عاد لينتقم؟.. فوز ترامب يثير رعب أعدائه
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
استعاد دونالد ترامب السيطرة على البيت الأبيض، بفوز ساحق أمس الأربعاء، مع غض عشرات الملايين من الأمريكيين الطرف عن الإدانات الجنائية بحقه، وخطابه المثير للانقسام، ليختاروا رئيساً سيختبر حدود سلطات المنصب، إذا نفذ وعود حملته الانتخابية.
وفاز ترامب (78 عاماً) بالانتخابات، التي جرت أمس الثلاثاء، بعد حملة أثارت حالة من الاستقطاب وشهدت محاولتين لاغتياله، وقراراً متأخراً من الحزب الديمقراطي بترشيح كامالا هاريس، بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق في يوليو (تموز) الماضي.
وفي خطاب اعترافها بالهزيمة، سعت هاريس إلى مواساة الناخبين الذين كانوا يأملون في أن تصبح أول امرأة تصل إلى البيت الأبيض.
Trump’s win brings new opportunities, challenges for US law firms https://t.co/4Tk8Zu6r9l pic.twitter.com/5yrSQZIY0o
— Reuters (@Reuters) November 7, 2024وقالت: "لا تيأسوا. هذا ليس الوقت المناسب للاستسلام. هذا هو الوقت المناسب للتشمير عن سواعدنا والعمل بجد". وأضافت أنها اتصلت بترامب لتهنئته ووعدته بالمساعدة في عملية انتقال السلطة. لكنها لم تبد استعداداً لتبني رؤيته للولايات المتحدة.
وأوضحت "بينما أقر بالهزيمة في هذه الانتخابات، فلن أتنازل عن الكفاح الذي غذّى هذه الحملة.. الكفاح من أجل الحرية والفرص والعدالة وكرامة جميع الناس".
ويخطط بايدن لإلقاء كلمة للأمة في الساعة 11 صباحاً بتوقيت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، وقال البيت الأبيض إن بايدن ملتزم بانتقال سلس للسلطة من الآن وحتى تنصيب ترامب في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقالت حملة ترامب إن "بايدن اتصل بترامب لتهنئته ودعوته إلى اجتماع في البيت الأبيض في وقت لم يتحدد بعد".
وأوضح انتصار ترامب الساحق، مدى خيبة أمل الأمريكيين في الاقتصاد وأمن الحدود والمسار الذي تسلكه البلاد وثقافتها. وطالب الناخبون بتغيير، حتى ولو كان القائم عليه مداناً خضع للمساءلة مرتين أثناء الرئاسية، ولم يعد الشخص الذي جاء من خارج المؤسسة في واشنطن، مثلما كان في حملته الانتخابية عام 2016.
وقال ترامب إنه يريد أن تكون في يده سلطة إقالة موظفين حكوميين الذين يعتبرهم غير مخلصين. ويخشى معارضوه من أن يحول وزارة العدل وغيرها من وكالات إنفاذ القانون الاتحادية إلى أسلحة سياسية للتحقيق مع من يتصور أنهم أعداؤه.
ووعد ترامب بأدوار في إدارته للرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، والمرشح الرئاسي السابق روبرت إف. كنيدي الابن. وقدم ماسك ما لا يقل عن 119 مليون دولار لمجموعة مؤيدة لترامب، مما منحه نفوذاً استثنائياً لمساعدة شركاته في الحصول على معاملة حكومية مواتية.
وخالفت النتيجة استطلاعات الرأي، التي أظهرت منافسة متقاربة قبل يوم الانتخابات أمس الثلاثاء. فقد حصد ترامب ما لا يقل عن 5 ولايات حاسمة ليتجاوز عدد أصوات المجمع الانتخابي البالغ 270 اللازمة للفوز بالرئاسة. ويتجه على ما يبدو إلى الفوز في ولايتي أريزونا ونيفادا المتبقيتين، حيث لا تزال عملية إحصاء الأصوات جارية.
