حكم المصافحة بين المصلين بعد انتهاء الصلاة
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء إن المصافحة عقب الصلاة بين المصلين جائزةٌ شرعًا ولا حرج فيها، مع ملاحظة عدم الاعتقاد بأنها من تمام الصلاة أو من سُنَنِها التي نُقِل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومةُ عليها.
ما حكم المصافحة بين المصلين عقب الصلاةوأوضحت الإفتاء أن المقصود بعبارة "حرمًا" بعد الصلاة، هي دعاءٌ بأن يرزق الله المصلي الصلاةَ في الحرم، والرد بعبارة "جمعًا" معناه الدعاء للداعي أن يرزقه الله تعالى مثل ما دعا به، أو أن يجمع الله الداعيَيْن في الحرم.
وأضافت الإفتاء أن المصافحة عقب الصلاة من العادات الطيبة التي درج عليها كثير من المسلمين في كثير من الأعصار، وهي من السلوكيات الحسنة التي تبعث الألفة بين الناس، وتقوي أواصر المودة بينهم، كما أنها ترجمة عملية للتسليم من الصلاة، ومن مقاصد الشريعة الإسلامية أن تترجم العبادة إلى سلوك وممارسة وحسن معاملة.
وأكدت الإفتاء على أن المصافحة نص جماعة من العلماء على استحبابها، مستشهدين بما رواه الإمام البخـاري في صحيحه عن أَبي جُحَيْفَةَ رضي الله عنـه قَـالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالْهَاجِرَةِ إِلَى الْبَطْحَاءِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ". قَالَ أبو جحيفة: "فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ".
قال الإمام المحب الطبري [ت694هـ]: "ويُسْتَأْنَسُ بذلك لما تطابق عليه الناس من المصافحة بعد الصلوات في الجماعات، لا سيَّما في العصر والمغرب، إذا اقترن به قصدٌ صالحٌ؛ من تبركٍ أو تودُّدٍ أو نحوه" اهـ.
واختار الإمام النووي [ت676هـ] في "المجموع" أن مصافحة من كان معه قبل الصلاة مباحة، ومصافحة من لم يكن معه قبل الصلاة سُنَّة، وقال في "الأذكار": "واعلم أن هذه المصافحة مستحبة عند كل لقاءٍ، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاتي الصبح والعصر فلا أصل له في الشرع على هذا الوجه، ولكن لا بأس به؛ فإن أصل المصافحة سُنَّةٌ، وكونُهم حافظوا عليها في بعض الأحوال وفرَّطوا فيها في كثير من الأحوال أو أكثرها لا يُخْرِجُ ذلك البعضَ عن كونه من المصافحة التي ورد الشرع بأصلها" اهـ. ثم نقل عن الإمام العز بن عبد السلام [ت660هـ] أن المصافحة عَقِيبَ الصبح والعصر من البدع المباحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصلاة الإفتاء دار الإفتاء المصافحة بين المصلين دار الافتاء المصرية
إقرأ أيضاً:
حزب الله أقام مراسم تكريمية للشهيد حسين هزيمة في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز
أقام "حزب الله" مراسم تكريمية ووداعية للقائد الشهيد حسين علي هزيمة "الحاج مرتضى" في باحة مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز، بمشاركة عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين أمين شري وعلي عمار، مسؤول منطقة بيروت في "حزب الله" حسين فضل الله، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في الحزب عبد الله ناصر، مسؤول وحدة الأنشطة الإعلامية الشيخ علي ضاهر، عائلة الشهيد وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من جمهور المقاومة.
فبعد تقبّل التعازي والتبريكات بالشهيد هزيمة، تولت ثلة من المجاهدين حمل النعش الذي لُفَّ بعلم حزب الله، وعلى وقع عزف موسيقى لحن الشهادة من الفرقة الموسيقية لكشافة الإمام المهدي، تقدم حملة النعش نحو المنصة الرئيسية وأمامهم راية "حزب الله"، ثم عُزفت موسيقى النشيد الوطني ونشيد الحزب، ولطم المشاركون صدورهم على وقع لطمية حسينية، وبعد ذلك، أدت فرقة عسكرية من المقاومة العهد والقسم للشهداء بالمضي على درب الجهاد والمقاومة، ثم أقيمت الصلاة على جثمان الشهيد، قبل أن يُنقل بعدها في سيارة الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية إلى بلدته أنصارية، ليوارى في الثرى في جبانتها.
