مؤشرات وصعوبات تنذر بتلافي الخيار العسكري في النيجر
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
تشهد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" حالة من الانقسام تجاه التعامل مع الانقلاب العسكري في النيجر، ولم تحسم موقفها حتى الآن بالتدخل العسكري لاستعادة ما أسمته بـ "الشرعية" وإعادة الرئيس المخلوع بازوم إلى السلطة مجدداً.
حجاج: إيكواس تريد استنفاد كل السبل الدبلوماسية والسياسية
احتمالات دعم القوات الأجنبية لقوات إيكواس غير مؤكدة
وتساءل مراقبون حول تفضيل مجموعة "إيكواس" التدخل العسكري في النيجر، على الرغم من أنه كان من المفترض منح مساحة للعمل الدبلوماسي والحوار مع قادة المجلس العسكري في نيامي، خاصة وأن الجماعة لم تلجأ إلى خيار التدخل العسكري لاستعادة الحكم الدستوري، في الحالات المشابهة التي حدثت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة في مالي وبوركينافاسو وغينيا.
في تصريحات لـ 24 يقول الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية السابق السفير أحمد حجاج: مجموعة إيكواس تريد أن تستنفد كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية لتغيير الأوضاع فيما يخص الانقلاب العسكري في النيجر، وخاصة بعد إعلان قادة الانقلاب محاكمة الرئيس النيجري محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمة واحتجازه ومنع الاتصالات عنه.
وأوضح حجاج أن "مجموعة إيكواس لها مصالح حيوية مع عدد من الدول المجاورة للنيجر مثل نيجيريا وليبيا والجزائر، وكل هذه الدول تهتم بإعادة الشرعية الدستورية إلى ما كانت عليه وإعادة الرئيس محمد بازوم لرئاسة الدولة مجدداً، وهو ما يجعل مجموعة إيكواس مترددة في اتخاذ قرار التدخل العسكري"، مشيراً إلى أن "هناك رغبات من دول العالم أيضاً لإعادة الشرعية في النيجر لحرصها على هذا الموضوع، وخشية لانتقال فكرة الانقلابات في الدول المجاورة".
كما أشار السفير حجاج إلى أن "دول إيكواس طلبت من قوات التدخل السريع التابعة لها والتابعة للاتحاد الإفريقي، أن تكون مستعدة للتدخل في أي وقت، والاتحاد الإفريقي يبحث الأمر بالتنسيق مع مجلس السلم والأمن الإفريقي لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات أخرى".
وكان لـ"إيكواس" تجارب كثيرة في التدخل العسكري في دول الجماعة، من أشهرها التدخل في ليبيريا وسيراليون وغينيا بيساو خلال التسعينيات، وكذلك التدخل في العقدين الأخيرين في ساحل العاج وتوغو وغامبيا وغينيا ومالي.
In an exclusive interview with DW, Niger's new prime minister, Lamine Zeine, has signaled a readiness for talks with regional bloc ECOWAS. He warned Niger will not be forced down a political path.https://t.co/zf2tgHO7Z1
— The African Heralds (@AfricanHeralds) August 15, 2023 التشدد مع انقلاب النيجرفي اتصال مع 24 قالت الدكتورة أميرة محمد عبد الحليم خبيرة الشئون الأفريقية - مركز الأهرام للدراسات السياسية: "قادة إيكواس كانوا أكثر تشدداً مع الانقلاب في النيجر، حيث نظر هؤلاء القادة إلى أن عدم التحرك السريع في مواجهة هذا الانقلاب، يضر بمبادئ العمل الجماعي الإفريقي، ويؤثر على قدرة إيكواس وهيبتها في استعادة الاستقرار في الساحل والغرب الإفريقي.
وأضافت عبد الحليم "مع اتجاه إيكواس للتدخل العسكري في النيجر، تتجه الأنظار للتفكير في إمكانية دعم القوات الأجنبية المتواجدة على أراضي النيجر لهذا التدخل، حيث يتواجد ما يقرب من 1500 جندي فرنسي، كما تمتلك الولايات المتحدة قاعدتين عسكريتين ويتواجد 1100 جندي أمريكي على أراضي البلاد، هذا بالإضافة إلى قوات ألمانية ضمن بعثة للاتحاد الأوروبي، كما تمتلك إيطاليا قاعدة عسكرية في البلاد".
