الثورة نت:
2025-03-04@14:10:03 GMT

الرهان الخاسر!!

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

الرهان الخاسر!!

بعد جهدِ جهيد وبعد أن أخرسوا آذاننا بالكلام الفارغ والمنمق وكل شيء غير مُجد، انتهت الزفة وأصبحت قنوات الزيف والبهتان الممولة مالياً من الخليج وفكرياً من أمريكا وبريطانيا في حالة ندم على الأوقات سرقتها من المشاهدين والمتابعين وهي تروي لهم قصصاً وحكايات مفبركة ونسباً مغلوطة عما يُسمى بالانتخابات الأمريكية .

في هذا الجانب أعجبني أمريكي من أصول جزائرية كان يتحدث مع إحدى القنوات ويصرخ بملء فمه “ أيها الإعلاميون الذين يدعون أنهم عرب خافوا الله وراقبوه إن كانت ضمائركم قد ماتت وأصبحتم تعيشون في ردهات الغياب الأمريكي المصطنع، فالمواطن العربي المسكين يظل يبحث عن المعلومة ويعتقد أنها لديكم ولكنه يُفاجأ بأنكم على مدى عام كامل سوقتم له مسرحيات هزلية عن الديمقراطية وما يتصل بها في أمريكا وظللتم تتعقبونه بأخبار مزيفة تتحدث عن الأحمر والأزرق بنوع من الانبهار والإحساس بالعظمة والممولين لكم من الزعماء والكيانات الهُلامية، يتلذذون بالصمت تجاه ما يجري لأبناء جلدتكم في غزة ولبنان، أصبح الحديث عن ترامب وهاريس أكثر من الحديث عن ضحايا الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ولبنان، أنا وابني كمواطنين أمريكيين يحق لنا الإدلاء بصوتينا في ولاية ميتشغن، أدللنا بصوتينا لحسن نصر الله وإسماعيل هنية ليقيننا بأن هؤلاء هم أشرف الناس وأعظم الناس الأبطال الميامين الذين أشعروا العالم بأن العروبة لا تزال باقية وأن الإسلام يعيش في أعماق أصحابه الحقيقيين بعد أن حاولت الزعامات الهُلامية القضاء على أهم شعارين خالدين للأمة، أما زوجتي الكريمة رغم أنها أمريكية إلا أنني دفعتها لأن تصوت للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فهو أيضاً يستحق الاهتمام والتقدير من كل عربي ومسلم، لأنه أعاد لليمن وضعها الطبيعي ومكانتها المتأصلة في النفوس كبلد حام لحمى الدين ومُناصر لقضايا الأمة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نستحقه، نحن من نعيش في أمريكا ونشاهد ما يجري في وطننا العربي والإسلامي ونتساءل دوماً: إلى متى سيظل هذا الغفول العربي؟ بالذات في وسائل الإعلام الناطقة بالعربية، تصدقون أمريكا وتجعلونها تتصدر الأخبار والبرامج باعتبارها سيدة العالم، وهذا ما ترتجيه منكم وهو الشيء الذي تسعى من أجله إلى تأكيد زعامتها للعالم وفي سبيل هذه الغاية تحاول أن تجعلكم دائماً خلف الصفوف ومن وراء الشهوات والغرائز الشيطانية التي تعتمل في نفوس الزعامات الأمريكية، نصف قرن من الزمن وأنتم تراهنون على أمريكا وتمنون شعوبكم بأن الحل بيدها وهي تصفعكم الصفعة تلو الصفعة وكل مرشح أول ما ينطق به يُعلن الدفاع عن دولة الكيان الصهيوني وأنه لن يتخلى عنها من أول مرشح حتى المرشح الـ 47 وهو الرئيس الحالي، كلهم يتغنون بالعدو الصهيوني وأنتم بلا وعي ولا إحساس تظلون تراهنون على أمريكا، بل وللأسف الشديد نجد أن دول الخليج تتهالك في سبيل التوقيع على اتفاقيات أمنية مع هذا الكيان العابث الوحشي المتغطرس وكأنهم لا يأبهون بحماية الخالق سبحانه وتعالى، ولا يركنون إلا إلى هذه الأمريكا، قلت أنا عدة مرات ومنذ أن امتلكت الجنسية الأمريكية أيها العرب، يا أخوان أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا، لا تراهنوا على مثل هذه الأشياء فتخسرون، وها هي الخسارة فعلاً تتعاقب أمتنا من جولة انتخابية إلى أخرى، والغريب أن وسائل الإعلام العربية تنتظر بفارغ الصبر كل ثلاث سنوات لتبدأ مسرحية الانتخابات الأمريكية على مدى عام كامل وهي تردد أخباراً مُلفقة الهدف منها إبقاء أمريكا في الصدارة وفي واجهة الأحداث ونحن لا نتعظ، كل قناة تتعقب كل ما يُسمى بالسبق الصحفي وتبذل مئات الملايين في سبيل ذلك ولكنها لا تجني شيئاً، وها هو الأمر يتجدد اليوم ولكن على حساب أقدس وأعظم قضية وهي قضية فلسطين، فاليهود يتمادون في الإبادة والتنكيل بأبناء فلسطين ولبنان وقنواتنا سادرة في الغي تتعقب الانتخابات الأمريكية، يا لها من مذلة ويا له من خزي وعار !! وأخيراً يجب أن لا نراهن على أحد من هؤلاء الأمريكيان، فكلهم في النهاية صهاينة وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع”، انتهى كلام هذا المواطن من أصل جزائري وأقدم له الشكر وأكتفي به وأتمنى أن يصل إلى أذهان من لا يزال لديهم قليل من الوعي بمعركة الأمة الحقيقية، والله من وراء القصد..

