اتهامات وتحالفات.. كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لهجوم نووي مع كوريا الجنوبية
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى عرض مهم للولاء، تعهدت كوريا الشمالية بدعم ثابت لغزو روسيا لأوكرانيا، مما يسلط الضوء على التحالفات المتعمقة بين موسكو وبيونج يانج. خلال اجتماع رفيع المستوى فى موسكو، تعهدت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوى سون هوى بدعم بلادها لما وصفته بـ "يوم النصر" لروسيا، مؤكدة على صعود "أخوة السلاح التى لا تقهر" بين البلدين.
وتزايدت خلفية التعهد بسبب اتهامات كوريا الشمالية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، اللتين تزعم بيونج يانج أنهما متورطتان فى مناقشات سرية بشأن توجيه ضربة نووية ضد كوريا الشمالية. فى حين تفتقر هذه الادعاءات إلى الصدق، إلا أنها لا تتفق مع الحجج التى قدمتها كوريا الشمالية. وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف بشأن التصعيد المحتمل فى شبه الجزيرة الكورية. ووفقًا لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية، حذر تشوى من أن "الوضع فى شبه الجزيرة الكورية قد يصبح متفجرًا فى أى لحظة"، وهو ما يعكس الرواية القديمة لكوريا الشمالية حول الدفاع عن النفس ضد التهديدات الغربية المتصورة.
زيادة التعاون العسكرييرافق وعد كوريا الشمالية بالولاء لروسيا زيادات ملموسة فى التعاون العسكري، حيث أقر لافروف بوجود "اتصالات وثيقة للغاية" بين قطاعى الدفاع الروسى والكورى الشمالي. ويقول المحللون إن هذا التعاون العسكرى المكثف يعكس اعتماد موسكو الاستراتيجى على بيونج يانج وسط صراعها الطويل الأمد مع أوكرانيا.
أشارت التقارير الواردة من الاستخبارات الأمريكية والأوكرانية إلى أن الجنود الكوريين الشماليين يصلون الآن إلى روسيا، ومن المحتمل أن يتم نشرهم فى الصراع الأوكراني. وأفاد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بأن نحو ٨ آلاف جندى كورى شمالى متمركزون بالفعل فى منطقة كورسك الروسية، على الحدود مع أوكرانيا، مع انتشار ٢٠٠٠ جندى إضافى عبر الأراضى الروسية. وقال بلينكن: "لم نر بعد هذه القوات منتشرة فى قتال ضد القوات الأوكرانية، لكننا نتوقع أن يحدث ذلك فى الأيام المقبلة"، فى إشارة إلى القلق بشأن تورط كوريا الشمالية عسكريا خارج حدودها.
وأثار تحرك القوات الكورية الشمالية لدعم روسيا انتقادات من زعماء العالم، حيث وصف وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى تصرفات كوريا الشمالية بأنها محاولة "لإطالة أمد الحرب فى أوروبا" من خلال تعزيز القوة العسكرية الروسية. وحذر لامى كذلك من أن العلاقات المتنامية بين كوريا الشمالية والكرملين تشكل "عواقب خطيرة على أمن أوروبا ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ"، وهو الشعور الذى يتقاسمه المحللون الذين يراقبون إعادة التنظيم الاستراتيجى بين الدولتين الاستبداديتين.
ردًا على هذه التطورات، انتقد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى رد الغرب الصامت على تورط كوريا الشمالية فى الحرب، مشيرًا إلى أن بوتن يختبر عزيمة كل من حلف شمال الأطلسى وكوريا الجنوبية. ناشد زيلينسكى الحصول على إذن لضرب القوات الكورية الشمالية المتمركزة بالقرب من الحدود الأوكرانية، وهو الطلب الذى تردد الحلفاء الغربيون فى منحه.
وفى الوقت نفسه، أعرب وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاى يول عن حذره، مشيرًا إلى أن سيول ستراقب عن كثب مدى تورط كوريا الشمالية قبل النظر فى تقديم دعم عسكرى إضافى لأوكرانيا. وقال تشو: "سنراقب مستوى مشاركة القوات [الكورى الشمالي] فى الحرب، وما هو المقابل الذى ستحصل عليه كوريا الشمالية من روسيا"، ملمحًا إلى رد كوريا الجنوبية المحتمل اعتمادًا على تطور الدور العسكرى لكوريا الشمالية فى الصراع.