وأشارت في مقالها إلى أن "احتمالات دعم القوات الأجنبية لقوات إيكواس التي يحتمل تدخلها لا تزال غير مؤكدة، فقد عبر بعض المسؤولين الأمريكيين عن استعداد بلادهم لسحب الجنود الأمريكيين من النيجر، في حالة تدخل قوات فاغنر بصورة كبيرة لدعم المجلس العسكري في النيجر، حيث رحب قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بالانقلاب في النيجر".
وقالت: "على الرغم من عدم التأكد من مشاركة قوات أجنبية قوات "إيكواس" في تدخلها في النيجر، إلا أن الرفض الغربي للانقلاب العسكري في النيجر، والذي تتزعمه فرنسا، يعطي زخماً كبيراً للتدخل العسكري من قبل إيكواس، ما يسمح بمطالبة الجماعة بمزيد من الدعم المالي والتسليحي من الدول الغربية، هذا بالإضافة إلى إمكانية تقديم القوات الأجنبية لمعلومات استخباراتية لقوات إيكواس، وربما تشارك في عمليات التخطيط للتدخل".
Richard Medhurst..
Russia Warns ECOWAS Against Niger Invasionhttps://t.co/VlrxxxIl1P
ولا يخلو تاريخ إيكواس من التدخلات العسكرية لاستعادة الاستقرار، فمنذ نشأتها في عام 1975 تدخلت في العديد من الصراعات في غرب إفريقيا، وكانت من المنظمات الإقليمية الفرعية الرائدة في هذا المجال.
وعلى الرغم من أن هذه المجموعة نشأت لتحقيق أهداف اقتصادية، إلا أن التطورات السياسية والأمنية التي عصفت بالاستقرار في العديد من دولها دفعتها نحو تبنى اتجاهات سياسية وأمنية، ولعبت أدواراً حيوية خلال عقد التسعينيات وبداية الألفية لاستعادة الاستقرار، وفي يناير (كانون الثاني) 1999 وقعت الدول الأعضاء في المنظمة على بروتوكول خاص للأمن الجماعي، أطلق عليه "آلية منع الصراع وإدارته وحله وحفظ السلم والأمن".
وشكلت الجماعة في يونيو (حزيران) 2004 قوة عسكرية قوامها 6500 جندي، من بينها وحدة للتدخل السريع في حالة نشوب أي صراع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة انقلاب النيجر النيجر إيكواس العسکری فی النیجر القوات الأجنبیة التدخل العسکری إلى أن
إقرأ أيضاً:
نميرة نجم تستضيف مرشحة مصر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في COP29
أكدت السفيرة الدكتورة نميرة نجم خبير القانون الدولي والهجرة و مديرة المرصد الأفريقي للهجرة على ضرورة توضيح الخطوات التي يجب اتخاذها بشك لأكبر لتحدي السرد ومعالجة الأضرار الناتجة عن التغير المناخي بما في ذلك الأضرار التي تتجاوز التكاليف الاقتصادية.
وضرورة دعم المفاوضين الأفارقة في دعوتهم إلى العمل علي تمويل الاضرار التي تحدث بسبب التغير المناخي، على الرغم من ان الدول الأفريقية لم تكن المتسبب فيها.
جاء ذلك في ندوة الحلقة النقاشية التى نظمها المرصد الأفريقي للهجرة(AMO) تحت عنوان "تمويل المناخ كحل للنزوح المناخي، مع التركيز بشكل خاص على أفريقيا" في جناح منظمة الهجرة الدولية على هامش مؤتمر الدول الأطراف التاسع والعشرين COP29 المنعقد في باكو عاصمة أذربيجان.
وحضر الحلقة النقاشية د. رانيا شرشر، مديرة قسم العمل المناخي في المنظمة الدولية للهجرة ،والدكتورة حنان مرسي، نائبة الأمين التنفيذي ورئيسة الخبراء الاقتصاديين في اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأفريقيا(UNECA) ومرشحة مصر لمنصب نائب رئيس مفوضيةالاتحاد الأفريقي في إنتخابات القمة الأفريقية في فبراير القادم بأديس أبابا .
وبدأت السفيرة نجم التي ادارت النقاش بتوضيح أهمية ما ورد على لسان مجموعة الدول الأفريقية المتفاوضة في كوب ٢٩ والذى طرح لأول مرة ان موضوع الهجرة المناخية لم يحظ باهتمام كبير حتى الان على الرغم من أهميته القصوى للقارة.
وأوضحت أهمية التعامل مع الخسائر الاقتصادية وغيرها من أشكال الخسائر غير الاقتصادية مثل فقدان المتضررين الحياة او موروثاتهم الثقافية الى جانب الخسائر المادية التي عادة تحظى باهتمام في مجال جمع وتحليل البيانات.
وفى هذا الخصوص عرضت السفيرة دور المرصد الأفريقي للهجرة، الذي يركز على تعزيز البيانات الأفريقية حول الهجرة والتنقل، وبناء القدرات وإنشاء مراكز البيانات بالتعاون مع المنظمات الاقتصادية الافريقية ،نظرًا لأهمية التخطيط والسياسات القائمة على الأدلة ،والقائمة على البيانات والمعلومات.
ونوهت السفيرة أن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار جاء من خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي عقد في شرم الشيخ مصر ، ودعت إلى التركيز على كيفية ترجمة الالتزامات إلى واقع والانتقال من الالتزام إلى التقدم تنفيذي ملموس .
وحول رؤيتها لكيفية حصر الاضرار غير المادية للحصول على تمويل له من صندوق الاضرار والخسائر ، وما يمكن ان تقدمه الدول الأخرى لايجاد حلول تمس حياة البشر في القارة.
سلطت الدكتورة حنان مرسي على أهمية النهج العلمى في معالجة حصر البيانات الخاصة بالاضرار الاقتصادية وغير الاقتصادية موضحة وجود تطور هائل في الثورة المعلوماتية والتي تستند الى الذكاء الصناعى ، وسبل التنبوء بالمناخ ،وحصر الاضرار عبر الكاميرات المسيرة، وهى كلها من أمور التي تحتاج الى تمويل حتى تتمكن الدول الافريقية من التخطيط المناسب لمواجهة الاثار السلبية لتغير المناخ.
كما اشارت الدكتورة حنان مرسي إلى التأثير الحاسم لرواية القصص في التأثير على الرسالة المطلوب توجيهها ، والتي يجب ان تركز على المجتمعات لرصد التاثيرات عليها.
وأوضحت ضرورة تغيير السرد والمناقشات من الأهداف والنسب والأرقام للتركيز على القصص الإنسانية وعدد الأرواح التي يجب حمايتها من النزوح القسري والصدمات الناجمة عن المناخ.
وأشارت إلى الجفاف في منطقة القرن الأفريقي، وسلطت الضوء على قصة متعلقة بتغير المناخ لأم من مالاوي فقدت ابنها أثناء كوفيد ومع ذلك شعرت بالارتياح والمواساة لاتخاذ العالم إجراءات تضامنية أثناء الجائحة ولكن عندما حدث الإعصار في مالاوي لم تجد هناك مثل هذا التضامن.
ونبهت مرسي أن ما هو على المحك حقًا في قضية التغير المناخي هو التأثير على الأرواح البشرية وعلى المواطنين ومايعنيه عدم التصرف في هذا الشأن ، وأهمية تأمين التمويل للمجتمعات المتضررة.
وذكرت د. حنان مثال أخر لامرأة من مالاوي فقدت أسرتها بالكامل بالإضافة إلى فقدانها منزلها والأضرار والتكلفة الأخري الغير اقتصادية بسبب التغيير المناخي و مايحدثه من كوراث بيئية.
وشددت مرسي على دور الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، لان الحاجة ام الاختراع، وهو ما يجب تشجيعه اكثر للوقوف على احتياجات المجتمعات المحلية والاخذ بعين الاعتبار رؤيتهم لحل مشكلاتهم ، لان ضيق من الازمات المناخية يفرز من هذه المجتمعات مبتكرين لحلول لهذه الازمات وهو ما يتطلب الدعم بزيادة الوعي بدور التكنولوجيات الجديدة والحاجة إلى مناهج مبتكرة يمكن استغلالها.
وتصديقا على ذلك، اكدت السفير على ان هناك ابتكارات افريقية ينساها او يتناساها العالم مثل استخدام الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول ، اخترعته كينيا قبل كافة دول العالم ، إلا أن دورها في هذا الابتكار لم يتم ابرازه ، و هو امر يجب علينا تحليله لابراز دور افريقيا في الابتكار بحلول مختلفة لمشكلاتها او لتحقيق تقدمها الذي مازالت تتلمس الطرق للوصول اليه.
وعن اكثر القطاعات تضررا في افريقيا من التغيرات المناخية، اكدت الدكتورة حنان مرسي على ان تضرر قطاع الزراعة يؤثر بشكل مباشر على اعداد كبيرة من الافارقة لانه من القطاعات المعروفة بكثافة العمالة، بخلاف تأثيره علي الانتاج الغذائي و التي تشتد الحاجة إليها ويزيد التغيير المناخي من الفجوة الغذائية القائمة بالفعل ،وهو ما يؤثر على الامن الغذائي لملايين في القارة الافريقية وهى أمور جميعها يمكن رصدها ببيانات واضحة ويمكن استخدامها في التخطيط للحصول على التمويل اللازم لصمود هذا القطاع وغيره من القطاعات المتضررة من التغير المناخي.
