لا يزال المُجتمع المصري يتفاعل مع قصة مأساة عين شمس باهتمامٍ كبير، وذلك بالنظر لتفاصيل الواقعة وعدد الضحايا الذين فقدوا حياتهم بسبب الصراع على الميراث.

 

اقرأ أيضًا: عاجل.. ننشر صور بعض الضحايا في مذبحة عين شمس
 

الشهود في مذبحة عين شمس.. المتهم واكل عيش وملح مع الضحايا وولع فيهم الفجر النيابة تطلب صحيفة الحالة الجنائية لمرتكب مذبحة عين شمس

وكان بطل واقعة عين شمس قد أدلى باعترافات تفصيلية عن واقعة إشعال النار بأحد مساكن المنطقة، وتسبب الحادث المأساوي في وفاة 3 أشخاص وإصابة 8.

وأكد المُتهم أن الخلاف بدأ مع شقيقته حينما عرضت عليه شراء نصيبه من البيت بقيمة 200 ألف جنيه، تسلم منهم 22 ألفاً فقط، وقوبل بعدها بجفاءٍ كبير من أخته وزوجها وابنها، وهو الأمر الذي أثار حفيظته فقام بإشعال النار لينتقم منهم.

والمُتأمل في سجلات قضايا الصراع على الميراث في مصر والبلاد العربية يجد كثيرا من التفاصيل التي يعتصر لها القلب حُزنا، فعلاقة الأخوة وقرابة الدم يجب أن تكون أقوى من نزاعٍ على مالٍ زائل أو عقار أصم كونته حجارة جوفاء لا تحمل بين ثناياها دماءً حامية:

وليس بعيد عن تفاصيل قصة عين شمس، فإن مُحافظة سوهاج في ديسمبر 2021 شهدت واقعة مُماثلة، وذلك حينما قام مُسجل خطر بإشعال النار في شقيقته وابنتها وزوجها في منطقة أخميم بسبب الصراع على الميراث.

واعترف حينها المُتهم أنه أقدم على الجريمة بسبب قيام شقيقته بتعطيل حصوله على حقه في الميراث – على حد قوله -، وذلك برفض التوقيع على أوراق تقسيم الميراث.

في سبتمبر الماضي استفاق مركز نبروه في مُحافظة الدقهلية على خبرٍ صادم حينما عرف الجميع بوفاة علاء.ب – 38 سنة على يد شقيقه.

البشع في القصة أن الجاني لم يُراعي حُرمة الدماء ومتانة علاقة الأخوة، وغيبت شهوة المال والتملك عقله فصار هائما على وجهه يبحث في البرية على فريسته تماماً مثل الوحوش الضارية.

أراد القاتل أن ينتزع من أشقائه نصيبهم من الميراث، ولم يأبه بحرص شقيقه على الالتزام بُحكم الشرع، والدين في هذه المسألة، فتصاعد الخلاف وصولاً للمشهد الختامي الذي سطرته قطرات دم ساخن.

وفي 2021، قام أحد الصيادين المُقيمين في كفر الشيخ وتحديدًا في سيدي سالم بالاتفاق مع أحد شياطين الشر على الفتك بنجلي شقيقه بسبب خلافات حول الميراث.

وقام برفقة شريكه في يوم الجريمة بالتوجه للمزرعة السمكية المُقامة على الأرض محل النزاع مُشمرًا عن ساعديه شاهرًا سلاحه الناري مُطلقا رصاصات الخرطوش التي أزهقت روحهما، وامتد طغيانه ليصل لحد تهديد وترويع شقيقه.

وفي يونيو 2022، كانت مدينة النوبارية في البحيرة شاهدة على جريمة إنهاء حياة بشعة لفظ على إثرها شاب أنفاسه الأخيرة على يد شقيقه.

فارق الشاب الحياة بست طعنات غادرة من شقيقه الذي كان يُفترض به أن يكون سند أخيه في اللحظات الصعبة، ولكن بسبب خلافٍ حول الميراث أقدم على فعلته الشنعاء التي سيدفع ثمنها في الدنيا والآخرة.

ختام سردنا سيكون من القصة الأكثر درامية في السنوات الأخيرة، وذلك حينما قام أحد الموتورين باختطاف شقيقته في المنصورة في أكتوبر 2021 بسبب خلاف حول الميراث.

وكانت أجهزة الأمن قد تلقت بلاغاً بشأن تمكن عدد من المُواطنين من إنقاذ فتاة من شابين قاما باختطافها، وحاولا للأسف تجريدها من ملابسها في أرضٍ زراعية في المنصورة.

البشع في الأمر أن القائم وراء الجريمة هو شقيقها الأصغر الذي استعان بأحد مُعاوني إبليس لمُساعدته في اختطاف شقيقته وتقييد يديها وتكميم فمها لإجبارها على تقديم تنازلٍ عن ميراثها أو أن يلجأوا للحل الأصعب وهو تصويرها في وضعٍ مُخل وفضحها، ولكنه شاء الله أن تُحبط أعمالهم وتفشل خطتهم ويعلن الجميع سوء ما أقدمت عليه أيديهم.

ماذا يقول الدين؟ 

حافظ الإسلام على حقوق المواريث، ونبه الدين لضرورة احترام شرع الله في توزيع التركة، وحرمت الشريعة الجور على حقوق الغير لما فيه من سبباً في نشر الضغينة بين الناس. 

وقال الله تعالى في كتابه العظيم :" إِنَّ الَّذِينَ يَأكلونَ أموال الْيَتَامَى ظُلْمًا إنَّما يَأكلونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا".

أما عن نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال :"من حرم وارثاً من ميراثه حرمه الله نصيبه من الجنة".

وماذا يقول القانون؟ 

أما بالحديث عن القانون فإن قانون المواريث يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد عن 100 ألف جنيه أو بإحدة العقوبتين كل من امتنع عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي، أو حجب سنداً يُثبت أحقية وارث في حقه.

ونص القانون على مُضاعفة العقوبة في حالة العودة للفعل نفسه فيما بعد، ويُجيز القانون التصالح، ويترتب عليه انقضاء الدعوى الجنائية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنصورة مدينة النوبارية الجريمة عين شمس سوهاج عین شمس

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. باحث بمرصد الأزهر: المعجزات ليست خوارق عقلية بل خوارق عادات

أكد حسين عطية، الباحث في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن المعجزات التي حدثت للأنبياء ليست من المستحيلات العقلية، بل هي من قبيل خرق العادات، موضحا أن المعجزات تظهر دائمًا في وقت معين حيث تكون الأمور غير مألوفة بالنسبة للناس، ولكنها لا تتعارض مع العقل بل تعكس قدرة الله المطلقة على خرق قوانين الزمان والمكان.

وأضاف الباحث في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة، أن حادثة الإسراء والمعراج هي واحدة من أعظم المعجزات التي تحدت المكابرين في مكة، الذين لم يستطيعوا تصديق ما رآه النبي- صلى الله عليه وسلم-، رغم وصفه الدقيق لبيت المقدس، وسيدنا أبو بكر الصديق عندما سمع الخبر، حيث قال "إن كان قال فقد صدق"، وهذا كان درسًا مهمًا في الإيمان بالله ورسوله، وكيف أن الإيمان بالمعجزات جزء أساسي من الدين.

وأشار إلى أن الهجوم على معجزات الأنبياء أو إنكارها تحت مسمى الحريات هو أمر غير مقبول، حيث إن هذه المعجزات هي أمور إلهية خارجة عن حدود البشر، ولا يمكن قياسها بمقاييسنا المحدودة، مؤكدا أن الإيمان بقدرة الله على كل شيء، سواء كان يتعلق بنجاة سيدنا إبراهيم من النار أو إحياء سيدنا عيسى للموتى، هو إيمان يجعل من السهل تصديق المعجزات التي تبدو للبشر مستحيلة.

وشدد على أن الإسراء والمعراج ليست مجرد معجزة خارقة للعادات، بل هي رسالة إيمانية عظيمة تذكرنا بعظمة الله وقدرته المطلقة، كما أن هذه الحادثة يجب أن تكون مصدرًا للإيمان العميق، والتأمل في عظمة الخالق وحكمته، وأن الإيمان بالأنبياء ورسلهم هو جزء لا يتجزأ من الإيمان بالله.

مقالات مشابهة

  • شهادة شقيقه ورسالة الوداع.. كواليس انتحار موظف الأوبرا بعد فصله من العمل
  • حبس سوداني طعن زوج شقيقته في المنيرة الغربية
  • ضبط المتهم بالشروع في قتل زوج شقيقته بالمنيرة الغربية
  • خبير سياحي بالفيوم: ليست المرة الأولى والمحافظ قتل الأسد بمسدسه
  • بالفيديو.. باحث بمرصد الأزهر: المعجزات ليست خوارق عقلية بل خوارق عادات
  • الشرق الأوسط… صراع العروش
  • جرينلاند ليست الأولى.. صفقات عقارية أمريكية لتوسيع حجمها الجغرافي
  • بسبب معاكسة شقيقته.. تفاصيل طعن عامل بـ"مطواة" في مشاجرة بالصف
  • ليست الأولى.. أزمة جديدة تعصف بوزارة الدفاع الأوكرانية
  • شاب يقتل شقيقته ويصيب الأخرى بطلق ناري بسبب عريس