن، مما يعكس قدرة الشعر على التحول إلى نبض حقيقي للناس.
تظل أشعاره مُفعمة بهاجس الفقد والغربة حيث يستخدم عبارات شعرية مؤثرة تحمل في طياتها قصصًا عن الهيام والشوق. يُظهر من خلال كلماته كيف أن الأمل لا يموت، حتى في أحلك الأوقات:
انه من النوح يتمت البساتين
لا تغريد بيه ولا تساهيل
صحت موال بجه الشجر والماي
واكو فلاح يسمع صاحلي عيد
كتله اليعيد اجروحه جذاب
الجنح مكسور واذتني المصاييد
لفاله جكاره وجر نفس حيل
ودك الكاع بيده وكال شتريد
اريد اتخلص من الدنيه والناس
اريد جناح اطيرن كلشي ما اريد
خلاصة القول سعدون قاسم، الشاعر الجنوبي الذي استطاع أن يُعبر عن الروح العراقية، هو صوت يُعيد إلى الأذهان تاريخًا من الحب والحنين. يظل شعره حيًا في قلوب محبيه، يعبر عن آمال وآلام الناس في ميسان وفي عموم العراق. إن أشعاره ليست مجرد كلمات، بل هي نبض الحياة وتجليات الروح العراقية.
هو الذي يعيش في وجدان كل اصيل ، بفضل عواطفه الجياشة وكلماته المعبرة. إن أشعاره، التي تحمل في طياتها حكايات المدن المنسية، تظل خالدة في قلوب محبيه، وتُمثّل صوتًا شعريًا يعبر عن تاريخ وثقافة وعواطف الناس في ميسان والعراق. أطال الله في عمره، ليظل شاعراً يُغني بهاء وطنه وحنين أبنائه ورمزا للشعر الوجداني والشعور بالانتماء
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
ملياردير “مرشح ترامب” الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب؟ .. من هو؟
#سواليف
أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب يدرس تعيين الملياردير الفلسطيني الأمريكي #بشار_المصري لإدارة قطاع #غزة في اليوم التالي للحرب.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن #المصري (مواليد 1961) هو “المستشار السري والمقرب من آدم بوهلر، مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، والرجل الذي يحاول إيجاد حل في مواجهة #حماس”.
وذكرت الصحيفة أن الملياردير الفلسطيني الأمريكي بشار المصري وضع نفسه بهدوء كلاعب رئيسي في #خطط #إدارة_ترمب في مرحلة ما بعد #الحرب في #غزة.
مقالات ذات صلةووفقا لمصادر دبلوماسية، يعمل المصري كمستشار مقرب لآدم بوهلر مبعوث ترمب في مفاوضات الرهائن.
وذكرت أنه وعلى مدى أشهر، كان بوهلر يسافر على متن طائرة المصري إلى الدوحة والقاهرة وعواصم إقليمية أخرى، حيث شارك في مفاوضات بشأن الرهائن وغيرها من المسائل الحساسة.
ويقال إن المصري نفسه كان حاضرا في بعض هذه الرحلات، وحافظ على حضوره المتحفظ في المناقشات عالية المخاطر.
ويوضح المصدر ذاته أن المصري ليس رجل أعمال عادي، فهو الرجل الذي يقف وراء مشروع “روابي” أول مدينة فلسطينية مخططة في الضفة الغربية، ولديه محفظة استثمارية ضخمة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك في إسرائيل.
وباعتباره رجل أعمال محنك، يتقاسم المصري نهجا تجاريا مع ترامب، مما يجعله ملائما بشكل طبيعي للرؤية الاقتصادية لإدارة المنطقة.
وعلى الرغم من ماضيه حيث شارك في الاحتجاجات ضد إسرائيل في شبابه، فإن المصري يُنظَر إليه الآن باعتباره شخصية براغماتية لا تربطه أية صلة بحماس أو السلطة الفلسطينية.
والواقع أن هويته المزدوجة كفلسطيني من مواليد نابلس ومواطن أمريكي منحته مكانة فريدة فهو يحظى بقبول واسع النطاق من قِبَل الإدارة الأمريكية في حين يحتفظ بنفوذه داخل دوائر الأعمال الفلسطينية.
ووفق الصحيفة العبرية فإن ثروة المصري وذكائه التجاري وحياده السياسي تجعله مرشحا رئيسيا لقيادة جهود إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب.
وأشارت في السياق إلى أن عمه منيب المصري، هو قطب أعمال فلسطيني يبلغ من العمر 91 عاما وكثيرا ما يُنظر إليه باعتباره جزءا من النخبة المالية الفلسطينية، مبينة أن عائلة المصري شاركت في مشاريع استثمارية كبرى في مختلف أنحاء المنطقة.
في مقابلة سابقة، قال بشار المصري: “إذا كنا قادرين على بناء مدينة، فإننا قادرون على بناء دولة”.
ولم يصدر عن بشار المصري أو إدارة ترامب أي تعليق على ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية.
والآن، بينما يراقب العالم ما يحدث في غزة يظل السؤال مطروحا: هل سيكون المصري هو الشخص الذي سيعيد بناءها؟.
من هو؟
– بشار المصري (65 عاما) رجل أعمال فلسطيني ولد ونشأ في مدينة نابلس ويحمل الجنسية الأمريكية.
– حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة فرجينيا بولينكنيك في الولايات المتحدة.
– يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة مسار العالمية.
– بدأ حياته العملية في واشنطن، ثم عاد في منتصف التسعينيات إلى مدينة رام الله واستقر فيها، وعمل على تأسيس وإنشاء أول صحيفة فلسطينية يومية، هي جريدة “الأيام”.
– أطلق المصري عدة أطروحات لمشاريع ضخمة أبرزها “مدينة روابي” أول مدينة نموذجية في فلسطين، ومشروع “لنا القدس” لخدمة المقدسيين، وأطلق مشاريع عقارية كبيرة في فلسطين والأردن ومصر أيضا.