وردا على تساؤل السفيرة نجم حول دور القطاع الخاص والشراكات بين القطاعين العام والخاص في قضية التغيير المناخي، الدكتورة مرسي على الحاجة إلى تعاون أصحاب المصلحة المتعددين وان الشركاء من القطاع الخاص قادرون على تطوير التكنولوجيا الرقمية والبيانات والتحليلات الجغرافية المكانية،اللازمة لاستخدام الحكومات في التخطيط المناسب للحد من الخسائر البشرية والمادية للكوارث الطبيعية، و انه يجب إعادة النظر في تنازل الدول عن الديون وقت الازمات لانها تجهد كاهل الدول الأقل نموا ومن ثم هناك أهمية النظر في دمج بنود المرونة المناخية في عقود الديون، والتركيزعلى تفعيل صندوق الخسائر والأضرار ليكون جاهزًا للعمل بشكل جيدويصبح عامل استقرار تلقائي عندما تحدث الأزمات ، بما في ذلك خلق سبل لاجراء التحويلات المالية المباشرة وقت الازمات حال فشل المؤسسات المالية في المناطق المنكوبة بالاستمرار في العمل، هذا بالإضافة الى خلق نظم الإنذارات المبكرة لإنقاذ الأرواح.
وأضافت مرسي ان بناء قدرة المجتمعات المحلية على الصمود هام للغاية لمساعدتها على توقع الصدمات بشكل أفضل، بالإضافة إلى زيادة قدرةالمباني والبنية الأساسية على الصمود، واهمية المشاركةالمجتمعية والتضامن داخل المناطق القارة حتى تتمكن الدول لأفريقية من التعاون على إيجادالحلول لتفاقم اضرار التغيير المناخي وضرورة جمع أصحاب المصلحة على المستوي الوطني والإقليمي والعالمي.
وقد تطرق الحوار مع المشاركين بالحضور في الندوة النقاشية إلى الاستراتيجيات، بما في ذلك تلك المتعلقة بالزراعة واستعادة الأراضي المتضررة من الصدمات المناخية ،وركزت التعليقات على أهمية التركيز على الأبعاد الإنسانية كما هو الحال في نهج الصحافة والمنظمات غير الحكومية التي تركز على إضفاء الطابع الإنساني على القصة ، وعلى الحاجة إلى التأثير على الواقع، وهو ما نحن بعيدون عنه.
وأشار باحث من جمهور الندوة في هذا الصدد إلى مثال العديد من قرى بوركينا فاسو التي أصبحت مثل المريخ بدون ماء أو تربة وحيث الطريقة الوحيدة للبقاء هي المغادرة ، ويغادر الناس دون معرفة ما يجب القيام به وبدون توجيه، متسائلة عما يمكن أن يساعد في هذه الظروف، مؤكدا إلى أن تغيير المناخي يدمر العديد من الأجزاء في بوركينا فاسو،وخاصة المناطق الريفية.
واتفقت د.حنان مرسي على الحاجة إلى معالجة العواقب الواقعية على المجتمعات المحلية، وكيفية زيادة المرونة واستعادة المناطق، والحاجة إلى الابتكار لعكس التأثير، وكفاءة الري، والتكنولوجيا والتكيف.
وفي كلمتها سلطت الدكتورة رانيا شرشر الضوء على جهود منظمة الهجرة الدولية في مؤتمر الأطراف COP27 ،CO28 بشأن التنقل البشري، ومؤتمر الأطراف التاسع والعشرين على التنقل البشري، وخاصة في السياقات المعرضة للخطر والصراع .
وأكدت على الحاجة إلى دمج الناس والمجتمعات في الحلول والحاجة إلى التمويل والمعرفة لإيجاد حلول قابلة للتطوير، بما في ذلك من خلال دورمنظمات الأمم المتحدة.
وأبرزت إنشاء "مركز باكو " للعمل المناخي والسلام كمنصة تعاونية لزيادة التمويل للبلدان الأكثر عرضة لتبعات التغيير المناخي والتي تتأثر أيضًا بالصراعات والاحتياجات الإنسانية المتزايدة .
وأشارت د. رانيا شرشر إلى إعلان كمبالا الوزاري بشأن الهجرة والبيئة وتغير المناخ الذي قدم خطة عمل واضحة لمعالجة آثار تغير المناخ على مستوي التنقل البشري.