أبوظبي-وام
قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع: «إن رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان هي رؤية طموحة مبنية على أسس التنمية وضمان الحياة الكريمة المستقرة والمستدامة، نتصور من خلالها مجتمعاً لأفراد يساهمون في خدمته، ويحافظون على ارتباطهم بعائلاتهم، ويحيون القيم والتقاليد التي كان وما زال لها عظيم الأثر في بناء مجتمع قوي جيلا بعد جيل».


جاء ذلك خلال مشاركة سموه في جلسة بعنوان: «التوجهات في ملف التعليم والتنمية البشرية والمجتمع»، خلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي اختتمت أعمالها اليوم بالعاصمة أبوظبي، وحضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.
وسرد سموه خلال كلمته قصة «حصة»، وهي فتاة تعكس الرؤية الاستشرافية للإنسان الإماراتي وما يتميز به من صفات تعكس التربية السليمة ضمن الأسرة المترابطة، والتعليم المتطور الشمولي الذي يمتد خارج الصفوف الدراسية ليشمل كل جانب من جوانب الحياة اليومية، باعتبارها مثالاً للفتاة المتعلمة الطموحة التي نشأت على احترام القيم والمبادئ والموروث الثقافي في مجتمعها، والاستزادة من أصالة الأهل والحي الإماراتي وجعلهم النهج الذي بنيت عليه شغفها بحب العلم والتعلم حتى وصلت إلى مهنة تبدع فيها مع زملائها، بناء وتطويراً واستكشافاً، لتصبح عضواً فاعلاً في جعل النجاح والتقدم من سمات واقع الإمارات في الحاضر وفي المستقبل.
وأضاف سموه: «لقد رسمنا من خلال قصة»حصة«لوحة جسدت واقعاً لمستقبل قادرين على توفيره لكل من يعيش على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين بتعاوننا جميعاً وعملنا بروح الفريق الواحد حتى نصقل شباب و شابات مثل حصة، يساهمون بشكل فعال في تنمية المجتمع وفي بناء مستقبل الدولة».
وتابع سموه: «إن التحول الذي نحاول تحقيقه لا يقتصر على عناصر نظام التعليم فحسب، بل يتطلب تعاوناً حقيقياً مع عناصر التنمية البشرية والمجتمع، بين الأسرة والمدرسة، وبين الجامعة وسوق العمل، وبين سوق العمل والمجتمع، والأهم من ذلك، تعاون بين كل مسؤول وزميله بطرق شمولية وإستراتيجية تركز على الأثر وليس فقط على المخرجات وتنتهج الطابع المحلي أساساً لها».
وتحدث في الجلسة إلى جانب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كل من: شما المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، وسارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، والدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، وأدارتها معالي هاجر الذهلي، الأمين العام لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع.
التعاون والتكامل فيما بين ملفات التنمية البشرية
من جانبها، قالت شما المزروعي وزيرة تنمية المجتمع: «نرى أن التعاون والتكامل فيما بين قطاعات التنمية البشرية هما عاملان أساسيان في جعل قصة»حصة«واقعاً ملموساً، وفي زيادة تأثير التنمية لكل فرد، بداية من وضع رؤية مشتركة لأهدافنا وتحديد الفرص عبر القطاعات المختلفة، وتضمين قيمنا الإماراتية في كل ما نقوم به. علينا أن ننظر إلى تنمية المجتمع من خلال توفير فرص شاملة للجميع وإعادة بناء المهارات، وتعلم سبل إدارة الثروة، وتنمية المسؤولية المشتركة بين الجميع».
تنشئة جيل إماراتي الهوية
وقالت سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم: «تجسد قصة حصة طموحنا في تنشئة جيل إماراتي الهوية، ومؤهل على المستوى العالمي، ولديه المهارات اللازمة التي تواكب الطموحات العلمية والعملية لدى كل طالب. وهذا ما دفعنا لبناء نظام تعليمي محلي يزود الطلبة بالمهارات المستقبلية إلى جانب غرس القيم والمبادئ الإماراتية التي تبني شخصية الإنسان في دولة الإمارات».
تنمية بشرية شاملة
في ذات الإطار، قال الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة: «تمنحنا قصة حصة إلهاماً حقيقياً ودفعة أكبر للعمل بشكل مضاعف لتحقيق أحلام أبنائنا وبناتنا. فالإنجازات الكبيرة هي ليست إنجازات تعليمية أو أكاديمية فقط، إنما هي إنجازات مجتمعية وفكرية واقتصادية وغيرها الكثير، وتنمية بشرية شاملة. وتعتبر القيم والهوية الإماراتية جزءاً لا يتجزأ من توجهاتنا الإستراتيجية، وهو ما عودتنا عليه القيادة الرشيدة، بحيث لا تكون منفصلة إنما أساسية لنجاحنا».
مسؤولية مشتركة
من جانبها، قالت هاجر الذهلي، أمين عام مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع: «قصة حصة هي قصة توضح مسؤوليتنا المشتركة للعمل معاً من أجل تطوير كوادر بشرية تتمتع بمهارات عالية ولا تقتصر إنجازاتهم على تحقيق نجاح أكاديمي وحسب، بل بتمسّكهم بالقيم والمهارات الاجتماعية، وبمهن هادفة ومثمرة. إن إعادة تشكيل المجلس يأتي انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن النهج الشامل للتنمية البشرية هو السبيل الأمثل لتحقيق الطموحات التي رسمتها لنا قصة حصة».
وتُشكل الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 الحدث الوطني الأبرز والأهم، الذي يشهد مناقشة تنفيذ الخطط التنموية والأولويات الوطنية لدولة الإمارات على مختلف المستويات خلال المرحلة المقبلة.
وتشهد الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 تطورات جذرية في آلية تنظيمها، وأولوياتها، وأجندة فعالياتها، ومنطلقاتها، وأهدافها، والعديد من الأطر التي حافظت عليها خلال الدورات السابقة، وبما يتماشى مع توجهات ورؤى القيادة للتطوير والتحديث المستمرين لهذا الحدث الوطني الهام، وبما يتماشى مع الأولويات الوطنية، لتحقيق المستهدفات الإستراتيجية لحكومة دولة الإمارات، وتطوير العمل الحكومي وفق أفضل الممارسات العالمية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أبوظبي لحکومة دولة الإمارات بن زاید آل نهیان تنمیة المجتمع

