أكد محمد سليم شوشة، الأستاذ بجامعة الفيوم، أن المخاطر والتحديات التى تواجه الثقافة العربية بوضعها الراهن وسُبل تعاملها مع الذكاء الاصطناعى، دفعته لتأليف كتابه الجديد «فخ الحضارة»، للإجابة عن الأسئلة الشائكة التى تتمحور حول هذه الإشكالية المستحدثة، وتناول مدى تأثيرها على اللغة ومستقبلها، فى ظل تغيير كثير من الأنماط التعليمية.

وأشار فى حوار لـ«الوطن»، إلى الأسباب المؤدية إلى عجز الآلة المتوقع عن التعامل مع اللغة العربية التى يتطلب فهمها جهداً عميقاً من الإنسان، وتداعيات كل ذلك على المواطن العربى فى المستقبل القريب، كما طرح عدداً من الحلول المطروحة لحل تلك المعضلة.

ما دوافع تأليف كتابك «فخ الحضارة» عن الذكاء الاصطناعى؟

- تخصّصى الدقيق فى الدراسات الأدبية، ونقطة التلاقى بين الأدب والذكاء الاصطناعى كانت تخصّص الإدراكيات، أى نقطة تلاقى العلوم الإنسانية والتطبيقية، ولما تكرر ذكر الذكاء الاصطناعى فى الإدراكيات بدأت ألتفت إلى هذا الجانب، وكان هو المدخل الذى دفعنى إلى الاهتمام بالذكاء الاصطناعى واللغة العربية، ونقطة التحول فى التكنولوجيا بسبب تحول الذكاء الاصطناعى إلى التعامل مع اللغة الطبيعية، بدلاً من لغة الأرقام القديمة، إذاً التكنولوجيا صارت تتعامل مثل الإنسان بالدرس والاستيعاب والفهم، وهى نقطة تحول خطيرة من المفترض أن تُنبه المشتغلين بالدراسات اللغوية والأدبية إلى هذا التحول فى الحضارة الإنسانية، وأنا تنبّهت إلى هذه الخطورة، لأن الذكاء الاصطناعى أصبح متصلاً بعملى ومجالى، وهو ما غفل عنه المتخصّصون فى دراسات اللغة العربية.

ما القضايا التى يناقشها الكتاب؟

- الكتاب لا يتعامل مع الإشكاليات العامة والآثار الاجتماعية لهذا التطور الهائل المتمثل فى ثورة الذكاء الاصطناعى، فهى أمور مطروحة بكثرة عند كل الأمم، وأنا ركّزت على ما يخصّنا نحن فى الثقافة العربية، لذلك يناقش الكتاب آثار ثورة الذكاء الاصطناعى على اللغة العربية والثقافة العربية، وما يتحتّم علينا فعله فى هذه الحالة لمواجهة هذه المخاطر الناجمة عن الذكاء الاصطناعى، لأن التطور التكنولوجى الأخير أصبح محاكاة لعمل الخلايا العصبية وعقل البشر، أى إن الآلة أصبحت تفهم الجملة وتستوعب المعنى وتجيب عن الأسئلة، وهذا التحول لم يحدث فجأة لكن بدأ العمل عليه منذ سنوات، واكتمل خلال السنوات الأخيرة، فالآلة أصبحت تُفكر وتتعامل مع اللغة، وبإمكانها تأليف نصوص مكتوبة.

وبالتالى لديها القدرة على تعليم اللغات، مثل اللغة الإنجليزية، لكنها فى المقابل تتعامل مع اللغة العربية بصعوبة وبمعالجة غير عميقة، فمن الصعب على الذكاء الاصطناعى أن يتعلم اللغة العربية بشكل عميق، فى الوقت الذى لم يفهم فيه أهل اللغة العربية أنفسهم لغتهم بالشكل الكافى أو كما يجب، وبالتالى فالذكاء الاصطناعى أمامه صعوبات فى التعامل العميق مع لغتنا، مع أنه من المفترض أن يعلم كل اللغات طالما تعلمها أو تم استخلاص أنماطها بدقة وعمق.

حدّثنا عن سبب عجز الآلة عن التعامل مع اللغة العربية.

