كيف اكتسح ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
فاجأ المرشح الجمهوري دونالد ترامب العالم، بانتصار كاسح على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس التي كانت التوقعات تصب في مصلحتها، قبل يوم التصويت.
ونجح ترامب في رهانه على العودة إلى البيت الأبيض في فوز مفاجئ أربك الولايات المتحدة والعالم، بعد حملة استثنائية تخللتها محاولتان لاغتياله وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.ويرى محللون سياسيون ووسائل إعلام أمريكية أن فوز ترامب ونكسة هاريس مرده قضايا كثيرة على رأسها الاقتصاد والتضخم، فضلاً عن التغييرات في أنماط التصويت في الولايات المتأرجحة، إضافة للسياسة الخارجية.
وقال المحلل السياسي، عامر ملحم، إن الناخب الأمريكي لا يهتم كثيراً بالسياسة الخارجية مقارنة مع اهتمامه بالتضخم وارتفاع أسعار الفائدة، وهو ملف أثار القلق كثيراً خلال فترة إدارة جو بايدن وهاريس الديمقراطية. فوز ترامب الكاسح يُعري استطلاعات الرأي - موقع 24في مشهد مشابه لانتخابات 2016، حقق المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزاً كاسحاً على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، على عكس توقعات كل استطلاعات الرأي التي عادت إلى دائرة الاتهام بالتحيز، والتسييس وقلة الدقة.
وأكد لـ24 أن هذه الملفات أثرت في مواقف الناخبين، ومثلت جزءاً كبيراً من حملة ترامب الانتخابية، عكس هاريس التي قدمت برنامجاً اقتصادياً "خجولاً".
وأشار ملحم إلى أن الناخبين بمن فيهم النساء لم يتوجهوا لهاريس التي راهنت على قضايا الحريات، والإجهاض، وذهبوا إلى ترامب الذي تعهد بتوفير حياة أفضل.
في تقرير نشرته "فوربس"، أشار المحللون إلى أن ترامب كان قادراً على استقطاب الناخبين الذين كانوا يشعرون بالضغط الاقتصادي بسبب السياسات الديمقراطية، مثل ارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف المعيشة، وأشارت إلى أن هذه القضايا كانت محورية في الولايات الصناعية مثل ميشيغان، وبنسلفانيا، حيث فاز ترامب بهذه الولايات التي تعد جائزة كبرى.
في الولايات المتأرجحة مثل أريزونا، وأوهايو، وفلوريدا، كانت حملة ترامب تؤكد أهمية الأمن الشخصي، وهو ما استقطب أيضاً الناخبين المستقلين، الذين كانوا يشعرون بالقلق من التوترات وكذلك القضايا الداخلية مثل الجرائم العنيفة. غزة وأوكرانيا
سبب النزاع في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بين إسرائيل وحماس، صدمة في الولايات المتحدة، وأدى إلى انقسامات داخل الحزب الديمقراطي على كيفية التعامل مع القضية.
وواجهت كامالا هاريس، التي كانت تدعم بأسلوب تقليدي إسرائيل، انتقادات اليسار الديمقراطي الذي شعر بأن الإدارة الأمريكية لا تبذل ما يكفي من الجهد للضغط على إسرائيل، بسبب الأوضاع الإنسانية في غزة. في المقابل، دعم اليمين الأمريكي، خاصة أنصار ترامب، المواقف الإسرائيلية القوية ضد حماس، ما ساعد في تعزيز دعم ترامب في بعض الولايات.
وحسب تحليل لـ "نيويورك تايمز"، ساهم الانقسام الحاد حول القضية الفلسطينية في توجيه أصوات بعض الناخبين بعيداً عن هاريس إلى ترامب، الذي عُرف بتأييده الصريح للسياسات الإسرائيلية.
على سبيل المثال، كان للناخبين اليهود في بعض الولايات المتأرجحة مثل فلوريد تأثيراً كبيراً، حيث أصبحت بعض مجموعات الناخبين اليهود أكثر انقساماً بسبب موقف الحزب الديمقراطي من الصراع.
من جهة أخرى، كان الناخبون الأمريكيون المسلمون والعرب يشعرون بالإحباط من مواقف إدارة بايدن هاريس، الأمر الذي دفعهم إلى الامتناع عن التصويت أو حتى دعم مرشحين آخرين.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن هذه الانقسامات الداخلية في الحزب الديمقراطي انعكست في انخفاض نسبة التحفيز الانتخابي بين بعض المجموعات المهمشة التي كانت تعتبر الحزب الديمقراطي ملاذها..
أما عن أوكرانيا، كانت إدارة بايدن تدعمها بشكل كبير، بينما عارض ترامب بشدة التدخل العسكري الأمريكي في الخارج، واعتبر أن على الولايات المتحدة أن تركز أكثر على القضايا الداخلية.
في خطاباته، هاجم ترامب التكاليف المرتفعة للصراعات الخارجية مثل أوكرانيا، واعتبر أن ذلك ساهم في زيادة الأعباء على الاقتصاد الأمريكي، وهو ما لاقى صداه لدى الناخبين الذين كانوا يرون أن سياسات بايدن الخارجية تضحي باحتياجات الأمريكيين، حسب محللين أمريكيين.
االقضايا الاجتماعية في تحليل سابق لـ"بوليتيكو" لاستراتيجيات ترامب في انتخابات 2024 وأثر القضايا الاجتماعية على دعم الناخبين المسيحيين والطبقات العاملة، قال الموقع، إن الجمهوري، ركز في حملته على قضايا اجتماعية حساسة لاستقطاب فئات معينة من الناخبين، أبرزهم المسيحيون والبيض من الطبقات الوسطى والعاملة.ووفقًا للتقرير كانت هذه المجموعات الأكثر دعماً لترامب، حيث تمكّن من توجيه رسائل قوية عن حرية الدين والحق في السلاح والحد من الهجرة غير الشرعية.
ولفت إلى أن هذه القضايا كانت في صميم خطاباته في الولايات الريفية، ما ساعد في تعزيز تماسك قاعدة دعمه، بالإضافة إلى تشديده على ضرورة حماية القيم الأسرية التقليدية، وهو ما لاقى صدى بين العديد من الناخبين الذين شعروا بأن هذه القضايا لا تهم السياسيين التقليديين في الحزب الديمقراطي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب أمريكية هاريس هاريس ترامب هاريس الانتخابات الأمريكية ترامب هاريس الولایات المتحدة الحزب الدیمقراطی کامالا هاریس فی الولایات أن هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
ايران عن العقوبات الأمريكية: نحمل الولايات المتحدة عواقب الإجراءات المتغطرسة
نددت إيران، اليوم الجمعة، بتحرك واشنطن لفرض عقوبات جديدة تتعلق بالشحن والتي من شأنها أن يحرمها من التجارة المشروعة مع شركائها.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الخميس، أعلنت عن فرض عقوبات جديدة على عدد من الأفراد والناقلات بسبب مساعدتهم في شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني سنويا إلى الصين.
وتُعد هذة العقوبات، أول عقوبات أمريكية على النفط الإيراني منذ تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع بخفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر، في إطار السعي لفرض قيود على قدرات البلاد النووية.
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله "قرار الإدارة الأمريكية الجديدة ممارسة الضغط على الشعب الإيراني من خلال منع إيران من التجارة المشروعة مع شركائها الاقتصاديين هو عمل غير شرعي وغير قانوني".
وأضاف أن طهران "تحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن عواقب وتداعيات مثل هذه الإجراءات أحادية الجانب والمتغطرسة".