إقرأ أيضاً:

أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور محمود عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المجمع يتصدى للمفاهيم المغلوطة حول الدعوة الإسلامية، ويعمل على نشر المفاهيم الصحيحة وترسيخها؛ كما يقدم المجمع دورًا كبيرًا في إبراز دور الأزهر الشريف والهيئات الإسلامية والعالمية في توحيد الصف الإسلامي والعربي على حد سواء، وذلك من خلال لجنة القدس التابعة للمجمع. 

وأضاف الأمين العام في حواره لـ«البوابة نيوز» أنه يتم داخل المجمع دراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومتابعة أحوال المواطنين المسلمين في الداخل والخارج؛ مشيرًا إلى أن  المجمع يؤدي رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف، مؤكدًا أن قضية العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية في غاية الأهمية، لذلك يولي لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين في القرآن الكريم.

وأوضح  الأمين العام أن المجمع يقوم بالرد على الشبهات من خلال الجهود العلمية لعلماء الأزهر الشريف والإصدارات العلمية والملتقيات الفكرية، سواء عن طريق التواصل المباشر أو عن طريق اللقاءات الافتراضية، وجهود الوعاظ والواعظات، وذلك بعد التدريب على كيفية التعامل مع تلك الشبهات من خلال الدورات التدريبية التي ينفذها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر؛ وإلى نص الحوار. 

 

تمثل اللجان العلمية محورًا مهمًا في أنشطة مجمع البحوث الإسلامية فماذا عنها؟

يؤدي مجمع البحوث الإسلامية رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف، ولديه عددٌ من اللجان العلمية المتخصصة مكونة من أساتذة جامعيين وباحثين مندرجين في عشر لجانٍ متخصصة وهذه اللجان من جل أولوياتها مناقشة الكثير من القضايا العلمية والمجتمعية التي تمس اهتمامات الناس بشكل مباشر؛ وتضم هذه اللجان: لجنة بحوث القرآن الكريم؛ وتختص بدراسة كل ما يتعلق بالقرآن الكريم من تفاسير قديمة وحديثة ومعاصرة، وما يثار حول القرآن الكريم من شبهات وافتراءات والرد عليها، ولجنة بحوث السنة والسيرة: وتختص بالنظر في كل ما يثار حول السنة المطهرة من شبهات والرد عليها؛ ولجنة البحوث الفقهية؛ وتختص ببحث الموضوعات الفقهية التي يقتضي الأمر عرضها على مجلس المجمع أو حاجتها إلى الدراسة، ودراسة ما يثار من موضوعات فقهية يستلزم الأمر بحثها، وتقرير الرأي الذي يلزم لكل موضوع؛ ولجنة التعريف بالإسلام؛ وتعمل على التعريف بالإسلام، والعلوم الإسلامية بجميع فروعها ومتابعة ما ينشر ويذاع من اتهامات باطلة ضد الإسلام والعمل على الرد عليها تصحيحًا للمفاهيم، ولجنة العقيدة والفلسفة؛ وتختص ببحث المواضيع العقدية والفلسفية، والتيارات الفكرية المعاصرة، وإبداء الرأي فيما يردُ إلى اللجنة من أسئلة واستفسارات وغيرها بشأن العقيدة الإسلامية وما يتعلق بها؛ ولجنة إحياء التراث الإسلامي وتهتم بالتراث الإسلامي والإنساني، والعمل على إحيائه وتحقيق ما لم يحقق من ذخائره النفيسة التي تفيد العالم حضاريًّا وإنسانيًّا، وكذلك توجد لجنة التربية والتعليم الأزهري؛ وتختص بمتابعة تطوير المقررات الدراسية في المعاهد الأزهرية، وكذلك مقررات معاهد البعوث الإسلامية، ومتابعة نشاط المكتبات بالمعاهد الأزهرية، والنشاط الرياضي والكشفي والثقافي بالمعاهد الأزهرية والتواصل مع المسئولين عن هذه الأنشطة؛ ولجنة التعاون بين المجمع والجامعة؛ وتختص بمناقشة ودراسة كل ما يتعلق بالمناهج الدراسية في جامعة الأزهر بمختلف الكليات والأقسام للارتقاء بمستوى التعليم الجامعي الأزهري، وتحقيق التعاون المثمر بين مجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر الشريف؛ ولجنة القدس والحوار؛ وتختص بإبراز دور الأزهر الشريف والهيئات الإسلامية والعالمية في توحيد الصف الإسلامي والعربي على حد سواء، ودراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومتابعة أحوال المواطنين المسلمين في البلدان غير الإسلامية ومد يد العون لهم؛ ولجنة المتابعة وتختص بمتابعة ما يستجد على الساحة الإسلامية من أحداث ومناقشتها ووضع المقترحات لحل ما يثار من مشكلات.

حدثنا عن لجنة مراجعة المصحف الشريف بالمجمع؟

تتولى لجنة مراجعة المصحف مسؤولية عظيمة أمام الله عز وجل، فقضية العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية في غاية الأهمية، لذلك يولي لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه من أعضاء هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر ومعاهد القراءات.وباعتبار أن هذه اللجنة هي الوحيدة القائمة على مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، ونظرًا لكثرة طلبات المراجعة التي تُقدم من جانب دور النشر فإنها تلتقي أسبوعيًا لمراجعة ما يعرض عليها من أعمال لطباعة المصحف الشريف وإصدار تصاريح الطبع والتداول.حيث تقوم اللجنة بمراجعة المصحف الشريف على مرحلتين الأولى منهما: مراجعة تجارب الطباعة، وفي هذه المرحلة تقوم دار النشر بتجهيز نسخة من المصحف وعلى جوانبه هامش، للتأكد من سلامة النص القرآني وموافقته لقواعد الرسم والضبط والتأكد من الالتزام بأحكام التجويد وموافقتها للقراءات المتواترة، ويجرى ذلك على عدة مراحل: تبدأ الأولى بمراجعة النص القرآني، تليها المرحلة الثانية وهي مراجعة الرسم، ثم المرحلة الثالثة وهي مراجعة الضبط والتشكيل.وفي حالة وجود أخطاء في هذه النسخة المقدمة تقوم اللجنة بالتنويه عن مواضع الخطأ في الهامش مع تدوين تقرير عن تلك الملاحظات والأخطاء، ثم يعاد المصحف لدار النشر لتصويب الأخطاء، ثم يعاد مرة أخرى إلى اللجنة للمراجعة وبعد التأكد من التصويب تُمنح الدار موافقة على الطبع فقط. وبعد الموافقة على الطبع فقط تشترط اللجنة فيها أن تعرض دار النشر نسخًا من المصحف للمراجعة النهائية، ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة المراجعة بعد الطباعة والجمع، حيث تراجع اللجنة النسخ بعد الطباعة والجمع، للتأكد من سلامة النص القرآني، وعدم حدوث أي أخطاء فنية أو مطبعية، كما يجرى مراجعة جودة الورق والغلاف لكي يتناسب مع قدسية المصحف الشريف، وبعد انتهاء هذه المراحل بدقة عالية تقرر اللجنة منح دار النشر تصريحًا بالتداول. وفي حالة وجود أو اكتشاف أي أخطاء في المصحف بعد تداوله بالأسواق يجرى مخاطبة دار الطباعة المسؤولة عن المصحف المغلوط لإحضار نسخ من المصحف محل الشكوى، دون إفصاح عن موضع الخطأ المشكو بشأنه، فإن كان الخطأ موجودًا بجميع النسخ يتم مصادرة جميع النسخ من المطبعة ومن الأسواق، وتشكل لجنة لإعدامها مع إبلاغ الجهات المعنية قانونًا "الجهات الأمنية"، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الدار، فإذا وُجد خطأ يتم التنبيه على الدار بتوخي الحرص والحذر وعدم الإهمال في طباعة المصحف، ويؤخذ على صاحب الدار إقرارًا بذلك.

