غالانت : أرجعنا أعدائنا عقودا إلى الوراء
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
قال وزير الأمن الإسرائيلي المقال من منصبه، يوآف غالانت، اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024 ، إن الجيش الإسرائيليّ غيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط في غزة وطهران والحديدة والضاحية الجنوبية لبيروت، متباهيا بما قال إنه "إرجاع أعدائنا عقودًا إلى الوراء".
جاء ذلك خلال لقاء غالانت، اليوم أعضاء هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وعلى رأسهم رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، الذي أشار البيان إلى أنه اجتمع مع غالانت، "في اجتماع موجز"، قبل الاجتماع الآخر الذي عُقد بمشاركة الآخرين.
وفي السياق، ستدافع المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، عن قرار نتنياهو إقالة وزير الأمن يوآف غالانت، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي العامة ("كان 11")، اليوم الأربعاء، التي أشارت إلى أنه كجزء من ذلك، ستطالب بهاراف ميارا المحكمة العليا، برفض الالتماسات المقدمة ضد هذه الخطوة.
وشدّد غالانت على أن "هذه حرب صعبة للغاية، وطويلة جدًا... وأعتقد أنكم تقومون بها بطريقة مثيرة للإعجاب؛ إنها حرب سبع جبهات؛ من طهران إلى غزة".
وأضاف: "لقد رأيتكم في ساعات الفشل الصعبة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ورأيتكم أيضا في لحظات التعافي، ورأيت الجيش الإسرائيلي يحقّق إنجازات غير مسبوقة، ورأيت الجهاز الأمنيّ يحقّق إنجازات غير مسبوقة لم يسبق لها مثيل من قبل".
وتابع: "لقد غيّرنا ميزان القوى في الشرق الأوسط من غزة إلى طهران، ومن الحُديدة (في اليمن) إلى الضاحية (الجنوبية لبيروت)".
وذكر وزير الأمن الإسرائيلي المُقال أنه "في كل هذه الأماكن، حدثت أشياء لم تحدث من قبل، وأرجعنا أعداءنا عقودًا إلى الوراء".
وقال: "لدينا أداة للحماية، تمنحنا الحياة، وهي القوات الإسرائيلية، ونحن بحاجة إلى حمايتها"، مضيفا: "أعتقد أن التحديات الأمنية ستزداد بشكل كبير، والمعنى هو أننا سنحتاج إلى المزيد من الموارد، أولها أننا سنحتاج إلى المزيد من الأشخاص الذين يحملون العبء، وبالآلاف".
وذكر غالانت: "سيتعيّن علينا تعبئة قطاعات أكبر من المجتمع الإسرائيلي، لكي نكون شركاء في هذا الجُهد، وأنا متأكد من أننا سننجح، لأننا وصلنا إلى نقطة تحوّل".
وفي سياق ذي صلة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، في بيان، مساء اليوم: "إلى جانب محاولات التوصل إلى اتفاقات سياسية بلبنان، علينا مواصلة تطوير الخطط للحرب في لبنان، ولا سيما توسيع المناورة البرية".
وأضاف هليفي: "نفعّل هذه الخطط وفقا للحاجة، ونواصل ضرب أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، والبقاع، وبيروت، وسورية".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
تقرير: أكثر 100 موظف في ميتا خدموا في الجيش الإسرائيلي
يثير تعيين شركة "ميتا" لأعداد كبيرة من الجنود السابقين الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي تساؤلات خطيرة حول التزام العملاق التكنولوجي بحرية التعبير، ويكشف لمحة عن عملية تحيُّز في مراقبة المحتوى أدت إلى حذف آلاف الحسابات المؤيدة لفلسطين خلال الحصار الإسرائيلي لغزة.
في تقرير له، يذكر موقع "غراي زون" الأميركي، أن أكثر من 100 جاسوس وجندي سابق في الجيش الإسرائيلي يعملون في شركة "ميتا"، بينهم رئيسة سياسة الذكاء الاصطناعي التي خدمت في الجيش الإسرائيلي عبر برنامج حكومي يسمح لغير الإسرائيليين بالتطوع في الجيش.
أبرز هؤلاء، المحامية الأميركية في مجال الحقوق الدولية، شيرا أندرسون، وهي رئيسة سياسة الذكاء الاصطناعي في "ميتا"، والتي تطوّعت للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي عام 2009 عبر برنامج "جارين تسابار" المخصص لليهود غير الإسرائيليين غير الخاضعين للتجنيد الإلزامي.
ومن خلال هذا البرنامج، تورّط العديد من غير الإسرائيليين الذين حاربوا مع الجيش الإسرائيلي في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منذ بدء حرب الإبادة على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
شيرا أندرسونخدمت أندرسون كضابط صف في الجيش الإسرائيلي لأكثر من عامين، حيث عملت في قسم المعلومات الاستراتيجية العسكرية، وكتبت تقارير دعائية للجيش. كما كانت حلقة وصل بين الجيش والبعثات العسكرية الأجنبية في إسرائيل، وبين الجيش والصليب الأحمر.
إعلانمع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي للشركات التكنولوجية والجيوش، فإن دور أندرسون في "ميتا" حاسم، فهي تُطور الإرشادات القانونية وسياسات الذكاء الاصطناعي ورسائل العلاقات العامة المتعلقة بتنظيم هذه التكنولوجيا في جميع مجالات "ميتا"، بما في ذلك فرق المنتجات والسياسة العامة.
ليست أندرسون الوحيدة في "ميتا" من خلفية عسكرية إسرائيلية، حيث كشف تحقيق جديد عن وجود أكثر من 100 جاسوس وجندي إسرائيلي سابق في الشركة، كثيرون منهم عملوا في وحدة 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية. ويتوزع هؤلاء الموظفون بين مكاتب "ميتا" في الولايات المتحدة وتل أبيب، ويتمتع عدد كبير منهم بخبرة في الذكاء الاصطناعي.
وبالنظر إلى استخدام إسرائيل المكثّف لهذه التكنولوجيا في تنفيذ الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري والمراقبة، فإن تعيين "ميتا" لمتخصصين إسرائيليين في الذكاء الاصطناعي يثير قلقاً بالغاً.
يتساءل الموقع: هل تعاون هؤلاء الجواسيس السابقون مع الجيش الإسرائيلي لإنشاء قوائم اغتيال؟ ويجيب أنه وفقاً لتقرير سابق، اخترقت وحدة 8200 مجموعات واتساب ووضعت أسماء جميع الأعضاء في قوائم استهداف إذا كان أحد الأعضاء يُشتبه بانتمائه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بغض النظر عن حجم المجموعة أو محتواها.
كيف حصلت إسرائيل على بيانات مستخدمي واتساب من "ميتا"؟هناك أسئلة خطيرة حول جرائم حرب تحتاج "ميتا" للإجابة عنها، وهي أسئلة ربما صاغت أندرسون ردوداً "علاقات عامة" عليها مسبقاً.
لأندرسون تاريخ طويل في الولاء لإسرائيل، حيث انضمت إلى الجيش الإسرائيلي بعد دراسة التاريخ في جامعة كاليفورنيا-بيركلي، ثم حصلت على درجة القانون من جامعة ديوك قبل العودة إلى إسرائيل للعمل في مركز أبحاث يديره رئيس الجيش السابق.
كما عملت مساعدة قانونية لرئيس المحكمة العليا الإسرائيلية، التي رفضت قبل أسبوعين التماساً لإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، ما يشكّل تشريعاً لاستخدام الجوع كسلاح، وهي جريمة حرب بموجب اتفاقية جنيف.
إعلانأندرسون نفسها تُنكر الإبادة الجماعية بشكل صارخ. فخلال ظهورها في بودكاست عام 2023، قالت "أرفض تماماً فكرة حدوث إبادة"، ونفت استهداف إسرائيل للمدنيين عمداً، واصفة حماس بـ"طائفة الموت"، وغزة بـ"الدولة الفاشلة" (رغم أنها ليست دولة)، وهي نقطة جوهرية في فهم المقاومة الفلسطينية، وكان من المفترض أن تعرفها محامية حقوق إنسان دولية.
كما أشارت إلى أن "القانون الدولي لا يسمح لإسرائيل بفعل ما تفعله في غزة" في الضفة الغربية المحتلة، معربةً عن أسفها لأن "قواعد مختلفة تنطبق هناك"، وهاجمت الصليب الأحمر لـ"تصرفه كدولة" في إسرائيل.
طريق أندرسون إلى الجيش الإسرائيلي عبر برنامج "جارين تسابار" مثير للجدل أيضاً. إذ مكّن هذا البرنامج غير الإسرائيليين (المعروفين بـ"الجنود الوحيدين") من الانضمام للجيش وارتكاب جرائم حرب قبل العودة إلى بلدانهم.
وتُنظر حالياً دعاوى قضائية في عدة دول ضد متطوعين في البرنامج، بما في ذلك في بريطانيا حيث قُدِّمت أدلة في لندن على جرائم حرب ارتكبها 10 بريطانيين خلال خدمتهم في الجيش الإسرائيلي.
كم مجرم حرب محتمل يعمل في "ميتا"؟بعض الجواسيس السابقين في "ميتا" خدموا لسنوات في وحدة 8200 الإسرائيلية، مثل غاي شينكرمان (10 سنوات في الوحدة قبل الانتقال إلى "ميتا" عام 2022)، وميكي روتشيلد (قائد في فرقة الصواريخ الإسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية)، وماكسيم شموكلر (6 سنوات في الوحدة 8200 قبل العمل في "ميتا" ومنصات أخرى)، بحسب "غراي زون".
وبينما ينتمي هؤلاء إلى الجيش الإسرائيلي، تطوّعت أندرسون لاستخدام مهاراتها القانونية لتبييض جرائم إسرائيل.
ويأتي هذا الكشف بعد تحقيقات سابقة عن توغل جواسيس إسرائيليين سابقين في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "غوغل". إن انتشارهم يشير إلى سيطرة الأصوات الموالية لإسرائيل على الدولة الأميركية.. أصوات تُنكر الإبادة بينما يُحرق الصحفيون في الخيام، وتُرفع جثث الرُضّع المشوّهين فوق أنقاض غزة، وتُشرعن المجاعة.
مع تقدم عصر الذكاء الاصطناعي، يُحدّد مستقبلنا أشخاص بنوا أنظمة مراقبة ساعدت في إبادة الفلسطينيين. فهل نسمح لهم بفرض رؤيتهم على العالم؟ يتساءل تقرير "غراي زون".