لجريدة عمان:
2025-02-22@16:50:42 GMT

هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى؟

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

منذ أكثر من مائة عام، وتحديدًا، بإعلان بريطانيا من خلال وزير خارجيتها أرثر جيمس بلفور فـي ٢ نوفمبر ١٩١٧م تأييد إنشاء وطن قومي لليهود فـي فلسطين، وما تلى ذلك من قيام بريطانيا والدول الغربية والحركة الصهيونية بترحيل مئات الآلاف من اليهود من أوروبا الشرقية وغيرها من الدول إلى فلسطين، لتغيير الطبيعة الديموغرافـية لفلسطين العربية، وصولًا إلى إعلان قيام الكيان الصهيوني أو ما يسمى دولة إسرائيل فـي ١٤ مايو ١٩٤٨م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، والقضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، والتي خاضت خلالها عدد من الدول العربية عدة حروب لإعادة الأرض لأصحابها، وهي مغروسة فـي وجدان كل عربي كقضية عادلة لشعب عربي شقيق تم احتلال أرضه وقتل وترحيل أبنائه عن أرضهم، من خلال مؤامرة دولية كبرى.

وانضمّت لهذا الصراع، عن قناعة أو أقله من باب التعاطف، العديد من دول وشعوب العالم المناصرة للعدل والسلام والرافضة للظلم والطغيان. ولكن، مع مرور الوقت وبالرغم أن القضية الفلسطينية لا تزال القضية الأولى للشعوب العربية، التي ولدت وعاشت وهي ترى حجم القتل والتنكيل فـي أشقائها الفلسطينيين، إلا أن النظام العربي الرسمي الذي بدأ تأطيره، منذ إنشاء جامعة الدول العربية فـي ٢٢ مارس ١٩٤٥م، من خلال الدول السبع المؤسسة، والتي وصلت لاحقًا إلى ٢٢ دولة عربية، يعيش مأزقًا وجوديًا فـي الوقت الراهن بسبب غياب أولوية الأمن الجماعي العربي وتباين المواقف فـي التحديات والقضايا المشتركة بين دول النظام الرسمي العربي، من خلال هواجس أمنية متعارضة وأولويات مختلفة مع الدول الأخرى فـي هذا النظام الرسمي. ونتيجة لذلك، أصبحت القضية الفلسطينية التي توحد حولها النظام الرسمي العربي لعقود طوال خارج اهتمام بعض الدول العربية، من خلال قيام البعض منها بإبرام معاهدات سلام واتفاقيات تحالف أمني وعسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الأول والداعم الأكبر للكيان الصهيوني، وكذا الأمر مع عدد من الدول الغربية. ومع تعمق الهيمنة الأمريكية والإقليمية والانقسامات الطائفـية وتسارع حركة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ظهر التحول الأكثر خطورة فـي هذا الشأن وهو تحول العديد من الأنظمة السياسية العربية من كونها طرفًا رئيسيًا فـي الصراع مع الكيان الصهيوني إلى علاقة صداقة مع هذا الكيان وأقصى ما يمكنها القيام به هو لعب دور الوسيط. وبمرور ما يقارب ٤٠٠ يوم من المجازر اليومية التي يقوم بها الكيان الصهيوني المجرم فـي حق المواطنين المدنيين العزّل فـي غزة وتدمير البنية الأساسية وقصف المستشفـيات على رؤوس المرضى والأطباء والأطقم الطبية المساعدة وهيئات الإغاثة وكان آخرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وهي جميعها مشمولة بالحماية القانونية الدولية بموجب اتفاقيات جنيف الأربع لعام ١٩٤٩م وبروتوكولاتها الإضافـية لعام ١٩٧٧م، يستمر النظام الرسمي العربي التعاطي مع هذا المشهد الإجرامي بصمت وخذلان لم تمر به الأمة العربية من قبل. فبالرغم من حالة التعاطف العالمي -غير المسبوق- مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وخروج معظم شعوب العالم فـي مظاهرات احتجاج وتنديد واسعة النطاق بجرائم الكيان الصهيوني، يعم معظم دول العالم العربي على المستوى الرسمي والشعبي منها، صمت القبور، تجاه حرب الإبادة هذه، فـي حالة من اللامبالاة لا يوجد لها تفسير، بالمخالفة لتعاليم الشريعة الإسلامية الغراء وثقافة وقيم وأخلاق الأمة العربية، التي تحرص على نصرة المظلوم ونجدة الملهوف أيا كان دينه أو مذهبه أو عرقه. الأمر الذي شجع الكيان الصهيوني على الاستمرار فـي ارتكاب هذه الجرائم والمجازر، علمًا بأن واقع المقاومة فـي غزة أثبت أن هذا الكيان الصهيوني أضعف مما كان يتصور البعض.

ولولا دعم الولايات المتحدة والدول الغربية الفاعلة لكان للمقاومة الفلسطينية قول آخر. لقد أكدت أحداث غزة أن بعض الحكومات العربية لم تعد قضية فلسطين هي القضية المحورية أو المركزية بالنسبة لها، وهذا ما أكدته مواقفها وردود أفعالها تجاه ما يحدث. وأعتقد أن هذا الأمر سيكون له ما بعده، فـي علاقة هذه الأنظمة بشعوبها، التي تعد القضية الفلسطينية قضية وجدانية بالنسبة لها. وفـي ضوء هذا التخاذل المريب، يكون الأمن القومي العربي، قد خرج من التاريخ، ولا أعتقد أن عودته قريبة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الکیان الصهیونی النظام الرسمی من خلال

إقرأ أيضاً:

NYT: الزعماء العرب بدأوا التفكير في حلول لغزة بعد الكشف عن خطة ترامب

بعد أن صدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم العربي الشهر الماضي باقتراحه طرد سكان قاطع غزة بالكامل من المنطقة، أعاد مساعدوه صياغة الفكرة باعتبارها دعوة لقادة الشرق الأوسط: "إما أن يأتوا بخطة أفضل، أو يفعلوا ذلك على طريقتنا".

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأسبوع الماضي: "تقول كل هذه الدول كم تهتم بالفلسطينيين.. إذا كانت الدول العربية لديها خطة أفضل، فهذا أمر رائع".

وجاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن حكومات العديد من الدول العربية تحاول والآن أن تفعل ذلك بالضبط، ووفقا لدبلوماسيين ومسؤولين مطلعين على هذا المسعى، فإن ممثلي مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات ينسقون بهدوء لتشكيل رؤية بديلة لغزة، حيث تساعد الدول العربية في تمويل وإعادة إعمار غزة، مع إبقاء سكانها في أماكنهم والحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية.


وأضاف التقرير أنه "من المقرر أن يستكمل مبعوثون من الدول الخمس التفاصيل يوم الجمعة في السعودية، ثم مرة أخرى في قمة أكبر في الرابع من آذار/ مارس في القاهرة، وفي هذه الاجتماعات، من المرجح أن تقترح مصر تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين وقادة المجتمع، غير المنتمين جميعا إلى حماس، والذين يمكنهم إدارة غزة بعد الحرب.

وجاء ذلك وفقا لدبلوماسيين عرب ومسؤول غربي كبير والسيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، الذي قال إنه تحدث خلال الأسبوع الماضي مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن حول الاقتراح المتطور.

وقال فان هولين: "إن الكثير من التركيز سيكون على الإثبات لترامب والآخرين أن هناك خطة قابلة للتطبيق لإعادة البناء، وسوف نستثمر الموارد هناك".

وأضاف أن "وجهة نظرهم هي أن ترامب رجل عقارات، لقد تحدث عن إعادة تطوير غزة، وهم يريدون وضع خطة قابلة للتطبيق تظهر لترامب أنه يمكنك إعادة بناء غزة وتوفير مستقبل لمليوني فلسطيني"، دون إجبارهم على مغادرة المنطقة.

في حين قد يتم تقديم الأفكار كبديل جديد، إلا أنها ليست جديدة، ولأشهر سابقة روجت مصر لفكرة لجنة تكنوقراطية واستضافت زعماء فلسطينيين في القاهرة لمناقشة الفكرة. 

وبذات السياق، دعا القادة العرب طوال عقود إلى إنشاء دولة فلسطينية تشمل غزة، وحتى حكومة الاحتلال أشارت بشكل خاص لأكثر من عام إلى أنها منفتحة على قيام القادة العرب بدور إشرافي في غزة بعد الحرب.

وأكد التقرير أن "التحدي هو أن العقبات التي تعترض هذه الأفكار قديمة قدم الأفكار نفسها، بينما يعارض القادة الإسرائيليون خطط ما بعد الحرب التي من شأنها أن تمهد الطريق للسيادة الفلسطينية، ولكن الزعماء العرب لن يدعموا إلا الإطار الذي يفتح الطريق، على الأقل اسميا، نحو إقامة الدولة الفلسطينية".


وأوضح أن الزعماء العرب "يريدون مباركة السلطة الفلسطينية، الهيئة المعترف بها دوليا والتي أدارت غزة حتى استولت حماس على السيطرة على المنطقة قبل ما يقرب من عقدين من الزمان، لكن رئيس السلطة محمود عباس بدا حذرا من هيكل الحكم بعد الحرب الذي لا يمنحه بشكل لا لبس فيه السيطرة الكاملة على المنطقة - وهو الموقف الذي يضعه على خلاف مع لجنة تكنوقراطية".

