تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى عرض مهم للولاء، تعهدت كوريا الشمالية بدعم ثابت لغزو روسيا لأوكرانيا، مما يسلط الضوء على التحالفات المتعمقة بين موسكو وبيونج يانج. خلال اجتماع رفيع المستوى فى موسكو، تعهدت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوى سون هوى بدعم بلادها لما وصفته بـ "يوم النصر" لروسيا، مؤكدة على صعود "أخوة السلاح التى لا تقهر" بين البلدين.

أكد اللقاء مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على التحالف العسكرى والسياسى والاستراتيجى الذى يعتقد الخبراء أنه قد يؤدى إلى زعزعة استقرار ديناميكيات الأمن العالمى بشكل أكبر.

وتزايدت خلفية التعهد بسبب اتهامات كوريا الشمالية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، اللتين تزعم بيونج يانج أنهما متورطتان فى مناقشات سرية بشأن توجيه ضربة نووية ضد كوريا الشمالية. فى حين تفتقر هذه الادعاءات إلى الصدق، إلا أنها لا تتفق مع الحجج التى قدمتها كوريا الشمالية. وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف بشأن التصعيد المحتمل فى شبه الجزيرة الكورية. ووفقًا لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية، حذر تشوى من أن "الوضع فى شبه الجزيرة الكورية قد يصبح متفجرًا فى أى لحظة"، وهو ما يعكس الرواية القديمة لكوريا الشمالية حول الدفاع عن النفس ضد التهديدات الغربية المتصورة.

زيادة التعاون العسكري

يرافق وعد كوريا الشمالية بالولاء لروسيا زيادات ملموسة فى التعاون العسكري، حيث أقر لافروف بوجود "اتصالات وثيقة للغاية" بين قطاعى الدفاع الروسى والكورى الشمالي. ويقول المحللون إن هذا التعاون العسكرى المكثف يعكس اعتماد موسكو الاستراتيجى على بيونج يانج وسط صراعها الطويل الأمد مع أوكرانيا.
أشارت التقارير الواردة من الاستخبارات الأمريكية والأوكرانية إلى أن الجنود الكوريين الشماليين يصلون الآن إلى روسيا، ومن المحتمل أن يتم نشرهم فى الصراع الأوكراني. وأفاد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بأن نحو ٨ آلاف جندى كورى شمالى متمركزون بالفعل فى منطقة كورسك الروسية، على الحدود مع أوكرانيا، مع انتشار ٢٠٠٠ جندى إضافى عبر الأراضى الروسية. وقال بلينكن: "لم نر بعد هذه القوات منتشرة فى قتال ضد القوات الأوكرانية، لكننا نتوقع أن يحدث ذلك فى الأيام المقبلة"، فى إشارة إلى القلق بشأن تورط كوريا الشمالية عسكريا خارج حدودها.
وأثار تحرك القوات الكورية الشمالية لدعم روسيا انتقادات من زعماء العالم، حيث وصف وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى تصرفات كوريا الشمالية بأنها محاولة "لإطالة أمد الحرب فى أوروبا" من خلال تعزيز القوة العسكرية الروسية. وحذر لامى كذلك من أن العلاقات المتنامية بين كوريا الشمالية والكرملين تشكل "عواقب خطيرة على أمن أوروبا ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ"، وهو الشعور الذى يتقاسمه المحللون الذين يراقبون إعادة التنظيم الاستراتيجى بين الدولتين الاستبداديتين.

تصعيد التوترات 

ردًا على هذه التطورات، انتقد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى رد الغرب الصامت على تورط كوريا الشمالية فى الحرب، مشيرًا إلى أن بوتن يختبر عزيمة كل من حلف شمال الأطلسى وكوريا الجنوبية. ناشد زيلينسكى الحصول على إذن لضرب القوات الكورية الشمالية المتمركزة بالقرب من الحدود الأوكرانية، وهو الطلب الذى تردد الحلفاء الغربيون فى منحه.
وفى الوقت نفسه، أعرب وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاى يول عن حذره، مشيرًا إلى أن سيول ستراقب عن كثب مدى تورط كوريا الشمالية قبل النظر فى تقديم دعم عسكرى إضافى لأوكرانيا. وقال تشو: "سنراقب مستوى مشاركة القوات [الكورى الشمالي] فى الحرب، وما هو المقابل الذى ستحصل عليه كوريا الشمالية من روسيا"، ملمحًا إلى رد كوريا الجنوبية المحتمل اعتمادًا على تطور الدور العسكرى لكوريا الشمالية فى الصراع.
التجارب النووية 
وفى خضم هذه التوترات الدولية، عززت كوريا الشمالية من مخاوفها بإطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات متطور. ووصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إطلاق الصاروخ بأنه "عمل عسكرى مناسب" ردًا على ما أسماه "الاستفزازات المتعمدة" من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. ويؤكد توقيت الاختبار استعداد بيونج يانج لإظهار قدراتها العسكرية المتقدمة كشكل من أشكال الردع.
وأشار محللون غربيون إلى الاختبار الصاروخى باعتباره تصعيدًا كبيرًا، مما يشير إلى أن موقف كوريا الشمالية الدفاعى أصبح أكثر عدوانية مع تماشيه بشكل أوثق مع الأجندة الجيوسياسية لروسيا. وقد أثارت هذه الخطوة إدانة من جانب المراقبين الدوليين، لأنها تزيد من المخاطر فى منطقة متقلبة بالفعل وتهدد بإثارة المزيد من العسكرة من جانب كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
إن التأثيرات المترتبة على هذا التحالف الناشئ تمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا وشبه الجزيرة الكورية. إن تشديد الروابط بين موسكو وكوريا الشمالية يأتى فى ظل تحالف أوسع نطاقًا بين روسيا وما يسمى "محور المقاومة" الإيراني، وهى شبكة غير رسمية من الجهات الفاعلة المناهضة للغرب بما فى ذلك الجماعات فى لبنان وقطاع غزة. وقد أدت التصريحات الأخيرة التى أدلى بها كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، والتى تشير إلى استعداد إيران للقدرات النووية، إلى تكثيف التدقيق الغربى فى تحالفات روسيا.
وفى محاولة لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة ٤٢٥ مليون دولار لأوكرانيا، والتى تشمل صواريخ اعتراضية دفاعية وذخائر أخرى تهدف إلى تعزيز الدفاعات الجوية والبرية لأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تعهد مسئولون دفاعيون أمريكيون بتقديم أصول إضافية إلى الشرق الأوسط، بما فى ذلك أنظمة الدفاع الصاروخى الباليستى وقاذفات بي-٥٢، مما يشير إلى نية واشنطن دعم حلفائها وسط عدم الاستقرار المتزايد.
ويشير الخبراء إلى أن هذه العلاقة الثلاثية المكثفة بين كوريا الشمالية وروسيا وإيران لديها القدرة على تحويل ديناميكيات القوة على مستوى العالم، حيث تسعى روسيا إلى الحصول على الدعم خارج حلفائها التقليديين لمواجهة العقوبات الغربية وتعزيز جهودها الحربية فى أوكرانيا. ويشير المحللون إلى أن هذه التحالفات قد تشجع الدول الأخرى ذات المواقف العدائية تجاه الغرب، مما يشكل تحديًا لنفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى عبر مناطق متعددة.

عصر جديد من التحالفات الاستراتيجية؟

إن التعاون الوثيق بين كوريا الشمالية وروسيا يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الأمن العالمي، وخاصة مع مواجهة كل من البلدين للعزلة عن المجتمع الدولي. ومع نشر كوريا الشمالية لقواتها لمساعدة الأهداف العسكرية الروسية، ومناقشة القدرات النووية علنًا من قبل المسئولين الكوريين الشماليين والإيرانيين، فإن المخاطر أعلى من أى وقت مضى. ويبقى السؤال ما إذا كانت القوى الغربية ستعيد ضبط استراتيجياتها استجابة لهذا التعاون المتصاعد بين بعض أكثر الأنظمة إثارة للجدل فى العالم.
ومع تعمق هذه الشراكة، يحذر المحللون من العواقب البعيدة المدى التى قد تترتب على الاستقرار فى أوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى استجابات استراتيجية تعالج الأبعاد العسكرية والدبلوماسية لهذا التحالف الناشئ. ويراقب العالم عن كثب كيف تتحدى هذه التحالفات النظام القائم، وهو ما يشير إلى أن التداعيات قد تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كوريا الشمالية الولايات المتحدة كوريا الجنوبية غزو روسيا لأوكرانيا موسكو وبيونج يانج وزير الخارجية الروسي الولایات المتحدة الجزیرة الکوریة کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

