هناك فرق – منى أبوزيد – مهزلة العقل البشري!!!
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
هناك فرق – منى أبوزيد – مهزلة العقل البشري!
“أرجو من القارئ أن يضحك على نفسه كثيرًا قبل أن يدرس التاريخ، إذ لم يخلق الله مهزلة تستوجب الضحك كالعقل البشري”.. د. على الوردي..!
أعرف أُمَّاً كانت ابنتها زوجةً لرجلٍ ذي نفوذ وحيثية أو شخصيةٌ مرموقة “إن شئت” بحسب تعريف مجتمع سودان ما قبل الحرب لمنصبه المهني والسياسي، ثم شاء الله أن ينتهي ذلك الزواج – الذي بدأ بحفل عرسٍ أسطوري – بالطلاق لأن الرجل المُهم الذي كان يدير شئون مؤسسة ضخمة بكامل عدَّتها وعتَادها فشل في أن يدير بعض شئون بيته.
وهكذا، وبعد حساب حفنة الأرباح وأطنان الخسائر قالت الأم مخاطبةً ابنتها بتلك النبرة الواقعية التي يلوذ بها معظم الناس بعد وقوع الكوارث “إن شاء الله يا بتي بعد دا الحال يجيك زول ساكت”..!
وعندما استفسرت ابنتها عن معنى أن يكون زوج المستقبل “زول ساكت” قالت الأم “يعني زول عادي، راجل عيشة، لا منصب لا جاه لا لقب”..!
ذات النَّزعة الطبقيَّة في تصنيف “العرسان” كان يلازمها عرفٌ صارم بشأن تقييم المكالمات الواردة إلى الهواتف المحمولة. فالناس ينقسمون بحسب ذلك التصنيف إلى فئات تتراوح بين الشخصيات الهامة والناس الساكت، وذلك بحسب موقع رقم الشخص المتصل من قائمة الأرقام المميزة..!
عندما كنت أقيم خارج السودان الذي كان – في مطلع هذه الألفية – اشتريتُ حال وصولي إلى الخرطوم في عطلةٍ قصيرة شريحة موبايل، ثم فوجئت بعد ذلك بعدم ترحيب معظم الناس بالمكالمات الواردة من فئة الشرائح المسكينة تلك، فشكوتُ الأمر إلى إحدى صديقاتي التي أدهشتني إجابتها “بيكونوا فاكرينك زولة ساكت” ..!
وعندما أعربت عن استنكاري لمثل هذا التصنيف المُخِلْ تناولت هاتفها المحمول بهدوء وقامت بالاتصال بذات الرقم الذي لم أجد منه رداً. فعلَتْ ذلك بكل بساطة وهي تخاطبني قائلةً بكل ثقة “أنا رقم تلفوني في آي بي عشان كدا بيردوا طوالي”، وقد كان..!
ذات النهج في تصنيف الناس كان ينطبق على ما تدلي به الشخصيات – ذات الحيثية – السياسية والاقتصادية في مختلف مجالات الحكم السياسي والشغل التنفيذي والعمل العام. فقد كان هنالك دوماً ما يمكن أن يقال لشخصية ذات قوة ونفوذ، وكان هناك دوماً ما لا يمكن الحديث عنه أمام أي “زول ساكت ..!
في سودان ما قبل الحرب كان الحديث عن بعض الحقائق في اجتماعات القيادة ومراكز صنع القرار شيء والتصريح بشأنها في المحافل الجماهيرية والزيارات الميدانية وأمام وسائل الإعلام شيءٌ آخر..!
في سودان ما قبل الحرب كانت الفتاوى الدينية – بشأن القروض الربوية أو الخروج على الحاكم أو إخماد ثورة المحكوم – تكشف عن ساقها بين يدي الحاكمين بأمرهم وتتدثر بسرابل التقييد والتشديد إن كان من يطلبها هو أي “أزول ساكت” ..!
ثم اندلعت ثورةٌ أسقطت النظام الحاكم، وكان مُشعل شرارتها ووقودها وحارسها الأمين هو ذلك “الزول الساكت” الذي سار في المواكب وهتف وتظاهر وزأر، وبات في ميدان القيادة يحرس ثورته من غارات القياديين والمهُمين وذوي الشأن والقوة والحيثية ..!
ثم اندلعت الحرب في السودان وتعاظم التآمر عليه، ونزح من نزح، ولجأ من لجأ، وبقى من بقى، واستنفر من واستنفر، واستشهد من استشهد من مختلف فئات هذا الشعب الذي يواجه التشريد والتهجير ويقاوم مشاريع الاستيطان وطمس الهوية..!
وما يزال بعض السياسيين الخونة والناشطين العملاء والكتاب الأجراء يخاطبونه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام على اعتبار أنه مجرد “زول ساكت”!.
munaabuzaid2@gmail.com
صحيفة الكرامة
منى أبوزيدهناك فرق – منى أبوزيد – مهزلة العقل البشري!المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: منى أبوزيد
إقرأ أيضاً:
الخطيب وحسن حمدي وطاهر أبوزيد في جنازة ميمي الشربيني|صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك حسن حمدي رئيس النادي الأهلي السابق، ومحمود الخطيب رئيس النادي الحالي، وعدد كبير من نجوم القلعة الحمراء وكرة القدم المصرية في جنازة الراحل ميمي الشيربيني المعلق الشهير ونجم النادي الأهلي الأسبق الذي وافته المنية أمس الأثنين.
وتواجد حسن حمدي والخطيب وحسام غالي وأحمد شوبير وطاهر أبو زيد وفتحي مبروك وخالد بيبو نجوم الأهلي السابقين في جنازة المعلق الرياضي الشهير ميمي الشربيني التي اقيمت بعد ظهر اليوم.
وشيعت جنازة ميمي الشيربيني بعد صلاة ظهر اليوم الثلاثاء من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة.
موعد جنازة ميمي الشربينيتقام بعد ظهر اليوم الثلاثاء، جنازة الراحل ميمي الشربينى، نجم الأهلي السابق وأسطورة التعليق الرياضي، والذي ودع عالمنا أمس الاثنين، بعد صراع طويل مع المرض، وذلك من مسجد عمرو بن العاص.
ويعد الراحل ميمى الشربيني من أشهر المعلقين الرياضيين في مصر والوطن العربي، ولاعب الأهلي المصري السابق وبدأ ميمي مشواره مع الكرة في النادي المصري القاهري، ومن بعدها بدأ قطبي الكرة المصرية الأهلى والزمالك، السعى للظفر بخدماته.
ولكن حبه للأهلي جعله يرفض عرض الزمالك القوى، حتى نجح كشاف الأهلى التاريخي عبده البقال في تحقيق حلمه بالانتقال للأهلي مع زميله وقتها طه إسماعيل، وأطلق عليه المستكاوى لقبًا جديداً هو «الألفة» والمرحلة الأهم غير لعب الكرة والتدريب في حياة ميمي الشربيني كانت عندما نجح في اختبار الإذاعة في فبراير 1976، ليصبح أحد ألمع معلقي الكرة المصرية عبر تاريخها، ولهذه قصة يرويها الشربيني بنفسه في حوار تلفزيوني قديم.