كيف سيتعامل ترامب المتقلب مع أوكرانيا وأزمات الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
من المتوقع أن تؤدي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، ما يعد بتحولات جذرية على جبهات متعددة في ظل الغموض الذي يسيطر على العالم.
ويعرض التقرير بعض تعهدات ترامب السياسية التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، والتي افتقرت إلى شرح طرق تنفيذها أو آلية عملها، لكنها تتماشى مع شعار ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
Huge looser of Trump victory is Ukraine, but not far behind are South Korea, Japan, Taiwan, Philippines. Big winners are Russia, China , India.
Trump will accelerate shift from North Atlantic axis to Eurasia axis as I predicted. EU will also shift away from US. pic.twitter.com/xETC6Sc2YS
خلال الحملة الانتخابية، قال ترامب إنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا "في يوم واحد". وعندما سئل كيف، اقترح الإشراف على صفقة، لكنه رفض إعطاء تفاصيل، وفي مايو(أيار) 2024 نشرت ورقة بحث كتبها رئيسا أمن قومي سابقان لترامب، جاء فيها أن على الولايات المتحدة أن تستمر في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، على أن تجعل الدعم مشروطاً بدخول كييف في محادثات سلام مع روسيا.
وحسب الورقة يتعهد الغرب بتأخير ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلس لإغراء روسيا باتفاق سلام، وقال المستشارون السابقون إن على أوكرانيا أن تتخلى عن آمالها في استعادة كل أراضيها من روسيا، وأن تتفاوض على أساس خطوط المواجهة الحالية.
ويقول معارضو ترامب الديمقراطيون، الذين يتهمونه بالتقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن نهجه يرقى إلى استسلام وهذا ما سينعكس على أوكرانيا، ويعرض أوروبا بأكملها للخطر، لكن ترامب ذكر أن أولويته هي إنهاء الحرب ووقف استنزاف الموارد الأمريكية.
وليس واضحاً إلى أي مدى تمثل ورقة المستشارين السابقين تفكير ترامب نفسه، ولكن من المرجح أن تعطينا دليلاً على النصيحة التي سيحصل عليها مستقبلاً للتعامل مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وعن احتمال سحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي بالفعل، وهو ما من شأنه أن يشير إلى التحول الأكثر أهمية في العلاقات الدفاعية عبر الأطلسي منذ قرن، لا يزال حلفاءه يرون أن خطه المتشدد ليس سوى "تكتيكاُ تفاوضياً" لحمل الأعضاء على تلبية الإنفاق الدفاعي للحلف.
لكن في الواقع فإن قادة حلف شمال الأطلسي سيشعرون بقلق مما ما يعنيه انتصاره على مستقبل التحالف وكيف ينظر القادة المعادون إلى تأثيره الرادع مستقبلاً.
What Trump's win means for Ukraine, Middle East and China https://t.co/vgdzdXKS1H
— BBC News (World) (@BBCWorld) November 6, 2024 الشرق الأوسطكما مع أوكرانيا، وعد ترامب بإحلال "السلام" في الشرق الأوسط ما يعني أنه سيسعى لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، والحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، لكنه لم يذكر كيف سيفعل ذلك. وبالإشارة إلى إلى تصريحاته التي ذكر فيها أنه لو كان في السلطة بدل الرئيس الحالي جو بايدن، لما هاجمت حماس إسرائيل بفضل سياسة "الضغط الأقصى" على من يمول ويدعم حزب الله وحماس وغيرها من الميليشيات في اليمن والعراق في إشارة واضحة لإيران.
وعندما كان في البيت الأبيض سن ترامب سياسات مؤيدة لإسرائيل بقوة، وأطلق على القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، في خطوة حفزت قاعدة ترامب الإنجيلية المسيحية، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب بـ "أفضل صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض" لكن المنتقدين يقولون إن سياسته كان لها تأثير مزعزع لاستقرار المنطقة.
وتُرك الفلسطينيون في واحدة من أكثر النقاط عزلة في تاريخهم من القوة الوحيدة التي يمكنها ممارسة النفوذ على جانبي الصراع ما أدى إلى تآكل قدرتهم على حماية بعض المكتسبات على الأرض، كما قرن ترامب حملته بعدة تصريحات قال فيها إنه يريد إنهاء حرب غزة، وأشار بعض الخبراء إلى أنه رغم من علاقته المعقدة في بعض الأحيان مع نتانياهو، لكنه قادر على الضغط عليه.
على الجهة المقابلة يتمتع ترامب بتاريخ من العلاقات القوية مع زعماء دول عربية رئيسية لديها اتصالات مع حماس، ويبقى غير واضح كيف سيتمكن من التنقل بين رغبته في الدعم القوي للقيادة الإسرائيلية وفي الوقت نفسه محاولته إنهاء الحرب.
وهذا ما يفرض على ترامب أن يقرر إذا كان سيمضي قدماً في العملية الدبلوماسية المتوقفة التي أطلقتها إدارة بايدن للحصول على وقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
Donald Trump thrives on chaos and provocation. During his second term, the world will have to navigate the consequences of both.
WPR Editor-in-Chief Judah Grunstein on what Trump’s victory means for the world:https://t.co/Ip1sa54btg
في القضية الإيرانية يرجح أن يحاول ترامب العودة إلى السياسة التي شهدت انسحاب إدارته من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات أكبر على إيران، وربما التصعيد العسكري، والذي تمثل خلال ولايته باغتيال أقوى قائد عسكري في إيران قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.
وحسب محللين يكمن نهج أمريكا مع إيران في المجال الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في سياستها الخارجية وهو المجال الذي له أكبر الآثار على الأمن في الشرق الأوسط.
ووصفت القناة الإسرائلية الـ14 الملف الإيراني بأنه أحد المجالات الحاسمة نظراً لموقف ترامب من طهران، والذي كان من أهم السمات المميزة لولايته السابقة.
وأشارت إلى أن ترامب عارض الاتفاق النووي مع إيران، ويمكن أن تؤدي ولايته الثانية إلى تشديد العقوبات وزيادة الضغوط الدبلوماسية عليها، ما يؤخر تقدمها في المشروع النووي، ولكن ذلك لا يخلو من الخطر، لأن السياسة القاسية للغاية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الاضطراب في المنطقة، وإلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حملته الانتخابية روسيا وأوكرانيا شمال الأطلسي الشرق الأوسط إشارة واضحة السفارة الأمريكية حرب غزة القضية الإيرانية الاتفاق النووي ترامب الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الحرب الأوكرانية الناتو إيران الشرق الأوسط الحرب بین
إقرأ أيضاً:
الشاطئ السبب.. هكذا وصل ترامب إلى فكرة الاستيلاء على غزة
يسارع مسؤولو إدارة ترامب إلى مواكبة خطة الرئيس المفاجئة التي تهدف إلى جعل الولايات المتحدة تتولى ملكية غزة لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" حسب وصف ترامب.
تقول شبكة "سي إن إن" الأميركية إن فكرة ترامب بلورها على مدار الوقت، وفقا لأشخاص مطلعين على الموضوع، وقد انبثقت من الرئيس نفسه.
وأوضحت أن ما حصل هو مجرد تذكير آخر بأن الأفكار السياسية غالبا ما تبدأ من ترامب، بدلا من أن تبنى ببطء عبر خبراء وطنيين قبل مناقشتها في البيت الأبيض.
خطة "مفاجئة"
وقال مسؤولون، إن الفكرة تهدف جزئيا إلى تحفيز العمل في قضية ترى إدارة ترامب أنها متوقفة، ولتقديم حلول معقولة لإعادة بناء منطقة دمرها القصف الإسرائيلي.
وتعتبر "سي إن إن" أنه وبغض النظر عن كيفية ظهور الفكرة، فإن الكشف عنها جاء صادما.
وقد أثار الإعلان عن الخطة العديد من ردود الفعل المفاجئة، خاصة من أعضاء الكونغرس والجمهوريين في واشنطن.