كيف يتعامل المجمع مع الشبهات التي يثيرها البعض؟

يقوم مجمع البحوث الإسلامية بالرد على الشبهات من خلال عدة محاور:
المحور الأول: الجهود العلمية لعلماء الأزهر الشريف من خلال لجان مجمع البحوث الإسلامية، والإصدارات العلمية التي يصدرها المجمع ضمن سلسلة مجمع البحوث الإسلامية، وتتضمن الرد على الشبهات.

المحور الثاني: الملتقيات الفكرية التي ينفذها المجمع سواء عن طريق التواصل المباشر أو عن طريق اللقاءات الافتراضية، والتي يدور محورها حول الشبهات التي تدور على الساحة.

المحور الثالث: جهود وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في الرد على الشبهات، وذلك بعد التدريب على كيفية التعامل مع تلك الشبهات من خلال الدورات التدريبية التي ينفذها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر الشريف.

كيف يقوم المجمع بتأهيل الوعاظ والواعظات للتعامل مع الواقع المجتمعي؟

لدينا ما يقرب 3300 آلاف واعظ وواعظة تم اختيارهم جيدًا عن طريق مسابقات مرت بمراحل مختلفة من الاختبارات التحريرية والشفوية والمقابلات الشخصية، كما يتم إعدادهم جيدا إضافة إلى متابعتهم والعمل على رفع كفاءتهم من خلال الدورات العلمية والإلكترونية والمكتبات التي يتم توزيعها عليهم، كما يتم تأهيلهم للتعامل مع القضايا التي يهتم بها المواطنون في كل محافظة والتي قد تختلف من منطقة لأخرى، كذلك يتم تدريبهم على الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا فضلا عن تدريبهم على التواصل الفعال مع الناس وفن الإقناع والتأثير فيهم.

قوافل توعية 

بالنسبة للقوافل التي ينفذها المجمع، ماذا عن كيفية اختيار الأماكن التي تحتاج إلى تلك القوافل وأيضًا أهم الموضوعات التي تتناولها؟

يطلق المجمع القوافل التوعوية إلى العديد من محافظات ومدن الجمهورية من أجل تكثيف العمل الدعوي، وخاصة المناطق النائية والحدودية، ضمن فعاليات البرامج التوعوية التي ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين في جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية؛ تلبية لحاجة المجتمع إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، وبث الأمل في نفوس الشباب ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، وبناء الذات، والبعد عن عوامل اليأس والإحباط، والعودة إلى القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة في مختلف المجالات العلمية والعملية.

كما تشهد تلك القوافل تفاعلًا كبيرًا من جانب الجماهير في مختلف الأماكن، حيث تنتشر القوافل في المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات والمصالح الحكومية والنوادي ومراكز الشباب والمقاهي الثقافية، للوصول إلى الجمهور في مختلف أماكن تواجده.
وهناك بعض القوافل التي يطلقها المجمع لمعالجة قضية معينة أو مشكلة مجتمعية تم رصدها مثل مشكلات الثأر أو قضايا الإلحاد أو غيرها.

