ثلاثة أسماء عربية في طريقها للفوز رسميا بمقاعد مجلس النواب الأميركي في الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء بالتوازي مع الاقتراع الرئاسي.

وتشير النتائج الأولية إن النائبتين عن الحزب الديموقراطي إلهان عمر، ورشيدة طليب تمكنتا بالفعل من تأمين مقعديهما في المجلس، فيما يقترب الجمهوري إبراهيم حمادة من حسم السباق النيابي لصالحه.

وتخوض إلهان عمر الانتخابات عن الدائرة النيابية الخامسة في ولاية مينيسوتا الشمالية، أما طليب فتنافس على الدائرة الثانية عشر بولاية ميشيغان، أما حمادة فإنه يخوض غمار المنافسة في الدائرة الثامنة بولاية أريزونا.

فمن هم النواب الثلاثة؟

رشيدة طليب

هي الكبرى بين 14 ابن وبنت لأبوين مهاجرين من أصول فلسطينية لم يكملا تعليمهما الأساسي.

ولدت رشيدة حربي أحمد النجار طليب يوم 24 يوليو 1976 في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان شمال شرقي البلاد، حيث عمل والداها في مصانع سيارات فورد.

ينحدر أبوها من بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس، فيما نشأت والدتها المنحدرة من قرية بيت عور الفوقا في محافظة رام الله بالضفة الغربية.

نشأت رشيدة وإخوتها في بيت يتحدث العربية لغة أولى والإنجليزية ثانية.

حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة وين ستيت في ولاية ميشيغان 1998. 

وفي نفس العام، تزوجت رشيدة من فايز طليب الذي تحمل اسمه، وأنجبت منه ولدين، ولكنهما انفصلا عام 2015.

بدأت حياتها المهنية محامية، بعدما حصلت عام 2006 على الدرجة الجامعية اللازمة لمزاولة المحاماة من كلية كولي بجامعة ويسترن بميشيغان.

لكن مسيرتها السياسية بدأت قبل ذلك، وتحديدا في 2004، عندما عملت مع عضو مجلس نواب ولاية ميشيغان آنذاك ستيف توبوكمان.

فبعد أن أصبح توبوكمان زعيم الأغلبية في الهيئة التشريعية للولاية عيّن طليب ضمن طاقم موظفيه.

وفي 2008 شجع توبوكمان طليب على الترشح لشغل مقعده، الذي كان على وشك أن يخليه قبل تجاوز المدة المسموح بها لشغل المقعد.

وبالفعل نجحت رشيدة في تحقيق الإنجار التاريخي عندما أصبحت أول امرأة مسلمة تخدم في الهيئة التشريعية في ميشيغان.

وعملت طليب على عدة قضايا تهم أبناء دائرتها، وقادت حملة معهم ضد الملياردير ماتي مورون لإبعاد الشاحنات الملوثة عن طرقات الأحياء السكنية. واستطاعت الحملة التي اخذت اسم "لدينا الحق في التنفس" في إجبار رجل الأعمال على الوفاء بالتزاماته بحماية الصحة العامة.

وشغلت طليب المقعد 3 فترات، بعدها عادت للعمل محامية في منظمة غير ربحية قبل أن تقرر الترشح لمجلس النواب الأميركي.

وواصلت رشيدة طليب تحقيق الإنجازات التاريخية، بعدما فازت في نوفمبر 2018، بمقعد الدائرة النيابية الثانية عشر لولاية ميشيغان، مرشحة عن الحزب الجمهوري، لتصبح أول نائبة أميركية فلسطينية مسلمة في الكونغرس.

واستطاعت طليب من الحفاظ على مقعدها منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، إذ تشير الاستطلاعات الأولية لانتخابات مجلس النواب الأميركي 2024، بفوزها أمام منافسها المرشح الجمهوري جيمس هوبر.

إلهان عمر

تشير النتائج الأولية غير الرسمية أيضا إلى احتفاظ الأميركية ذات الأصول الصومالية إلهان عمر بمقعدها في مجلس النواب، بعد فرز أغلب الأصوات.

وخاضت الديمقراطية عمر سباقا محموما مع منافستها الجمهورية المسلمة من أصول عراقية داليا العقيدي؛ للفوز بالدائرة النيابية الخامسة في ولاية مينيسوتا.

إلهان عمر جاءت إلى الولايات المتحدة لاجئة، ما شكل كثيرا من أفكارها، خاصة فيما يتعلق بشؤون الهجرة.

فتتعهد، كما تشير على الموقع الرسمي لحملتها الانتخابية، بمساعدة المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة دون وثائق، بتقنين أوضاعهم ومنحهم "الحقوق والامتيازات التي يستحقونها".

كما تقف إلهان عمر بكل قوة ضد الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة منذ أكثر من عام، وتواصل المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.

