في إطار تحليل شامل للوضع الحالي في الشرق الأوسط، أبدى السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قلقه العميق إزاء الأزمات المتصاعدة في المنطقة، مشيراً إلى أن تحقيق السلام لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. جاءت هذه التصريحات خلال استضافته على قناة "الغد"، حيث تناول فيها التحديات السياسية والأمنية التي تواجه لبنان والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.


 

حل القضية الفلسطينية

أكد زكي أن "السلام في منطقة الشرق الأوسط لن يمر إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة". وشدد على أن حل الدولتين هو الأساس لحل الصراع، قائلاً: "لا يمكن الحديث عن سلام دائم في المنطقة من دون معالجة القضية الفلسطينية، فهي جوهر الصراع". واعتبر أن أي محاولات لفرض السلام بالقوة ستكون محكومة بالفشل، موضحاً أن التاريخ أظهر أن الحلول السطحية لن تؤدي إلى استقرار دائم.

وتناول زكي الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن هذه التطورات لم تأت من فراغ، بل هي نتاج ممارسات إسرائيل المتواصلة ضد الفلسطينيين. وأكد أن "إسرائيل خسرت الكثير من دعمها في المجتمع الدولي بسبب انتهاكاتها المتكررة"، واصفاً ذلك بأنه تحول قد يؤثر على مستقبل العلاقات الدولية. وأشار زكي إلى أن الوضع الحالي يتطلب تفكيراً جديداً واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التحديات، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان.

الوضع في لبنان
 

فيما يتعلق بلبنان، أعرب زكي عن قلقه  تجاه الوضع المتأزم في لبنان، مشيراً إلى أن التصعيد  الأخير يهدد استقرار المنطقة. واعتبر زكي أن الوضع كان متوقعاً، حيث حذر من عواقب تفاقم الأزمات السياسية قبل عدة أشهر.

وقال زكي: "كنت قد كُلّفت من قبل الأمين العام للجامعة العربية بزيارة لبنان في يونيو الماضي، حيث أكدت ضرورة وقف إطلاق النار على الطاولة". وأضاف: "لقد كان الرد من مسؤولين في حزب الله واضحاً، حيث اعتبروا أن الحرب هي خيار مفروض عليهم، وأكدوا أن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يحدث اولا  يليه وقف إطلاق النيران من قبلهم".

وأعرب زكي عن أسفه للعدد الكبير من الضحايا المدنيين والأضرار الكبيرة التي لحقت بالممتلكات، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن الأوضاع الحالية. وأكد على ضرورة محاسبة الأطراف المعنية، قائلاً: "كان ينبغي أن لا يدخل حزب الله في هذه الحرب، ويجب علينا أن نتحدث بصراحة عن كيفية تفادي هذه الأزمات مستقبلاً".

وأشار الأمين العام المساعد إلى ضرورة تنفيذ القرار 1701، الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في البلاد. وأكد أن الجامعة العربية لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه لبنان في هذه اللحظات الحرجة". وأضاف أن القمة العربية الإسلامية المقبلة في السعودية ستتناول مسألة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للبلاد، مما يعكس مدى أهمية الوضع اللبناني في السياق العربي العام.

و أعرب زكي عن أمله في أن يسعى الرئيس المنتخب للضغط نحو التسوية والتهدئة، قائلاً: "لا ينبغي ترك الأمور تتحول إلى كارثة أكبر". واعتبر أن الوضع الحالي في لبنان عُرضة لاستغلال الفجوات بين القيادات الرسمية وغير الرسمية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد.
 

الأبعاد الإقليمية والدولية

وقال زكي أن "اللحظة الحالية تتطلب وقوف جميع العرب معاً في وجه العدوان، وعلينا أن نتحدث بصراحة عما يمكن تفاديه لمصلحة لبنان". وأشار إلى أن الأعمال العدائية المتزايدة قد تؤدي إلى تصعيد النزاع، مما يتطلب استجابة عاجلة من الدول العربية.