وفي رأيك ماذا عن أهم القضايا التي يجب أن يركز عليها الخطاب الديني في الوقت الراهن؟

دعونا نتفق أن الخطاب الديني المستنير لابد أن يراعي واقع المجتمع وحالته العامة، ولذا يجب التركيز على كل القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر وأهمها حاليا القضايا الفكرية التي تشغل بال الكثير وخاصة الشباب مثل: التطرف – الإلحاد – الشذوذ – الصهيونية وغيرها، وكذا القضايا المجتمعية التي تؤثر على الجميع مثل قضايا الأسرة والقضايا والأحوال الشخصية.

ولذا يعمل المجمع من خلال عدة محاور على حل هذه القضايا المجتمعية من مختلف الاتجاهات، والخروج برؤى ونتائج تسهم في بيان الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذي يحقق آمالهم ويلبي احتياجاتهم.

التراث الإسلامي 

ما هو دور المجمع فيما يتعلق بتنقيح كتب التراث؟ 

تراثنا مليء بالكنوز التي قلما تجدها في أي أمة خاصة التراث الإنساني، بالإضافة  لاهتمامنا به وحفظه على مدار العصور والأزمنة، وبالتالي لا يمكن التخلي عنه ولكن يوجد ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل معه وهذه مهمة المتخصصين، لذا نعمل على تحقيق كتب التراث وكذلك رقمنة المخطوطات وترميمها لسهولة اطلاع الباحثين.

ونأخذ من كتب التراث ما يناسب ويلائم واقعنا المعاصر وبالأخص تلك الشبهات والأفكار المغلوطة التي يظنها البعض حديثة فما هي إلا قديمة والعلماء قديمًا فندوها تفنيدًا فما من شاردة ولا واردة إلا تحدثوا عنها بل إنهم كانوا يفترضون وجود شبهات ويعملون على الرد عليها، وكل ذلك لأن مسألة اتهامه مسألة خطيرة وبعيدة عن الواقع، والفيصل فيها ينبغي أن يكون للمتخصصين.

دور مبعوثي الأزهر 

يمثل مبعوثي الأزهر الشريف قوة ناعمة لمصر والأزهر الشريف في دول العالم الخارجي؛ فما الخطوات التي يتخذها المجمع لاختيار وتأهيل هؤلاء المبعوثين لأداء دورهم في الخارج؟ وما الرسالة التي يحملها هؤلاء المبعوثين؟

يعمل المجمع على اختيار العناصر الأكفأ لتمثيل مصر والأزهر في دول العالم المختلفة، ولذا تقوم مرحلة الاختيار الأولية على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط فهذه النماذج المبتعثة التي تمثل مصر والأزهر في دول العالم ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجا متميزا، بداية من الاختبارات التحريرية ثم الشفوية ثم المقابلات الشخصية والتي تستهدف اختيار أفضل مدرسي ووعاظ الأزهر من حيث التخصص العلمي والسمات الشخصية.فإذا انتقلنا إلى ما بعد مرحلة الاختيار فإن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب وإنما يتم تكثيف الدورات التأهيلية لهم قبل سفرهم حتى يكونوا على إلمام كاف برؤية ورسالة الأزهر، فضلا عن تدريبهم على كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمي واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم التواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

أما بالنسبة للدور الذي يقوم به مبعوثو الأزهر فيتمثل في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين في صورته الحقيقة السمحة التي تدعوا إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير في تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم بالتواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

برنامج رمضان 

حدثنا عن برنامج المجمع في شهر رمضان المبارك هل تم تنفيذ كل ما جاء في الخطة الدعوية التي تم الإعلان عنها سابقًا؟

شهر رمضان له أهمية دعوية كبيرة لذا نحرص على تحقيق أكبر استفادة منه؛ حيث انقسمت الخطة الدعوية لمجمع البحوث الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك إلى شقين: الشق الأول وهو الخطة الميدانية وتضم: عدة برامج دعوية ميدانية عن طريق القوافل الدعوية والملتقيات الثقافية والندوات والأمسيات الدينية، والشق الثاني تضمن التوعية الإلكترونية عن طريق القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

حيث تم تنفيذ تلك البرامج على أكمل وجه من خلال وعاظ وواعظات الأزهر الشريف وعلماء الأزهر الشريف.