تعرضت عمر في فبراير 2023 للطرد من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بتصويت من أعضاء المجلس، على خلفية تصريحات سابقة لها بشأن إسرائيل والسياسة الخارجية الأميركية وصفت بالمعادية للسامية.

وقالت النائبة في مجلس النواب، بعد قرار طردها، إنها "مستهدفة"، فيما وصف زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس، حكيم جيفريز، القرار بأنه "لا يتعلق بالمساءلة بل بالانتقام السياسي".

ويمتد تاريخ تصريحات عمر، التي انتقدت فيها إسرائيل بحدة، إلى عام 2012، قبل دخولها الكونغرس. لكنها بررت مواقفها بأنها لم تكن على دراية في ذلك الوقت بالتعابير المعادية للسامية.

وفي فبراير 2019، كتبت تدوينة انتقدت فيها داعمي إسرائيل داخل الكونغرس، واعتذرت عنها لاحقا، ثم عادت وقالت إن أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة يروجون لـ "الولاء لدولة أجنبية".

أبي إبراهيم

ولد إبراهيم حمادة، أو أبي حمادة كما يلقب، في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، لأب سوري مسلم وأم درزية تحمل الجنسية الفنزويلية، قبل أن ينتقل للعيش في فينيكس عاصمة ولاية أريزونا.

وينافس حمادة عن الحزب الجمهوري، الانتخابات التشريعية للفوز بمقعد الدائرة 8 في ولاية أريزونا، أمام منافسه الديموقراطي كريغ ويتن.

وتظهر النتائج الأولية بعد فرز أكثر من ستين في المئة من الأصوات تقدم حمادة في الانتخابات أمام ويتن.

حمادة الذي يبلغ من العمر 33 عاما، خدم في الجيش الأميركي بصفته ضابط استخبارات في قوات الاحتياط قبل أن يحصل على رتبة نقيب.

أوُرسل إلى السعودية عام 2020، بعد الهجوم الإرهابي على قاعدة "بنساكولا" الجوية البحرية الأميركية في فلوريدا في ديسمبر 2019.

خلال وجوده في المملكة، درب إبراهيم حمادة أفرادا في الجيش السعودي لمدة 14 شهرا، ليعود بعدها إلى الولايات المتحدة ويحصل على وسام "الخدمة المتميزة".

حمادة، الذي درس الحقوق في جامعة أريزونا، بدأ حياته المهنية متدربا بدون أجر في مكتب المدعي العام لمدينة توسان، ثاني أكبر مدن أريزونا.

بدأت مسيرة أبي حمادة السياسية في نوفمبر 2021، عندما أطلق حملته لمنصب المدعي العام لولاية أريزونا.

وركزت حملته على تأمين الانتخابات، وتحدث وقتها عن تأييده للمزاعم التي تقول إن انتخابات الرئاسة في 2020 "سُرقت" من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب من خلال "احتيال انتخابي واسع النطاق."

يبدي أبي حمادة دعما مطلقا لدونالد ترامب، ويقول على الموقع الرسمي لحملته الانتخابية إن الرئيس السابق "يتعرض للهجوم ويحتاج للدعم".

ويتعهد حمادة بالوقوف مع ترامب لمواجهة ما يصفها بـ"السياسات الفاشلة" للرئيس بايدن، و"اليسار الراديكالي."

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ولایة میشیغان ولایة أریزونا مجلس النواب إلهان عمر فی ولایة

إقرأ أيضاً:

جيل ستاين.. المرأة التي قد تحدد الفائز بانتخابات الرئاسة الأميركية

مع توجه الناخبين الأميركيين إلى مراكز الاقتراع، الثلاثاء، وتوقعات احتدام المنافسة في انتخابات الرئاسة، إذ يمكن لبضع مئات من الأصوات تحديد هوية الساكن الجديد للبيت الأبيض، يلوح سيناريو "غير مألوف" قد تكون بطلته مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين (75 عاما).

وتتوقع استطلاعات الرأي حصول ستاين على نحو 1 في المئة الأصوات، وهي نسبة ضئيلة، لكن خبراء يتوقعون أن يكون لها تأثير كبير على نتائج مرشحي الحزبين الكبيرين، كامالا هاريس، ودونالد ترامب، المتنافسين المتعادلين تقريبا في غالبية استطلاعات الرأي.

وتدخل ستاين السباق الرئاسي للمرة الثالثة، بعدما ترشحت من قبل عامي 2012 و2016. وفي إعلان الترشح لسباق 2024 في نوفمبر الماضي، قالت ستاين إنها تريد أن تقدم للناخبين خيارا "خارج نظام الحزبين الفاشل"، وتحدثت بشكل مفصل عن آرائها في تغير المناخ والتعليم والاقتصاد والسياسة الخارجية والرعاية الصحية والهجرة والإجهاض.