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

استحقاق مرحلي.. غاية أم وسيلة؟

لا ينظر إلى الاستحقاق المرحلي على أنه غاية، ولا على أنه وسيلة، بقدر ما ينظر إليه على أنه مرحلة زمنية، استكفت كل المراحل التي كان من المفترض أن تمر بها، لتصل إلى هذا الاستحقاق، ومعنى ذلك أن نيل الاستحقاق بهذه الصورة يصبح أمرا طبيعيا لنتائج أي جهد إنساني يبذل، مع الحرص على أن تكون هناك نتيجة ملموسة، معبرة عن هذا الجهد أو ذاك، كما يجب التأكيد، أو الأخذ في الاعتبار أن تكون النتيجة المتحققة دون أية تكلفة إضافية غير تلك الموضوعة عند بدء المرحلة، وإلا خرج الفهم عن حقيقة الاستحقاق المرحلي، فبإضافة أي تكلفة إضافية معناه الدخول في مرحلة استحقاق أخرى، وهذا ينفي مفهوم الاستحقاق المرحلي، كما يذهب المعنى في ذات المفهوم على أن الوصول إلى هذا الاستحقاق هو حقيقة موضوعية بالضرورة، وليست منة، أو تفضل، وإنما هكذا ما يجب أن يكون عليه الأمر، وبالتالي فإن لم تكن النتيجة كما يشير إليه معنى الاستحقاق فإنه؛ في المقابل؛ أن هناك خللا ما حدث، ولم يوف الاستحقاق حقه من التحقق على أرض الواقع.

هل هناك عقبات يمكن أن تعطل وصول النتائج إلى مستويات الاستحقاق المرحلي؟ وإن حصل ذلك؛ كيف يمكن معالجتها؟ ومن هم الفاعلون الحقيقيون سواء بالسلب أو بالإيجاب للوصول أو دون الاستحقاق المرحلي لأي مشروع؟ ولماذا لا ينتبه دائما إلى هذا النوع من الاستحقاق؛ ويعامل على أنه تحصيل حاصل؟ أو يعاد النظر للبدء من جديد للوصول إلى هذا الاستحقاق دون العودة إلى تقييم ما تم إنجازه، ومعايرته إن كان ذلك يتوافق مع الجهد المبذول والفترة الزمنية التي قطعت، ومستوى الإنفاق الذي خصص؟ كل هذه الأسئلة؛ تبقى جوهرية الطرح لإعادة النظر في تحقق هذا الأمر، وبلورته على أنه جزء لا يتجزأ من الجهد الإنساني المبذول في مختلف أنشطة الحياة اليومية.

