هل بإمكان نتنياهو أن يقطع الأوكسيجين عن حزب الله كما يهدّد؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": في نقطة متاخمة للحدود، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً، ليعلن أنه انطلق في إنفاذ خطة جديدة - قديمة عنوانها العريض العمل لـ"قطع الأوكسيجين" عن "حزب الله".
التعبير يحاكي التعبير الذي استخدمته إدارة بوش الابن يوم قررت الذهاب إلى حربها مع "الإرهاب" وهو تعبير فحواه أننا نريد "تجفيفمنابع الإرهاب أولاً".
وليس خافياً أن نتنياهو لمّح إلى ذلك مراراً منذ أن بدأ عمليته البرية قبل شهر ونيف، ومن ثم انطلق لترجمته عملانياً من خلال العمل على قطع تدريجي للمعابر بين لبنان وسوريا باعتبارها الشريان الأساس الذي يستخدمه الحزب لتعزيز ترسانته العسكرية والحيلولة دون نفاذها.
وبناءً على ذلك قطعت إغارات الطائرات الإسرائيلية حتى الآن ثلاثة من أصل خمسة معابر شرعية بين البلدين وهي معبر المصنع - جديدة يابوس ومعبر جوسية وأخيراً معبر جسر أكروم. ولم يبق عملياً إلا معبرا العريضة والعبودية اللذان يصلان الشمال بالداخل السوري.
ويبدو أن إسرائيل تركت هذين المعبرين وشأنهما ليقينها أن الحزب، لأسباب لوجستية، لا يستفيد منهما بقدر استفادته من المعبرين الأولين.
لذا ركزت إسرائيل على قصف معابر أخرى غير شرعية كمثل معبر حوش السيد علي الذي يصل الهرمل بمنطقة القصير السورية.
والمعلوم أن هذا المعبر أساسي للحزب منذ أن دخل الميدان السوري، فهومعبره إلى منطقة القصير أي المعقل والقاعدة الخلفية الاستراتيجية للحزب.
ووفق أوساط على صلة فإن الحزب على اقتناع ضمني بأن إسرائيل تجهد لقطع كل المعابر وهذا يعني أن الإسرائيلي قد بدأ فعلياً مرحلة "قطع الأوكسيجين" عن الحزب تمهيداً ليوم ينفد فيه ما في ترسانات الحزب ومخازنه من صواريخ وقذائف ومسيّرات. وبناءً على ذلك فإن الحزب بات يوقن بأن الإسرائيلي وسّع دائرة السبل الآيلة إلى بلوغه هدف "خنق الحزب" وإن اقتضى الأمر فرض حصار تدريجي على لبنان كله. ويتبدّى هذا من خلال منع السلطات اللبنانية المعنيّة من ردم الحفرة العميقة التي أحدثتها غارات الطائرات الإسرائيلية على معبري المصنع وجوسية.
واستكمالاً لهذا الواقع، الواضح أن القيادة الإسرائيلية قد بدأت تصرف جهداً في الآونة الأخيرة لملاحقة الشاحنات والسيارات والفانات التي تشتبه في أنها تنقل شحنات أسلحة وذخائر للحزب إبان عبورها طريق البقاع - بيروت.
ولأن عملية "خنق الحزب" تتخذ عند الإسرائيليين طرقاً مختلفة، أتت عملية خطف وحدة كوماندوس إسرائيلي للقبطان البحري عماد أمهز من البترون كجزء متمّم لتلك الجهود. وبصرف النظر عن المزاعم الإسرائيلية حول هوية المختطف وعلاقته بالحزب، فإن للفعل الإسرائيلي أهدافاً أوسع منها بعث رسالة للحزب تنبّهه فيها إلى أنها ولجت للتوّ عملية "قطع أذرعه" وملاحقته أينما اختبأ، فضلاً عن أن عملية البترون نفسها هي بمثابة برهان عملاني آخر تقدّمه إسرائيل لإثبات قدراتها المطلقة على التحرّك والضرب في أيّ بقعة لبنانية وأنها مقدّمة لعمليات أوسع وأكثر عمقاً وإيلاماً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ما هي قصة “الحمار والفيل” اللذين يحكمان الولايات المتحدة منذ عقود؟!
يمانيون../
يبرز في قلب الساحة السياسية الأمريكية، رمزا الفيل للحزب الجمهوري والحمار للحزب الديمقراطي كعلامات فارقة تعكس هوية الحزبين ومواقفهما.
هذه الرموز ليست مجرد شعارات بل تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وقصصاً لها أبعاد ومعانٍ. منذ أن تبنى الديمقراطيون رمز الحمار في القرن 19 والجمهوريون رمز الفيل في نهاية نفس القرن، أصبحت هذه الحيوانات مرآة تعكس القيم والسياسات والأهداف التي يسعى كل حزب لتحقيقها.
ويُعد فهم هذه الرموز أمراً بالغ الأهمية لفهم أعمق للسياسة الأمريكية. فهذان الرمزان (الفيل والحمار) ليسا مجرد تمثيل بسيط؛ بل يعبران عن فلسفة سياسية ومواقف أيديولوجية محددة. ويعبران عن أهداف المرشحين الذين ينتمون إلى أحد هذين الحزبين السياسيين الديمقراطي والجمهوري منذ عام 1853.
يتتبع هذا التقرير جذور هذه الرموز، ويسلط الضوء على كيفية نشأتها وتطورها، ويبين كيف يستخدمها الحزبان في حملاتهما الانتخابية المعاصرة للتواصل مع الناخبين والتأثير على الرأي العام.
وتظهر في كل دورة انتخابية رسوم للحمير والأفيال في الرسوم الكاريكاتورية السياسية، ودبابيس الحملات الانتخابية، والميمات على الإنترنت.
الحمار – الحزب الديمقراطي
بدأ استخدام الحمار كرمز للحزب الديمقراطي في أوائل القرن 19، تحديداً خلال حملة أندرو جاكسون الانتخابية عام 1828. في ذلك الوقت، أطلق خصوم جاكسون عليه لقب “جاكاس” (حمار)، في محاولة للسخرية منه. بدلاً من أن يتجاهل جاكسون هذا الهجوم، تبنى الحمار كرمز له، معتبراً أنه يعبر عن الثبات والعمل الدؤوب. لاحقاً، أصبح الحمار رمزاً شائعاً في الرسوم الكاريكاتورية السياسية التي تمثل الديمقراطيين.
واستمر استخدام الحمار كرمز للحزب الديمقراطي في التطور على مر العقود، ليصبح رمزاً معترفاً به على نطاق واسع. في نهاية المطاف، ساهم الفنان توماس ناست في تعزيز هذا الرمز من خلال رسوماته الكاريكاتورية الشهيرة التي نشرت في مجلة “هاربرز ويكلي” في أواخر القرن 19، مما ساعد في ترسيخ الحمار كرمز رسمي للحزب الديمقراطي.
الفيل – الحزب الجمهوري
أما الفيل، فقد بدأ استخدامه كرمز للحزب الجمهوري في أواخر القرن التاسع عشر. يعود الفضل في ذلك أيضاً إلى رسومات توماس ناست. في رسم كاريكاتوري نشر في مجلة “هاربرز ويكلي” عام 1874، صور ناست الفيل كممثل للحزب الجمهوري، معبراً عن القوة والصلابة.
الفيل كان يُنظر إليه على أنه رمز للقوة والاستقرار، وهو ما يتماشى مع القيم التي يسعى الحزب الجمهوري إلى تعزيزها. منذ ذلك الحين، تبنى الجمهوريون الفيل كرمز لهم، وأصبح يظهر بشكل متكرر في الحملات الانتخابية والمواد الدعائية الخاصة بالحزب.
بهذا، أصبح الحمار والفيل جزءاً لا يتجزأ من الهوية السياسية للحزبين، محملين بالمعاني التاريخية والسياسية التي تجسد قيم ومبادئ كل حزب.
معنى الرمزين
يعبر كل من الحمار والفيل عن فلسفة سياسية وجمهور انتخابي مختلف. الحمار الديمقراطي يعكس التزام الحزب بحقوق الفئات العاملة والطبقة المتوسطة والدعوة إلى الإصلاحات الاجتماعية. من ناحية أخرى، الفيل الجمهوري يرمز إلى القوة الاقتصادية والدفاع عن القيم التقليدية والسياسات المحافظة.
