الجزيرة:
2025-04-10@04:18:47 GMT

حزب المفتاح التركي تنظيم للقوميين السابقين

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

حزب المفتاح التركي تنظيم للقوميين السابقين

حزب تركي قومي محافظ ومعارض، تأسس على يد منشقين عن حزبي الحركة القومية والجيد، ويهدف إلى منافسة الأحزاب التقليدية وملء الفراغ في الساحة السياسية التركية.

النشأة والتأسيس

تأسس حزب المفتاح يوم 28 أكتوبر/تشرين الثاني 2024، على يد مجموعة من القوميين السابقين المنشقين عن حزبي الجيد والحركة القومية، بقيادة يافوز أغيرالي أوغلو، الذي شغل سابقا منصب المتحدث الرسمي باسم حزب الجيد.

وأوضح أيهان إيريل، أحد مؤسسي الحزب، أن اختيار هذا التاريخ يأتي تزامنا مع ذكرى إعلان مصطفى كمال أتاتورك نيته إعلان الجمهورية التركية عام 1923، مشيرا إلى رمزية هذا اليوم في تاريخ البلاد.

وخلال مؤتمره التأسيسي الأول، أعلن الحزب عن قائمة مجلس المؤسسين، التي تضم 162 عضوا.

زعيم حزب المفتاح التركي أفيز أغيرالي أوغلو (مواقع التواصل) التسمية

اختار "حزب المفتاح" اسمه وشعاره برؤية جديدة ترمز إلى السهولة والبساطة، إذ يحمل الحزب اسما مختصرا هو "حزب A" (إيه) وشعارا يتضمن رمز المفتاح، في إشارة إلى رغبته في حل المشكلات السياسية في تركيا.

وأوضح زعيم الحزب أفيز أغيرالي أوغلو أن اختيار الاسم جاء تجنبا لتكرار الأسماء "المقدسة" التي خذلت الناخبين في السابق، وأضاف أن "الشعب سئم من الأسماء الثقيلة وغير الملائمة، وقررنا اختيار حرف إيه (A)، أول حرف من الأبجدية (التركية)، ليكون رمزا للبداية والنقاء".

ووفقا لرئيس الشؤون السياسية في الحزب فؤاد غيتشن، فإن الشعار الذي اتخذه الحزب يوحي بأنه يهدف إلى أن يكون "مفتاحا" ويتحمل المسؤولية في معالجة تحديات البلاد.

التوجه الأيديولوجي

يطمح "حزب المفتاح" إلى إحداث تحول جوهري في المشهد السياسي التركي من خلال طرح بديل قومي محافظ يتماشى مع تطلعات شريحة من الناخبين الذين يشعرون بتراجع الثقة في الأحزاب التقليدية.

ويعتمد الحزب، الذي أسسته شخصيات قومية منشقّة عن حزبي "الجيد" و"الوحدة الكبرى"، على ما يسميها "رؤية متكاملة تعيد التركيز على القيم الوطنية المحافظة وتعزيز الاستقلال الوطني"، منطلقا من قاعدة قوامها كوادر ذات خلفية قومية تسعى لاستعادة الثقة الشعبية.

يؤمن مؤسسو الحزب أن تركيا بحاجة إلى خيار جديد قادر على تلبية احتياجات الأمة في ظل النظام السياسي الحالي، الذي تهيمن فيه ثنائية حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض، مما خلّف فجوة في المعارضة يجد الحزب نفسه مؤهلا لملئها.

الاجتماع الأول لأعضاء حزب المفتاح التركي في مرحلة تأسيسه (مواقع التواصل)

وفي هذا السياق، يشدد الحزب على ضرورة التركيز على "الأفعال لا الأسماء"، موضحا أن الإنجازات الملموسة والقرارات التي تصب في مصلحة المواطنين تشكل المحرك الأساسي لنشاطه السياسي.

وفي ظل التوجهات الشعبية المتزايدة نحو البحث عن تغيير فعلي، يرى "حزب المفتاح" أنه ليس فقط معارضا للحكومة، بل إن له طموحا لتشكيل الحكومة في وقت قريب، حسب تصريحات رئيس تنظيمات الحزب أيهان إيريل، الذي قال "نحن هنا لنكون بديلا جادا وحقيقيا، وهدفنا ليس مجرد المعارضة، بل الوصول إلى الحكم".

وأضاف إيريل أن الحزب يتمتع بقاعدة دعم واسعة تفوق حتى ما شهدته حركات الأحزاب السابقة عند تأسيسها، مثل حزب العدالة والتنمية في 2001 وحزب الوطن الأم في 1983.

الزعيم المؤسس

يُعد يافوز أغيرالي أوغلو من أبرز الشخصيات القومية في المشهد السياسي التركي، إذ يتمتع بخبرة عميقة في الأحزاب القومية المعارضة.

وُلد في ولاية طرابزون عام 1972 وتخرج في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة، ثم التحق بحزب "الوحدة الكبرى" وشغل فيه عدة مناصب قيادية.

انضم أغيرالي أوغلو إلى حزب "الجيد" عام 2018، الذي تأسس على يد سياسيين منشقين عن الحركة القومية، وتولى فيه مناصب بارزة، منها المتحدث الرسمي ونائب رئيس الكتلة البرلمانية، إلا أنه استقال عام 2023، اعتراضا على قرار الحزب بالانضمام إلى "تحالف الطاولة السداسية" ودعمه لترشيح كمال كليجدار أوغلو للرئاسة.

رفض أغيرالي أوغلو ما وصفه بتحول التحالف إلى "أداة لتحقيق أهداف حزبية ضيقة"، مما دفعه للانفصال وإطلاق حزبه الخاص، "حزب المفتاح"، واعتباره بديلا قوميا محافظا يسعى لاستقطاب دعم شعبي ومنافسة القوى التقليدية في تركيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مخاوف إسرائيل من النفوذ التركي في سوريا

يطلق المسؤولون الإسرائيليون في الأيام الأخيرة تصريحات يعبرون فيها عن استيائهم من تصاعد النفوذ التركي في بلاد الشام، في ظل أنباء تتحدث عن استعداد تركيا لإنشاء قواعد عسكرية بالقرب من حدود سوريا مع فلسطين المحتلة ونشر أنظمة دفاع جوي فيها، كما تتطرق وسائل الإعلام الإسرائيلية كل يوم إلى احتمال وقوع مواجهة عسكرية مع تركيا في الساحة السورية. وتعقد حكومة نتنياهو اجتماعات أمنية للبحث عن سبل تحجيم نفوذ تركيا في سوريا، وتفادي أي صدام عسكري معها.

الجيش الإسرائيلي شن الأسبوع الماضي غارات جوية على قاعدتين ومواقع للبنية التحتية العسكرية في دمشق وحماة وحمص، كما توغلت قوة إسرائيلية بريف درعا الغربي، واستشهد وأصيب في تلك الهجمات عدد من المدنيين السوريين. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس؛ الرئيس السوري أحمد الشرع، وقال له في تعليقه على الهجمات: "ستدفع ثمنا باهظا، إذا سمحت للقوات المعادية بدخول سوريا وتهديد مصالح الأمن الإسرائيلي". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أكثر وضوحا من كاتس في الإشارة إلى هدف الضربات الجوية والمقصود بالقوات المعادية، حين قال إن إسرائيل قلقة من "الدور السلبي" الذي تلعبه تركيا في سوريا ولبنان ومناطق أخرى، مضيفا أن الأتراك يبذلون قصارى جهدهم لجعل سوريا "محمية تركية"، على حد تعبيره.

من المحتمل أن تتوصل أنقرة وتل أبيب إلى تفاهمات معينة، إلا أن فكرة تقاسم النفوذ لا يمكن أن تقبلها تركيا بأي حال لعدة أسباب، أولها أنها تؤدي إلى تقسيم سوريا وهو ما ترفضه أنقرة جملة وتفصيلا. ومن غير المتوقع أيضا أن تتراجع تركيا عن دعم سوريا، خوفا من التهديدات الإسرائيلية
إسرائيل كانت وما زالت تريد أن تبقى سوريا ضعيفة ومقسمة لتستنزف بمشاكلها الداخلية، كما كانت تفضل بقاء النظام السوري. ومن المؤكد أن سقوط النظام وخروج روسيا من سوريا أربك حساباتها الاستراتيجية، وتريد الآن أن تملك حرية العربدة في الأراضي السورية كما تشاء، وترى أن وجود القوات التركية بالقرب من حدودها سيؤدي إلى تقييد تلك الحرية التي تعتبرها ضمن حقوقها الطبيعية. وتخشى أيضا من تشكيل جيش قوي في سوريا يحمي أمنها القومي، بدلا من حماية دكتاتورية تعتمد على الأقلية العلوية وتعادي الأكثرية السنية.

لا أحد يستطيع أن ينكر دور تركيا في نجاح الثورة السورية، إلا أن تركيا لا تسعى إلى السيطرة على سوريا أو أي جزء منها، أو تحويلها إلى "محمية تركية" كما تروج إسرائيل، أو حتى فرض وصاية على إرادة شعبها. بل تقول إن "سوريا للسوريين"، وتحترم سيادتها، وتدعم سعي السوريين إلى حماية وحدة أراضي بلادهم، وترى أن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا لصالح أمنها القومي، ولا تخطط أن تحوِّل الأراضي السورية إلى ساحة صراع مع إسرائيل أو أي دولة أخرى. وأما الوجود العسكري التركي وإبرام اتفاقيات لإقامة قواعد عسكرية في سوريا أو تدريب الجيش السوري وتسليحه، فيعود القرار فيه أولا وأخيرا إلى الحكومة السورية الشرعية التي تمثل الإرادة الشعبية، ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه.

وفي إطار هذه الرؤية الإستراتيجية، يؤكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن "تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، وأن الإدارة الجديدة في دمشق إن كانت ترغب في التوصل إلى تفاهمات معينة مع إسرائيل فهذا شأنها الخاص".

إسرائيل تعرف أن الجيش التركي ثاني أكبر جيش في حلف شمالي الأطلسي "الناتو" بعد الجيش الأمريكي، وأنه يملك قدرات وخبرات عسكرية لا يمكن أن تستهين بها. ومن منطلق هذه المعرفة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته للبيت الأبيض، إنهم لا يريدون مواجهة تركيا في سوريا. وطلب نتنياهو وساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحل مشاكل إسرائيل مع تركيا واستخدام علاقاته مع أردوغان للحد من النفوذ التركي في سوريا، إلا أن ترامب دعاه إلى التصرف بــ"عقلانية"، كما أشاد بالرئيس التركي قائلا إنه أنجز شيئا لم يسبق إليه أحد، في إشارة إلى نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد بدعم تركيا.

تحاول الإدارة الأمريكية أن تطمئن إسرائيل، إلا أن مخاوف الأخيرة على مستقبلها لا يمكن أن تزول، على الرغم من كل رسائل التطمين، لأنها رأت بأم عينها كيف نجحت الشراكة التركية السورية التي تجسدت في تجربة إدلب، في اقتلاع النظام البائد ولو بعد عقد من الزمن
حكومة نتنياهو تريد أن تعرض على تركيا تقاسم مناطق النفوذ في سوريا، لتكون روسيا في الساحل الغربي وتركيا في الشمال وإسرائيل في الجنوب والولايات المتحدة في الشرق الغني بالنفط. كما تسعى إلى التواصل مع أنقرة عبر وسائل دبلوماسية ووساطة دول لديها علاقات جيدة مع إسرائيل وتركيا، مثل الولايات المتحدة وأذربيجان والمجر، لتفادي وقوع مواجهة عسكرية بينهما في سوريا.

ومن المحتمل أن تتوصل أنقرة وتل أبيب إلى تفاهمات معينة، إلا أن فكرة تقاسم النفوذ لا يمكن أن تقبلها تركيا بأي حال لعدة أسباب، أولها أنها تؤدي إلى تقسيم سوريا وهو ما ترفضه أنقرة جملة وتفصيلا. ومن غير المتوقع أيضا أن تتراجع تركيا عن دعم سوريا، خوفا من التهديدات الإسرائيلية، لأن الظروف الإقليمية الراهنة والمصالح المشتركة والتحديات التي يواجهها كلا البلدين الجارين (سوريا وتركيا) تفرض عليهما ضرورة التنسيق والتعاون في كافة المجالات.

تصريحات ترامب، بغض النظر عن صحة ما قاله حول مدى إعجابه بأردوغان وإعجاب أردوغان به وسيطرة تركيا على سوريا، تشير إلى ضوء أخضر أمريكي للنفوذ التركي في سوريا. وتحاول الإدارة الأمريكية أن تطمئن إسرائيل، إلا أن مخاوف الأخيرة على مستقبلها لا يمكن أن تزول، على الرغم من كل رسائل التطمين، لأنها رأت بأم عينها كيف نجحت الشراكة التركية السورية التي تجسدت في تجربة إدلب، في اقتلاع النظام البائد ولو بعد عقد من الزمن.

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يوافق على تأجير سوق العزب للماشية بالفيوم للهيئة القومية للإنتاج الحربي
  • موريشيوس تعتقل وزير المالية ومحافظ البنك المركزي السابقين في قضية اختلاس أموال
  • وزير الخارجية التركي يشترط وقف إطلاق النار في غزة للتطبيع مع إسرائيل
  • مخاوف إسرائيل من النفوذ التركي في سوريا
  • الزراعة: بدء الحملة القومية للتحصين ضد مرضى الحمى القلاعية والوادى المتصدع
  • قيادي بمستقبل وطن: المصريون يلتفون حول الدولة في مواقفها القومية تجاه القضية الفلسطينية
  • الخميس المقبل.. دار الكتب والوثائق القومية تحتفل بمرور 155 عامًا على إنشائها
  • مراسلة سانا في حمص: العيادة مظلة رعاية شاملة طبية نفسية واجتماعية مخصصة لتقديم خدمة متكاملة لأهلنا المعتقلين السابقين في سجون النظام البائد
  • ما قصة البوريك الذي اشتراه إمام أوغلو بـ141 مليون ليرة؟
  • حزب الوعي: كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر المشترك مع ماكرون تؤكد ثوابت مصر القومية إزاء القضية الفلسطينية