The world saw their relationship blossom during the U.S. presidential race with public support, chats on social media and $1 million giveaways. Now, the world’s richest man, Elon Musk, stands to benefit greatly from his ties to President-elect Donald Trump pic.twitter.com/4MCB07KLGQ
— Reuters (@Reuters) November 7, 2024وترامب على المسار الصحيح، ليصبح أول مرشح رئاسي جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ جورج بوش الابن قبل عقدين. كما انتزع رفاقه الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ من الديمقراطيين، ولديهم فرصة لتعزيز أغلبيتهم الضئيلة في مجلس النواب، على الرغم من أن النتيجة لن تتضح على الأرجح إلا قبل بضعة أيام.
وقال ميتش مكونيل، الذي يتزعم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، منذ فترة طويلة: "كان يوماً رائعاً جداً".
ومن شأن سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس أن تفسح المجال أمام تبني جانب كبير من تشريعات ترامب، مثلما حدث في العامين الأولين من رئاسته السابقة بين 2017 و2021، حين نجح الجمهوريون في إقرار مشروع قانون رئيسي لخفض الضرائب في الكونغرس، مما أفاد الأثرياء أساساً.
وقال ترامب في وقت سابق، أمس الأربعاء، لأنصاره في مركز مؤتمرات مقاطعة بالم بيتش في فلوريدا "منحتنا أمريكا تفويضاً قوياً وغير مسبوق".
وارتفعت أسواق الأسهم الرئيسية في جميع أنحاء العالم بعد فوز ترامب، ويقترب الدولار من تحقيق أكبر مكسب يومي منذ عام 2020.
وفاز ترامب على الرغم من تدني شعبيته باستمرار خلال الحملة، كما وجهت إليه اتهامات جنائية 4 مرات، وأُدين بالمسؤولية المدنية عن اعتداء جنسي وتشهير. وفي مايو (أيار) الماضي، أدانت هيئة محلفين في نيويورك ترامب بتهمة تزوير سجلات تجارية للتستر على دفع أموال لشراء صمت نجمة أفلام إباحية.
وبدا أن مسيرة ترامب السياسية انتهت، بعد أن أدت اتهاماته الكاذبة بشأن تزوير الانتخابات إلى قيام حشد من أنصاره باقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، في محاولة فاشلة لتغيير نتيجة انتخابات 2020 التي مني فيها بالهزيمة أمام الرئيس جو بايدن. ووجه المدعون الاتحاديون إليه اتهامات على الرغم من أن هذه القضية وغيرها من القضايا الجنائية ضده ستُحفظ الآن.
وأطاح ترامب بمنافسيه داخل حزبه الجمهوري، ثم تغلب على المرشحة الديمقراطية هاريس مستغلاً مخاوف الناخبين من ارتفاع الأسعار وما قاله، دون دليل، عن ارتفاع معدلات الجريمة بسبب الهجرة غير الشرعية.
وسيكون لفوز ترامب تأثيرات كبيرة على سياسات التجارة وتغير المناخ والضرائب والهجرة وسياسات الولايات المتحدة الخارجية بما في ذلك في الشرق الأوسط وأوكرانيا. وقال مكتب بنيامين نتانياهو إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي هنأ ترامب على الفوز". وأضاف المكتب في بيان أنهما ناقشا "التهديد الإيراني" وضرورة العمل معاً لصالح أمن إسرائيل.
وقالت حركة حماس، إن الانتخابات شأن يخص الشعب الأمريكي، لكنها دعت إلى إنهاء "الانحياز الأعمى" من واشنطن لإسرائيل.
كما رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بما وصفه بالتزام ترامب "بالسلام من خلال القوة"، في حين قال الكرملين إنه سينتظر ليرى ما إذا كان فوزه يمكن أن يساعد في إنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل أسرع. وقال ترامب أثناء حملته الانتخابية إن بوسعه إنهاء الحرب خلال 24 ساعة، لكنه لم يطرح خطة مفصلة.
