مع تصاعد التوترات في لبنان، وصلت الأوضاع الإنسانية إلى مستويات تتجاوز حتى قسوة حرب عام 2006. فمنذ 8 تشرين الثاني 2023، أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد 3050 شخصاً، بينهم 178 طفلاً وأكثر من 560 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 13,658 آخرين. هذه التطورات أدت إلى تدهور الأوضاع بشكل حاد، حيث تم إصدار أوامر نزوح جديدة من الجيش الإسرائيلي لسكان مناطق بعلبك والنبطية، متبوعة بضربات جوية استهدفت تلك المناطق.

وتفاقم الوضع بسبب تدمير البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المرافق الصحية، حيث تواجه العديد من المستشفيات ضغطاً غير مسبوق وتطلب التبرع بالدم بشكل عاجل لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى.

أوامر النزوح المتتابعة التي صدرت يومي 30 و31 تشرين الأول لسكان بعلبك أشعلت موجة من الذعر بين الأهالي، الذين تدفقوا على الطرقات نحو زحلة وعكار، وقضى كثيرون منهم الليلة في سياراتهم وسط ظروف جوية وأمنية قاسية بحثاً عن ملاذ آمن. وفي الوقت ذاته، صدرت أوامر مشابهة في مناطق متعددة من النبطية وصور والضاحية الجنوبية لبيروت، ما زاد من حدة الأزمة.
وحسب آخر الأرقام لا يزال قضاء الشوف يتربع على قائمة أكثر الأقضية استقبالا للنازحين، إذ حسب تقارير رسمية صادرة عن منظمات عالمية اطلع عليها "لبنان24"، بلغ عدد النازحين الذي استقروا في الشوف منذ بدء الأزمة بلغ 154,415 نازحًا، موزعين على 82 عقارا، في حين نزح إلى بيروت 133,053 شخصا، مقابل 107,906 نزحوا إلى قضاء عاليه. هذه المناطق الثلاثة هي المناطق الوحيدة التي تجاوز فيها أعداد النازحين 100 ألف نازح، وحسب الأرقام، أتت أعداد النازحين الموزعين على الأقضية والمناطق الأخرى كالتالي:

4- صيدا: 86,120
5- عكار: 58,899
6- بعلبك: (حتى 31 تشرين الاول) 43,300
7- المتن: 42,297
8- جبيل: 41481
9- زحلة: 28,632
10- بعبدا: 27,157
11- المنية – الضنية: 25,260
12- كسروان: 21,989
13- البقاع الغربي: 17,093
14- زغرتا: 14,618
15- طرابلس: 12,773
16- الكورة: 12,504
17- جزين: 7,909
18- صور: 7,495
19- البترون: 6.968
20- راشيا: 4240

وحسب التقارير فإنّه حتى نهاية تشرين الأول، نزح ما يقارب 842،648 شخصا من المناطق اللبنانية التي تتعرض للقصف، وخلال يومين فقط (من 28 تشرين الاول حتى 30 تشرين الاول) ارتفع معدل النزوح 1%. وتشير التقارير أيضا إلى أنّ النازحين توزعوا على 899 عقارا، إذ 62% من النازحين يتواجدون في 5 مناطق وهي الشوف، عاليه، بيروت، عكار، وصيدا.

ماذا عن المناطق التي نزح منها اللبنانيون؟

تورد التقارير أن غالبية النازحين (59%) ينحدرون من 3 مناطق على طول الحدود الجنوبية للبنان، وتحديدًا 30% من صور، 17% من بنت جبيل، و12% من مرجعيون. أما النسبة المتبقية البالغة 41% فتتوزع على 11 منطقة مختلفة. وأتت أرقام النزوح والمغادرة من هذه المناطق على الشكل التالي:

1- صور 256,745
2- بنت جبيل: 142,892
3- مرجعيون: 98,533
4- النبطية: 88,033
5- بعبدا: 87.661
6- بعلبك: 78,038
7- صيدا: 46952
8- بيروت: 20,641
9- حاصبيا: 8,827
10- البقاع الغربي: 7,750

