اغتيال إسرائيل لأحد قادة حماس فـي طهران فـي يوليو الماضي، وتوغل أوكرانيا فـي روسيا خلال الصيف، وسلسلة الاعتراضات المتزايدة من الصين فـي بحر الصين الجنوبي، كلها أمور أشعلت المخاوف من تحول النزاعات إلى حروب أوسع نطاقًا. فـي ضوء هذه الاستفزازات، يعرب المحللون عن قلقهم بشأن تزايد المخاطر الناجمة عن الحوادث العسكرية وسوء الفهم الاستراتيجي.

يخشى هؤلاء المحللون أن تزيد هذه الحوادث من حدة التوترات لدرجة يفقد معها صانعو السياسات السيطرة، مما يضطرهم لمواجهة حروب غير مخطط لها. وكما أشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فـي أغسطس، فإن الهجمات فـي الشرق الأوسط «تزيد من خطر الوصول إلى نتائج غير متوقعة يصعب السيطرة عليها».

وعلى الرغم من أن الاستفزازات قد تؤدي إلى تصعيد الأزمات، فإن الحروب غير المقصودة تبقى نادرة. إذ يوفر التاريخ أمثلة قليلة على صراعات اندلعت دون موافقة من صناع القرار، الذين غالبًا ما يمارسون ضبط النفس، خاصة فـي الأزمات الخطيرة. ففـي أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، قاوم صناع القرار الأمريكيون الرغبة فـي الانتقام بعد إسقاط القوات السوفـييتية طائرة تجسس أمريكية، متراجعين عن حافة الحرب. وعندما يواجه الخصوم خطر اندلاع صراع متصاعد، فإنهم غالبًا ما يجدون طرقًا لتهدئة الأزمات. يتطلب ذلك تخطيطًا دقيقًا، بحيث تمارس الدول ضغوطًا تكفـي لتغيير سلوك الخصوم دون تجاوز الخطوط التي تؤدي إلى رد فعل كبير.

لكن حتى عند تجاوز «الخطوط الحمراء»، لا يكون الصراع محتومًا. فعلى سبيل المثال، لم يؤدِ مقتل ثلاثة جنود أمريكيين فـي غارة بطائرة مسيّرة مدعومة من إيران فـي يناير إلى حرب بين واشنطن وطهران. وفـي أبريل، لم يشعل الهجوم الإيراني الكبير بالطائرات المسيّرة والصواريخ ضد إسرائيل نزاعًا شاملًا. لتجنب الحرب، على القادة ضبط أنفسهم فـي أوقات الأزمة من دون إظهار الضعف. ولتحقيق ذلك، يجب عليهم دراسة أفعالهم بدقة - كيف ومتى وأين يضغطون على الخصوم بطرق لا تثير ردود فعل تصعيدية. كما ينبغي لهم إقامة قنوات تواصل مباشرة أو غير مباشرة لتقليل احتمالات سوء الفهم.

الخوف من التصعيد غير المقصود ليس جديدًا فـي العلاقات الدولية. فقد أمضى علماء السياسة عقودًا فـي الجدال حول ما إذا كانت خطط التعبئة العسكرية قد أدت بالدول الأوروبية إلى «السير نائمة» نحو الحرب العالمية الأولى. وخلال الحرب الباردة، كان صناع السياسات قلقين من احتمال أن تؤدي أعطال الأسلحة أو الإنذارات الكاذبة أو الإجراءات غير المصرح بها من الضباط العسكريين إلى إشعال حرب نووية. وقد استكشف بعض الأكاديميين كيفـية نشوب حروب غير مقصودة بسبب الأعطال الفنية فـي الأنظمة العسكرية، فـيما اقترح آخرون أن بعض الإجراءات العسكرية قد تخلق زخمًا يمنع القادة من التراجع عن حافة الحرب. كما زعم البعض أن القادة قد يردّون بضربات عسكرية كبرى إذا أساؤوا تفسير إجراءات محدودة للمنافس على أنها تهديد وجودي.

على الرغم من اختلاف الباحثين فـي تحليل مسارات الحرب غير المقصودة، إلا أن أطرهم تشترك فـي فرضية أساسية: أن سيطرة صناع السياسات على التصعيد محدودة. وفقًا لهذه الفرضية، تنجرف الدول إلى حروب لم تختر خوضها نتيجة للصدفة أو ردود الفعل المتسلسلة داخل المؤسسة العسكرية. لكن هذا لا يتماشى مع الواقع؛ فعلى الرغم من توتر لحظات الحرب الباردة، لم تنجر الولايات المتحدة والاتحاد السوفـييتي إلى صراع عرضي، حيث وجد القادة دائمًا وسيلة للتراجع.