ويقول خبراء اقتصاد، إن مقترحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية قد تشعل حرباً تجارية أشد ضراوة مع الصين وحلفاء الولايات المتحدة، في حين أن تعهداته بخفض الضرائب على الشركات وتطبيق سلسلة من التخفيضات الجديدة قد تؤدي إلى تضخم الدين الأمريكي.
South Korea says it will work to minimise any adverse trade impact after US election https://t.co/UZwbN1ZhSj pic.twitter.com/tN4zbr0OLM
— Reuters (@Reuters) November 7, 2024وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان، في وقت متأخر من أمس الأربعاء "نحترم اختيار الشعب الأمريكي ونهنئ ترامب على انتخابه رئيساً".
وأجرى ترامب أيضاً مكالمة هاتفية، مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، تعهدا فيها بالالتقاء قريباً وتبادلا المخاوف بشأن نشر كوريا الشمالية قوات تدعم روسيا في الحرب على أوكرانيا، واستفزازات بيونغ يانغ العسكرية المستمرة. وقال يون لاحقاً للصحفيين إن "حكومته ستعمل مع إدارة ترامب لبناء شراكة أمنية مثالية".
وربما تكون فترة ترامب الرئاسية الثانية سبباً في اتساع هوة الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين، على قضايا مثل العرق والجنس والمواد التعليمية وطريقة تقديمها للأطفال، وحقوق الإنجاب.
وتعهد ترامب بإطلاق حملة ترحيل جماعي تستهدف المهاجرين غير الشرعيين في البلاد.وساعد الناخبون المنحدرون من أمريكا اللاتينية، وهم مؤيدون للديمقراطيين عادة، والأسر ذات الدخل المنخفض، وهي الأكثر تضرراً من التضخم، في دعم فوز ترامب في الانتخابات. كما برزت قاعدة مؤيديه من الناخبين الريفيين والبيض وغير الحاصلين على تعليم جامعي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات كامالا هاريس ترامب الانتخابات الأمريكية ترامب كامالا هاريس غزة وإسرائيل عام على حرب غزة إيران وإسرائيل الحرب الأوكرانية البیت الأبیض ترامب على
إقرأ أيضاً:
ترامب يدفع روسيا للخروج من منطقة البحر الأسود.. كيف يجري ذلك؟
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تساءلت فيه عن العلاقة بين إلغاء الانتخابات في رومانيا، والنزاعات الاقتصادية في أبخازيا، والاختيار المزعوم الموالي لروسيا من قبل الشعب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في جورجيا.
وأوضحت الصحيفة أنه في قسم "تحليل الأخبار"، ذكرت وكالة الأنباء التركية الحكومية أن روسيا فقدت اليوم نفوذها العسكري والاقتصادي السابق في العالم؛ حيث تقول الوكالة: "هذه الحقيقة تلقي بظلال من الشك على المفاهيم السابقة حول القوة العسكرية لروسيا، وربما تقلل من تصورها كتهديد لدول المنطقة".
وذكرت الصحيفة أن النص المتعلق بعدم جدوى روسيا الحديثة على موقع وكالة الأنباء التركية الحكومية بجوار خبر مفاده أن تبليسي تطلب الآن من تركيا ضمان "اندماج جورجيا في الناتو"؛ حيث نقل الأتراك عن وزيرة الخارجية الجورجية ماكا بوتشوراشفيلي قولها خلال زيارتها لأنقرة يوم الأربعاء 26 شباط/ فبراير الماضي: "نحتاج إلى دعم تركيا لدمج جورجيا في الناتو"، وأكدت أنه في عملية اندماج جورجيا في الناتو، يحتاجون إلى دعم مستمر من تركيا. وقالت بوتشوراشفيلي: "نحن نرى تركيا كدولة مهمة ورائدة للغاية في المنطقة. تركيا صديق خاص لجورجيا".