- المشكلة تكمن فى تأخر فهمنا نحن للغتنا، وهو ما يُصعّب تعامل اللغة العربية مع التكنولوجيا، ويتمثّل هذا العجز ويتجلّى فى المعالجة السطحية للغة حين يتعامل معها الذكاء الاصطناعى، وهناك أيضاً فجوة فى مستوى تعامله مع بعض اللغات الأخرى، والأمر ليس مقصوراً على اللغة العربية، الأمر الذى يُحتم علينا طرح بعض الأسئلة، منها مثلاً: هل النحو القديم بطريقته يصلح أو مناسب للذكاء الاصطناعى وعقل الآلة؟ هل التركيز على فكرة تعليم القاعدة النحوية وتحفيظها فقط، والتعليم بألفية ابن مالك يساعد فى تطوير اللغة العربية؟ هل هو مُجدٍ ويُكسِب المتعلمين الملكة اللغوية التى نحتاجها أكثر ممّا نحتاج تحفيظ القاعدة، فهذه بعض الأفكار والأسئلة التى يطرحها الكتاب.

وأرى أيضاً أن هناك أكثر من مشكلة أخرى فى تعامل الذكاء الاصطناعى مع اللغة العربية، تم طرحها ومناقشتها فى الكتاب وطرح طرق تداركها أو حلها، فهذه هى المشكلات التى تُمثل عقبات من شأنها أن تخلق مشكلة فى تعامل الذكاء الاصطناعى مع اللغة العربية، ومنها ما يخص البلاغة، فهل الباحثون والمتخصّصون فى اللغة مُدركون للمخاطر التى تواجهها اللغة العربية مع الذكاء الاصطناعى، وكيف يمكننا تعليمها للذكاء الاصطناعى.

مَن المنوط به تعليم اللغة العربية للذكاء الاصطناعى؟

- هى مهمة علماء اللغة فى المقام الأول، لأن الذكاء الاصطناعى يتعلم بنظام الأنماط، أى إنه يكتسب هذه الأنماط، ولذلك يجب على الباحثين فى اللغة العربية أن يُفكروا فى فهم جديد للغة العربية يمكنهم من تعليم الذكاء الاصطناعى لغتنا، ليُفكر معنا داخل لغتنا فى قضايانا وشئوننا.

ما الاتجاهات الجديدة التى من الممكن أن ندرس بها اللغة؟

- عقل الآلة يكتسب اللغة على المستوى العميق عبر ما يُعرف (بالنمط)، والأنماط (بنية الجملة) كثيرة، والدراسات اللغوية من المفترض أن تشرح اللغة على كل المستويات، سواء كبنية فيزيائية؛ صوت وموجات وذبذبات، وحتى على مستوى دمجها مع الإشارات الجسدية ولغة اليد، وفى إطار الجانب العصبى والتشريحى، والبلاغى والمجازى، والمطلوب الاهتمام بالدراسات الإدراكية للغة، فهى الأهم الآن، لأنها نقطة الربط والالتقاء بين الذكاء الاصطناعى واللغة، وهى تخصّص بينىّ يربط أكثر من مجال، بينها دراسة اللغة على مستوى التشريح وعلم النفس الإدراكى والعلوم العصبية، وقوانين العقل.

ما مخاطر استخدامنا للذكاء الاصطناعى بلغة أخرى؟

- استخدامنا للذكاء الاصطناعى بلغة أخرى يعنى خروج اللغة العربية من التكنولوجيا، وهو ما أتوقع أن تكون له انعكاسات سلبية كثيرة وعديدة، من بينها أزمات نفسية وشعور بالاغتراب، مما قد يجعل الإنسان العربى أكثر تطرفاً وعنفاً وغير متوائم مع حاضره، حيث سيشعر بالغزو والحصار وأن لغته تحارَب، ويتسبّب ذلك أيضاً فى مزيد من التشتّت للعقل العربى، وجعل الإنسان العربى يعيش بازدواجية، فمثلاً عند تعامل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى بلغة أخرى فإن هذا يعنى أن هذه اللغة ستغزو الحياة العامة، ولن تقتصر على النخبة، فى اعتقادى أن التأثير سيكون خطيراً وسيشمل كل الحياة، ويُهدّد الهُويات الوطنية.

كيف يجرى تطوير الآلة كى تتعامل مع اللغة العربية؟

- نحتاج إلى الربط بين الذكاء الاصطناعى واللغة العربية بصورة أقوى وأعمق، والأمر لا يقتصر على فهم اللغة، ولكنه يمتد إلى تحليل البيانات الكبرى، ويمتد الأمر أيضاً إلى تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى لدينا أيضاً بما لا يجعلنا مجرد مستهلكين ومستخدمين له، وهذا يلزمه بالأساس تطوير العلوم الأساسية التى يقوم عليها، ومن بينها علوم اللغة واللسانيات، واللغة العربية حدث لها مأزق لم نشعر به من قبل، ويتمثّل فى خروجها من دراسة العلوم الطبيعية، مثل الطب والهندسة، وقبل أن يتكرّر الأمر ونخرج من الذكاء الاصطناعى، يجب علينا أن نُسارع فى الاهتمام بالعلم، وهو ما يتطلب عمل علماء اللغة على تطوير اللغة، بالتوازى مع تطوير علماء العلوم التطبيقية وربطها بالعلوم الإنسانية.