والمناقشة هنا؛ لا تفرق في مفهوم الاستحقاق المرحلي بين فرد، أو مؤسسة، أو جهد حكومة بكل مؤسساتها؛ لأن هذا النوع من القراءات لا يتخصص في واحدة من هذه فقط، وإنما هي حالة عامة تخص الفرد في المساحة المتاحة له للاشتغال، كما تخص المجموع في المساحة الأكبر للاشتغال، فالجميع في النهاية مطالبون أن يكون هناك استحقاق مرحلي لأي جهد مبذول، ويظل هذا الاستحقاق قابلا للقياس عليه في مختلف الخطط والبرامج القادمة، وإلا لضاعت الجهود سدى، وخرج الجميع بخفي حنين، وضاع كل ما بذل حيث ذرته الرياح، وهذا ما لا يمكن قبوله إطلاقا من الجميع، فليس من المنطق إطلاقا أن يعمل الفرد أو المجموعة في فراغ لا متناه، والذي يقلص من مساحة هذا الفراغ هو المنجز المرحلي لمختلف المشاريع - فردية كانت أو جماعية - فلا بد أن تكون هناك وسيلة موصلة إلى غاية، والغاية هي ما يطلق عليه «الاستحقاق المرحلي» بمعنى أنه لا يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية دون اكتمال استحقاقات المرحلة السابقة، وهذا هو منطق الأشياء.

فالطالب لا يمكن أن يصل إلى المرحلة الجامعية دون أن ينجز استحقاقات المرحلة الدراسية السابقة لما قبل الجامعة، وكذلك لا يمكن أن يعتمد الطبيب لتطبيب الناس، قبل أن ينجز كما نوعيا وكميا من المعرفة في كلية الطب، ورجل الشرطة لا يمكن أن يسمح له بأن يتعامل مع قطاع عريض من الناس في مختلف المواقف القانونية الخاصة بالمرور أو غيرها من فروع التخصص دون أن يحقق ذات الكم والنوع المعرفي في المجالات الشرطية المختلفة، ويقاس ذلك كله على مختلف الأنشطة الفنية والإدارية، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى، ولذلك فعندما يحدث هناك إخفاق في أداء مجال ما من مجالات التعاطي مع الآخرين، عندها تشعر أن هناك خللا ما في عدم اكتمال الاستحقاق المرحلي في ذات الأمر، سواء من جانبه البشري، أو التقني، كما يشعرك ذلك أن المسألة تعامل معاملة عدم الاهتمام، وإنها مجرد تحصيل حاصل، أو كيفما اتفق، وهذا لا يؤرخ عملا منجزا محكما يراعي كل جوانب الاستحقاق، فيؤدي دوره على أكمل وجه.

يحدث أن يكون هناك الكثير من الشد والجذب حول مختلف الموضوعات، وذلك ناتج عن مجموعة من التقييمات التي يجريها الناس على ما يتلقونه، سواء ما يتلقونه من فرد، أو مؤسسة، وهذا التقييم يعكس الكثير من القصور عن ما كان يتوقع، ويعد هؤلاء المُقَيِّمُونْ أن هذا القصور ناتج عن عدم الإخلاص، أو عدم تحمل الأمانة، أو عدم القدرة على تحمل المسؤولية، أو عن عدم وضوح الرؤية والأهداف، أو عدم الإعداد الجيد للذين يقومون بأداء خدمة ما، أو عدم مواءمة الظروف الزمنية أو البشرية، أو الجغرافية لذات الموضوع، وفي كل ذلك هناك أمر خفي؛ ربما؛ لا يستحضره هؤلاء جميعهم، أو أغلبهم، وهو عدم الوصول إلى الاستحقاق المرحلي الذي يفترض أن تعكسه النتائج لكي تؤتي هذه الخدمة أو تلك أكلها، وتستوفي حقها من رضى الناس، وهذا ما يلمس في قصور الخدمات التي لا تزال تثير حفيظة المستخدمين لها، وتوجد بيئة متصادمة بين الجمهور العام، وبين الجهات المعنية بها، وهنا يفترض أن يعاد النظر بجدية إلى مواطن الخلل المتسببة في الاحتقان المستمر من قبل الجمهور العريض؛ لأن الاستحقاق المرحلي لا يتوقف فقط عند المنتج النهائي الذي يقدم للجمهور، وإنما يسبقه الكثير من الأدوات المعززة للإنتاج، بدءا من القوى البشرية العاملة، مرورا بمجموعة الوسائل الفنية من الأجهزة والتدريب الجيد، وصولا إلى مستويات الإدارات العلياء، حيث اتخاذ القرار السليم، والمحكم، وذلك عبر الخطط المدروسة ذات تراتبية التنفيذ، بعيدا كل البعد عن اتخاذ القرارات الارتجالية أو العشوائية، ومن هنا قد يلحظ البعض نجاح مؤسسة دون أخرى في تقديم خدماتها إلى الجمهور، أو نجاح مميز من فرد في المجتمع دون غيره، وهذا التقييم ليس مرده الذكاء الخارق عند هؤلاء وهؤلاء دون آخرين يشاركونهم ذات الظروف، وإنما مرد ذلك إلى تحقق الاستحقاق المرحلي عند هؤلاء دون غيرهم، وهو - كما جاء أعلاه - إعطاء كل مرحلة من مراحل النشأة استحقاقاتها من الإعداد والتدريب، وتوظيف القدرات الذهنية، فالمسألة لن تخرج عن تراكمياتها الطبيعية، والمؤدية في النهاية إلى النتائج المتميزة التي يشيد بها الجميع.

