"زكي": السلام في المنطقة يتطلب إقامة دولة فلسطينية ولبنان في خطر
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
في إطار تحليل شامل للوضع الحالي في الشرق الأوسط، أبدى السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قلقه العميق إزاء الأزمات المتصاعدة في المنطقة، مشيراً إلى أن تحقيق السلام لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. جاءت هذه التصريحات خلال استضافته على قناة "الغد"، حيث تناول فيها التحديات السياسية والأمنية التي تواجه لبنان والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
حل القضية الفلسطينية
أكد زكي أن "السلام في منطقة الشرق الأوسط لن يمر إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة". وشدد على أن حل الدولتين هو الأساس لحل الصراع، قائلاً: "لا يمكن الحديث عن سلام دائم في المنطقة من دون معالجة القضية الفلسطينية، فهي جوهر الصراع". واعتبر أن أي محاولات لفرض السلام بالقوة ستكون محكومة بالفشل، موضحاً أن التاريخ أظهر أن الحلول السطحية لن تؤدي إلى استقرار دائم.
وتناول زكي الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن هذه التطورات لم تأت من فراغ، بل هي نتاج ممارسات إسرائيل المتواصلة ضد الفلسطينيين. وأكد أن "إسرائيل خسرت الكثير من دعمها في المجتمع الدولي بسبب انتهاكاتها المتكررة"، واصفاً ذلك بأنه تحول قد يؤثر على مستقبل العلاقات الدولية. وأشار زكي إلى أن الوضع الحالي يتطلب تفكيراً جديداً واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التحديات، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان.
الوضع في لبنانفيما يتعلق بلبنان، أعرب زكي عن قلقه تجاه الوضع المتأزم في لبنان، مشيراً إلى أن التصعيد الأخير يهدد استقرار المنطقة. واعتبر زكي أن الوضع كان متوقعاً، حيث حذر من عواقب تفاقم الأزمات السياسية قبل عدة أشهر.
وقال زكي: "كنت قد كُلّفت من قبل الأمين العام للجامعة العربية بزيارة لبنان في يونيو الماضي، حيث أكدت ضرورة وقف إطلاق النار على الطاولة". وأضاف: "لقد كان الرد من مسؤولين في حزب الله واضحاً، حيث اعتبروا أن الحرب هي خيار مفروض عليهم، وأكدوا أن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يحدث اولا يليه وقف إطلاق النيران من قبلهم".
وأعرب زكي عن أسفه للعدد الكبير من الضحايا المدنيين والأضرار الكبيرة التي لحقت بالممتلكات، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن الأوضاع الحالية. وأكد على ضرورة محاسبة الأطراف المعنية، قائلاً: "كان ينبغي أن لا يدخل حزب الله في هذه الحرب، ويجب علينا أن نتحدث بصراحة عن كيفية تفادي هذه الأزمات مستقبلاً".
وأشار الأمين العام المساعد إلى ضرورة تنفيذ القرار 1701، الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في البلاد. وأكد أن الجامعة العربية لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه لبنان في هذه اللحظات الحرجة". وأضاف أن القمة العربية الإسلامية المقبلة في السعودية ستتناول مسألة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للبلاد، مما يعكس مدى أهمية الوضع اللبناني في السياق العربي العام.
و أعرب زكي عن أمله في أن يسعى الرئيس المنتخب للضغط نحو التسوية والتهدئة، قائلاً: "لا ينبغي ترك الأمور تتحول إلى كارثة أكبر". واعتبر أن الوضع الحالي في لبنان عُرضة لاستغلال الفجوات بين القيادات الرسمية وغير الرسمية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد.
وقال زكي أن "اللحظة الحالية تتطلب وقوف جميع العرب معاً في وجه العدوان، وعلينا أن نتحدث بصراحة عما يمكن تفاديه لمصلحة لبنان". وأشار إلى أن الأعمال العدائية المتزايدة قد تؤدي إلى تصعيد النزاع، مما يتطلب استجابة عاجلة من الدول العربية.
أضاف زكي أن التحديات الراهنة لا تقتصر فقط على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو الوضع في لبنان، بل تتعداها لتشمل الأبعاد الإقليمية والدولية. ولفت إلى أن الأوضاع في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية تتطلب تنسيقاً عربياً مشتركاً لمواجهة التهديدات الأمنية والاقتصادية. وأكد على أن "الوحدة العربية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".