التجارب النووية
وفى خضم هذه التوترات الدولية، عززت كوريا الشمالية من مخاوفها بإطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات متطور. ووصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إطلاق الصاروخ بأنه "عمل عسكرى مناسب" ردًا على ما أسماه "الاستفزازات المتعمدة" من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. ويؤكد توقيت الاختبار استعداد بيونج يانج لإظهار قدراتها العسكرية المتقدمة كشكل من أشكال الردع.
وأشار محللون غربيون إلى الاختبار الصاروخى باعتباره تصعيدًا كبيرًا، مما يشير إلى أن موقف كوريا الشمالية الدفاعى أصبح أكثر عدوانية مع تماشيه بشكل أوثق مع الأجندة الجيوسياسية لروسيا. وقد أثارت هذه الخطوة إدانة من جانب المراقبين الدوليين، لأنها تزيد من المخاطر فى منطقة متقلبة بالفعل وتهدد بإثارة المزيد من العسكرة من جانب كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
إن التأثيرات المترتبة على هذا التحالف الناشئ تمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا وشبه الجزيرة الكورية. إن تشديد الروابط بين موسكو وكوريا الشمالية يأتى فى ظل تحالف أوسع نطاقًا بين روسيا وما يسمى "محور المقاومة" الإيراني، وهى شبكة غير رسمية من الجهات الفاعلة المناهضة للغرب بما فى ذلك الجماعات فى لبنان وقطاع غزة. وقد أدت التصريحات الأخيرة التى أدلى بها كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، والتى تشير إلى استعداد إيران للقدرات النووية، إلى تكثيف التدقيق الغربى فى تحالفات روسيا.
وفى محاولة لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة ٤٢٥ مليون دولار لأوكرانيا، والتى تشمل صواريخ اعتراضية دفاعية وذخائر أخرى تهدف إلى تعزيز الدفاعات الجوية والبرية لأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تعهد مسئولون دفاعيون أمريكيون بتقديم أصول إضافية إلى الشرق الأوسط، بما فى ذلك أنظمة الدفاع الصاروخى الباليستى وقاذفات بي-٥٢، مما يشير إلى نية واشنطن دعم حلفائها وسط عدم الاستقرار المتزايد.
ويشير الخبراء إلى أن هذه العلاقة الثلاثية المكثفة بين كوريا الشمالية وروسيا وإيران لديها القدرة على تحويل ديناميكيات القوة على مستوى العالم، حيث تسعى روسيا إلى الحصول على الدعم خارج حلفائها التقليديين لمواجهة العقوبات الغربية وتعزيز جهودها الحربية فى أوكرانيا. ويشير المحللون إلى أن هذه التحالفات قد تشجع الدول الأخرى ذات المواقف العدائية تجاه الغرب، مما يشكل تحديًا لنفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى عبر مناطق متعددة.
إن التعاون الوثيق بين كوريا الشمالية وروسيا يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الأمن العالمي، وخاصة مع مواجهة كل من البلدين للعزلة عن المجتمع الدولي. ومع نشر كوريا الشمالية لقواتها لمساعدة الأهداف العسكرية الروسية، ومناقشة القدرات النووية علنًا من قبل المسئولين الكوريين الشماليين والإيرانيين، فإن المخاطر أعلى من أى وقت مضى. ويبقى السؤال ما إذا كانت القوى الغربية ستعيد ضبط استراتيجياتها استجابة لهذا التعاون المتصاعد بين بعض أكثر الأنظمة إثارة للجدل فى العالم.
ومع تعمق هذه الشراكة، يحذر المحللون من العواقب البعيدة المدى التى قد تترتب على الاستقرار فى أوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى استجابات استراتيجية تعالج الأبعاد العسكرية والدبلوماسية لهذا التحالف الناشئ. ويراقب العالم عن كثب كيف تتحدى هذه التحالفات النظام القائم، وهو ما يشير إلى أن التداعيات قد تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كوريا الشمالية الولايات المتحدة كوريا الجنوبية غزو روسيا لأوكرانيا موسكو وبيونج يانج وزير الخارجية الروسي الولایات المتحدة الجزیرة الکوریة کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
غلق السفارات والنزول للملاجئ بأوكرانيا تحسبا لهجوم نووي روسي محتمل الليلة.. عاجل
في واقعة تكاد تكون الأولي من نوعها منذ عقود، نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية تقارير عن هجوم روسي كبير باستخدام أسلحة نووية على العاصمة الأوكرانية «كييف» مساء أمس الأربعاء، بالتزامن مع إصدار وزارة الخارجية تعليماتها لموظفي السفارة الأمريكيية في كييف مؤقتًا والاختباء في الملاجئ.