ما الجهات المنوط بها الاضطلاع بمهمة تطوير الذكاء الاصطناعى؟

- لا يوجد فرد واحد يمكنه أن يعمل فى الذكاء الاصطناعى، ولا بد أن يكون العمل فى فريق بحثى من تخصّصات علمية مختلفة وليس فرداً واحداً، لدينا ثلاث جهات مسئولة مسئولية مباشرة عن تطوير أبحاث اللغة العربية لتُناسب الذكاء الاصطناعى، وهى الأزهر ووزارة التعليم العالى وزارة الثقافة، والأزهر مهمته تحرير العقل ومنح الإرادة فى العلم، والوحدة والتنوير، فالأزهر دائماً له دور وطنى فى المقاومة وأوقات الخطر، مع ما يجب عليه أيضاً من تحرير العقول وعدم تقييد العلوم أو تحجيمها فى نوع معين من العلم، وهى مسئوليته العامة والروحية تجاه المجتمع بأكمله وليس تجاه الطلاب المنتسبين إليه فقط.

أما وزارة التعليم العالى فمهمتها إصلاح الحياة العلمية وضبط إيقاعها ولا بد أن يكون لديها وعى باللوائح الخاصة بالكليات الجديدة التى تنشئها، بمراعاة البنية الهرمية للمعرفة وأولوياتها والتخصّصات المهمة والجديدة، وإعادة الفلسفة إلى وضعها الطبيعى فى تخصّصاتنا، ففى دول العالم كله نجد أساسيات الفلسفة تدرّس فى كليات الطب وكليات العلوم الطبيعية، أى تدريس الفلسفة (أم العلوم) بمنهجية فى الكليات العملية بهدف انتظام الفكر، أما وزارة الثقافة فدورها مركب ومُعقّد، وهو إصلاح الحياة الفكرية والثقافية، وضبط المنتج المعرفى المقدّم للجمهور، وفقاً للتحولات التى تحدث مع وضع المجتمع فى قلب هذه التحديات، وتبصير المجتمع بها، لمواكبة حساسية الحياة وعليها تكملة دور وزارة التعليم العالى وتحويل الإصلاح العلمى الذى يتم فى الجامعات ليصبح ثقافة عامة عند الناس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الثقافة العربية للذکاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعى مع اللغة العربیة اللغة على وهو ما التى ت

إقرأ أيضاً:

خلال مشاركته فى اجتماع وزراء السياحة لمجموعة الدول الصناعية السبع بإيطاليا

شريف فتحى: الذكاء الاصطناعى يقدم فرصة أكبر للترويج للمنتجات السياحيةوتأثيراته إيجابية على حركة السفر وتصميم البرامج السياحيةالتركيز على الأنماط السياحية التى يتمتع بها المقصد المصرى لتكون جزءاً من رحلة السائحينفى لقائه مع نظيره الهندى: تعاون بين البلدين فى مجال السياحة الاستشفائية والعلاجيةرحلات بحرية طويلة تمتد من الهند مرورًا ببعض الدول من بينها مصروزيرة السياحة الإيطالية توجه الشكر للوزير وتشيد بحفاوة استقبالها خلال زيارتها مؤخرًا لمصر

 

جهود مكثفة يبذلها وزير السياحة والآثار شريف فتحى، لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر، حيث توجه بعد انتهائه من المشاركة فى بورصة لندن السياحية WTM بمشاركة ناجحة وقوية لمصر، إلى دولة إيطاليا بدعوة من الجانب الايطالى للمشاركة فى الاجتماع الدولى الأول لوزراء السياحة لمجموعة الدول الصناعية السبع (G7) الذى تستضيفه مدينة فلورانس بإيطاليا، وشارك فى حضور الجلسة وزراء السياحة الدول التى تم دعوتها من خارج المجموعة، إلى جانب حضور مسئولين وممثلين من كل من منظمة الأمم المتحدة للسياحة UN Tourism والاتحاد الأوروبى والمنظمة الدولية للتعاون الاقتصادى والتنمية (OECD).

وتحدث شريف فتحى وزير السياحة والاثار، فى الكلمة التى القاها عن استخدامات الذكاء الاصطناعى (AI) وتقنياته وتطبيقاته المتعددة فى صناعة السياحة وتأثيراتها الإيجابية وخاصة فى تحسين تجارب السفر وتصميم البرامج السياحية وفقًا لاحتياجات الأفراد، ومساهمته فى تعزيز تدابير وإجراءات الأمن والسلامة، وتوفير سهولة فى الوصول إلى المعلومات المختلفة. 

وأشار الوزير إلى أن الذكاء الاصطناعى يقدم فرصة أكبر للترويج للمنتجات السياحية بشكل أكثر فعالية، لافتًا إلى أنه تم الاستعانة ببعض تقنيات الذكاء الاصطناعى عند تنفيذ إحدى الحملات الترويجية للوزارة ما أثمر عن نتائج رائعة أكدت على فعالية استخدام هذه التقنيات فى مجال السياحة، حيث استعرض بعض التحديات الرئيسية التى تواجه استخدام الذكاء الاصطناعى منها ضرورة صياغة إطار قانونى لتطبيقات وممارسات الذكاء الاصطناعى، موضحًا أن تحديد الإطار القانونى لذلك أمر يمكن تنفيذه، إلا أنه يواجه العديد من التحديات، والتى من بينها ضرورة أن يكون هذا الإطار القانونى ديناميكيًا نظرًا لاستمرار ومواصلة الآلة فى التعلم والتطور، وهو أمر صعب للغاية حيث إنه قد يتسبب فى العديد من المشكلات التى تؤثر على تجربة السائحين.

كما تحدث عن أن هناك تحدياً آخر تواجهه السلطات التنظيمية وهو أنها تحتاج إلى خبرة فنية ومراقبة دورية متزامنة مع تطور الذكاء الاصطناعى لتكون قادرة على تعديل وتطوير هذه اللوائح أولًا بأول، وأن يكون هناك كود مرجعى وإطار تنظيمى لاستخدام الذكاء الاصطناعى، بما يضمن عدم خروج التعلم والتطور الآلى عن السيطرة، بجانب تطوير المحفزات اللازمة للتحذير عندما يتم تجاوز هذه القواعد أو اللوائح التى تم وضعها.

وحرصت دانييلا غارنييرو سانتانشى وزيرة السياحة بدولة إيطاليا على تقديم شكر خاص لشريف فتحى على حسن وحفاوة الاستقبال التى شهدتها خلال زيارتها الأخيرة إلى مصر نهاية أكتوبر الماضى، مثمنة أوجه التعاون القائم المتعددة والمثمرة مع مصر فى مجالات عدة منها مجال السياحة والآثار.

كما شارك شريف فتحى فى الفعالية التى تم تنظيمها على هامش انعقاد الاجتماع الدولى الأول لوزراء السياحة لمجموعة الدول الصناعية السبع (G7 ITALIA2024)، والتى عقدت تحت عنوان «الابتكار والإلهام ورؤى الاستدامة من أجل مستقبل السياحة»، وقد تم خلالها مناقشة آليات وسبل تطبيق الاستدامة فى العالم، والإشارة إلى أنها يجب ألا تقتصر فقط على التحول الأخضر وتطبيق سياسات ترشيد استهلاك الطاقة، وأنه يجب أن تشمل الاستدامة بمفهومها الأشمل تحقيق الأمن الاقتصادى وأن يشعر المواطنين بالعوائد الإيجابية من تحقيق ذلك.

ومن اللقاءات الرسمية التى عقدها شريف فتحى لقاؤه بوزير سياحة الهند Suresh Gopi، وخلال اللقاء، ثمّن على العلاقات الوطيدة والمتميزة التى تربط بين البلدين لسنوات طويلة وما تشهده من تطور ملموس فى العديد من المجالات من بينها السياحة، معربًا عن تطلع الجانب المصرى لتعزيز وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.

كما استعرض حجم التبادل السياحى بين البلدين، وما يتمتع به المقصد السياحى المصرى من تنوع غير مسبوق فى المنتجات والأنماط السياحية فى العالم ولا سيما فى ظل المقومات السياحية المتنوعة التى يتمتع بها، مؤكدًا على أنه سيتم التركيز على الأنماط والمنتجات السياحية وجعلها جزءا من رحلة السائحين، حيث سيتم العمل على تطوير كل نمط على حدة بما يساهم فى تقديم المنتج السياحى بشكل أكثر تنوعًا وثراءً واستخدامًا أفضل لمقومات مصر السياحية والطبيعية.