وتخللت المراسم كلمة لحسين فضل الله قال فيها: "مرحباً بك أيها الشهيد القائد في موكب الأبرار، فأنت المجاهد الذي ملأت خبرتُه كل وجوده، وحاكت براعتُه كل حياته، وكتب ودرّب وربى جيلاً من المجاهدين".
وأضاف: "لقد أتعبتهم يا حاج مرتضى فتظافروا عليك، وشدوا على خيوط النور التي كنت تغزل منها مسارات الفتوح التي رافقتك أكثر من 40 عاماً، فآن أوان استراحتك عند تخوم ميادينك، ولم تهدأ إلا عندما فاض بك كأس العشق النوراني وأنت تحتضن سيدنا الهاشمي، فيا ليتنا كنا معك، ويا ليتنا فديناه معك، ويا ليتنا رفعنا طهره المقدس قبل أن تحين ساعة الرحيل".
وتابع فضل الله: "كأني بك يا حاج مرتضى ومعك الحاج ماهر والحاج عادل وبقية رفاق الدرب تجذّون الخطى، وتسرعون بثقة إلى الموعد والملتقى، وتتوقون للقاء سيد شهداء الأمة والشهداء الأبرار"، مشيرا إلى أن "الأعداء اعتقدوا أنهم بقتلهم للقادة سوف نضعف، وأنهم يجرحون ويألمون وأن ذلك يخيفنا، ولكننا من مدرسة الشهادة التي تنمو بقتل القادة، فعندما استشهد الحاج عماد مغنية، وعدهم الأمين العام الشهيد بعشرات الآلاف من أبناء عماد مغنية، ولقد صدق سيدنا وعده، فإن رجال الله الذين نازلوهم في الميدان، وزرعوا الخيبة على وجوههم، هم بقية السيف ممن أعدهم سيدنا من أبناء الرضوان، واليوم وبفعل دماء سيد شهداء الأمة، هل تتوقعون ماذا سوف يُعد لكم الجيل الذي رباه السيد حسن نصر الله، فعشقه بلا حدود، وبالتالي، لو كنتم أنتم تعلمون بقتلكم قادتنا من تنتظرون، لأعدتم حساباتكم كثيراً".
ولفت إلى أن "الأميركي اليوم يكشف عن موديل جديد في احتقار شعوب العالم وحكومات قضت سنوات في خدمته، ونحن لن ننكأ في جراح مشاهد الإذلال التي شاهدها العالم، وعليه، دعونا نتوحد على كلمة قال الإمام الخميني قبل 70 عاماً، بأن أميركا عدوة الشعوب"، لافتاً إلى أن "بلادنا في نظر أميركا شركة عقارية ليست مطروحة للمزايدة، وإنما مطروحة للمناقصة، ليكون سعرها الأبخس هو الشعار المرفوع" .
وأضاف: "لقد بات الأميركي المتكبر يطرح بالعلن كيف سيوزع الشعب الفلسطيني هنا وهناك، ويهدد بأبواب الجحيم التي ستفتح مجدداً على غزة، ولكن "ترامب" ليس قدراً، وإنما هو مجرد صوت شيطاني يعيش وهم القوة التي مرت على غيره" .
وشدد فضل الله على "أننا ما زلنا نعيش تحدي قيام الدولة ذات السيادة الحقيقية والفعلية، الدولة التي لا تبيع قرارها ولا ترتهن لأحد والتي تحمي شعبها وتنتفض لانتهاك أرضها وقرارها"، متسائلاً: "أين هم السياديون المنتفضون لأجل قرار الدولة الأوحد على أراضيها، وأين السيادة على أرضنا وسمائنا المنتهكة، واليوم أين السيادة على مطارنا وملاحتنا، أم أن انتهاك السيادة وجهة نظر على قاعدة الصيف والشتاء على سقف واحد" .
وختم فضل الله مؤكداً أن "هذا العالم لا يحترم إلا الأقوياء، ولا يقدّر إلا الأقوياء، ولا تُستجدى الحقوق من أحد، وإنما تنتزع بالقوة، وهذه رسالة سيد شهداء الأمة التي سيكون لنا معها قسم وعهد في 23 شباط، الموعد الذي لن يتبدل مهما كان الظروف".