فوز ترامب يعزّز المخاوف من إطلاق يد نتنياهو في لبنان
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
كتبت "الشرق الاوسط": يترقّب اللبنانيون انعكاسات انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، والسياسة التي يعتمدها لحلّ أزمات المنطقة، وكيف سيترجم تعهداته بوقف الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط على أرض الواقع، ولا يرى المراقبون أن الحلول التي سيحملها الرئيس الأميركي المنتخب ستنفّذ بـ«كبسة زر»، كما نبّهوا إلى أنها «لن تكون على حساب إسرائيل التي ستُطلق يدها عسكرياً قبل وضع الحلول على طاولة التفاوض».
ولم يكشف ترمب في خطابه الذي أعلن فيه فوزه عن خطته لوقف الحروب، وإن تطرّق إلى هذه المسألة بشكل مقتضب جداً، لكن رئيس «لقاء سيّدة الجبل»، النائب السابق فارس سعيد، عدّ أن «فوز ترمب يشكّل نقطة تحوّل في العالم، وخصوصاً في مناطق التوتر، مثل أوكرانيا والشرق الأوسط، ولا يختلف اثنان على أن سياسته الداعمة لبنيامين نتنياهو ولليمين الإسرائيلي المتطرّف ستستمرّ، وربما بوتيرة أقوى».
ورأى سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «انتخاب ترمب سيسرّع وتيرة الأعمال العسكرية على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، وسيُطلق يد نتنياهو بشكل كامل لحسم الوضع العسكري، وتحسين ظروف إسرائيل التفاوضية في المرحلة المقبلة»، مُبدِياً اعتقاده بأن «القرارَين 1701 و1559 أصبحا خارج التداول، بمعنى أن الأمور ستذهب باتجاه ألّا يبقى سلاح في لبنان خارج الشرعية اللبنانية».
ويشكّل القرار 1701 الركيزة الأساسية لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية، ويتخوّف اللبنانيون من الإطاحة به، وفرض ترتيبات عسكرية وأمنية يصعب تحمّلها، وقال النائب السابق فارس سعيد: «عندما نتحدث عن القرارين 1701 و1559 ليس بمعنى تصفيتهما، بل إن ما سيطلبه ترمب هو عدم بقاء أي بندقية خارج إطار الدولة اللبنانية والدستور، وأعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة ستسعى إلى ولادة سلطة سياسية لبنانية متكاملة، قادرة على تنفيذ الترتيب الذي سيفرضه انتخاب ترمب، وإطلاق يد نتنياهو في المنطقة».
ورأى سعيد أن أي تسوية سياسية في لبنان «لن تمرّ بلا أثمان، وربما ستسرّع هذه التسوية وتيرة الأحداث»، مشيراً إلى أنه «من الأفضل أن يقتنع (حزب الله) بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، وفقاً للدستور اللبناني، بدلاً من تسليمه هذا السلاح وفق موازين القوى التي ستفرض نفسها على المنطقة».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
يوم غير سعيد لدعاة تدويل المشكل السوداني
يوم غير سعيد لدعاة تدويل المشكل السوداني:
” استخدمت روسيا، الاثنين، حق النقض”الفيتو” لمنع تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يتعلق بحماية المدنيين في السودان، دفعت به كل من بريطانيا وسيراليون.”
سقوط القرار بفيتو روسيا لا يعني أن بريطانيا ستوقف محاولات التاثير علي مجري الأحداث في السودان. ولكن فعالية تدخل بريطانيا المستقبلي ستعتمد إلي حد كبير علي مزاج إدارة ترامب. لان بريطانيا صارت دولة ضعيفة نسبيا ولا تملك من النفوذ الفردي ما يكفي لتأثير حاسم. وبعد خروجها من الإتحاد الأوروبي قل تاثيرها علي قراراته لذلك إزداد إعتمادها علي الحكومة الأمريكية في مجال السياسة الخارجية.
ولكن ترمب يكره الإدارة البريطانية الحالية ورأسها الذي انتقده شخصيا وناصر بايدن وكمالا هاريس ضده في الإنتخابات فوق أنه لا يتحمس للتدخل في مشاكل أفريقيا في غياب مصلحة واضحة وماثلة لامريكا. إذ أن ترمب لا ينتمي لحزب النفاق الليبرالي الذي يرتدي قناع الحماية الإنسانية الإنتقائية. هذان العاملان يرجحان إحتمال عدم حماس إدارة ترمب لمساعدة التدخل الدولي في السودان حسب تصور بريطانيا.
ولكن من الناحية الأخري، قد تتدخل لوبيهات أخري في أمريكا لدفع ترمب لمساندة تدخل دولي في الشأن السوداني. كما لا يستحيل علي ترمب التدخل في السودان مقابل أن يحصل علي مكافآت ثمينة من لوبيهات أو من حلفاء اقليميين. كما أن موقف إدارة ترمب قد يتاثر براي من يختارهم لوزارات الخارجية والدفاع وأجهزة المخابرات.
كل الإحتمالات تظل مفتوحة ولكن من المؤكد أن اليوم غير سعيد لدعاة التدخل وللإمبراطورية البريطانية التي لم تكن الشمس تغرب عنها “لان الله لا يثق في الإنغليز في الظلام”.
ما يرفع من إحتمالات عدم حماس ترمب لتدخل دولي في السودان كراهيته للحكومة البريطانية ونواياه المعلنة لإيقاف المساعدات لأكرانيا وإنهاء الحرب هناك بشروط أقرب لتصور بوتين وابعد ما تكون عن آمال حلف الناتو والإتحاد الأوروبي.
مغتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب