7 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: في ظل التطورات السياسية والأمنية التي يشهدها العراق، يبرز دور العشائر العراقية بشكل أكثر وضوحاً، حيث تواصل هذه العشائر تقديم الدعم الفاعل في تعزيز استقرار الدولة وحماية القيم الاجتماعية، في وقت تعيش فيه البلاد حالة من الصراع بين الماضي والحاضر.

وكانت آخر فعالية في هذا الصدد لقاء رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، بالعشائر في كردستان بعد ان التقى عشائر في الغربية والوسط والجنوب، حيث شدد على أن “العشائر العراقية لها دور كبير في تعزيز الاستقرار الذي بدوره يجلب الإعمار والتنمية”.

وأضاف الحكيم أن العشائر منذ تأسيس الدولة العراقية قدمت تضحيات كبيرة في سبيل حماية العراق، مبرزاً التاريخ المشترك بين العشائر العراقية ومؤسسات الدولة في مراحل مفصلية من تاريخ العراق.

تتحدث قراءات عن تواصل النخب السياسية مع الوجهاء الاجتماعيين وشيوخ العشائر بات ضرورة لابد منها بسبب الطبيعة العشائرية والاجتماعية للمجتمع العراقي .

ورغم تأكيدات الحكيم على أهمية دور العشائر، في ترسيخ الاستقرار والحفاظ على المتحقق من الانجاز، فقد لوحظ أن بعض السياسيين قد قللوا من شأن هذا الدور، مستغلين العشائر كأداة سياسية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب تقاليدها وأدوارها الحقيقية.

وقالت تغريدة لأحد المغردين على تويتر: “الحديث عن دور العشائر يتطلب ترسيخ أدوارها الايجابية”.

ويبدو أن وزارة الداخلية استجابت لهذا التوجه في تعزيز دور العشائر. وقد نقلت مصادر عن أحد المسؤولين في الوزارة قوله: “إن العشائر قادرة على لعب دور حيوي في محاربة آفة المخدرات، خاصة في المناطق التي تعاني من التفكك الاجتماعي والاقتصادي”. وكان لمجالس العشائر دور كبير في تطهير المناطق من الفساد الاجتماعي الذي تسببه المؤثرات العقلية، ما يساهم في تثبيت الأمن.

وفي سياق العلاقة بين العشائر العراقية والعشائر الكردية فان هذا السياق يمثل ركيزة أساسية في تعزيز الاستقرار الإقليمي. ففي زيارة خاصة لعمار الحكيم إلى إقليم كردستان، أكد على ضرورة تعزيز هذه الروابط العشائرية وتوسيع الحوار بين العشائر العراقية والكردية، خصوصاً في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها المنطقة.

وذكرت تدوينة على فيسبوك: “إذا كانت العلاقات العشائرية هي ما يربط العراق من الشمال إلى الجنوب، فإنه ينبغي تعزيز هذه العلاقات لتكون حجر الزاوية للاستقرار المستقبلي”.

وفي هذا السياق، يبرز  السؤال عن كيفية تجاوز العشائر العراقية التحديات الحالية، عبر التعاون مع القوى السياسية.

وقال الشيخ علي السلطاني، ان: “العشائر اليوم في حاجة إلى العودة لجذورها الأصلية، وأن تستعيد دورها المؤثر في الحياة السياسية بعيداً عن الانتهازية”.

وفي تصريح لافت، اعتبرت بعض المصادر أن  شيوخ العشائر الأصليين بحاجة إلى الظهور بقوة ضد اي محاولة لاثارة الفوضى في المحافظات، وأنهم من يملكون القدرة على إحداث فارق كبير في تعزيز الثقة بين المواطن والحكومة.

وفي تحليل، فان الشيخ محمد فرحان الشمري من بابل يرى ان التعاون بين القادة السياسيين وشيوخ العشائر العراقية يعد من العناصر الحيوية في ترسيخ الاستقرار الاجتماعي والسياسي في العراق، خاصة في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.

واضاف: يعتمد هذا التعاون على بناء جسور من الثقة والتفاهم بين الأطراف، حيث تُعتبر العشائر ركيزة أساسية في المجتمع، لها تأثير مباشر على ضبط الشارع وتهدئة الأوضاع المتوترة. وقد أثبتت التجربة أن شيوخ العشائر يمكنهم لعب دور محوري في احتواء الاحتجاجات، وتوجيه الشباب نحو التظاهر السلمي بدل الفوضى والتخريب، من خلال الدعوات إلى ضبط النفس والحوار مع المسؤولين. كما يتيح هذا التعاون إمكانية معالجة الأسباب الحقيقية للتظاهرات، وتقديم الحلول التي تخدم المواطنين وتجنب البلاد الانزلاق في دوامة الفوضى.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: العشائر العراقیة فی تعزیز

إقرأ أيضاً:

هيئة الإعلام العراقية تحظر عرض مسلسل معاوية خلال رمضان.. ما السبب؟

أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، السبت، عن منع بث مسلسل "معاوية" على قناة "إم بي سي" العراق، وذلك لـ"ضمان انسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق".

وقالت الهيئة عبر بيان، أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع"، أنّ: "قرار المنع يستند إلى الصلاحيات القانونية الممنوحة لها بموجب الأمر التشريعي 65 لسنة 2004 النافذ، والتزاما بمسؤوليتها في تنظيم قطاع الإعلام، وضمان انسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق".

وأكد البيان نفسه، أن: "بث أعمال ذات طابع تاريخي جدلي قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية، مما يهدد السلم المجتمعي ويؤثر على النسيج الاجتماعي، خاصة خلال شهر رمضان".

وفي السياق ذاته، دعت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية عبر بيانها، "جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالمعايير المهنية وتجنب بث المحتوى الذي قد يتسبب في إثارة الفتن أو التحريض الطائفي".

أيضا، ذكرت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية أنها: "أصدرت خطابا رسميا إلى إدارة قناة MBC العراق بهذا الشأن، مطالبة إياها بالامتثال للقرار وعدم بث المسلسل".

"ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أي جهة تخالف الضوابط الإعلامية النافذة في البلاد"، بحسب بيان الهيئة الذي أوردت وكالة "واع".


تجدر الإشارة إلى أن شبكة قنوات "إم بي سي" كانت قد بثّت الإعلان الترويجي للمسلسل التاريخي "معاوية" تمهيدا لعرضه بعد أيام، في موسم دراما رمضان 2025، وذلك عقب عامين من الجدل الذي أُثير بخصوص هذا العمل ذاته، بسبب ما يوصف بـ"حساسية الحقبة التي يتناولها من التاريخ الإسلامي".

ويتناول المسلسل بحسب ما كشف عنه الإعلان الترويجي: "عهدا قد اختلف حوله المؤرخون، وامبراطورية امتدت من الشرق إلى الغرب، وحكمٌ جمع بين الدهاء والقوة، وملحمة سياسية كتبت تاريخا لا ينسى"، فيما يلخص شخصية "معاوية" بكونه: "من كاتب للوحي إلى أول ملوك الإسلام".

وفي المسلسل الذي تعرّض للمنع، يجسد شخصية "معاوية" الممثل السوري، لجين إسماعيل، بينما يقول الممثل الأردني، إياد نصار بدور "علي بن أبي طالب".

مقالات مشابهة

  • ثلاثة قوانين جدلية جديدة.. أزمة قد تطفو على الساحة السياسية العراقية
  • “المملكة” و”لبنان” تؤكدان أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف
  • المملكة ولبنان تؤكدان أهمية تعزيز العمل العربي تجاه القضايا المهمة
  • صمت الفصائل العراقية.. تكتيك سياسي أم موقف دائم؟
  • نواب البرلمان: التعاون الاقتصادي مع الإمارات يدعم التكامل العربي
  • برلمانية: دعم المجمعات الصناعية أولوية لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي
  • «الخليج العربي» تُكرّم رئيس مؤسسة النفط على جهوده في تعزيز الإنتاج
  • الطباطبائي والعامري يؤكدان على تعزيز النفوذ الإيراني في العراق
  • نائب: الطبقة السياسية في العراق مجموعة من اللصوص ولن يستقر البلد بوجودهم
  • هيئة الإعلام العراقية تحظر عرض مسلسل معاوية خلال رمضان.. ما السبب؟