تتبع الدول المتنافسة سياسة حافة الهاوية خلال الأزمات، باتخاذ خطوات محفوفة بالمخاطر لزيادة احتماليات الحرب، بهدف دفع الخصوم إلى تغيير سلوكهم. وعلى الرغم من أن التصعيد قد يثبت التزام الزعماء بأهدافهم، إلا أن هذه الاستفزازات تظل خطيرة. على سبيل المثال، تقوم الطائرات المقاتلة الصينية غالبًا بمناورات خطرة عند اعتراض طائرات الاستطلاع الأمريكية، مما يزيد من احتمال الاصطدامات، ويعزز خطر سوء التواصل أو التقدير، مما قد يحول حادثًا بسيطًا إلى صراع واسع النطاق.

ما يجعل هذه الأزمات غير متوقعة هو عدم وضوح الخطوط الحمراء التي يمكن أن تؤدي إلى اندلاع الحرب، سواء من حيث الجغرافـيا أو نوع الهدف أو شدة الفعل. فعلى سبيل المثال، قد يتجاهل الخصوم الضربات فـي مناطق معينة، بينما يؤدي الهجوم فـي مناطق أخرى إلى التصعيد.

يفضل صناع القرار أحيانًا إبقاء هذه الحدود غامضة، إذ يمكن للغموض أن يعزز الردع من خلال دفع الخصوم إلى ممارسة ضبط النفس، خشية تجاوز عتبة التصعيد. مثال ذلك رد الفلبين على الاستفزازات الصينية؛ فعدم الوضوح حول ما قد يدفع مانيلا لاستخدام القوة، ورد فعل بكين المحتمل على ذلك، يزيد من حذر الصين. لكن هذا الغموض قد يؤدي أيضًا إلى أزمة تتجاوز قدرة القادة على السيطرة، مما يجبرهم على التعامل بحذر مع الأزمات، واستكشاف مدى قدرتهم على التصعيد دون فقدان السيطرة.

يتعين على صناع السياسات أن يزنوا خطواتهم بعناية، بحيث يظهرون ما يكفـي من القدرة والعزيمة لتحقيق أهدافهم، مع منح الزعماء المنافسين المساحة اللازمة للتراجع. وهم يفعلون ذلك بشكل كبير من خلال تجنب الإهانات التي تلحق بشرف الخصم وتوقع ما يستفزهم وتجنب تجاوزها.

غالبًا ما تسيطر الدول على التصعيد من خلال الحد من الآثار المادية لإجراءاتها القسرية. على سبيل المثال، أسقطت روسيا وإيران مسيرات أمريكية للتعبير عن استيائهما من مهام الاستطلاع الأمريكية، لكنهما تجنبتا التصعيد الذي قد ينجم عن إسقاط طائرات تقليدية. وبالمثل، ردت إسرائيل على هجوم إيران فـي أبريل بضرب رادار واحد فقط فـي موقع دفاع جوي حيوي بدلًا من شن هجوم أكبر، ولأن الأضرار كانت محدودة، أمكن لطهران التقليل من أهمية الهجوم محليًا، وبالتالي تجنبت الانتقام المكثف.

لكن تجنب الدمار وخسائر الأرواح ليس وحده العامل المهم. فالزمان والمكان وطريقة الهجوم تؤدي أدوارًا أساسية فـي إدارة التصعيد، حتى لو كانت النتائج المادية متشابهة. فعلى سبيل المثال، كان المسؤولون الإيرانيون يعتبرون اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، أقل استفزازًا لو حدث فـي غزة بدلًا من طهران. وبالمثل، تعتبر موسكو الهجوم البري الأوكراني على قاعدة عسكرية روسية أكثر تصعيدًا من غارة بطائرة مسيّرة على المنشأة ذاتها. ونتيجة لذلك، يتجنب صناع القرار غالبًا الإجراءات التي قد تمثل تحديًا مباشرًا لأراضي المنافس. فعلى سبيل المثال، تستهدف الولايات المتحدة منشآت الحرس الثوري الإيراني فـي العراق وسوريا ردًا على هجمات مدعومة من إيران، لكنها تتجنب الضربات داخل الأراضي الإيرانية مباشرة.

كما يمكن لصناع السياسات اللجوء إلى وسائل قسرية قابلة للإنكار أو أقل وضوحًا للجمهور. ففـي الخمسينيات، خاض الطيارون السوفـييت والأمريكيون حربًا جوية سرية فوق شبه الجزيرة الكورية، مع إبقاء واشنطن وموسكو الأمر مخفـيًا عن العامة. اليوم، كثيرًا ما تتجنب أوكرانيا تحمل المسؤولية عن الهجمات بالطائرات المسيّرة داخل روسيا. وتستخدم الدول أيضًا بشكل متزايد تكتيكات «المنطقة الرمادية»، مثل الهجمات الإلكترونية، أو تعتمد على جهات مثل شركة فاجنر الروسية لتحقيق أهدافها بشكل يمكن إنكاره. ويشير عالم السياسة أوستن كارسون إلى أن هذه الأنشطة «خلف الكواليس» تتيح للحكومات ممارسة الضغوط سرًا، مع تجنب الدعوات التصعيدية من قبل الجمهور الذي يصبح أكثر تشددًا بعد المواجهات العلنية.

مجرد أن تنفذ دولة ما إجراءات قسرية، قد يعمد صناع السياسات إلى الإعلان عن رغبتهم فـي عدم التصعيد. بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة أمريكية فـي العراق فـي يناير 2020، أصدرت إيران بيانًا للأمين العام للأمم المتحدة، يؤكد اختتام عملياتها العسكرية ردًا على اغتيال قاسم سليماني، وأكدت أنها لا تسعى إلى حرب. وتغريدة وزير الخارجية جواد ظريف حملت رسالة مشابهة، موضحةً أن العملية قد انتهت. لم ترد الولايات المتحدة عسكريًا، بل فرضت عقوبات اقتصادية إضافـية على إيران.

لكن، حتى عند تحقق أهداف المهاجم وإشارته للتراجع، ينبغي على الطرف المقابل إعادة تأسيس الردع. يحتاج المسؤولون لإعادة صياغة قواعد الاشتباك وخلق عتبات جديدة تبرز أن أي عدوان جديد سيقابل بمقاومة. استجابة إيران لهجوم السفارة أشارت إلى تغييرات جديدة، إذ قامت إيران بهجمات مباشرة على الأراضي الإسرائيلية، بعدما كانت تعتمد على وكلائها فـي السابق. يخلق هذا التصعيد المتدرج حالة من عدم اليقين التي تشجع القادة على ضبط النفس.

إدارة التصعيد تأتي بتنازلات؛ فالضبط المفرط قد لا يغير سلوك الخصم. على سبيل المثال، فشلت ضربات واشنطن على مواقع الطائرات بدون طيار فـي اليمن فـي وقف هجمات الحوثيين. ورغم أن هذا يُعزى إلى المهارة الحوثية فـي إخفاء المنصات، لم تفرض واشنطن تكاليف كافـية لإرغام الحوثيين وإيران على التراجع. قد تكون الخطوات الأمريكية الأكثر قوة فعالة فـي ردع الحوثيين، لكنها تزيد احتمالية التصعيد مع إيران، مما قد يؤدي إلى تصاعد فـي المنطقة، ويترتب عليه نتائج عكسية وخطيرة على الجميع.

يتطلب الأمر تفاهمًا متبادلًا لضبط التصعيد، ورغم ذلك قد تفشل الجهود. قد يخطئ صناع القرار فـي تقدير قوة الخصم، فـيتخذون خطوات يُنظر إليها بشكل استفزازي أكثر مما قُصد. مثلما حدث عندما هاجمت إسرائيل السفارة الإيرانية فـي سوريا، متوقعة ردًا محدودًا، لكنها فوجئت بمئات الصواريخ والمسيرات ردًا على ذلك.

مع تزايد التوترات بين الدول، يمكن لصناع السياسات اتخاذ خطوات لتجنب التصعيد، لكن الضغوط السياسية تزيد الأمر تعقيدًا. القادة يسعون عادة لتجنب الظهور بمظهر الضعف، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالتزاماتهم المعلنة. كما أن الشفافـية التي أتاحتها التكنولوجيا الحديثة تزيد من صعوبة إخفاء التصرفات الرمادية. ومع ذلك، لا تضمن الأزمات الوصول للحرب؛ إذ يمكن للقيادات استخدام قنوات التواصل المباشر أو غير المباشر لتجنب التصعيد، كما حدث بين واشنطن وموسكو خلال أزمة الصواريخ الكوبية، أو بين إسرائيل وإيران مؤخرًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على سبیل المثال صناع السیاسات على الرغم من صناع القرار غالب ا

إقرأ أيضاً:

التكنولوجيا في مواجهة التسويف.. كيف تنجز مهامك دون مماطلة؟

في عالم اليوم، حيث تتاح لنا كميات كبيرة من المعلومات والتطبيقات في متناول أيدينا، أصبح من السهل جدًا الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الفيديوهات القصيرة بدلا من إنجاز المهام الضرورية.

وقد تصبح التكنولوجيا نفسها جزءًا من الحل بدلا من أن تكون سبب المشكلة، حيث ظهرت مع التقدم الرقمي مجموعة من الأدوات والتطبيقات التي تساعد في تنظيم الوقت، وتعزز التركيز والإنتاجية، وتحفز على بناء عادات صحية.

ومن تطبيقات إدارة المهام إلى أدوات حظر المشتتات، أصبح من الممكن تسخير التكنولوجيا لتقليل فرص التسويف وتحويلها إلى دافع للإنجاز.

فهم أسباب التسويف

بات التسويف أكثر انتشارًا في عصر التدفق المستمر للمعلومات والوسائل الرقمية، حيث إن التسويف ليس مجرد عادة سيئة، بل هو سلوك نفسي معقد يتأثر بعوامل مثل الضغط، والخوف من الفشل، وحتى الدوبامين الناتج عن الإشباع الفوري الذي توفره وسائل الترفيه الرقمية.

ويمثل السعي إلى الكمال عائقًا رئيسيًا، حيث يتجنب الأشخاص تنفيذ المهام إذا شعروا أنهم لن يتمكنوا من إنجازها بشكل مثالي.

كما أن التشتيت المستمر عبر منصات، مثل "يوتيوب" (YouTube) و"تيك توك" (TikTok)، يعد عائقًا آخر أمام التركيز.

إعلان

وقبل أن تبدأ بحل المشكلة، ينبغي لك أولًا أن تفهم أسبابها، حيث إن هناك العديد من الأسباب، وأبرزها الشعور بالإرهاق عند وجود عدد كبير من المهام.

وغالبًا ما يجد الأشخاص أنفسهم يهربون إلى مشاهدة الفيديوهات أو تصفح الإنترنت عند مواجهة مهام صعبة أو مملة.

ولا شك في أن التكنولوجيا لعبت دورًا في تعزيز هذه المشكلة، إذ تغمر الخوارزميات الذكية الأشخاص بالمحتوى الترفيهي عندما يكونون بحاجة إلى الإنتاجية.

عكس المعادلة: عندما تصبح التكنولوجيا أداة إنتاجية

بالرغم من أن التكنولوجيا ساعدت في انتشار التسويف، فإنها توفر في المقابل حلولا يمكن استخدامها لتعزيز الإنتاجية.

ومن خلال توظيف الأدوات الرقمية بشكل صحيح، يمكن تحويل الهاتف الذكي أو الحاسوب من مصدر إلهاء إلى وسيلة لتحقيق الأهداف.

تطبيقات إدارة الوقت

تمثل إدارة الوقت واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه الكثيرين، ولكن بفضل تطبيقات، مثل "غوغل كالندر" (Google Calendar) و "تريلو" (Trello) و "نوشن" (Notion)، أصبح بالإمكان جدولة المهام اليومية وتنظيم المشروعات بسهولة.

وتستطيع استخدام "غوغل كالندر" (Google Calendar) لتحديد أوقات مهمة لكل نشاط، من مواعيد العمل إلى فترات الراحة، مما يجعل كل شيء واضحًا وسهل التنفيذ.

بينما يساعد تطبيق إنشاء القوائم "تريلو" (Trello) في تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وقابلة للتنفيذ.

في حين يقدم "نوشن" (Notion) مساحة عمل متكاملة تستطيع استخدامها لتخطيط أهدافك الطويلة المدى وتدوين الملاحظات اليومية، مما يضمن أن كل شيء مترابط ومنظم.

تطبيقات تعزيز التركيز

لا شك في أن إدارة الوقت خطوة أساسية، ولكن البقاء في حالة تركيز يتطلب أدوات إضافية، وهنا يأتي دور تطبيقات، مثل "فوريست" (Forest) و"فريدوم" (Freedom) وتقنية "بومودورو" (Pomodoro).

ويضفي "فوريست" (Forest) طابع اللعب على التركيز، إذ إنك تزرع شجرة رقمية عندما تركز في مهمة ما.

إعلان

وفي حال فقدت التركيز فإن الشجرة الرقمية تموت، مما يجعلك مسؤولا عاطفيًا عن شجرة رقمية صغيرة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكنك كسب عملات رقمية من خلال "فوريست" (Forest) تذهب إلى زراعة أشجار حقيقية في الحياة الواقعية.