وعلى الرغم من أن ترامب لم يناقش الفكرة بشكل رسمي مع أعضاء لجان الخدمات العسكرية في الحزب الجمهوري، إلا أن الخطوة فجأت الكثيرين.
وقد كشف ترامب عن خطته في المؤتمر الصحفي بشكل مفاجئ، حيث قال مستشار لشؤون الشرق الأوسط إنه لم يسمع عن الاقتراح حتى سمعه من ترامب، وأشار إلى أنه كان في حالة من الذهول بعد الإعلان.
زيارة ويتكوف إلى غزة
ومن جهة أخرى، أكد آخرون أن الفكرة كانت قد نوقشت في الأيام السابقة، بعد أن زار المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وصديق ترامب، ستيف ويتكوف غزة، وأطلع ترامب على الحالة المأساوية للقطاع.
وحذر ويتكوف من أن المنطقة أصبحت غير صالحة للسكن بسبب الدمار الهائل، ما أثار اهتمام ترامب بقوة.
وقد "تركت أوصاف ويتكوف أثرا على الرئيس، الذي أصبح منشغلا بالمسألة". وخلال محادثات مع مساعدين، انتقد ما وصفه بفراغ الخطط البديلة المقدمة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"سي إن إن" إن أوصاف ويتكوف لرحلته كانت "نقطة تحول" للرئيس.
وكان مستشارو ترامب المقربون لشؤون الشرق الأوسط، مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز وويتكوف، على علم بنيته طرح الاقتراح الثلاثاء، حيث ناقش والتز وويتكوف الفكرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليل الاثنين.
وقال المسؤول في البيت الأبيض عن كيفية وصول ترامب وفريقه إلى هذا الموقف: "فكرة تكرار نفس النهج في غزة كما فعلنا لعقود لن تصمد. كنا في حلقة مفرغة... لفترة طويلة ولم تنجح".
يركز حاليا وسطاء ترامب في الشرق الأوسط على "خطوات فعالة"، وفقا لمصدر مطلع على الاستراتيجية، أهمها ضمان استمرار اتفاقية وقف إطلاق النار الحالية واتفاقية تبادل الأسرى، وأن تلتزم جميع الأطراف "باتفاقها".
الخطوات القادمة
ووفقا للمصادر، فإن الخطة لا تقتصر فقط على السيطرة على القطاع بل تشمل أيضا ضمان استمرار اتفاقات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مع التركيز على إيجاد حلول دائمة على المدى الطويل، وذلك بينما يبدي ترامب تفاؤلا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الأردن ومصر لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، رغم أن هذه الدول قد عبرت سابقًا عن رفضها لاستقبال لاجئين جدد.
"ريفييرا الشرق الأوسط"
ولا يعد اهتمام ترامب بالموقع الاستراتيجي لقطاع غزة مفاجئا.
فقد أشار الرئيس مرارا إلى القيمة الاقتصادية للمنطقة باعتبارها ساحلا ذا إمكانيات تطوير كبيرة. وكان صهره السابق جاريد كوشنر قد أشار إلى ذات النقطة في وقت سابق، واصفا شاطئ غزة بأنه "موقع ذو قيمة كبيرة".
في محادثات عامة وخاصة على مدار العام الماضي، أكد ترامب مرارا على قيمة موقع غزة الساحلي، مشيرا إلى أنه موقع رئيسي للتطوير. وقدم صهره جاريد كوشنر تصريحا مماثلا العام الماضي، واصفا شاطئ غزة بأنه "قيم جداً".
وقد أعطى ترامب، خلال خطاب يوم التنصيب الشهر الماضي، تلميحات عن اتجاه خطته لغزة، وقال قال بعد أداء اليمين الدستورية: "إنه موقع استثنائي على البحر، بطقس ممتاز. كل شيء جيد. يمكن عمل أشياء جميلة فيه". وأضاف حينها أنه "قد يكون مستعدا للمساعدة في إعادة الإعمار".