ونقل التقرير عن مسؤولي حماس قولهم إنهم "على استعداد للتنازل عن السيطرة على الشؤون المدنية لمثل هذه الهيئة، لكنهم رفضوا حل جناحهم العسكري، وهو موقف غير مقبول لكل من إسرائيل و ترامب، اللذان يسعيان إلى نزع سلاح حماس بالكامل".

وقال إبراهيم دلالشة، مدير مركز الأفق، وهي مجموعة بحثية سياسية في رام الله بالضفة الغربية: إن "التحدي الأكبر الذي يواجهه القادة العرب هو تقديم خطة واقعية يمكن فرضها على الفصائل الفلسطينية بالإضافة إلى كونها مقبولة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ستكون عملية معقدة للغاية".

ومن بين أوجه عدم اليقين من سيعهد إليه القادة العرب بتأمين غزة ومنع حماس من مهاجمة "إسرائيل"، ويريد المسؤولون الإسرائيليون أيضا أن يتمتع جيش الاحتلال بحرية العمليات في غزة على المدى الطويل، ولكن هذا الترتيب سيكون من الصعب على القيادة العربية دعمه علنا. 

ويأمل البعض أن توفر مصر ودول الخليج قواتها الخاصة، في الشهر الماضي، سمحت مصر لشركة أمنية مصرية خاصة بالمساعدة في إدارة نقطة تفتيش داخل غزة - وهو الترتيب الذي اعتبره بعض الدبلوماسيين والمحللين نموذجا أوليا لعملية أوسع نطاقا، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان القادة العرب مستعدين لإرسال قوة أكبر لتأمين منطقة أوسع، ومن غير المرجح أن تقبل حماس هذا التدخل.

وقال أسامة حمدان، أحد كبار مسؤولي حماس، خلال مؤتمر في قطر في نهاية الأسبوع الماضي: "من يريد أن يحل محل إسرائيل فسوف يعامل مثل إسرائيل".

ويتركز العنصر الأكثر ثباتا في الخطة المصرية على إعادة بناء غزة مع إبقاء الفلسطينيين داخل القطاع بدلا من إجبارهم على الخروج إلى مصر والأردن، كما اقترح  ترامب.

وحدد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الاقتراح بخطوط عريضة في اجتماعات يوم الأحد مع رونالد لودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، وولي العهد الأردني الأمير حسين. 


وناقش السيسي مع الأمير الأردني "ضرورة البدء فورا في إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم"، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية، إلا أن تفاصيل الخطة لا تزال غير واضحة.

وقال سمير فرج، وهو جنرال عسكري مصري متقاعد، في مقابلة إن مصر ستدعو مجموعة من الشركات، المحلية والدولية، لإعادة إعمار غزة على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.

وأضاففرج، وهو قريب من المسؤولين المصريين، إن المرحلة الأولى من زيادة المساعدات الإنسانية لغزة وإزالة الأنقاض ستتبعها بناء المستشفيات والمدارس والبنية الأساسية الأخرى،  ولا يزال السؤال حول من سيدفع ثمن ذلك دون إجابة، بحسب ما نقل التقرير.

وقال  فرج إن مصر ستدعو الدول العربية الأخرى إلى المساهمة بأموال إعادة الإعمار في مؤتمر قادم.

ولكن حتى توقيت مثل هذه القمم كان موضوع ارتباك. فقد دعت مصر في الأصل الزعماء العرب إلى قمة "طارئة" في 27 شباط/ فبراير، ومن ثم تأجلت القمة لمدة أسبوع.

مقالات مشابهة

  • المجاهد /خليل الحية يزأر من طهران لرفع صوت المقاومة لتحرير كامل تراب فلسطين
  • انطلاق المؤتمر السابع لرؤساء البرلمانات العربية لدعم فلسطين
  • محمد بن راشد يكرم غداً أوائل صناع الأمل في العالم العربي
  • الجزائر وإسبانيا تؤكدان ضرورة تسوية قضية فلسطين وفق حل الدولتين  
  • محمد علي حسن: مدبولي نقل الموقف المصري الرسمي لجوتيريش تجاه القضية الفلسطينية
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • NYT: الزعماء العرب بدأوا التفكير في حلول لغزة بعد الكشف عن خطة ترامب
  • فلسطين تبعث رسائل لمسؤولين أمميين حول تكثيف العدو الصهيوني اعتداءاته على الضفة بما فيها القدس
  • عون: لبنان لن يكون منصة للهجوم على العرب
  • ما الذي يدور في عقل ترامب؟