فورين بوليسي: لا توجد صفقات جيدة مع إيران
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يرى المحلل المختص في شؤون الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، أنه لا توجد صفقات جيدة لإبرامها بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن مفاوضات إدارة الرئيس جو بايدن الأخيرة مع طهران "لا تزال الخيار الأفضل المتاح".
الأسبوع الماضي، نقلت إيران أربعة مواطنين أمريكيين- إيرانيين محتجزين خطأ في سجن إيفين في طهران إلى الإقامة الجبرية.
ويقول ميلر في تقرير بمجلة "فورين بوليسي" إنه ليس من المستغرب أن يكون رد فعل النقاد هكذا، حيث وصف السيناتور الأمريكي توم كوتون الصفقة بأنها "فدية وفعل استرضاء مجنون"، بينما رأى السيناتور جيم ريش أنها ستوفر "مكاسب غير متوقعة لعدوان النظام الإيراني".
من سيء إلى أسوأوبصرف النظر عن الإفراج عن الرهائن، يعمل المسؤولون الأمريكيون على إقامة مجموعة من التفاهمات غير الرسمية وغير المكتوبة مع إيران تهدف إلى تخفيف حدة التوترات، خاصة بشأن قضايا مثل تخصيب اليورانيوم، وربما في مرحلة ما للعودة إلى اتفاق أكثر رسمية مثل الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
ولكن، خلاصة القول بحسب ميلر: "لا توجد صفقات جيدة مع إيران، فقط صفقات سيئة وأسوأ.. وبالنسبة لإدارة أمريكية مليئة بالصداع من أوكرانيا وروسيا إلى الصين وحملة إعادة انتخاب رئاسية لخوض الانتخابات، فإن محاولة استباق أزمة خطيرة بشأن برنامج إيران النووي هي لعبة ذكية ومسؤولة، وآخر شيء تحتاجه إدارة بايدن هو أزمة في الشرق الأوسط بسبب برنامج نووي إيراني غير خاضع للرقابة يقوم بتخصيب اليورانيوم بمستويات تستخدم في صنع الأسلحة".
ويرى المحلل الأمريكي أنه في حال صمدت إستراتيجيتها وحظها، فقد تكون إدارة بايدن قادرة على إدارة ملف إيران إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، عندما تصبح المزيد من الخيارات متاحة.
ويشير ميلر إلى أنه لا توجد صفقات رابحة تماماً مع إيران، بل هي صفقات تكتيكية فقط.. وهذا لا يعني أن قيود واشنطن وسلوكها -وأبرزها قرار إدارة دونالد ترامب المتهور في عام 2018 بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة- ليست أيضاً جزءاً مهماً من المشكلة التي تواجهها إدارة بايدن اليوم.
مشكلة استراتيجيةببساطة، يقول ميلر إن لدى الولايات المتحدة مشكلة استراتيجية مع إيران لكنها تفتقر إلى حل استراتيجي، كل جهود واشنطن -من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 إلى أحدث جهد لخفض التصعيد من خلال مجموعة من التفاهمات- هي معاملات مؤقتة وليست نهائية، ومجزأة وليست شاملة.. وكل الجهود الدبلوماسية مقيدة بالسياسات الداخلية الأمريكية والإيرانية، التي تحدد بشدة حدود ما هو ممكن.
إيران الآن دولة على عتبة الأسلحة النووية، أي أنها تمتلك القدرة على تطوير جميع العناصر المطلوبة لصنع قنبلة، بما في ذلك القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية على مستوى الأسلحة النووية لسلاحين نوويين على الأقل.. وهذا لا يعني أن إيران في طريقها إلى التسليح أو حتى قررت القيام بذلك، لكن إيران لديها المعرفة والتكنولوجيا والموارد اللازمة لتسليحها، وفقاً للبعض، في غضون عامين.