هناك من يتحدث عن حرق المراحل أو القفز عليها، ولذلك يكثر ترديد عبارة: «بدأنا من ما انتهى إليه الآخرون» وهذا فهم خاطئ بالمطلق، لأن الجهد الإنساني المقبول منطقيا هو ذلك الجهد الذي يمر عبر مراحل تراكمية متسلسلة منطقيا، وقفز المراحل معناه أن تؤسس مرحلة وتتجاوز المرحلة الثانية، وتضع رجلك على المرحلة الثالثة، وهكذا حيث تكون هناك فراغات بين مرحلة وأخرى، وهذا من أخطر ما يكون في بناء القدرات، فالمراحل الفارغة سوف تحدث تكسيرا وتحطيما ضرره أكبر من نفعه، بل يعطل المشروع بأكمله، ولذلك يلاحظ أن بعض المشروعات تتكئ على عكاز، لوجود مثل هذه الخلل المصنوع مع سبق الإصرار والترصد، مثل ما يمد شارع أسفلتي عبر مسارات أودية، دون أن تقام جسور على ذات المسارات، فهنا لا يتحقق الاستحقاق المرحلي لهذه الخدمة للناس، فإذا كانت الغاية فقط هي وصول هذا الشارع إلى آخر نقطة للمستخدمين، فإن الوسيلة المسخرة لذلك غير مستحقة لشروطها الفنية، وبالتالي فالنتيجة المتوقعة الفشل الذريع لهذه الخدمة فما الفائدة من توصيل هذا الشارع في ستة أشهر بمواصفاته غير المكتملة، والمتوقع له سنة كاملة بتحقق استحقاق مرحلته الحقيقية؟ فالمسألة لا ترتبط بمجارات الزمن؛ بقدر ارتباطها بالجودة الماكنة، وهذه الجودة لن تتحقق إلا باستحقاقاتها المرحلية، وحرق المراحل من أسوأ ما يتصادم مع هذا الاستحقاق لأي مشروع، ومن يتمعن في التطور التقني يدرك هذه الحقيقة بكامل تجلياتها، فالمسألة ليست «خوارزميات» تحتاج إلى «شيفريات» لتفكيكها، وإنما قائمة على حسبة مادية بحتة مفادها أن (1+1=2).

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفـي عماني

مقالات مشابهة

  • السعودية ولبنان تدعوان لانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية
  • المملكة ولبنان تؤكدان أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية
  • المملكة ولبنان تؤكدان في بيان مشترك أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف
  • المملكة ولبنان تؤكدان في بيان مشترك أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف - عاجل
  • المملكة ولبنان تؤكدان أهمية تعزيز العمل العربي تجاه القضايا المهمة
  • استحقاق مرحلي.. غاية أم وسيلة؟
  • حلم الاحتلال الإمبراطوري .. ابتلاع غزة ولبنان وسوريا وشرق الأردن / تفاصيل
  • مستشار ترامب يتحدث عن دعم أمريكا لـقيادة جديدة في أوكرانيا والتنازلات لتحقيق السلام
  • "سلامة الغذاء": 256 ألف طن رسالة غذائية مصدرة.. والسودان ولبنان على رأس الدول المستوردة
  • سلامة الغذاء: 256 ألف طن رسالة غذائية مُصدرة.. والسودان ولبنان على رأس المستوردين