أوضحت دار الإفتاء المصرية مفهوم التوبة ومعناها، حيث تعرّف التوبة بأنها الإقلاع عن الذنب والمعصية مع العزم الأكيد على عدم العودة إليها مرة أخرى. 

وتقبل التوبة إذا كانت صادقة وخالصة لله عز وجل، حيث يعود الله على التائب برحمته، وهذا ما يُعرف بالتوبة النصوح، وهي التي يشعر فيها العبد بعمق الألم والندم على ما اقترفه من معاصٍ، ويتعهد أمام الله بعدم العودة إليها.

وقد شددت أمانة الفتوى بدار الإفتاء على أن التوبة لا تكون باللسان فقط، بل ينبغي أن يصاحبها عزمٌ صادقٌ في القلب على عدم العودة إلى الذنب.

 وذكرت أن التوبة باللسان مع نية العودة إلى المعصية تعدُّ في حد ذاتها نوعًا من المعصية المرفوضة.

وفي معرض إجابة دار الإفتاء عن سؤال حول "ما حكم الدين فيمن يرتكب الذنوب ثم يتوب ويكرر ذلك؟" أوضحت أن من كانت توبته صادقة وخالصة، ثم وقع في المعصية مرة أخرى بوسوسة الشيطان، دون نية مسبقة أو تخطيط للعودة للذنب، فإن الله يقبل توبته إذا عاد وتاب بصدق، بشرط أن تكون التوبة نابضة من القلب مصحوبة بالندم والعزم على عدم العودة.

الرقية الشرعية مكتوبة.. حصن نفسك وبيتك وأولادك من الحسد كيفية إخراج زكاة شهادات الاستثمار وشروطها.. دار الإفتاء توضح الغوص أفضل فيلم رسوم متحركة بمسابقة الـ 10 دقائق بمهرجان VS-FILM

كما استشهدت دار الإفتاء بآية من القرآن الكريم لتوضيح أهمية التوبة النصوح، حيث قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ".

هل ارتكاب ذنوب كثيرة له توبة 

وتلقت دار الإفتاء سؤالاً من شاب عبر صفحتها الرسمية، يقول فيه: "ارتكبت ذنوبًا كثيرة، فهل لي من توبة؟"، وقد أجابه الدكتور علي فخر، أمين الفتوى، بأن على من يرغب في التوبة أن يبدأ أولاً بالإقلاع عن الذنب ثم يشعر بالندم على ما فعل. 

وأشار إلى الحديث النبوي: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، مستشهداً كذلك بآية من القرآن: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

كما تناولت دار الإفتاء مسألة قبول التوبة لمن ارتكب الكبائر، وقد أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، عبر فيديو على قناة الدار بموقع يوتيوب، قائلاً إن التوبة من الكبائر مقبولة عند الله إذا كانت صادقة. 

ودعا المخطئ إلى الاستغفار وعدم العودة للذنب، مع الإكثار من الصدقات والالتزام بالصلوات والزكاة والصيام وحج البيت إن أمكن، حتى تكون التوبة خالصة لله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستغفار الصدقات دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

حكم تأخير الغسل من الجنابة في رمضان إلى الظهر

أكدت دار الإفتاء أن الاستيقاظ على جنابة في نهار رمضان لا يفسد الصيام، بل يكون صحيحًا، إلا أنه من الأفضل المسارعة إلى الغسل حتى يتمكن المسلم من أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها دون تأخير.

وأوضح جمهور الفقهاء أن تأخير الغسل من الجنابة أو الحيض إلى ما بعد طلوع الفجر لا يؤثر على صحة الصيام، مستدلين بحديث السيدة عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم»، وهو ما أخرجه البخاري في صحيحه.

وفيما يتعلق بحكم النوم على جنابة حتى الظهر، فقد أشارت دار الإفتاء إلى أنه يُستحب للمسلم أن يبادر إلى الاغتسال بعد الجماع، إلا أنه يجوز له النوم أو تناول الطعام والشراب وهو جنب، لكن الأفضل ألا ينام أو يباشر أي عمل قبل أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوء الصلاة، وذلك اقتداءً بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ للصلاة»، وهو حديث متفق عليه.

هل صيام غير المحجبة لا يُقبل؟.. الإفتاء تحسم الجدلهل يجوز تأخير صلاة الفجر بسبب العمل؟.. دار الإفتاء تجيبهل قيام الليل يختلف عن التهجد أم كلاهما واحد؟ الإفتاء تجيبدار الإفتاء: يجوز للمرأة المستحاضة الصيام والصلاة وممارسة جميع العبادات

وبخصوص نية الصيام أثناء الجنابة، أكدت دار الإفتاء أن على المسلم أن يبيت النية لصيام رمضان كل ليلة، حتى وإن كان جنبًا، حيث لا تؤثر الجنابة على صحة الصيام، لكنه يجب عليه الاغتسال لأداء الصلوات المفروضة وعدم تأخيرها عن وقتها المحدد.

حكم الصلاة بثوب أصابته الجنابة 

أما بالنسبة للصلاة بالثوب الذي أصابته جنابة، فقد أوضحت دار الإفتاء أن هناك خلافًا بين الفقهاء حول طهارة المني، إلا أن القول المفتى به وفق مذهب الشافعية هو أن المني طاهر، لذا فإن الصلاة بالثياب التي أصابها مني جائزة، ولكن للخروج من الخلاف يُستحب غسل موضعه من الثوب.

وبذلك يتضح أن تأخير الغسل من الجنابة إلى الظهر لا يبطل الصيام، إلا أنه من الواجب على المسلم أن يغتسل في أقرب وقت ممكن حتى يؤدي الصلاة في وقتها دون تأخير.

مقالات مشابهة

  • كيفية سجود التلاوة في المواصلات.. الإفتاء توضح
  • 10 معوقات تمنع حزب الله من العودة إلى الحرب!
  • خطبة الجمعة بحضور الرئيس السيسي.. عبد الباري: كلما احتدم الصراع لا يجد الحر في العالم إلا جيش مصر وقائدها.. فيديو
  • لو استيقظت من النوم بعد طلوع الشمس هل أصلي الصبح فقط أم أصلي السنة؟.. لجنة الفتوى تجيب
  • حكم من يفطر متعمدا في نهار رمضان؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أسامة الجندي: مفهوم التوبة في الإسلام يرتكز على التوازن بين صفات الجمال والجلال لله
  • ينفع أكل وأشرب حتى لو الفجر أذن في رمضان؟.. أمين الفتوى يجيب
  • "نيويورك تايمز": اللاجئون السوريون يريدون العودة إلى ديارهم لكن "المفاجأة كانت قاسية"
  • حكم تأخير الغسل من الجنابة في رمضان إلى الظهر
  • هل تؤثر العطور المحتوية على كحول أو البخور في الصيام.. أمين الفتوى يجيب