ماذا تعني عودة ترامب الثانية للعالم؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
حدثان عالميان ينشغل بهما الناس كل 4 سنوات، ويشعر المتابع لهما بالانخراط فـي مشاعر يتشاركها مع كافة البشر، هما الانتخابات الأمريكية، ومونديال كأس العالم. وبالرغم من اختلاف الحدثين من حيث النشاط، إلا أن ما يتشابهان فـيه بعضهما بعضًا؛ من روح التنافس ومشاعر الزهو والإحباط نتيجة للنصر أو الهزيمة - كل حسب فريقه - فـي نهاية المناسبة، يجعل من الحدثين بالغي الأهمية.
لكن بطبيعة الحال؛ تكمن خطورة الحدث الأول (الانتخابات الأمريكية) فـي أنه يلابس المسارات السياسية والواقعية لمصائر البشر فـي العالم ويلامس مخاطر عديدة تتعلق بتلك المصائر، فـيما تبدو القيمة الرمزية للحدث الثاني (كأس العالم) مناسبة لتجديد تفاعلات العواطف النظيفة. خطورة ما يمكن أن تحدثه نتائج الانتخابات الأمريكية فـي العالم بصفة عامة وفـي منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، تشكل هاجسًا مقيمًا، لاسيما إذا ما بدت الانتخابات الأمريكية اليوم ستتمخض عن عودة الرئيس الأمريكي الشعبوي دونالد ترامب، مرةً أخرى. وفـي أثناء كتابة هذه السطور، تبدو كل مؤشرات السباق الانتخابي فـي الولايات المتحدة الأمريكية تتجه إلى عودة ترامب مرة أخرى عقب انتخابات فريدة من نوعها، لجهة تكرار حالة رئاسية نادرة فـي تقاليد الرئاسيات الأمريكية (حدثت لمرة واحدة فـي القرن التاسع عشر) وهي عودة رئيس سابق إلى سدة الرئاسة عبر دورتين غير متتاليتين! هذه الحادثة التي وقعت مرةً واحدة فـي تاريخ الرئاسيات الأمريكية للرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند (المرة الأولى العام 1884 والثانية العام 1892) تحدث هذه مرة أخرى، مع عودة الرئيس ترامب إلى قيادة العالم، لكن ليس فـي ذلك الزمن القديم نسبيًا، الذي وصفت فـيه أمريكا بـ(بلاد العزلة السعيدة) وإنما فـي زمن حديث للعولمة؛ تشتبك فـيه مصائر العالم على نحو خطير، وتختبر فـيه هذه المصائر احتمالات معقدة وبالغة الصعوبة على نحو أكبر بكثير من القدرات الشعبوية التي يتوفر عليها سيد البيت الأبيض المستعاد! عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستدفع نحو تعقيد قد لا يخلو من خطورة ومجازفة على مصائر وملفات كثيرة فـي المنطقة والعالم : الصين - الناتو - الاتحاد الأوروبي - أوكرانيا - إيران - فلسطين - لبنان؛ كل تلك الملفات المفتوحة كيف سيعالجها ترامب الذي جاء مرةً أخرى للعالم فـي زمن مختلف؟ إن أخطر ما يمكن أن يدخل ترامب فـي مآزق ولايته الثانية هذه؛ يكمن فـي ما هي الكيفـية التي سيمسك بها ميزان المصالح المتجانسة بين سياساته الداخلية والخارجية؟ فإذا كانت انتخابات الولايات المتحدة هي حدث عالمي بامتياز، كيف يمكن لسياسة ترامب الجديدة أن تحميه من مأزق الصدام المرتد من التناقض الذي سيقع لا محالة بين عزلته وشعبويته من ناحية، وبين هوية أمريكا التي تعني الكثير فـي رسم مصائر العالم من حيث موقعها ودورها الجيوسياسي العالمي؟ هل يمكن القول إن ترامب هذه المرة، وعبر هذه الولاية الجديدة سيكون مختلفًا عن ترامب النسخة الأولى؟ قد لا يكون ذلك صحيحًا، والأرجح أن الرجل سيعيد ما كان يفعله من سياسات لكن فـي زمن مختلف. فنتنياهو، الذي كان يصلي من أجل عودة ترامب، لطالما ظل محتفـيًا بمقولة الأخير حين وصف إسرائيل بأنها «صغيرة» مع ما يتضمنه هذه الوصف من استعارة سياسية ذات مغزى خطير بالنسبة لنتنياهو! لا شك أن العالم يحبس أنفاسه، خلال السنوات الأربع القادمة، وأخطر ما يمكن أن تخلفه سياسيات الرجل على مستقبل أمريكا؛ هو ما يشكّله من خطورة على ديمقراطيتها. ثمة الكثير مما ستشهده السنوات الأربع القادمة فـي المنطقة والعالم من خلال سياسات ترامب العائد إلى البيت