معنى الحمار – الحزب الديمقراطي
والحمار، الذي بدأ كرمز للحزب الديمقراطي من خلال السخرية، تطور ليحمل معاني أعمق ودلالات إيجابية. يمثل الحمار الصبر، المثابرة، والقدرة على التحمل. الديمقراطيون يرون في الحمار رمزاً للتواضع والعمل الجاد والقدرة على مواجهة التحديات بشجاعة. الحمار كحيوان معروف بأنه ذو طبيعة عنيدة، وهذا يعكس أحياناً إصرار الحزب الديمقراطي على التمسك بمبادئه والدفاع عن القضايا التي يؤمن بها حتى في وجه المعارضة الشديدة.
معنى الفيل – الحزب الجمهوري
الفيل، الذي أصبح رمزاً للحزب الجمهوري بفضل رسومات توماس ناست، يمثل القوة، الثبات، والعزيمة. يُنظر إلى الفيل على أنه حيوان قوي وكبير، يعبر عن القوة الاقتصادية والعسكرية التي يفتخر بها الحزب الجمهوري. الفيل كرمز يعكس أيضاً فكرة النظام والانضباط، وهي قيم يروج لها الحزب الجمهوري في سياساته وبرامجه. الفيل يتمتع بذاكرة قوية، وهذا يرمز إلى الاستمرارية والتفاني في الحفاظ على التقاليد والقيم التي تشكل أساس الحزب الجمهوري.
تأثير الحمار – الحزب الديمقراطي
في السياسة الحديثة، يلعب شعار الحمار دوراً مهماً في تعزيز الهوية الحزبية للحزب الديمقراطي. يعتبر الحمار رمزاً يعبر عن قيم الحزب مثل العمل الجاد، الحقوق الاجتماعية، والتزامه بالعدالة الاقتصادية.
ويستخدم الحزب الديمقراطي شعار الحمار بشكل متكرر في الحملات الانتخابية، على اللافتات، الملصقات، والإعلانات الرقمية. يعزز هذا الاستخدام من الهوية البصرية للحزب ويساعد على تعزيز الارتباط العاطفي بين الناخبين والشعار.
ويعكس الحمار صورة الحزب الديمقراطي كحزب يعمل من أجل الفئات العاملة والطبقة المتوسطة، مما يساعد في بناء سمعة الحزب كمدافع عن القضايا الاجتماعية. كما أن وجود الشعار في الحملات يعزز من التواصل بين الحزب وناخبيه، ويساعد على تجسيد القيم التي يدافع عنها الحزب.
ويعزز الحمار من الهوية الحزبية من خلال تكرار استخدامه في مختلف المناسبات السياسية والاجتماعية، مما يساهم في تثبيت صورة الحزب في ذهن الناخبين والمجتمع.
تأثير الفيل – الحزب الجمهوري
بالنسبة للحزب الجمهوري، يمثل شعار الفيل رمزاً قوياً يعبر عن القوة، الثبات، والقدرة على القيادة. يعزز الفيل من سمعة الحزب كحزب محافظ يركز على القيم التقليدية والقوة الاقتصادية.
يستخدم الحزب الجمهوري الفيل بشكل بارز في حملاته الانتخابية كرمز للقوة والعزيمة. يظهر الفيل على اللافتات، المطبوعات، والمواقع الإلكترونية، مما يسهم في تعزيز صورة الحزب كجهة تركز على الأمان والاستقرار.
يعكس الفيل أيضاً صورة الحزب الجمهوري كحزب قوي ومتين، مما يساعد في جذب الناخبين الذين يفضلون الاستقرار والقدرة على القيادة. هذا يعزز من ارتباط الناخبين بالحزب كخيار موثوق في القضايا الاقتصادية والدفاعية.
كما يساهم الفيل في تعزيز الهوية الحزبية من خلال ظهوره المستمر في الحملات الإعلامية والمناسبات السياسية، مما يساعد في بناء صورة الحزب كقوة موثوقة في السياسة الأمريكية.