وتحدث الوزير عن المتحف المصرى الذى سيكون صرحًا ثقافيًا وعلميًا هامًا وما يشهده حاليًا من تشغيل تجريبى لقاعات العرض الرئيسية الموجودة به، موجهًا الدعوة للشعب الهندى لزيارته والاستمتاع بالتجربة السياحية الاستثنائية التى سيقدمها لزائريه وللتعرف على الحضارة المصرية العريقة حيث إن المتحف المصرى الكبير هو أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة هى الحضارة المصرية القديمة.

وتناول اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك لزيادة حركة السياحة البينية بين البلدين، والتعاون فى مجالى السياحة الاستشفائية والعلاجية، والاستفادة من الخبرات الهندية فى هذا الشأن، وسياحة البواخر البحرية ولا سيما وأن دولة الهند تعتزم تشغيل بواخر بحرية ذات رحلات طويلة من دولة الهند تمر بعدد من الدول من بينها مصر ورغبتهم فى تنظيم برامج سياحية للسائحين القادمين على هذه البواخر لزيارة أماكن الجذب السياحى والأثرى بمصر، حيث تم الاتفاق على عقد عدد من الاجتماعات بين القطاع الخاص السياحى فى الهند ومصر لبحث آليات تنظيم هذه البرامج وتبادل الزيارات فى هذا الشأن.

كما تم بحث إمكانية تنظيم مجموعة من ورش العمل المهنية بين منظمى الرحلات ووكلاء السياحة والسفر العاملين بالسوق الهندى ونظرائهم فى مصر لتعريفهم بالمقص السياحى المصرى وأماكن الجذب السياحى به وما يتمتع به من مقومات وأنماط ومنتجات سياحية متنوعة ومختلفة بالإضافة إلى تبادل الأفكار والرؤى لتعزيز التعاون لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة من الهند إلى مصر. 

كما التقى شريف فتحى وزير السياحة والآثار بـ Haraikawa Naoya مفوض وكالة السياحة بدولة اليابان، لبحث سبل التعاون المشترك فى مجال السياحة بين البلدين، وأكد شريف فتحي على العلاقات الوطيدة والمتميزة التى تربط بين البلدين والتى تشهد تعاونًا وثيقًا فى العديد من المجالات حتى تطورت هذه العلاقات وتم ترفيعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية ليتحقق تقدم فى جميع المجالات، لاسيما السياحة والآثار.

وخلال اللقاء، بحثا تعزيز سبل التعاون السياحى والأثرى بين البلدين، موضحًا أن هذه الشراكة تعتبر نموذجًا للتعاون الدولى، ومؤكدًا على أن النجاحات التى تم تحقيقها فى مجال السياحة والآثار، تشهد على قوة هذه الشراكة، معربًا عن تطلعه إلى مواصلة هذا التعاون المثمر وزيادته إلى آفاق أرحب ، وبحث إمكانية زيادة عدد رحلات الطيران بين البلدين بما يساهم فى تحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تعزيز التبادل الثقافى بين البلدين بما يساهم فى تعريف الشعبين المصرى واليابانى كل بثقافة الآخر من خلال إقامة المعارض الأثرية المصرية فى دولة اليابان، حيث تم التنويه عن المعرض الأثرى المؤقت «رمسيس وذهب الفراعنة» المقرر إقامته فى محطته القادمة خلال عام 2025 بالعاصمة اليابانية طوكيو لمشاهدة الشعب اليابانى للآثار المصرية والاستمتاع والتعرف بصورة أكبر عليها ولا سيما فى ظل شغف الشعب اليابانى بالحضارة المصرية العريقة.

حضر اللقاء السفير خالد ثروت مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، وأحمد نبيل معاون وزير السياحة والآثار للطيران والمتابعة.

 

مقالات مشابهة

  • خبير مغربي يحذر من استخدام الذكاء الاصطناعي في صياغة المراسلات داخل المؤسسات الحكومية
  • الذكاء الاصطناعي يهدد شركات الأزياء
  • مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي
  • قمة المعرفة 2024 تستشرف مستقبل المهارات واقتصاد الذكاء الاصطناعي
  • مركز معلومات الوزراء يستعرض أبرز جهوده في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي
  • «معلومات الوزراء» يستعرض جهوده في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي
  • معلومات الوزراء يستعرض أبرز جهوده في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي
  • شركات الذكاء الاصطناعي تقدم خدماتها للجيش الأميركي.. ما القصة؟
  • خلال مشاركته فى اجتماع وزراء السياحة لمجموعة الدول الصناعية السبع بإيطاليا
  • أورنچ مصر تبرز تقنيات «الجيل الخامس» واستخدام قدرات الذكاء الاصطناعى وابتكارات إدارة المدن الذكية