وأفادت الصحيفة أنه عشية الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب الوطنية العظمى في آيار/ مايو 2025، تنظم جورجيا مناورات لحلف شمال الأطلسي على أراضيها، والتي وافق عليها بالفعل القائد الجديد لمركز تدريب القوات المشتركة التابع لحلف الناتو، اللواء بوجدان ريتزرسكي. وسيشارك في هذه التدريبات جنود من أذربيجان وألبانيا وبلغاريا وألمانيا واليونان وفرنسا والمجر وبولندا وسلوفاكيا وتركيا والولايات المتحدة، ومن المقرر مشاركة أرمينيا في التدريبات بصفة مراقب.
وبينت الصحيفة أنها كانت قد أوضحت أن الإستراتيجية الأمريكية لإخراج روسيا من منطقة البحر الأسود قد تمت الموافقة عليها في عام 1992، ثم اتخذ المجمع الصناعي العسكري الأمريكي قرارًا إستراتيجيًا بعزل وإخراج روسيا ما بعد البيريسترويكا من منطقة البحر الأسود.
وكان من المفترض أن يؤدي إدراج أوكرانيا وجورجيا في الناتو، إلى جانب رومانيا وبلغاريا وتركيا، إلى ضمان تنفيذ هذه الخطة طويلة الأجل، عندها أصبحت خطة إخراج روسيا من منطقة البحر الأسود جزءًا من العقيدة الرسمية للولايات المتحدة، والآن يتم تنفيذ استراتيجية الإخراج هذه دون أي انحرافات على أراضي جورجيا وأبخازيا ورومانيا.
وفي منتصف شباط/ فبراير، انتقد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في رومانيا، حيث فاز المرشح المستقل جورجيسكو في الجولة الأولى. ولكن بعد انتقادات نائب الرئيس الأمريكي، تم اعتقال المرشح جورجيسكو أيضًا، لضمان عدم فوزه.
ربما لم يسمع جي دي فانس تفسير الخبراء الأمريكيين، الذين يربطون بشكل مباشر قمع جورجيسكو بانتقاده لبناء القاعدة الأمريكية الجديدة في رومانيا، أو أنه يتظاهر بأنه لم يسمع بذلك.
وبغض النظر عن خطاب أعضاء فريق دونالد ترامب، فمن الواضح اليوم أن الإستراتيجية الأمريكية لإخراج روسيا من منطقة البحر الأسود يتم تنفيذها بضغط لا يلين.
ونقلت الصحيفة عن جورجيسكو إن القاعدة العسكرية في كونستانتا في رومانيا، والتي ستصبح أكبر قاعدة عسكرية لحلف الناتو في أوروبا، ستستخدم كنقطة انطلاق لبدء حرب ضد روسيا، وأضاف: "لا يمكننا السماح بذلك"، وأوضح جورجيسكو قبل اعتقاله: "المجتمع الدولي يتظاهر بأنه لا يرى ما يحدث في رومانيا. أو أن هناك مصلحة مباشرة في استخدام رومانيا كصاعق لسابقة خطيرة".
واختتمت الصحيفة التقرير بقولها إنه في الوقت نفسه، يظهر مثال جورجيا أنه يمكن ضمان "التكامل مع الناتو" دون أي نزاعات وصراعات، خاصة في حالة الفهم العميق للعمليات من جانب المسؤولين الروس.
وأوضح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف العام الماضي أن فوز حزب "الحلم الجورجي" في الانتخابات في جورجيا ليس "عملية خاصة للكرملين"، بل هو اختيار الشعب الجورجي، بينما تعتبر وزيرة الخارجية ماكا بوتشوراشفيلي، التي تسعى إلى الاندماج في الناتو، إحدى قادة "الحلم الجورجي" الذي هزم خصومه.