هل أصبح أباطرة الكريبتو هم من يختار ساكن البيت الأبيض؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
في المقابل، يقول قطاع كبير إن هذه العملات الجديدة ليست سوى طريقة متطورة للاحتيال حتى إنها أصبحت واحدة من القضايا الرئيسية التي تتناولها الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية.
ووفقا لبرنامج "كشاف"، فإن الفارق بين العملات العادية ونظيرتها المشفرة يكمن في أن الأولى كانت تخضع لنحو 100 عام لما يعرف بـ"قاعدة الذهب" التي تحدد قوة كل عملة حسب ما يمتلكه البلد من ذهب مقابلها، قبل أن يحل الدولار محل الذهب كاحتياطي عالمي وفق اتفاقية "بريتون وودز".
وكانت الاتفاقية التي وقعتها الولايات المتحدة مع دول أوروبا الغربية، تلزم واشنطن باستبدال الدولار بالذهب لأي بلد، مما يعني وجوب امتلاكها كمية محددة من الذهب مقابل كل دولار تطبعه.
من الدولار للكريبتولكن الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون أطلق يد الحكومة في طباعة الدولار لتمويل حرب فيتنام في ستينيات القرن الماضي، مما جعل قوة الولايات المتحدة هي الضامن الوحيد للدولار، ومنذ ذلك الحين ظهر عصر العملات الورقية غير المدعومة بغطاء ذهبي.
وبعد تعرض المؤسسات المالية والبنوك الأميركية لأزمة سيولة، أطلق رجل مجهول ما تسمى "بتكوين"، ولاحقا عرف صاحب هذه الثورة في عالم المال باسم ساتوشي ناكاموتو.
ويتم تداول العملة الرقمية "كريبتو" بشكل مباشر بين الأطراف دون الحاجة للبنوك، حيث يتم تسجيل كافة المعاملات في "الكتلات" التي تعرف بـ"البلوكتشين" (سلاسل الكتل).
في حين يقول بعض أثرياء العالم مثل ملياردير الأسهم الأميركي وارن بافيت وبيل غيتس مؤسس مايكروسوفت إن الأموال المشفرة ليست إلا نوعا من أنواع الاحتيال أو مقامرة واسعة على أحسن تقدير.
ومع ذلك، فإن هذه العملات تنتشر وتزداد سوقها اتساعا، حيث ارتفع سعر البتكوين الواحد من دولار واحد في 2011 إلى أكثر من 62 ألف دولار في الوقت الراهن.
وما يجعل عملة البتكوين محل طلب كبير هو أنها ليست متاحة دون حد، بل محددة في 19.5 مليون وحدة يتم تداولها في أنحاء العالم تتجاوز قيمتها حاليا 1.2 تريليون دولار، أو 2.4 تريليون دولار لو أضيفت لها بقية العملات الرقمية الأخرى التي ظهرت لاحقا.
ورغم هذه الأموال الهائلة التي تسيطر عليها سوق "الكريبتو"، فإن كثيرين لا يقبلون عليها في أنحاء العالم، إذ لم يتجاوز ملاك المحافظ الرقمية في الولايات المتحدة مثلا حاجز 7% من السكان، بينهم 1% فقط يستخدمونها في عمليات دفع حقيقية.
الكريبتو والسياسةوبناء على ذلك، يعتبر كثيرون أن الصراع الكبير الدائر بشأن هذه العملات ينطلق من تشكيك سياسيين ورجال مال كبار في جديتها، فقد هاجم دونالد ترامب عندما كان رئيسا للولايات المتحدة هذه الأموال ووصفها بأنها "احتيال وليست نقودا"، كما اعتبرها وسيلة للاتجار في المخدرات، وحذر من مخاطرها على النظام المالي الأميركي، الذي قال إنه "لا يملك عملة سوى الدولار".
كما شهدت فترة حكم جو بايدن رفع 80 قضية ضد شركات الكريبتو بتهمة بيع أوراق مالية غير مسجلة في البورصات. ثم وقعت الكارثة عندما خسرت بورصة العملات المشفرة "إف تي إكس" 8 مليارات دولار.
وسارع كوين بيس عملاق الكريبتو للاستعانة بالمحامي الأميركي الشهير كريس ليهان، الذي وصفته نيويورك تايمز بأنه "سيد الفنون السياسية المظلمة"، وقد أسس الرجل منظمة لدعم هذه العملات كانت مهمتها "تصنيف المشرعين حسب مواقفهم من الكريبتو".
بعد ذلك، تم تأسيس لجنة عمل سياسية باسم "فيرشاك" لجمع الأموال وإنفاقها على الانتخابات، وكانت ضربة البداية هي الإطاحة بالنائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا كيتي بورتر من قائمة ترشيحات الحزب لمجلس الشيوخ واستبدالها بالنائب آدم شيف.
وقد كانت بورتر مناهضة بشدة للكريبتو، في حين كان شيف داعما قويا لها، وأنفقت "فيرشاك" 10 ملايين دولار على الحملات الدعائية المناهضة لبورتر، والتي وصفتها بالكاذبة والمتنمرة.
وعندما نجحت اللجنة في الإطاحة بنائبة فلوريدا، قررت إنفاق 40 مليون دولار للإطاحة بالنائب شيرود براون في ولاية أوهايو، وهكذا في عدد الولايات.