أضاف زكي أن التحديات الراهنة لا تقتصر فقط على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو الوضع في لبنان، بل تتعداها لتشمل الأبعاد الإقليمية والدولية. ولفت إلى أن الأوضاع في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية تتطلب تنسيقاً عربياً مشتركاً لمواجهة التهديدات الأمنية والاقتصادية. وأكد على أن "الوحدة العربية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".

في ختام حديثه، دعا زكي الدول العربية إلى تكثيف جهودها للتوصل إلى حلول مستدامة للأزمات الراهنة، مشدداً على أهمية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات. وأعرب عن أمله في أن تكون القمة القادمة فرصة لتعزيز التعاون العربي وتوحيد الصفوف، قائلا:" أن التحديات تتطلب استجابة جماعية، ولا يمكن لأي دولة أن تواجهها بمفردها".

الجدير بالذكر أن تصريحات زكي تعكس قلق الجامعة العربية المتزايد تجاه الأزمات المتعددة في المنطقة، وتؤكد على الحاجة الملحة لتسوية الصراعات بما يحقق الاستقرار والسلام الشامل، بالإضافة إلى أهمية تعزيز التعاون العربي وتوحيد الرؤى بما يخدم مصالح المنطقة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي تصاعد التوترات لبنان فلسطين الدول العربیة فی المنطقة فی لبنان زکی أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

قراءة في رسائل المالكي للتيار الصدري.. مجابهة التحديات وإعادة التحالف الشيعي

بغداد اليوم - بغداد

كشف أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، اليوم الخميس (2 كانون الثاني 2025)، عن أهداف الرسائل السياسية التي أرسلها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الى التيار الصدري.

المالكي كان قد قال خلال لقاء متلفز: "يجب أن نتجه نحن والتيار الصدري نحو التكامل ببناء الدولة في المستقبل القريب وإننا والتيار الصدري من منبت واحد وهو الشهيد الصدر".

وقال العرداوي، لـ"بغداد اليوم"، إن "موقف المالكي تجاه التيار الصدري ليس جديدا، فهو ردده أكثر من مرة في الدورات الانتخابية السابقة، وربما سيركز عليه أكثر في السنة الانتخابية الجديدة، لاسيما مع ادراك حجم التحديات التي يواجهها حزب الدعوة عموما، وائتلاف دولة القانون بشكل خاص نتيجة أسباب خارجية وداخلية عديدة تهدد وزنه السياسي في الانتخابات القادمة".

وبيّن، أن "هذه المحاولة لإعادة تأثيره السياسي مستفيدا من القاعدة الشعبية الصدرية، والكاريزما القيادية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومحاولة إعادة إنتاج التحالف السياسي الشيعي تحت مسميات جديدة، ولكن لا أعتقد أن دعوته ستحظى بقبول التيار الصدري".

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن "المالكي سوف يحتاج الى مناورة غيرها للكسب السياسي، اذا لم يكن زمان المناورات قد فات وقته، وأن الظروف قد تجبر الكثير من السياسيين، ومنهم المالكي، على التقاعد السياسي".

مقالات مشابهة

  • النظام العربي ونُخبه و(فوبيا إيران)..!
  • طريق الإصلاح في العالم العربي
  • صندوق النقد العربي: الوضع المالي في ليبيا تحول من العجز إلى الفائض
  • الحكيم: بناء دولة قوية ومقتدرة يتطلب حصر السلاح بيد الدولة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر سكان قرى بجنوب لبنان من الانتقال إلى بلداتهم حتى إشعار آخر
  • الجامعة العربية تعتزم إيفاد مبعوث إلى دمشق للقاء الإدارة الجديدة
  • الجامعة العربية تعتزم إيفاد مبعوث إلى دمشق للقاء الإدارة الجديدة وممثلي الأطياف الأخرى
  • اتحاد كأس الخليج العربي يعلن إقامة بطولة الأساطير الشهر المقبل
  • قراءة في رسائل المالكي للتيار الصدري.. مجابهة التحديات وإعادة التحالف الشيعي
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة