قراءة في ديوان “في ظل آب” للشاعر والناقد سلطان الزغول/ كتبت حمدة الزعبي
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
#سواليف
تضمن ديوان الشاعر #سلطان_الزغول الموسوم بـ ” #في_ظل_آب” ، الصادر ضمن احتفالية إربد مدينة الثقافة العربية لعام 2022، خمسة عناوين هي: غيث، ماء كنعان، في ظل آب، عريش آب والنزول من سطح الأمل . وجاء الديوان من القطع المتوسط ،بعدد 97 صفحة.
باعتقادي أن القصيدة الأولى “غيث”، هي تعبير عن الآمال والطموحات لنبتٍ جديد، كالغيث عندما يهطل، فتحيا الأرض وتنبت فرحًا، فيزدهي الناس بخيراتها.
وفي القصيدة الثانية نرى أن الغيث تحقق وأتى ثماره … فها هو على شكل الابن الطفل الصغير فيقول هنا ص11:” يركض غيث نحو الزيتون / أضحك في فرح وأقبل عينيه”، كما أن غيثا عندما يبتسم لوالده تندلق حقول الخصب على قلبه، فهو كالسنابل التي ينتظرها الناس وتأتي في موسمها ليكتمل الفرح وتعم السعادة والاكتفاء لمنتظريها.
اما في باب “ماء كنعان” نجد الزغول قد نثر نصوصه الاحدى عشر المبتهلة لله مستعينا في صوره الابداعية بـ ألهة الحب والحنان “عناةُ ” للتعبير عما يجول في خاطره، وكأنها عروس تشرينية تتمايل وترفل بدلال لاستقبال اله “بعل” اله الخصب والبرق والرعد لاحياء الأرض والزرع والضرع بأمطار كانون.
لقد أبدع الشاعر باستعارات صور ألهات المعتقدات والأساطير الكنعانية والتي وردت في الأديان السماوية وراح يستدعيها ويخاطبها ويطلب منها المزيد من العطاء عبر ابتهالاته..
وفي لقاء بعل يقول.” حين صحا بعل يتمطى /سألته أن يكتب سيرة الماء/أن يسكب الذكريات في عب الدالية / لأرتبها وأبني له العريش/لأظلله في تموز القادم / داعب شعر ذقنه اللامع بدهن الزيتون / وبش في وجه / ثم انطلق في السهول.ص 26.
وفي نص المحبة يقول..المحبة سراج البصير وضوء الرائي / حينما كشفت المحبة الغطاء/ ابتدأ فعل الخلق / حين سكنت إلى الرؤية/ جاءتني الرؤى / حين حضرتِ عبر غيمك المحمل بالغواية / داخ بعل وأطلق رعده في البراري . ص29
ويستخدم صورة الألهة “عناة” من جديد في نص ” نور أخضر” الذي يحكي حال الأرض وحاجتها للماء من اجل النمو والعطاء فيقول..” تنكمش القرى في سكون أواخركانون/ تخرج عناة بنورها الهادر / فتزيح العتم وتسأل الماء أن يسخو هذا الموسم / ليعيد تشكيل الأرض / خضراء من جديد”.ص 35
أما قصيدة “في ظل آب” والذي اتخذها عنوانا للمجموعة، فقد عبر الشاعر في باب نصوصه عن مشاعره لشهر آب قائلا ..”يغزل آب ليلته / يتناسل فيَّ هجيرا/ ويدربني ان أكمن للقر بساحل حره” ص 44، ثم يواصل.. ” غابات تمشي عبري / تتمشط ثم تسيح عبيرًا / فيغزلها النحل وصرصارالليل../ تذوب ندىً في الفجر / تتوهج تينا يسعى../عنبا يلمع/ تقطفني / أتفجر من ولهٍ.ص45
وفي مجموعة ” النزول من سطح الأمل ” يبدو تشاؤم الشاعر مما طرأ عليه من منغصات وخيبات في الحياة، فيقول..” الخيبة تختق الفضاء / الخيبة صارت شراع الرحلة/ يبس عشب الروح.ص61
وينبذ الزغول في نصوصه الأخيرة بعنوان “فاطمة” الفرقة في مجتمعاتنا وابتلاع بيوت الاسمنت المساحات الزراعية والمشروعات المختلفة المدعومة من خارج الوطن ..فيقول بحزن وأسى..” هل أحدثك عن تين عنجرة الذي صار معلبَا ../أم تفاح جبل الشيخ الذي رحل قبل أن تنأى إدلب نحو انطاكيا يا فاطمة../ حتى التينة السوداء في حوش البيت العتيق اقتلعت / وتعفرت جذورها بالإسمنت ..ص73
ويستذكر فيما بعد بطولة الأردنيين أمثال محمد علي العجلوني وفراس العجلوني من أبناء منطقته عجلون.
يشار الى ان للشاعر والناقد الدكتور سلطان الزغول ثلاثة اصدارات شعرية هي: في تشييع صديقي وارتعاشات على جسد الخريف وحضن الأفول , وله أيضا عشر دراسات في النقد الأدبي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
الدموية في نظام بشار الأسد: قراءة في ضوء علم النفس السياسي”
#الدموية في #نظام_بشار_الأسد: قراءة في ضوء علم النفس السياسي”
#هبة_عمران
لطالما كان علم النفس السياسي أداة لفهم السلوكيات القمعية للأنظمة الدكتاتورية، ولا يمكن تجاوز شخصية بشار الأسد دون تحليلها ضمن هذا الإطار. فمنذ وصوله إلى السلطة، طبع الأسد نظامه بالدموية والعنف الممنهج، ما يثير تساؤلات حول العوامل النفسية والسياسية التي تغذي هذا السلوك.
الأسد: الشخصية السلطوية وآليات الدفاع النفسي
مقالات ذات صلة الدين و السلطة 2024/12/17يظهر بشار الأسد كحاكم سلطوي، تتجذر في شخصيته ميول نرجسية واضحة. يحرص دائمًا على تصدير صورة الحاكم القوي الذي لا يتزعزع أمام الضغوط. لكن خلف هذه القشرة، يمكن رصد انعدام أمان داخلي مرتبط بعقدة الخوف من فقدان السيطرة، وهي سمة تتكرر في الشخصيات التي تصل إلى السلطة دون شرعية شعبية حقيقية.
وفقًا لعلم النفس السياسي، يميل القادة الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى التعويض عن ذلك بالعنف المفرط لإخضاع الخصوم وبناء ولاء قائم على الخوف.
الدموية كوسيلة للبقاء في السلطة
يتجلى السلوك الدموي للأسد في السياسات التي تبناها خلال الثورة السورية، حيث اعتمد على القتل والتدمير كوسائل لإسكات المعارضة. هذا السلوك ليس مجرد استراتيجية سياسية باردة؛ بل هو انعكاس لتراكمات نفسية تتسم بالبارانويا والخوف المستمر من المؤامرات.
علم النفس السياسي يفسر هذا السلوك باعتباره وسيلة لحماية الذات من تهديدات حقيقية أو متخيلة، حيث يصبح العنف هو الحل الوحيد للتخلص من أي مقاومة محتملة.
الإرث الأسري وتأثير البيئة المحيطة
لا يمكن فهم شخصية الأسد دون الرجوع إلى إرث والده، حافظ الأسد، الذي أسس نظامًا قائمًا على الرعب والولاء الأعمى. بشار، الذي نشأ في هذا المناخ، تشرب أساليب الحكم القائمة على القوة المطلقة. هذه التنشئة انعكست في سلوكه، حيث يرى في القمع المفرط وسيلة “طبيعية” لضمان الاستقرار.
النتائج النفسية على المجتمع السوري
علم النفس السياسي لا يكتفي بتحليل شخصية الحاكم، بل يمتد إلى دراسة تأثير سلوكياته على شعبه. النظام الدموي للأسد خلق مجتمعًا مثقلًا بآثار الصدمة الجماعية، حيث يعيش السوريون في حالة من القلق المستمر، تفكك النسيج الاجتماعي، وتراكم الكراهية بين الطوائف.
خاتمة
من خلال قراءة دموية بشار الأسد في ضوء علم النفس السياسي، يتضح أن العنف الذي ينتهجه ليس مجرد أداة حكم، بل هو انعكاس لأزمة نفسية عميقة. سلوك الأسد يوضح كيف يمكن للجوانب النفسية لشخصية القائد أن تشكل مصير أمة بأكملها، محولة السلطة إلى مصدر رعب وعنف بدلًا من أن تكون أداة لخدمة الشعب.