وجمعت فيرشاك أكثر من 200 مليون دولار خلال العام الجاري، أنفقت أكثر من 130 مليونا منها للتأثير على 42 سباقا انتخابيا تمهيديا، وقد نجحت في 85% منها.
الجميع يتراجع أمام فيرشاكوبعد هذه النجاحات، شهد مؤتمر "البتكوين" الأخير حضور 10 نواب أميركيين و8 أعضاء في مجلس الشيوخ، لكن الضيف الأكثر أهمية في هذا المؤتمر كان المرشح الجمهوري للرئاسة والعدو اللدود السابق للكريبتو دونالد ترامب.
وهكذا، أصبح ترامب الذي وصف البتكوين بأنها "عملة تجارة المخدرات"، واحدا من أشد داعمي هذه السوق وبات يمتلك منها ما قيمته 6.6 ملايين دولار، بينها 2.6 مليون دولار تعود لعملته الرقمية التي أسسها بنفسه وأطلق عليها اسمه.
وقد تعهد ترامب بجعل الولايات المتحدة عاصمة للعملات الرقمية في العالم، وقال إنه سيطرد غاري غينسلر -الذي عيّنه بايدن لمراقبة العملات المشفرة ورفع الدعاوى على شركاتها- من البلاد. كما أنه حصل على تمويل لحملته الانتخابية بقيمة 25 مليون دولار من ملوك الكريبتو.
ودفع هذا الأمر المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس للنأى بنفسها عن سياسة بايدن تجاه هذه العملات، فعمدت للتواصل مع شخصيات بارزة في عالم الكريبتو، ووعدت بدعم هذا القطاع، مما دفع كريس ليهان نفسه لدعم حملتها الانتخابية بـ35 ألف دولار.
6/11/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة هذه العملات ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
إذا انتظرت وصول ترامب إلى البيت الأبيض.. إسرائيل قد ترتكب خطأ كبيراً في لبنان ما هو؟
ذكر موقع "الميادين" أنّ محللة الشؤون السياسية في "القناة الـ12 الإسرائيلية" دانا فايس، قالت إنّ "هناك تفاؤلاً في إسرائيل بخصوص احتمال الوصول إلى تسوية واتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان".
وأشارت فايس إلى أن "واشنطن أرسلت أمس إشارات إلى إسرائيل بأن هناك ضوءاً أخضر من جهة الحكومة اللبنانية للتقدم، وآموس هوكشتاين وصل إلى لبنان".
وأضافت: "في إسرائيل، يتوقعون أن هوكشتاين سيكون قادراً على الوصول إلى إسرائيل يوم الأربعاء بعد الحصول على المعطيات الإيجابية في لبنان. وحينها، سيكون ممكناً الوصول إلى التوقيع على الاتفاق".
وفي السياق عينه، دعا المسؤول الكبير في الشاباك سابقاً عادي كرمي، إسرائيل إلى المبادرة والدفع نحو التسوية مع لبنان، "لأنها في نهاية المطاف ستصل إلى تسوية"، معتبراً أن إسرائيل الآن "في مرحلة ما بعد الذروة في لبنان".
وتساءل: "ماذا سيكون الثمن حتى الوصول إلى هذه التسوية؟"، وتابع: "الاختبار سيكون بعد التسوية كيف سنردّ ونفرض ونقبل تعاظماً معيناً في المنطقة القريبة من الحدود".
من جهته، رأى محلل الشؤون السياسية في موقع "والاه" العبري باراك رافيد أن "إسرائيل ستقع في خطأ كبير في حال انتظرت ترامب للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار مع لبنان، لأنه لا يريد أن يبقى هذا الأمر قائماً عند تقلده منصبه".
وتابع: "وإذا انتهت غزة أيضاً فهذا جيّد، ولكنه غير ممكن كما يبدو، لكن لبنان ممكن".
وتطرق إلى التصعيد الأخير، مشيراً إلى أن ما يحصل هو "تصعيد مهم في الهجمات يقوم به الجيش الإسرائيلي وحزب الله قبيل إمكانية حصول اتفاق، ويكفي حادثة كتلك التي في رمات غان، وهي حادثة خطيرة، فلو أصاب الصاروخ مبنى، لكان الاتفاق اختلف تماماً، لذلك هذه الأمور تشكل خطراً".
ودعا إلى الحذر، لافتاً إلى أن "جولة هوكشتاين في لبنان وإسرائيل قد تنتهي من دون اتفاق، لأن جواب حزب الله ولبنان أعطي بصيغة جديدة مع توضيح عدة نقاط، ولكن هذا الجواب لا يزال "نعم ولكن"، وبقيت على الأقل نقطتان أو ثلاثة، وهي ليس نقاطاً صغيرة، بل مركزية".
وأقر بأن "حزب الله يعتد بأنه يستطيع الاستمرار في إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية كل يوم، وحتى الساعة لا يبدو أن صواريخهم انتهت".
وأضاف: "لذلك، حزب الله لديه حق الفيتو على كل هذا الاتفاق، سواء أحببنا ذلك أم لا، وسواء أردنا ذلك أو لا".
وختم قائلاً: "لنضع جانباً كل الضجيج والحديث عن آلية اشراف وحرية عمل لإسرائيل وكل هذه الأمور. في النهاية، هذا الاتفاق سيكون على الأرض: هدوء مقابل هدوء، إضافة الى انتشار 5 آلاف جندي من الجيش اللبناني على الحدود، هذا ما سيحدث". (الميادين)