احتياطي النقد الأجنبي في كوريا الجنوبية يصل لأدنى مستوياته

أظهر اليوم الأربعاء الموافق 5 فبراير، البنك المركزي في كوريا الجنوبية، بيانات توضح أن احتياطي النقد الأجنبي للبلاد انخفض عما كان عليه في يناير لتصل إلى أدنى مستوى لها في ما يقرب من 5 سنوات، وسط ضعف العملة الكورية.
ووفق لوكالة يونهاب للأنباء، كشفت البيانات أن احتياطي النقد الأجنبي للبلاد بلغ 411.01 مليار دولار في نهاية يناير، بانخفاض 4.59 مليار دولار عن يناير.
ويعتبر هذا الرقم أدنى مستوى منذ يونيو عام 2020 عندما سجل 410.7 مليارات دولار، كما مَثل أكبر انخفاض منذ أبريل عام 2024 عند تراجع بمقدار 5.99 مليارات دولار.

انخفاض عملة كوريا الجنوبية إلى أدنى مستوى لها 16 عاما تقريبا 

ويرجع هذا الانخفاض إلى استجابات السلطات المالية لتقلبات سوق الصرف الأجنبي، حيث انخفض سعر العملة المحلية إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من 16 سنة بعد أن تراجع إلى أقل من 1,460 وون مقابل الدولار الأمريكي في ديسمبر وظل عند هذا المستوى خلال يناير، وسط الفوضى السياسية المحلية واستمرار ارتفاع قيمة الدولار.

وبلغت قيمة الأوراق المالية الأجنبية، مثل سندات الخزانة الأمريكية، 362.02 مليار دولار في نهاية يناير بانخفاض 4.65 مليارات دولار عن الشهر الذي سبقه، لتشكل 88.1% من إجمالي احتياطي النقد الأجنبي.

ووصلت قيمة الودائع إلى 25.29 مليار دولار في نهاية الشهر الماضي، بزيادة 70 مليون دولار عن الشهر الذي سبقه.

ويتكون احتياطي النقد الأجنبي من الأوراق المالية والودائع المقومة بالعملات الأجنبية، وحقوق السحب الخاصة ووضع الاحتياطي لدى صندوق النقد الدولي، وسبائك الذهب.

حجم الاحتياطيات الأجنبية 

وقال بنك كوريا إن كوريا الجنوبية احتلت المركز التاسع في العالم من حيث حجم الاحتياطيات الأجنبية في نهاية ديسمبر، وتصدرت الصين القائمة، وتلتها اليابان وسويسرا والهند وروسيا وتايوان والمملكة العربية السعودية وهونج كونج.

مقالات مشابهة

  • بعد كبرى «الشركات التقنية».. كوريا الجنوبية تمنع استخدام «ديب سيك»
  • كوريا الجنوبية تعلن تمديد خفض الضريبة على الوقود لمدة شهرين
  • كوريا الجنوبية تحقق أكثر من 12 مليار دولار في فائض الحساب الجاري
  • كوريا الجنوبية تدعم دور مجلس حقوق الإنسان الأممي
  • احتياطي النقد الأجنبي في كوريا الجنوبية يصل لأدنى مستوياته
  • الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء الشراكة بين روسيا وإيران
  • انخفاض حاد بدرجات الحرارة في كوريا الجنوبية
  • كوريا الجنوبية تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة إلى ما دون 20 درجة تحت الصفر
  • سياحة لا تخلو من المخاطرة.. كوريا الشمالية تفتح أبوابها أمام الزائرين
  • كوريا الجنوبية.. التسوق عبر الإنترنت يقفز لمستوى قياسي في 2024