هجوم كبير على كييفوبحسب التقرير الذي نشرته شبكة سي إن إن، فقد كشفت السفارة الأمريكية في كييف في وقت سابق من مساء أمس الأربعاء، أنها تلقت معلومات عن هجوم جوي كبير محتمل، معلنه أنها ستغلق أبوابها يوم الأربعاء أمام مواطنيها، مطالبة موظفيها بالدخول الفوري إلى الملاجئ والتواجد هناك لحين إشعار آخر.
إغلاق أبواب السفارة الأمريكية تبعه نفس القرار من عدد من السفارات الأروروبية ومنها اليونانية والإسبانية والإيطالية، والتي أغلقت أبوابها مؤقتًا.
عقب هذا التحذير تداول وسائل إعلام أوكرانية نقلا عن استخبارات الدفاع الأوكرانية تحذير من أن روسيا ستشن هجوى ضخم على كييف، باستخدام أسلحة نووية، وهو ما تسبب في حالة من الفزع والرعب بين المواطنين.
حقيقة الهجوم الروسي على كييفوفي منشور على تطبيق تيليجرام، قالت استخبارات الدفاع الأوكرانية إن أخبار انتشرت «حول تهديد بهجوم صاروخي وقنابل ضخم على المدن الأوكرانية» عبر الإنترنت، مما يبدو أنه يزيد من المخاوف القائمة بناءً على معلومات استخباراتية أمريكية.
وأضافت الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية إن «هذه الرسالة مزيفة وتحتوي على أخطاء نحوية نموذجية للعمليات الإعلامية والنفسية الروسية».
فيما قالت السفارة الأميركية في كييف إنها ستغلق أبوابها يوم الأربعاء «من باب الحيطة والحذر».
وقال مسؤول أمريكي لشبكة CNN إن معايير مصداقية المعلومات المتعلقة بالتهديدات أقل في بيئة تتسم بالتهديد المتزايد مثل أوكرانيا، خاصة إذا كان التهديد وشيكًا.
وحثت وزارة الخارجية السكان على عدم تجاهل تحذيرات الغارات الجوية، التي دوت في كييف عدة مرات طوال الليل وحتى الأربعاء، بينما تواصل روسيا قصف المدن الأوكرانية بالغارات الجوية.
الولايات المتحدة تدعم أوكرانياوأكدت وزارة الدفاع الأميركية في بيان صحفي أنها سترسل لأوكرانيا المزيد من المعدات العسكرية كجزء من تمويل إضافي بقيمة 275 مليون دولار.
ويأتي هذا التمويل في إطار زيادة المساعدات العسكرية التي أمر بها الرئيس جو بايدن في أواخر سبتمبرالماضي .
ووفقًا للبيان، فإن هذه هي «الشريحة السبعين من المعدات» التي تحصل عليها كييف من الإمدادات العسكرية الأمريكية منذ أغسطس 2021.
تتضمن الحزمة:
ذخيرة لأنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS)
ذخيرة المدفعية
قذائف الهاون
الأنظمة الجوية غير المأهولة – والمعروفة أيضًا باسم الطائرات بدون طيار
صواريخ TOW التي يتم إطلاقها من الأنبوب، والتي يتم تتبعها بصريًا، والتي يتم توجيهها سلكيًا
أنظمة مضادة للدروع
الأسلحة الصغيرة والذخيرة
معدات وذخائر الهدم
المعدات الوقائية الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية
قطع الغيار والمعدات المساعدة والخدمات والتدريب والنقل
عودة السفارة الأمريكية للعملوكشفت سي إن إن الأمريكية أن سفارة الولايات المتحدة استانقت خدماتها في كييف، بعد أن أغلقت أبوابها لعدة ساعات.
وقالت بريدجيت أ.برينك السفيرة الأمريكية في كييف: «نواصل تشجيع المواطنين الأميركيين على البقاء يقظين ومراقبة المصادر الأوكرانية الرسمية للحصول على التحديثات والاستعداد للاحتماء في مكانهم إذا تم الإعلان عن انذارات بهجوم جوي» .