في ختام حديثه، دعا زكي الدول العربية إلى تكثيف جهودها للتوصل إلى حلول مستدامة للأزمات الراهنة، مشدداً على أهمية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات. وأعرب عن أمله في أن تكون القمة القادمة فرصة لتعزيز التعاون العربي وتوحيد الصفوف، قائلا:" أن التحديات تتطلب استجابة جماعية، ولا يمكن لأي دولة أن تواجهها بمفردها".
الجدير بالذكر أن تصريحات زكي تعكس قلق الجامعة العربية المتزايد تجاه الأزمات المتعددة في المنطقة، وتؤكد على الحاجة الملحة لتسوية الصراعات بما يحقق الاستقرار والسلام الشامل، بالإضافة إلى أهمية تعزيز التعاون العربي وتوحيد الرؤى بما يخدم مصالح المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي تصاعد التوترات لبنان فلسطين الدول العربیة فی المنطقة فی لبنان زکی أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
أكاديمية الشرطة تنظم دورة لـ 24 متدربًا على عمليات حفظ السلام من 14 دولة
نظم المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام «التابع لكلية التدريب والتنمية بأكاديمية الشرطة»، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، دورة تدريبية حول «إعداد المدربين في مجال مناهج التدريب الشرطية المتخصصة»، وذلك للكوادر الأمنية الدولية.
وشهدت تلك الدورة - التي عقدت خلال الفترة من 7 إلى 25 أبريل الجاري - مشاركة 24 متدربا ومتدربة، يمثلون 14 دولة عربية وإفريقة وأجنبية.
وتضمنت الدورة برنامجاً تدريبياً وتعليمياً مواكباً لأحدث المستجدات في مجال التدريب الأمني بعمليات حفظ السلام، تحت إشراف نخبة من الخبراء والمحاضرين المتخصصين من الكوادر الأمنية المصرية والدولية، بهدف إعداد كوادر من المدربين المؤهلين لتدريب مراقبي الشرطة في المستقبل، والمرشحين للمشاركة بمأموريات حفظ السلام، وذلك في مجالات مهارات المتابعة والتوجية والإرشاد، وأسس الشرطة المجتمعية وقواعد بناء القدرات والتنمية.
وتم على هامش الدورة التدريبية، تنظيم زيارة لأكاديمية الشرطة، تعرف خلالها المتدربون على ما تتمتع به الأكاديمية من كيانات تعليمية تدريبية، وما تشمله من ميادين تدريبية متنوعة، تطبق فيها أحدث البرامج التدريبية، لإعداد رجال الشرطة، وفقاً لأحدث متطلبات العمل الأمني.
وتم في نهاية فعاليات الدورة، تنظيم الحفل الختامي للمتدربين، بحضور عدد من سفراء وممثلي 18 دولة أوروبية وأسيوية وإفريقية «بنجلاديش - بلجيكا - الصين - فنلندا - ألمانيا - المجر - إندونيسيا - ليبيريا - المغرب - نيجيريا - النرويج - باكستان - بيرو - سيراليون - السويد - تونس - تركيا - الإمارات»، حيث أعربوا عن تقديرهم البالغ لوزارة الداخلية ممثلة في أكاديمية الشرطة على حسن الاستقبال والتنظيم.. كما أشادوا بإمكانيات نظم المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام.
ومن جانبهم، أعرب المتدربون عن تقديرهم لوزارة الداخلية ممثلة في أكاديمية الشرطة لاستضافة تلك الدورة، ولما شاهدوه من قدرة فائقة على تزويدهم بكم من المعرفة والمهارات والخبرات التدريبية والأمنية باحترافية شديدة، سيكون لها بالغ الأثر في تنمية قدراتهم أثناء مشاركتهم بعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وفي نهاية الاحتفال، تم تكريم المتدربين بمنحهم شهادات التقدير والتفوق.
اقرأ أيضاًلـ 21 يونيو.. تأجيل محاكمة 117 متهما في قضية «خلية اللجان الإعلامية»
لـ 21 يونيو.. تأجيل محاكمة 5 متهمين في قضية «خلية داعش حلوان»