وبعد موجة الهجمات الاخيرة التي استهدفت بعلبك والنبطية وصور، اشارت الارقام إلى أنّ الاسبوع الماضي شهد نزوح 18,525 نازحًا جديدًا (إما نزح في وقت سابق أو نزح للمرة الاولى). وغالبية النازحين الجدد حسب التقارير هم من صور (25%)، النبطية (21%)، بعلبك (16%)، مرجعيون (11%)، وبنت جبيل (8%). أما 19% المتبقية فهي تمثل نسبة النازحين من بعبدا وزحلة وحاصبيا وبيروت والبقاع الغربي وصيدا مجتمعين.

واستقبلت منطقة الشوف العدد الأكبر من النازحين الجدد حيث وصل العدد إلى 4116 نازحًا جديدًا، ثم زحلة التي نزح إليها 2500 نازح جديد، بالاضافة إلى صيدا التي وصل إليها 1821 نازحًا.

بالتوازي، وفقًا لتقديرات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شهد لبنان موجة نزوح جماعي، إذ فرّ نحو 472 ألف شخص إلى سوريا بسبب تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله. وتشير الأرقام إلى أن من بين هؤلاء 32,829 لاجئاً لبنانياً و216,369 لاجئاً سورياً كانوا قد لجأوا إلى لبنان منذ سنوات هربًا من الحرب الأهلية في بلادهم، ليعودوا الآن بعد تدهور الأوضاع هناك.

ويشكل الأطفال والشباب دون 18 عاماً نحو 60% من النازحين، إضافةً إلى بعض الفئات التي تواجه تحديات صحية وذوي الاحتياجات الخاصة، وفقًا لتقرير المفوضية.

وتواصل السلطات السورية استقبال النازحين من لبنان عبر سياسة الحدود المفتوحة، خاصةً عبر أربع نقاط عبور رئيسية، وهي جديدة يابوس في ريف دمشق، والجوسية، والدبوسية، وجسر القمر في حمص، والعريضة في طرطوس. المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: نازح ا

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح

منذ 100 يوم يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة التي انطلقت من مخيم جنين في 21 كانون الثاني/ يناير.

العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش اسم "السور الحديدي" حولت مخيم جنين بمحافظة جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس بمحافظة طولكرم إلى مدن أشباح، وأسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا منذ 21 كانون الثاني/ يناير، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

ودمر الجيش منذ بدء العملية مئات المنازل وأجبر نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح من منازلهم، وفق بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".



ووفق "نادي الأسير الفلسطيني" فإن الجيش شن منذ 21 كانون الثاني/ يناير حملة اعتقالات واسعة بالمحافظتين أسفرت في جنين عن اعتقال 600 شخص، وفي طولكرم عن 260، يشمل ذلك من يُعتقل ويُفرج عنه لاحقا.

ويقول خبراء إن العدوان الإسرائيلي تسبب بتغيير جغرافية المخيمات عبر هدم منازل وشق طرقات فيها.

بداية العملية
بدأ العدوان ظهر 21 كانون الثاني/ يناير في مخيم جنين بقصف نفذه الجيش الإسرائيلي بمسيرات قتل خلالها 12 فلسطينيا خلال يومين وأصاب نحو 40 آخرين.

واصل الجيش عمليته التي شملت أحياء وبلدات مجاورة تزامنا مع فرض حصار بمنع دخول المخيم.

وبحسب بيانات وزارة الصحة، أسفرت العملية بمحافظة جنين حتى اليوم الأربعاء عن استشهاد 39 فلسطينيا وإصابة عشرات.

وتشير تقديرات رسمية أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر كامل أو جزئي جراء العدوان الإسرائيلي والتدمير والتجريف المتواصلين.

وقالت بلدية جنين إن 800 وحدة سكنية بالمدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى هدم الجيش 15 مبنى في المدينة، وتركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن على الحي الشرقي وحي الهدف.

