ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد المتابعين عبر منصاتها، جاء فيه: "هل يجوز قراءة آية الكرسي بعد التحيات وقبل السلام من الصلاة، ثم الاستغفار وقراءتها مرة أخرى بعد الانتهاء من الصلاة؟".

وفي رد توضيحي، أجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن هذا الاستفسار، موضحاً ما ورد في السنة النبوية حول الأذكار التي تُقال بعد التحيات وقبل التسليم، وأيضاً فضل قراءة آية الكرسي بعد انتهاء الصلاة.

أكد الدكتور ممدوح أن قراءة آية الكرسي في هذا التوقيت المحدد بعد التحيات وقبل السلام لم يرد أنها من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن النبي يفعل ذلك ولم يُنقل عنه. وأوضح أنه من الأفضل أن يلتزم المسلم بالأذكار التي وردت في السنة النبوية في هذا الموضع من الصلاة، وهي الدعاء الثابت: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال"، فهذا هو الذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد التحيات وقبل التسليم.

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور أحمد ممدوح أن قراءة آية الكرسي بعد التسليم من الصلاة، مع الاستغفار، هو أمر صحيح وثابت في السنة النبوية. 

وبيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث المسلمين على الاستغفار بعد الصلاة وقراءة آية الكرسي لما فيها من فضل عظيم، وأن ذلك يُعد من الأذكار المستحبة بعد كل صلاة.

الرقية الشرعية مكتوبة.. حصن نفسك وبيتك وأولادك من الحسد دعاء مجرب لفك الكرب والخروج من الاكتئاب.. ردده بعد الأذان وفي جوف الليل

فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة مكتوبة

وحول فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، أشار الدكتور أحمد ممدوح إلى ما قاله الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة من سورة البقرة، حيث قال: "هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم"، مستشهداً بالحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه، حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "أي آية في كتاب الله أعظم؟" فردّ النبي عليه الصلاة والسلام، بعد أن كرر السؤال عدة مرات، بأن آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن.

وجاء في السنة النبوية ما يثبت فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، فقد روى الصحابي أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت". 

وقد أخرجه النسائي في سننه الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.

هذا الحديث الشريف يدل على عظمة فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، ويوضح أن الاستمرار والمداومة على قراءتها بعد الصلوات المكتوبة يجعل المسلم مستحقاً لدخول الجنة، بحيث لا يفصله عن الجنة سوى الموت، لأنه بمجرد انقطاع العمل بالموت يكون قد استحق الجزاء وهو الجنة.

ما هي آية الكرسي؟

آية الكرسي هي الآية رقم 255 من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم﴾.

وقد سُمّيت هذه الآية بهذا الاسم بسبب ذكر "الكرسي" فيها، وتعتبر من أكثر الآيات التي تحمل معاني العظمة والإجلال لله عز وجل، فهي تصف وحدانية الله وقدرته وعظمته، وتبيّن أنه لا ينام ولا يسهو، وأنه الحافظ لكل ما في السماوات والأرض، وأن علمه محيط بكل شيء.

وفي الختام، تدعو دار الإفتاء المصرية المسلمين إلى الالتزام بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت، لما فيها من بركة وطمأنينة وفضل كبير، وتشدد على أن المداومة على قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تُعد من الأعمال المستحبة التي توصل المسلم إلى الجنة، وتزيد من قربه إلى الله عز وجل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قراءة آية الكرسي دار الإفتاء دار الإفتاء المصرية فضل قراءة آية الكرسي النبی صلى الله علیه وسلم فی السنة النبویة من الصلاة

إقرأ أيضاً:

هل بر الوالدين يكفر الذنوب؟.. الإفتاء تجيب

بر الوالدين .. أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، جاء مضمونه كالتالي: هل بر الوالدين يكفر الذنوب؟.

بر الوالدين في السنة والشريعة


وقالت الدار في إجابتها إن السنة النبوية نقلت إلينا أحاديث كثيرة تدل على أن الذنوب تكفر ببعض الأعمال الصالحة، مثل الحج، وبر الوالدين، وقيام ليلة القدر، وغيرهم.

وذكرت دار الإفتاء قول النبي ﷺ «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (متفق عليه). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ قال: «هل لك من أم؟» قال: لا. قال: «وهل لك من خالة؟» قال: نعم. قال: «فبرها» رواه الترمذي.

عواقب عدم بر الوالدين في الدنيا والآخرة
وقالت الإفتاء إن الله سبحانه وتعالى نهى عن عدم بر الوالدين وعقوقهم، وجعل عواقبه شديدةً ووخيمةً؛ منها عقوبة في الدُّنيا قبل الآخرة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ» رواه الحاكم في "المستدرك".

وأوضحت الإفتاء أن عقوق الوالدين يمنع الشخص من دخول الجنَّة؛ روى النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى.

بر الوالدين
وأضافت الإفتاء قائلة: وقد بيَّن العلماء أن العقوق: هو كلُّ ما يؤذي الوالدين أو أحدهما غير معصية الله تعالى؛ قال العلامة ابن حجر الهيتمي في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/ 115، ط. دار الفكر): [والوجه الذي دلَّ عليه كلامهم أن ذلك كبيرة كما يعلم من ضابط العقوق الذي هو كبيرة، وهو أن يحصل منه لهما أو لأحدهما إيذاء ليس بالهين؛ أي عرفًا] اهـ.

وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (10/ 406، ط. دار المعرفة، بيروت): [والعقوق -بضم العين المهملة- مشتقٌّ من العق؛ وهو القطع، والمراد به صدور ما يتأذَّى به الوالد من ولده من قولٍ أو فعلٍ إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الوالد، وضبطه ابن عطية بوجوب طاعتهما في المباحات فعلًا وتركًا، واستحبابها في المندوبات، وفروض الكفاية كذلك] اهـ.

وقال العلامة المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 251، ط. مكتبة الإمام الشافعي، الرياض): [والعقوق: ما يتأذى به من قول أو فعل غير محرم ما لم يتعنت الأصل] اهـ.

وروى عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ : " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي ، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا - وَنَصَبَ إِصْبَعَيْهِ - مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ ) وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " (2515) .

 

مقالات مشابهة

  • ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجب إعادة الصلاة عند الخطأ في القبلة؟ دار الإفتاء توضح
  • هل بر الوالدين يكفر الذنوب؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
  • أذكار بعد العشاء يوم الجمعة.. 13 دعاء أوصى به النبي ردده الآن
  • فضل الصلاة على النبي .. وأفضل صيغة لقضاء الحوائج في دقائق.. الشعراوي يحددها
  • دعاء صلاة الاستخارة للزواج وأهميته قبل اتخاذ القرار
  • داعية إسلامي: الصلاة على سيدنا النبي سر فلاح المسلم وطريق النجاه والأمان
  • بدأت ليلة الجمعة.. دار الإفتاء تنصح بهذا الذكر لاستجابة الدعاء
  • أمين الفتوى يوضح حكم قراءة سورة الناس في الركعة الأولى من الصلاة