ماكرون وشولتس يطالبان أوروبا بالتوحد لمواجهة تحديات فوز ترامب
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس الدول الأوروبية بالتوحد وتنسيق المواقف في مواجهة فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بـالانتخابات وعودته إلى البيت الأبيض، فيما يعقد وزيرا دفاع البلدين اجتماعا تم الترتيب له سريعا لهذا الشأن اليوم الأربعاء في باريس.
وهنأ ماكرون وشولتس ترامب على فوزه في الانتخابات التي أجريت أمس الثلاثاء، لكنهما سارعا أيضا إلى التأكيد على التحديات التي تفرضها سياسته التجارية الحمائية المتمثلة في شعار "أميركا أولا" وخطابه الانعزالي.
وقال شولتس للصحفيين "يتعين على الاتحاد الأوروبي رص صفوفه بإحكام والتصرف بطريقة موحدة". وأضاف أنه وماكرون ينسقان من كثب مع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الآخرين.
وقال ماكرون في مقابلة تلفزيونية إن برلين وباريس ستعملان من أجل أوروبا موحدة وأقوى ضمن "السياق الجديد".
لكن تحقيق الوحدة الأوروبية سيكون صعبا، خاصة لأن الخلافات تزايدت بين باريس وبرلين في السنوات الماضية في قضايا امتدت من كيفية تمويل زيادة الإنفاق الدفاعي إلى التجارة، وخاصة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية.
ويواجه الزعيمان الفرنسي والألماني أيضا مواقف سياسية حساسة في الداخل. فقد خسر ماكرون قسطا كبيرا من نفوذه بعد هزائم في الانتخابات في وقت سابق من هذا العام، ويجد شولتس صعوبة في الحفاظ على اتحاد ائتلافه.
وقال محللون في موقع "يورو إنتليجنس" على عكس الادعاءات، أوروبا ليست مستعدة للتأثير الاقتصادي الناجم عن الرسوم الجمركية المرتفعة، ومن المحتمل أن تغير موقفها تماما من أوكرانيا، ومن تهديدات الإنفاق الدفاعي. نتوقع أن ينقسم الاتحاد الأوروبي على خطوط مماثلة لتلك التي انقسمت عليها الولايات المتحدة نفسها".
فون دير لاين قالت إن تجنب الحروب التجارية سيكون في مصلحة الولايات المتحدة وكذلك أوروبا (الفرنسية) الحروب التجاريةوقال الكثير من المسؤولين الأوروبيين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية إنهم قلقون من فوز ترامب، نظرا للعلاقات المتوترة عبر الأطلسي في ولايته الأولى، وانتقاداته القوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ورؤيته المتأرجحة لحرب أوكرانيا وموقفه من تغير المناخ.
وتشكل التجارة أحد المخاوف الرئيسية لأوروبا. وقال ترامب الشهر الماضي إنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي "دفع ثمن باهظ" لعدم شراء قسط كاف من الصادرات الأميركية إذا فاز في الانتخابات.
وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ترامب على فوزه، لكنها قالت أيضا إن تجنب الحروب التجارية سيكون في مصلحة الولايات المتحدة وكذلك أوروبا.
وأضافت "تعتمد الملايين من فرص العمل والمليارات من حركة التجارة والاستثمار على جانبي المحيط الأطلسي على ديناميكية واستقرار علاقتنا الاقتصادية".
وقال ترامب الذي سيتولى منصبه في يناير/كانون الثاني القادم إنه سيفرض رسوما جمركية 10 بالمئة على الواردات من جميع الدول و60 بالمئة على الواردات من الصين. ويحذر خبراء الاقتصاد من أن هذا قد يؤثر على سلاسل التوريد في أنحاء العالم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، وسعي الصين إلى تحويل صادراتها نحو أوروبا.
أوروبا قلقة من رؤية ترامب المتأرجحة لحرب أوكرانيا (رويترز) أوكرانياوتخشى أوروبا أيضا ما سيطرأ من تحول في السياسة الخارجية الأميركية، وخاصة تجاه الحرب في أوكرانيا. فقد انتقد ترامب مستوى الدعم الأميركي لجهود هذه الحرب، وقبل الانتخابات وعد بإنهاء الصراع حتى قبل توليه منصبه، دون أن يوضح كيفية ذلك.
وقال رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان إنه سيتعين على أوروبا الآن إعادة النظر في دعمها لأوكرانيا. وأعلن أوربان -على عكس زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين- تأييده ترشح ترامب للرئاسة.
ونشر رسائل حماسية على منصة إكس بعد فوزه. ولطالما أغضب الزعيم المجري بروكسل بعلاقاته الوثيقة مع روسيا ومعارضته للمساعدات المقدمة لأوكرانيا.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته من بين الكثيرين في أوروبا الذين هنؤوا ترامب وعبروا عن أملهم في تعزيز التعاون معه، في حين قال عدد من الوزراء والقادة إن عودته إلى البيت الأبيض ستتطلب من أوروبا تحمل مسؤولية أكبر عن أمنها.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحفيين في برلين "يتعين علينا الآن التفكير في الصورة الأوسع وضخ استثمارات كبيرة في أمننا الأوروبي".
ومن المقرر أن يعقد وزيرا دفاع فرنسا وألمانيا اجتماعا تم الترتيب له سريعا في وقت لاحق من اليوم الأربعاء في باريس، قبل اجتماعات مخططة منذ فترة طويلة لعشرات الزعماء الأوروبيين في بودابست غدا الخميس لحضور قمة المجموعة السياسية الأوروبية واجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي، أيضا في بودابست، بعد ذلك.
وقال دبلوماسي أوروبي إن قمة الاتحاد الأوروبي ستسمح بتبادل أولي لوجهات النظر لكنها لن تسفر على الأرجح عن رد كامل على فوز ترامب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: على الأطراف بدولة الجنوب استخدام إجماع تمديد الانتقالية لتنفيذ اتفاقية السلام
حث سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة جنوب السودان، أطراف اتفاقية تسوية النزاع المنشطة لعام 2018، على استخدام الإجماع نفسه الذي توصلوا إليه في سبتمبر الماضي، لتمديد الفترة الانتقالية لتنفيذ الاتفاقية في العامين المقبلين.
جوبا ــ التغيير
و تحدث سفير الاتحاد الأوروبي تيمو أولكون، خلال الجلسة العامة لمفوضية المشتركة لمراقبة والتقييم المنشطة، في جوبا، عن خيبة أملهم إزاء قرار تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين آخرين.
وقال “أظهر لنا قرار التمديد في سبتمبر أنه يمكن صياغة توافق في الآراء واتخاذ القرارات السياسية بسرعة عندما تتوفر الإرادة السياسية، ونأمل أن يكون هناك اهتمام مماثل بمعالجة الأسئلة السياسية الرئيسية التي طرحتها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيغاد قبل 15 شهرا”.
وذكر أن العديد من هذه الأسئلة ضرورية للخطة حول كيفية المضي قدما في تنفيذ الاتفاق، مثل طبيعة الانتخابات التي ستجرى، أو علاقة الانتخابات بالدستور.
وأضاف “نتوقع أن نرى خطة عمل لتنفيذ الاتفاقية المنشطة مع جداول زمنية واضحة والميزانيات مع التمويل الحكومي المؤكد”.
وأشار إلى أن تنفيذ اتفاق السلام ليس مجرد عملية تقنية. وقال: “يمكننا أن نتوقع من اللجان المستقلة اتخاذ القرارات السياسية الشاملة الرئيسية، ومعالجة الجوانب الفنية دون معالجة القضايا السياسية الرئيسية سيكون وضع العربة أمام الحصان، واتخاذ القرارات السياسية اللازمة لا يتطلب المال، وأنها ستكون علامة على الالتزام والإرادة السياسية”.
ووفقا للمبعوث، فإن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية كبيرة لاجتماع مفوضية المراقبة والتقييم للاتفاقية باعتباره الاجتماع الأول بعد تمديد الفترة الانتقالية، و أكد حرصه على معرفة ما إذا كان هناك مستوى جديد من المشاركة من قبل الحكومة الانتقالية لتنفيذ الاتفاقية المنشطة.
و أضاف “كنا نسأل ما هو مختلف هذه المرة، وكان هذا سؤالا طرحناه أيضا عندما مُدِّدَت الفترة الانتقالية في المرة السابقة في عام 2022”.
وقال إن الاتحاد الأوروبي يدعم عملية الانتقال في جنوب السودان من خلال دعم المفوضية، وآلية مراقبة الترتيبات الأمنية، والتحضيرات للانتخابات، والإصلاحات القانونية، ووضع الدستور، وحوار المجتمع المدني.
وتابع “التمديد يعني أن الجداول الزمنية لهذا الدعم قد تغيرت أيضا، ولا بد من إجراء مناقشات واستخلاص استنتاجات عما سيعنيه ذلك عمليا من أجل مشاركتنا المستمرة، ومن شأن إظهار الجدية والإرادة السياسية أن يكون مفيدا لهذه المداولات”.
الوسوماتفاقية السلام الاتحاد الأوربي الحكومة تمديد جوبا