سيرة ومسيرة

ولد الدكتور محمود عبد الدايم في قرية الدير شرق التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر عام 1975

حصل على ليسانس الدَّعوة الإسلاميَّة من جامعة الأزهر عام 1997

حصل على  درجة الامتياز في رسالة الماجستير عام 2003

حصل على درجة الدكتوراة بدرجة مرتبة الشرف عام 2005

أستاذًا بقِسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة في جامعة الأزهر

رئيسًا للقسم حتى تكليفه بمنصب وكيل الكلية

مقررًا في لجنة ترقية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل بالسعودية

عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر

تولى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في 23سبتمبر 2024

أبرز مؤلفاته

مباحث في العقيدة الإسلامية والمذاهب المعاصرة

قضايا ثقافيَّة معاصرة

أيها الملحدون ما لكم لا ترجون لله وقارًا

إتحاف الأنام بسيرة الزهاد في صدر الإسلام

السلوة في شرائط الخلوة

الإيمان بالغيب عقيدة ومنهج حياة

الشيخ صالح الجعفري حياته وجهوده

البحوث التي شارك بها

المؤتمرات العلمية

- تولى رئاسة مؤتمر دور المؤسَّسات الدِّينية في ترسيخ مفهوم التسامح وحوار الحضارات في مدريد بإسبانيا.

- رئيس مؤتمر نحو شراكة أزهريَّة في صناعة وعي فكري آمن.. رؤية واقعيَّة استشرافية بكليَّة الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

أمين عام مؤتمر دور العلوم الشرعيَّة في خدمة الدَّعوة الإسلامية بكلية الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

أمين عام مؤتمر الدعوة الإسلاميَّة والسَّلام العالمي بكلية الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

رئيس ملتقى الدِّراسات العُليا على مدار خمس سنوات.

المجمع فى سطور

مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة الثانية من هيئات الأزهر، يرأسه الإمام الأكبر، ويباشره الأمين العام، التي أنشئت بموجب القانون رقم «103» لسنة 1961م وتعديلاته بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، وهو بنص القانون الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وحددت المادة «15» وظيفته ومهمته والتى تتمثل فى  بحث ودراسة كل ما يتصل بالبحوث والدراسات، والعمل على تجديد الثقافة الإسلامية.كما شملت مهمته، تتبع كل ما ينشر عن الإسلام والتراث الإسلامى من بحوث ودراسات فى الداخل والخارج والانتفاع بما فيها من رأى صحيح أو مواجهتها بالتصحيح والرد، وبحث ودراسة كل ما يستجد من مشكلات مذهبية، بالإضافة إلى معاونة جامعة الأزهر في الدراسات الإسلامية العليا لدرجتى التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة في امتحاناتها ورسم السياسة العامة.

وينبثق عن المجمع عدد من اللجان الأساسية، هى: لجنة بحوث القرآن الكريم، وبحوث السنة، والبحوث الفقهية، والعقيدة والفلسفة، والتعريف بالإسلام، وإحياء التراث الإسلامى، والتربية والتعليم، والتعاون بين المجمع وجامعة الأزهر، والقدس والجهاد والأقليات الإسلامية،  والمتابعة، والمقررون، وجوار الأديان، والإعجاز العلمى في القرآن والسنة.

632

مقالات مشابهة

  • أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع
  • وزير..ميزانية التعليم الأولي ارتفعت إلى 250 مليار سنتيم
  • شهدها سيف بن زايد..مجلس محمد بن زايد ينظم جلسته الرمضانية الرابعة
  • مجلس محمد بن زايد ينظم جلسة "تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع"
  • وزير الرياضة: الرئيس السيسي له رؤية واسعة وتعلمت معه الإخلاص والدقة
  • محمد بن زايد يتلقى اتصالاً هاتفياً من بوتين
  • محمد بن زايد وبوتين يبحثان التعاون الثنائي في اتصال هاتفي
  • محمد بن زايد و بوتين يبحثان التعاون الثنائي وسبل تعزيزه
  • وزير الأوقاف: التدبر في النعم يولّد بالقلب وعيا للسير في طريق الله
  • نهيان بن مبارك يزور مجلس عائلة المغفور له سعيد لوتاه