وحسب تقرير بالفيديو لموقع "صوت أميركا"، حصلت ستاين على 1 في المئة من الأصوات في انتخابات 2016. وفي ميشيغان المتأرجحة، فاز غريمها ترامب بأقل من 11 ألف صوت، بينما حصلت ستاين على أكثر من 501 ألف صوت.

وفي ذلك الوقت، وجهت حملة المرشحة الديمقراطية آنذاك، هيلاري كلينتون، أصابع الاتهام لها بالتسبب في هزيمة كلينتون أمام المرشح الجمهوري، ترامب، قائلين إن هذه الأصوات التي حصدتها ستاين كانت كفيلة بفوزها.

وحصل سيناريو مماثل في سباق 2000 بين جورج بوش وآل غور، عندما حصل مرشح الخضر، رالف نادر، على 100 ألف صوت في فلوريدا، بينما فاز بوش بفارق 537 صوتا.

لكن خبراء يقولون إنه لا يمكن الجزم على وجه اليقين بأن الأصوات التي ذهبت لستاين كانت ستذهب إلى كلينتون.

في دقائق.. أول قرية أميركية تنتخب الرئيس وتعلن نتائجها تصويت وفرز للنتائج خلال دقائق، والنتيجة تعادل مرشحي الرئاسة، كامالا هاريس، ودونالد ترامب، بثلاثة أصوات لكل منهما.

كايل كونديك، من مركز السياسيات في جامعة فيرجينا قال لـ"صوت أميركا: " ليس من السهل الادعاء بأن مرشحا ما يسرق الأصوات. لا يمكن أن تحدد سلوك الناخبين إذا أجبروا على الاختيار بين مرشحين اثنين".

جاك راكوف، من جامعة ستانفورد، قال إن "المشكلة في هذه الانتخابات أنه عندما يكون لديك سباق متقارب للغاية بهذا الشكل، ستفترض أن الاختيار الثالث للناس له أهمية. أعتقد أن الناخبين الذين يرشحون الطرف الثالث يفعلون ذلك لأسبابهم الخاصة".

لكن العديد من الديمقراطيين يتهمون ستاين بـ"إفساد" الانتخابات والعمل ضد مصلحة هاريس.

وفي المقابل، تصف حملة ستاين هذه الاتهامات بأنها "محاولة لقمع آراء الناخبين"، وإجبارهم على التصويت "للمؤسسة الحاكمة".

"في أميركا فقط".. المسجد مركز اقتراع بالانتخابات أمام المركز الإسلامي في مدينة كولومبس، بولاية أوهايو، اصطف ناخبون في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة الأميركية، بعدما حول المسجد ساحته إلى مركز اقتراع عقب صلاة فجر الثلاثاء، يوم الحسم في الانتخابات.

وفي ولاية ميشيغان الحاسمة، التي تقطنها جالية مسلمة كبيرة، يتمتع حزب الخضر بنفوذ كبير في الانتخابات الحالية، بسبب غضب عدد كبير من المسلمين من تعامل إدارة بايدن- هاريس مع حرب غزة.

وكان استطلاع لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، نشر الشهر الماضي، وجد أن 40 في المئة من المسلمين في الولاية سيصوتون لستاين، بينما قال 12 في المئة إنهم سوف يصوتون لهاريس.

ويظهر الاستطلاع أيضا زيادة في عدد المسلمين الذي سوف يصوتون لستاين وليس هاريس في ويسكونسون وأريزونا، وهما ولايتان حاسمتان فاز بهما بايدن بفارق ضئيل في سباق 2020.

جون فورتاير، من مؤسسة أميركان إنتربرايز" قال: "أخذ المزيد من الأصوات من هاريس مع فشل الديمقراطيين في إخراجها من السباق في الولايات المنافسة الرئيسية، بينما سيحسم هذا السباق عدد قليل من الولايات الحاسمة، سيعني هذا أن ستاين لديها القدرة على التأثير في هذه الولايات".

مقالات مشابهة

  • محمد بن سلمان.. أول زعيم عربي يجري اتصالا هاتفيا بـ ”ترامب” عقب فوزه التاريخي بانتخابات الرئاسة الأمريكية
  • إعادة انتخاب رشيدة طليب وإلهان عمر لعضوية مجلس النواب.. هؤلاء أبرز الفائزين
  • إعادة انتخاب رشيدة طليب وإلهان عمر لعضوية مجلس النواب الأمريكي
  • رئيس مجلس النواب الأمريكي: ترامب الرئيس المنتخب الآن
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. رئيس الحزب الديمقراطي بواشنطن: نسعى للفوز بالكونجرس وهاريس ستساعدنا
  • جيل ستاين.. المرأة التي قد تحدد الفائز بانتخابات الرئاسة الأميركية
  • دومة يبحث سبل حل الصعوبات التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية
  • العامري والمشهداني يتفقان على تمرير القوانين التي تعزز النفوذ الإيراني والفساد
  • دومة يناقش العراقيل التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية