الصين تهنئ ترامب وتأمل في “تعايش سلمي” مع الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
هنّأت الصين الأربعاء دونالد ترامب على فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، معربة عن أملها بـ”تعايش سلمي” مع الولايات المتحدة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية “نحترم خيار الشعب الأميركي، ونعرب عن تهانينا للسيد ترامب على انتخابه رئيسا”.
وأتى البيان بعد ساعات من تأكيد الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي دوري أن بكين ستواصل “مقاربة العلاقات الصينية الأميركية وإدارتها على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون للمنفعة المتبادلة”.
وأضافت أن “سياستنا تجاه الولايات المتحدة كانت دائما ثابتة”.
وردا على سؤال عما اذا كان الرئيس شي جينبينغ سيتصل بترامب لتهنئته، قالت ماو إن الصين ستتصرف وفق “الممارسات المعتادة” و”عقب نشر الإعلان الرسمي للنتائج”.
ولم تعلق بشكل مباشر على فوز ترامب. وقالت “الانتخابات الرئاسية الأميركية هي شأن داخلي للولايات المتحدة.. نحترم خيار الشعب الأميركي”.
تابعت الصين الانتخابات عن كثب.
وبعد ظهر الأربعاء، كانت عدة مواضيع مرتبطة بانتخاب ترامب على رأس المواضيع المتداولة على نطاق واسع على منصة “ويبو” (النسخة الصينية من “إكس”).
وجاء في أحد التعليقات “مبروك ترامب! ركّز على بناء بلدك الرائع وكف عن التفكير بالتدخل في بلدان أخرى”.
“انهار العالم”وتعهّد ترامب ومنافسته في الانتخابات كامالا هاريس باتّخاذ موقف متشدد حيال بكين إذ أعلن الرئيس السابق عن نيته فرض رسوم جمركية نسبتها 60 في المئة على جميع المنتجات الصينية التي تدخل البلاد.
وجاء في تعليق آخر على منصة “دوين” الصينية حظي بنحو 800 إعجاب “تعمل عائلتي بالتجارة الخارجية وانهار العالم أمامها” مع انتخاب ترامب.
وأفاد عدد من الأشخاص في بكين فرانس برس الأربعاء بأن الفائز في الانتخابات الأميركية لا يهمهم وبأن السياسة الأميركية “لا تعنيهم”.
وقال آخرون إنهم لا يعرفون سوى سلوكيات ترامب. كان من بين هؤلاء شاب استعرض إحدى أشهر رقصات ترامب على أنغام أغنية “واي إم سي أيه”.
لكن آخرين عبروا عن قناعتهم بأن أشخاصا من مختلف المجالات في الصين يتابعون عن كثب ولاية ترامب الثانية.
وقال رجل يعمل في قطاع التأمين طلب عدم الكشف عن هويته “بغض النظر عن القطاع الذي تعمل فيه فإن الناس فعلا يركّزون عليه وعلى ما سيحدث في الصين إذا وصل إلى السلطة”.
اقترح ترامب فرض رسوم جمركية نسبتها ما بين 10 إلى 20 في المئة على جميع الواردات فيما يدعو لنسبة أعلى على المنتجات الصينية خصوصا تبلغ 60 في المئة.
وقال الموظف في مجال التأمين “قد يكون الأمر صعبا لبعض شركات التجارة الخارجية.. لكن بحسب الحكمة الصينية +من الأفضل لك بأن تشعر بالألم سريعا من أن يأتي مطولا+”.
وأضاف أنه لا يهم أيضا حتى لو قام ترامب بأمر ما “لاستفزاز” الصين، مبررا وجهة نظره بالإشارة إلى أنه “سيبقى في المنصب أربع سنوات فقط، أليس كذلك؟”.
“ترامب سيكون متشددا”وفي شنغهاي التي تحمل أهمية اقتصادية بالغة، قال العديد من السكان لفرانس برس إنهم لم يتابعوا الانتخابات، مشيرين إلى أن النتيجة لن تؤثر على الصين.
وقال تشستر سونغ، وهو مالك مطعم صغير، “لست مهتما أبدا”، لكنه أشار إلى أنه يفضل ترامب على هاريس نظرا لكونه “رجل أعمال جيد”.
ورأت امرأة لم تكشف عن اسمها بأن نتيجة الانتخابات تؤثر على الأميركيين داخليا أكثر بكثير من تأثيرها على الشعب الصيني.
وأما إيميلي، وهي مهندسة معمارية في الثلاثينيات، فقالت إنها تعتقد بالمجمل بأن معظم الناس غير مهتمين وبأن هاريس وترامب كانا “على قدم المساواة” بالنسبة إليها شخصيا.
لكنها أشارت إلى أن لديها استثمارات في سوق الأسهم الصينية ولاحظت تراجعها بعد الظهر عندما أعلن ترامب فوزه.
وأفادت “في آخر مرة تولى ترامب السلطة، كانت هناك حرب تجارية.. أثّر ذلك بشكل كبير على سوق الأسهم الصينية”.
وقال مدير المشتريات جيري (31 عاما) “أعتقد بأن ترامب سيكون متشددا للغاية”.
وأضاف “تعد هذه النتيجة بعواقب سيئة بالنسبة للصين لأننا واجهنا الحرب التجارية في الماضي ولذا أعتقد بأننا سنواجهها مرة أخرى في المستقبل”.
المصدر أ ف ب الوسومالانتخابات الرئاسية الصين الولايات المتحدةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الصين الولايات المتحدة الولایات المتحدة ترامب على إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما قصة “الحمار والفيل” اللذين يحكمان الولايات المتحدة منذ عقود؟
متابعات/
يبرز في قلب الساحة السياسية الأمريكية، رمزا الفيل للحزب الجمهوري والحمار للحزب الديمقراطي كعلامات فارقة تعكس هوية الحزبين ومواقفهما.
هذه الرموز ليست مجرد شعارات بل تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وقصصاً لها أبعاد ومعانٍ. منذ أن تبنى الديمقراطيون رمز الحمار في القرن 19 والجمهوريون رمز الفيل في نهاية نفس القرن، أصبحت هذه الحيوانات مرآة تعكس القيم والسياسات والأهداف التي يسعى كل حزب لتحقيقها.
ويُعد فهم هذه الرموز أمراً بالغ الأهمية لفهم أعمق للسياسة الأمريكية. فهذان الرمزان (الفيل والحمار) ليسا مجرد تمثيل بسيط؛ بل يعبران عن فلسفة سياسية ومواقف أيديولوجية محددة. ويعبران عن أهداف المرشحين الذين ينتمون إلى أحد هذين الحزبين السياسيين الديمقراطي والجمهوري منذ عام 1853.
يتتبع هذا التقرير جذور هذه الرموز، ويسلط الضوء على كيفية نشأتها وتطورها، ويبين كيف يستخدمها الحزبان في حملاتهما الانتخابية المعاصرة للتواصل مع الناخبين والتأثير على الرأي العام.
وتظهر في كل دورة انتخابية رسوم للحمير والأفيال في الرسوم الكاريكاتورية السياسية، ودبابيس الحملات الانتخابية، والميمات على الإنترنت.
الحمار – الحزب الديمقراطي
بدأ استخدام الحمار كرمز للحزب الديمقراطي في أوائل القرن 19، تحديداً خلال حملة أندرو جاكسون الانتخابية عام 1828. في ذلك الوقت، أطلق خصوم جاكسون عليه لقب “جاكاس” (حمار)، في محاولة للسخرية منه. بدلاً من أن يتجاهل جاكسون هذا الهجوم، تبنى الحمار كرمز له، معتبراً أنه يعبر عن الثبات والعمل الدؤوب. لاحقاً، أصبح الحمار رمزاً شائعاً في الرسوم الكاريكاتورية السياسية التي تمثل الديمقراطيين.
واستمر استخدام الحمار كرمز للحزب الديمقراطي في التطور على مر العقود، ليصبح رمزاً معترفاً به على نطاق واسع. في نهاية المطاف، ساهم الفنان توماس ناست في تعزيز هذا الرمز من خلال رسوماته الكاريكاتورية الشهيرة التي نشرت في مجلة “هاربرز ويكلي” في أواخر القرن 19، مما ساعد في ترسيخ الحمار كرمز رسمي للحزب الديمقراطي.
الفيل – الحزب الجمهوري
أما الفيل، فقد بدأ استخدامه كرمز للحزب الجمهوري في أواخر القرن التاسع عشر. يعود الفضل في ذلك أيضاً إلى رسومات توماس ناست. في رسم كاريكاتوري نشر في مجلة “هاربرز ويكلي” عام 1874، صور ناست الفيل كممثل للحزب الجمهوري، معبراً عن القوة والصلابة.
الفيل كان يُنظر إليه على أنه رمز للقوة والاستقرار، وهو ما يتماشى مع القيم التي يسعى الحزب الجمهوري إلى تعزيزها. منذ ذلك الحين، تبنى الجمهوريون الفيل كرمز لهم، وأصبح يظهر بشكل متكرر في الحملات الانتخابية والمواد الدعائية الخاصة بالحزب.