Paying $6 billion to Iran so they’ll release hostages incentivizes criminal behavior. You cannot reward terrrorists for taking Americans hostage.https://t.co/1ltVOAzyzh
— Rep. Don Bacon ???????? (@RepDonBacon) August 11, 2023ويرى ميلر أن الطريقة الوحيدة لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية هي تغيير النظام إلى نظام ليس لديه حاجة أو رغبة في الحصول على هذه الأسلحة، وهو أقل عدائية للغرب، وأكثر اندماجاً في المنطقة ولا يركز على نشر أيديولوجيته الثورية في الخارج، وهو أمر من الصعب جداً تحقيقه.
وبعيداً عن تغيير النظام، فإن جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك الدبلوماسية والضغط الاقتصادي والسياسي، لا تؤدي إلا إلى إصلاحات مؤقتة.. حتى استخدام القوة العسكرية قد يؤخر في أحسن الأحوال برنامج إيران، ووفقاً لما ذكره تامير هايمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، فإن القوة يمكن أن تسرع رغبة إيران في صنع قنبلة.
توترات في المنطقةومع عدم وجود أي فرصة تقريباً للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة التي تضم أكثر من 100 صفحة، وعدم وجود رغبة في التودد إلى احتمال أن يؤدي تخصيب إيران غير المقيد لليورانيوم، إلى ضربة عسكرية إسرائيلية يحتمل أن تشمل الولايات المتحدة، كانت الإدارة تتفاوض بشكل غير مباشر مع إيران بشأن سلسلة من التفاهمات لتخفيف حدة التوترات.
Explainer: How close is Iran to being able to build a nuclear bomb? https://t.co/VDvlksnGEh pic.twitter.com/ATWd1cjHRC
— Reuters (@Reuters) February 22, 2022وعلى الجانب الإيراني، تشمل التفاهمات التي ذكرت في الصحافة وضع حد أقصى للتخصيب بنسبة 60 في المائة، وإنهاء الهجمات بالوكالة على القوات الأمريكية في سوريا، وعدم نقل الصواريخ الباليستية إلى روسيا.. وعلى الجانب الأمريكي (مع الأوروبيين على الأرجح)، فهي تشمل عدم تشديد العقوبات، وعدم الاستيلاء على ناقلات النفط، وعدم السعي إلى قرارات عقابية ضد إيران في الأمم المتحدة أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لقد بذل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جهوداً كبيرة للتأكيد على أن الإدارة لا تسعى إلى اتفاق نووي مع إيران، وفي الأسبوع الماضي فقط أكد أن الجهود الأخيرة لتحرير المواطنين الأمريكيين لن توفر لإيران تخفيفاً للعقوبات.
ولكن مهما كانت شروطهم، حتى التفاهمات غير الرسمية سوف يتم تلقيها في الكونغرس وفي إسرائيل، مع مجموعة من ردود الفعل من الشك إلى العداء المفتوح.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مع إیران
إقرأ أيضاً:
فيديو.. ترامب: استمرار بايدن كان يعني حرباً عالمية ثالثة
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اقتراب حرب عالمية ثالثة، مؤكدًا أن استمرار جو بايدن في السلطة لعام إضافي كان سيؤدي إلى اندلاعها، لكنه شدد على أن هذا السيناريو لن يتحقق الآن.
وخلال منتدى استثماري في ميامي نظمته السعودية، أشار ترامب إلى أن العالم يواجه مخاطر متزايدة بسبب النزاعات المستمرة، لكنه تعهد بالتحرك سريعًا لإنهاء الحروب وإعادة الاستقرار.
‘There's no profit for anyone in having World War III, and you're not so far away from it’ – Trump
US President Donald Trump claimed that, thanks to him, WWIII is not going to happen. pic.twitter.com/8GGEE1H9YE
ولفت إلى أن الوضع في الشرق الأوسط والصراع بين روسيا وأوكرانيا يفاقمان التوترات، مشدداً على ضرورة وضع حد لهذه الأزمات.
كما أعرب عن رفضه لانتشار الأسلحة النووية، مؤكدًا عزمه بدء محادثات مع روسيا والصين للحد من الترسانات النووية، ومنع أي تصعيد قد يهدد الأمن العالمي.