ويمنع تطبيق "فريدوم" (Freedom) وصولك إلى المواقع المشتتة خلال فترات العمل، مما يسهم في تقليل فرص التشتت ويعزز البيئة الإنتاجية.

وتساعد تقنية زيادة الإنتاجية "بومودورو" (Pomodoro) في الحفاظ على التركيز دون الشعور بالإرهاق، لأنها تعتمد على العمل لمدة 25 دقيقة متبوعة باستراحة قصيرة.

ومن خلال استخدام تقنية زيادة الإنتاجية "بومودورو" (Pomodoro)، فإنك تهيئ نفسك للعمل المنتج من خلال معرفة أن هناك فترة راحة على بعد بضع دقائق فقط.

التعزيز الإيجابي بالتقنية

إلى جانب إدارة الوقت وتعزيز التركيز، تلعب تطبيقات تعقب العادات، مثل "هابيتيكا" (Habitica)، دورًا مهمًا في تعزيز الإنجاز.

ويحول تطبيق "هابيتيكا" (Habitica) المجاني المهام اليومية إلى تحديات رقمية محفزة، يكافأ المستخدم عند إكمالها.

وتستطيع تجميع هذه المكافآت الصغيرة من أجل الحصول على ملابس ومعدات جديدة لشخصيتك الافتراضية ضمن اللعبة الرقمية.

بناء عادات أفضل باستخدام التكنولوجيا

يتطلب التغلب على التسويف تغييرًا جذريًا في السلوكيات والعادات التي تحكم حياتنا، وهنا يأتي دور التكنولوجيا كأداة لتعزيز العادات الإيجابية وترسيخها.

وتعتمد العديد من التطبيقات على مبادئ علم النفس السلوكي، حيث تستخدم التحفيز الإيجابي والتذكيرات الذكية لتسهيل اكتساب العادات الجديدة والتخلص من العادات السيئة.

وتساعدك هذه الأدوات في إنجاز المهام، وتغيير عاداتك بالكامل، وتخفف هذه التطبيقات من الإرهاق الذهني عند اتخاذ القرار، وتمنع تشتت الانتباه، كما تتغير نظرتك إلى التكنولوجيا بصفتها مضيعة للوقت، وتتحول إلى أداة قوية للإنتاجية.

إعلان

كما يختفي هاجس الكمال لأن هذه التطبيقات تشجعك على البدء بخطوات صغيرة والتركيز على التقدم بدلا من الكمال.

في الختام، بالرغم من أن التكنولوجيا قد تكون أحد أكبر أسباب التسويف، فإنها في الوقت نفسه توفر أدوات قوية يمكن تسخيرها بذكاء لتعزيز الإنتاجية وبناء عادات أكثر استدامة عبر تغيير طريقة تعاملنا مع التقنية.

وبدلا من أن نكون مستهلكين سلبيين للمحتوى، يمكننا أن نصبح مستخدمين إيجابيين نوظف الأدوات الرقمية لصالحنا.

ومن خلال الجمع بين إستراتيجيات إدارة الوقت، وأدوات تعزيز التركيز، وتقنيات بناء العادات، يمكننا إعادة تشكيل علاقتنا مع التكنولوجيا بحيث تصبح حليفًا لنا في تحقيق أهدافنا بدلا من أن تكون مصدر تشتت وإهدار للوقت.

مقالات مشابهة

  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • الرقابة المالية تعتمد القواعد والإجراءات التنفيذية لعمل صندوق ضمان التسويات
  • الرقابة المالية تعتمد القواعد والإجراءات التنفيذية المنظمة لعمل صندوق ضمان التسويات
  • أساتذة الزنزانة 10 يلوحون بمزيد من التصعيد في مواجهة "مماطلة وزارية"
  • أوربان: القادة الأوروبيون قرروا في لندن مواصلة الحرب بأوكرانيا
  • مؤتمر في نادي الشقيف - النبطية حول دور ريادة الاعمال في اعادة بناء المجتمعات بعد الحروب
  • رسميًا.. غياب كريستيانو رونالدو عن مواجهة الإستقلال في إيران
  • التكنولوجيا في مواجهة التسويف.. كيف تنجز مهامك دون مماطلة؟
  • اليمن ضمن نطاق التصعيد العسكري الأمريكي بعد قرار ترامب تخفيف قيود الضربات الجوية خارج مناطق الحرب
  • مهندسون لـ«عمان»: «إمكان 2» يرسّخ الشفافية والحوكمة في إدارة المشاريع والعقود الحكومية