بهذا، أصبح الحمار والفيل جزءاً لا يتجزأ من الهوية السياسية للحزبين، محملين بالمعاني التاريخية والسياسية التي تجسد قيم ومبادئ كل حزب.
معنى الرمزين
يعبر كل من الحمار والفيل عن فلسفة سياسية وجمهور انتخابي مختلف. الحمار الديمقراطي يعكس التزام الحزب بحقوق الفئات العاملة والطبقة المتوسطة والدعوة إلى الإصلاحات الاجتماعية. من ناحية أخرى، الفيل الجمهوري يرمز إلى القوة الاقتصادية والدفاع عن القيم التقليدية والسياسات المحافظة.
معنى الحمار – الحزب الديمقراطي
والحمار، الذي بدأ كرمز للحزب الديمقراطي من خلال السخرية، تطور ليحمل معاني أعمق ودلالات إيجابية. يمثل الحمار الصبر، المثابرة، والقدرة على التحمل. الديمقراطيون يرون في الحمار رمزاً للتواضع والعمل الجاد والقدرة على مواجهة التحديات بشجاعة. الحمار كحيوان معروف بأنه ذو طبيعة عنيدة، وهذا يعكس أحياناً إصرار الحزب الديمقراطي على التمسك بمبادئه والدفاع عن القضايا التي يؤمن بها حتى في وجه المعارضة الشديدة.
معنى الفيل – الحزب الجمهوري
الفيل، الذي أصبح رمزاً للحزب الجمهوري بفضل رسومات توماس ناست، يمثل القوة، الثبات، والعزيمة. يُنظر إلى الفيل على أنه حيوان قوي وكبير، يعبر عن القوة الاقتصادية والعسكرية التي يفتخر بها الحزب الجمهوري. الفيل كرمز يعكس أيضاً فكرة النظام والانضباط، وهي قيم يروج لها الحزب الجمهوري في سياساته وبرامجه. الفيل يتمتع بذاكرة قوية، وهذا يرمز إلى الاستمرارية والتفاني في الحفاظ على التقاليد والقيم التي تشكل أساس الحزب الجمهوري.
تأثير الحمار – الحزب الديمقراطي
في السياسة الحديثة، يلعب شعار الحمار دوراً مهماً في تعزيز الهوية الحزبية للحزب الديمقراطي. يعتبر الحمار رمزاً يعبر عن قيم الحزب مثل العمل الجاد، الحقوق الاجتماعية، والتزامه بالعدالة الاقتصادية.
ويستخدم الحزب الديمقراطي شعار الحمار بشكل متكرر في الحملات الانتخابية، على اللافتات، الملصقات، والإعلانات الرقمية. يعزز هذا الاستخدام من الهوية البصرية للحزب ويساعد على تعزيز الارتباط العاطفي بين الناخبين والشعار.
ويعكس الحمار صورة الحزب الديمقراطي كحزب يعمل من أجل الفئات العاملة والطبقة المتوسطة، مما يساعد في بناء سمعة الحزب كمدافع عن القضايا الاجتماعية. كما أن وجود الشعار في الحملات يعزز من التواصل بين الحزب وناخبيه، ويساعد على تجسيد القيم التي يدافع عنها الحزب.
ويعزز الحمار من الهوية الحزبية من خلال تكرار استخدامه في مختلف المناسبات السياسية والاجتماعية، مما يساهم في تثبيت صورة الحزب في ذهن الناخبين والمجتمع.
تأثير الفيل – الحزب الجمهوري
بالنسبة للحزب الجمهوري، يمثل شعار الفيل رمزاً قوياً يعبر عن القوة، الثبات، والقدرة على القيادة. يعزز الفيل من سمعة الحزب كحزب محافظ يركز على القيم التقليدية والقوة الاقتصادية.
يستخدم الحزب الجمهوري الفيل بشكل بارز في حملاته الانتخابية كرمز للقوة والعزيمة. يظهر الفيل على اللافتات، المطبوعات، والمواقع الإلكترونية، مما يسهم في تعزيز صورة الحزب كجهة تركز على الأمان والاستقرار.
يعكس الفيل أيضاً صورة الحزب الجمهوري كحزب قوي ومتين، مما يساعد في جذب الناخبين الذين يفضلون الاستقرار والقدرة على القيادة. هذا يعزز من ارتباط الناخبين بالحزب كخيار موثوق في القضايا الاقتصادية والدفاعية.
كما يساهم الفيل في تعزيز الهوية الحزبية من خلال ظهوره المستمر في الحملات الإعلامية والمناسبات السياسية، مما يساعد في بناء صورة الحزب كقوة موثوقة في السياسة الأمريكية.
وكالات