كلما أتوب أعود للمعصية فماذا أفعل؟.. دار الإفتاء تنصح
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية مفهوم التوبة ومعناها، حيث تعرّف التوبة بأنها الإقلاع عن الذنب والمعصية مع العزم الأكيد على عدم العودة إليها مرة أخرى.
وتقبل التوبة إذا كانت صادقة وخالصة لله عز وجل، حيث يعود الله على التائب برحمته، وهذا ما يُعرف بالتوبة النصوح، وهي التي يشعر فيها العبد بعمق الألم والندم على ما اقترفه من معاصٍ، ويتعهد أمام الله بعدم العودة إليها.
وقد شددت أمانة الفتوى بدار الإفتاء على أن التوبة لا تكون باللسان فقط، بل ينبغي أن يصاحبها عزمٌ صادقٌ في القلب على عدم العودة إلى الذنب.
وذكرت أن التوبة باللسان مع نية العودة إلى المعصية تعدُّ في حد ذاتها نوعًا من المعصية المرفوضة.
وفي معرض إجابة دار الإفتاء عن سؤال حول "ما حكم الدين فيمن يرتكب الذنوب ثم يتوب ويكرر ذلك؟" أوضحت أن من كانت توبته صادقة وخالصة، ثم وقع في المعصية مرة أخرى بوسوسة الشيطان، دون نية مسبقة أو تخطيط للعودة للذنب، فإن الله يقبل توبته إذا عاد وتاب بصدق، بشرط أن تكون التوبة نابضة من القلب مصحوبة بالندم والعزم على عدم العودة.
كما استشهدت دار الإفتاء بآية من القرآن الكريم لتوضيح أهمية التوبة النصوح، حيث قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ".
هل ارتكاب ذنوب كثيرة له توبة
وتلقت دار الإفتاء سؤالاً من شاب عبر صفحتها الرسمية، يقول فيه: "ارتكبت ذنوبًا كثيرة، فهل لي من توبة؟"، وقد أجابه الدكتور علي فخر، أمين الفتوى، بأن على من يرغب في التوبة أن يبدأ أولاً بالإقلاع عن الذنب ثم يشعر بالندم على ما فعل.
وأشار إلى الحديث النبوي: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، مستشهداً كذلك بآية من القرآن: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
كما تناولت دار الإفتاء مسألة قبول التوبة لمن ارتكب الكبائر، وقد أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، عبر فيديو على قناة الدار بموقع يوتيوب، قائلاً إن التوبة من الكبائر مقبولة عند الله إذا كانت صادقة.
ودعا المخطئ إلى الاستغفار وعدم العودة للذنب، مع الإكثار من الصدقات والالتزام بالصلوات والزكاة والصيام وحج البيت إن أمكن، حتى تكون التوبة خالصة لله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاستغفار الصدقات دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟ الإفتاء تجيب
هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وقالت دار الإفتاء المصرية فى إجابتها عن السؤال عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، إن قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح جائزة.
واستدلت بأنه ثبت أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كان يَؤُمها غلام لها صغير يقرأ من المصحف.
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن قراءةَ بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سُنَّة في الركعتين الأُولَيَيْن من الصلاة، وذلك للإمام، قال الله تعالىٰ: {... فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ... } [المزمل:20]، ولو تُرِكَتِ القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة.
وأضاف أن الأصل في الصَّلاةِ أن تكون قراءةُ القرآن فيها عن ظَهْرِ قَلبٍ وليست من المصحف؛ لذا جعل النَّبِيُّ ﷺ معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن؛ لظاهر قوله ﷺ: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» رواه البخاري.
أما قراءةُ المُصَلِّي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلة - في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا.
وقد استدلُّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: «كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ» رواه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغة الجَزم.
وتابع: “فرَّق المالكية بين الفرض والنفل، فَرَأَوا كراهةَ قراءة المصلِّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقًا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها؛ لاشتغاله غالبًا، ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهةٍ؛ لأنه يُغتفَرُ فيها ما لا يُغتفَرُ في الفرض”.
بينما يرى الحنفية أنَّ القراءةَ من المصحف في الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية؛ لأنَّ حمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق، عملٌ كثير.
وقال المركز إنه بناءً على ما سبق فإنَّ الأفضلَ والأَولَىٰ للمصلِّي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله ﷻ المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ... } [العنكبوت:49]، ولأن السُّنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب.
فإن عجز عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام؛ فعندئذٍ يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.
حكم القراءة من المصحف في صلاة الفرض
قالت دار الإفتاء، إن القراءة من المصحف في صلاة الفرض جائزة، ولا مانع للمصلي من القراءة من المصحف سواء يصلي الفرض أو السنة.