في السياق، قال مراقبون إن "إسرائيل" تستنسخ تجربة الإبادة الجماعية التي تمارسها بقطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث شهد مخيم جنين في 21 شباط/ فبراير نسف 21 منزلا، وفق شهود عيان.

عمليات النسف هذه مارسها الجيش في غزة في عملية وصفها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بسياسة "إبادة المدن" لفرض التهجير القسري والدائم على الفلسطينيين ومنع عودتهم إلى أراضيهم ومنازلهم، وفق بيان نشره في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

كما شق جيش الاحتلال الإسرائيلي طرقا واسعة في المخيم قسمته إلى مربعات، في عملية قال خبراء فلسطينيون للأناضول إنها تستنسخ شق محور "نتساريم" الذي فصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

وصعد الجيش من عملياته العسكرية بمدينة جنين ومخيمها حيث اقتحمهما بدباباته في 23 شباط/ فبراير وذلك لأول مرة منذ عام 2002.

فيما نصب في 23 نيسان/ أبريل الجاري بوابات حديدية على كافة مداخل المخيم المغلقة بسواتر ترابية في خطوة يقول الفلسطينيون إنها تسعى لفصل المخيم عن المدينة.

وبسبب استمرار العملية، تواصل العائلات الفلسطينية نزوحها القسري من المخيم، وتشير تقديرات البلدية أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألفا.

توسيع العملية
وفي 27 كانون الثاني/ يناير وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه إلى محافظة طولكرم حيث قُتل 5 فلسطينيين في حينه، فيما وصل في 9 شباط/ فبراير لمخيم نور شمس شرق المدينة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل حتى الأربعاء عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم طفل وسيدتان، إحداهما حامل، بالإضافة إلى إصابة واعتقال عشرات، وفق بيانات رسمية.

كما تسببت العملية بنزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، بحسب محافظة طولكرم.

وخلف العدوان خلف دمارا كبيرا في البنى التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والسرقة من قوات الجيش.

وقال نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية بمخيم نور شمس إن الجيش سرق مقتنيات النازحين التي بقيت في منازلهم وعجزوا عن اصطحابها معهم.

وتظهر الأرقام الرسمية أن الجيش الإسرائيلي دمر 396 منزلا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

وفي 21 شباط/ فبراير، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ونشرت هيئة البث العبرية الرسمية صورة لنتنياهو وعدد من ضباط الجيش الإسرائيلي وهم داخل منزل فلسطيني في مخيم مدينة طولكرم.



مخيما الفارعة وطمون
في 2 شباط/ فبراير، وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه ليصل بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، فيما انسحب من مخيم الفارعة بعد 10 أيام.

ولأول مرة استخدم الجيش الإسرائيلي مدرعات من نوع "إيتان" في عملياته البرية، حيث رصدت في بلدة طمون قبل أن تستخدم في عدة مواقع في شمال الضفة الغربية لاحقا.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 958 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أمريكا لا تحتاج إلى سلع الصين.. وأطفالنا قد لا يحصلون على العدد الكافي من الدمى
  • 22 ألف نازح و800 وحدة سكنية متضررة
  • العـدد مـئتـــان وستة وخمسون من مجلة فيلي
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح
  • أرقام جلوس الثانوية العامة 2025.. «التعليم» تتيح خدمة جديدة لـ الطلاب عبر رابط رسمي
  • «العدد فاق توقعاتي».. حسام حبيب يعلن انتهاء مسابقة المواهب بألبومه الجديد
  • تجريفات واسعة في جنين تعطل حياة 22 ألف نازح
  • قصف إسرائيلي عنيف استهدف خيام النازحين بمنطقة المواصي
  • مفوضية الانتخابات:النازحين يحق لهم التصويت داخل مخيامتهم
  • باستثناء سنجار.. النازحون سيصوتون في الانتخابات من مخيماتهم حصراً