الشهادة الجائزة الربانية الكبرى
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
طريق المقاومة والجهاد ليس مفروشا بالورود ، وغير خال من التضحيات والقرابين ، فهو طريق يقود إلى الحرية والإنتصار ، وثمنهما يكون مكلفا جدا ، ولكن هذا الثمن المكلف ، لا يساوي شيئا أمام ما يقابله من عطاء وتكريم إلهي لا يقدر بثمن على الإطلاق ، فالشهادة هي الجائزة الربانية الكبرى التي تمنح من يظفر بها الإمتيازات الكبيرة والمزايا الكثيرة التي لا نظير لها ولا مثيل على الإطلاق .
نعم إمتيازات ومزايا وجوائز كبرى حصرية على الشهداء العظماء ، اختصهم الله بها ، ومنحهم إياها ، لأنهم استحقوها بكل جدارة واستحقاق ، كيف لا وهم تاجروا مع الله و دخلوا معه في تجارة مضمونة الربحية ، ومعدومة الخسارة ، فربحت تجارتهم الربح الكثير ، وتجاوزت تجارتهم البوار والخسارة ، فاستحقوا الإرتقاء الكبير ، والمكانة المرموقة في الجنة ، رفقة الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين ، وفازوا بالحياة الأبدية ، الحياة الحقيقية ، والرزق الإلهي الواسع الغير منقطع ، لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وباعوا أنفسهم له بنفوس مطمئنة راضية مرضية .
تجردوا من كل الملذات وتجاهلوا كل المغريات ، وانطلقوا في سبيل الله ذودا عن الدين و الأرض والعرض والشرف والكرامة ، لم يخرجوا من أجل الحصول على حقائب وزارية ، ولا من أجل مناصب سيادية ، ومصالح ومكاسب مادية ، ومطامع دنيوية ، تركوا الزوجات والأولاد والأهل والأحباب ، تركوا المنازل والأراضي والوظائف والأموال ، وخرجوا ينشدون النصر والحرية والعزة والكرامة ، شعارهم النصر أو الشهادة .
سطروا الملاحم البطولية في مواجهة الأعداء في كل جبهات العزة والكرامة ، وضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والتضحية والفداء ، فكان التكريم والوفاء لهم من قبل القيادة الثورية الحكيمة بقيادة الشهيد المؤسس السيد حسين بدرالدين الحوثي ، ومن خلفه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، تم تخصيص أسبوع كامل من 13إلى 19جمادي الأولى من كل عام للإحتفال بالذكرى السنوية للشهيد ، حيث تقام الفعاليات والندوات والمهرجانات الخاصة بالمناسبة ، وتفتتح معارض مصورة تضم صور الشهداء العظماء في مختلف المديريات والمحافظات ، وتتم زيارة أسر وروضات الشهداء وتقديم هدايا السيد القائد يحفظه الله لأسر الشهداء ، وفاءً لمن أروت دماءهم الطاهرة الزكية الأرض اليمنية ، ودافعوا بكل إيمان وعزيمة وإرادة عن العرض والعرض والهوية ، ورسموا بعظيم تضحياتهم طريق النصر والحرية والعزة والكرامة .
وهذا أقل ما يمكن القيام به تجاه هؤلاء العظماء ، الذين مهما تحدثنا عنهم فإننا لن نوفيهم حقهم ، وأجدها فرصة هنا للإشادة بما تقوم به الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء من جهود مشكورة ، وخطوات ملموسة في جانب رعاية أسر الشهداء ، والتي تعكس من خلالها توجيهات القيادة الحكيمة ، التي تولي هذه الشريحة الإهتمام والعناية ، ونشد على أيديهم لإستكمال عملية الحصر لأسر الشهداء ، ليتسنى لها تنفيذ إستراتيجية الرعاية الخاصة بهم والتي سيكون لها أثرها عليهم وخصوصا في ظل الظروف الراهنة ، وأنا على ثقة تامة بأن كل تلكم الجهود المبذولة والعمل المؤسسي القائم داخل هذه المؤسسة الوطنية سيثمر خيرا وفيرا لأسر الشهداء ، الذين يستحقون منا جميعا العناية والإهتمام والتكريم والمواساة .
بالمختصر المفيد، الشهداء العظماء هم صفوة المجتمع وهم أهل السبق في البذل والعطاء والتضحية والفداء ، ومن الوفاء لهم العناية والإهتمام بأسرهم ، ولا يمكن أن تتحقق هذه الغاية وهذا الهدف إلا بتكاتف الجهود وتظافرها ، على المستوى الجانب الرسمي والقطاع الخاص وعلى المستوى المجتمعي ، وعلينا أن نستلهم في هكذا مناسبة روح الإباء والتضحية والفداء التي عليها هؤلاء العظماء ، و السير على نهجهم ودربهم نحو معانقة الحرية والإنتصار بعون الله وتأييده .
الرحمة والخلود للشهداء ، والشفاء للجرحى ، والحرية للأسرى ، ولا نامت أعين الجبناء.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حزب الله اللبناني يصدر بياناً بشأن التطورات الاخيرة
بغداد اليوم -
أصدر حزب الله البيان التالي:
إنّه يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرة أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني أمام أي تهديد أو عدوان.
منذ عام 2000 وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنّه القائد الحقيقي لمسار الانتصار، بمقاومته البطولية يُجدّد دحر العدو، مؤكدّا أن لا مكان لمحتل في هذه الأرض المباركة، التي رويت كل حبة تراب فيها بدماء الشهداء.
إنّ مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة يُجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ويؤكد أنّ هذا الشعب بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين يُشكّل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوة التي لطالما وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيد شهداء الأمة، سماحة السيد حسن نصرالله (رضوان الله عليه) بأنّها "نقطة القوة التي لا يستطيع أن يهزمها أحد". لقد أثبت شعب المقاومة أنه وفِيّ لدمائه الزكية، وأنه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنهم عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي المبارك الذي رسم بخطواته واتجاهه طريقًا واحدًا، تحرير الأرض ودحر المحتل نهائيًا.
إنّنا في حزب الله، إذ ننحني إجلالًا أمام عظمة شعب المقاومة، نؤكد أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان من غدر الأعداء ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم.
إننا ندعو جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفًا واحدًا مع أهلهم في الجنوب، لنجدّد معًا معاني التضامن الوطني ولنبني سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار. ونشدّد على أنّ المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا.
نتوجه بالتحية إلى أرواح الشهداء وإلى الجرحى الذين رسموا بدمائهم طريق التحرير والانتصار. ونعتبر أنّ هذه اللحظات العظيمة التي يعيشها وطننا اليوم ليست إلا تأكيدًا على أنّ لبنان بشعبه ومقاومته وأبنائه الأحرار هو وطن العزة والكرامة.