الأبيض فـي زمن مختلف وعالم ليس هو العالم الذي تركه وراءه فـي العام 2020م. فـي تقديرنا، أن ما ستشهده الولايات المتحدة فـي السنوات الأربع؛ من سياسات رئيس أراد جهارًا نهارًا تقويض ديمقراطيتها فـي 6 يناير حين أمر أتباعه باقتحام مبنى الكابيتول اعتراضًا على نتائج انتخابات العام 2020، سيكون أكثر إثارة وخطورةً على أمريكا والعالم، لأن مياهًا كثيرة ستجري تحت الجسر فـي نهاية السنوات الأربع. تشير بعض استطلاعات الرأي التي صاحبت الانتخابات أمس إلى أن أكثر من 72% من الأمريكيين يشعرون بأن الديمقراطية الأمريكية فـي خطر، وهو مؤشر خطير سبقت إليه هوليوود حين أنتجت هذا العام فـيلمًا بعنوان «الحرب الأهلية» للمخرج أليكس غارلاند الذي استلهم عبره سيناريو مرعب لحرب محتملة فـي أمريكا؛ مستوحى من أحداث اقتحام الكابيتول فـي 6 يناير2021م. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الانتخابات الأمریکیة السنوات الأربع عودة ترامب فـی زمن
إقرأ أيضاً:
العالم الهولندي يثير الجدل.. ماذا سيحدث بعد زلزال تركيا الأخير؟
في تطور مقلق، تعرضت تركيا لزلزال قوي يوم الأربعاء، حيث سجلت قوة الزلزال حوالي 6.2 درجات على مقياس ريختر، وسط تحذيرات عاجلة وتوقعات عن تفاقم الأمور خلال الساعات القليلة الماضية.. فماذا سيحدث؟
أعاد زلزال تركيا الأخير إلى الأذهان، الأحداث الكارثية التي شهدتها البلاد في فبراير 2023، عندما كانت البلاد نفسها قد اهتزت بزلزال آخر بلغت قوته 7.8 درجات، ما أدى إلى دمار واسع وأودى بحياة الآلاف.
تفاصيل زلزال تركياوفقا لمركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني، كان مركز الزلزال في منطقة سيلفري التي تقع بالقرب من إسطنبول، وعمق الزلزال بلغ حوالي 10 كيلومترات.
تأثرت المناطق المحيطة بشدة، حيث شعر السكان بالهزة وأكدت وزارة الداخلية أنه تم الإبلاغ عن تأثير الزلزال في جميع أنحاء المنطقة.
بعد الزلزال الأول، شهدت إسطنبول مجموعة من الهزات الارتدادية، حيث أعلنت وكالة إدارة الكوارث التركية عن تسجيل 185 هزة ارتدادية حتى الآن، من بينها واحدة بلغت قوتها 4.1 درجات. هذه الهزات الارتدادية تثير القلق بشأن احتمال حدوث زلازل أكبر في المستقبل.
زلازل تركيا مستمرةفي سياق متصل، قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، اليوم الجمعة، إن زلزالا بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر ضرب مدينة كوتاهية التركية الواقعة بالقرب من بحر إيجة، مشددة على الجميع بضرورة توخى الحذر.
وأكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية في بيان، أن الزلزال وقع على عمق 12.7 كم، وخط طول 28.98889 شرقًا والعرض: 39.21639 شمالًا.
كما أعلنت في بيان صدر عنها اليوم، عن وقوع زلزال في عمق البحر الأسود قوته بلغت 3.6 درجة على مقياس ريختر، وأيضا في بحر مرمرة بالقرب من أسطنبول بقوة 3.6 درجة وكذلك منطقة أماسيا.
تحذيرات عاجلة من الخبراءعلق الخبير الهولندي المعني بالزلازل، فرانك هوجربيتس، على الوضع الحالي مشيرا إلى إمكانية حدوث هزات ارتدادية أخرى قد تكون بمثابة تحذير لحدث أكبر.
وقد شدد الخبير الهولندي، على ضرورة أن يكون السكان في حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي طارئ قد يحدث وأهمية الوعي والاستعداد، خاصة بعد التجارب السابقة المريرة التي عاشتها البلاد.
جدير بالذكر أن الزلزال الجديد أعاد إلى الأذهان ذكريات الكارثة السابقة التي أودت بحياة أكثر من 55 ألف شخص وأصابت أكثر من 107 آلاف آخرين.
الفاجعة التي شهدتها تركيا في فبراير كانت بمثابة جرس إنذار للجميع، حيث شددت على أهمية تعزيز الأمان والتقنيات المستخدمة في البناء، بالاضافة إلى أهمية جاهزية الإسعافات الأولية والبنية التحتية للتعامل مع الكوارث الطبيعية.