البرهان يرسم ملامح المستقبل السياسي
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أن خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش في الذكرى 69 لسودنة الجيش السوداني، يحمل في أحشائه العديد من الرسائل الهامة، أولها أن البرهان لم يتحدث عن أي مفاوضات مع ( ميليشيا الدعم السريع) بل يؤكد على إخراجها من الساحتين السياسية و العسكرية. عندما يتهمها بالتضليل و الزيف و ترويع المواطنين.
ينتقل البرهان إلي محطة أخرى؛ يؤكد فيها أن مرحلة ما بعد الحرب يجب أن تفارق المسار الذي كان قبل الحرب، فالهدف في الخطاب تأسيس مرحلة جديدة بأجندة جديدة؛ يقول البرهان عنها "دولة الحرية والسلام والعدالة التي يحلم بها شباب بلادي بعد توافق نتفادي فيه كل تجاوزات وأخطاء ما قبل 15 أبريل ٢٠٢٣م لنصل إلي صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة لدي شعبنا تصل بالبلاد إلي محطة الإنتخابات التي يختار فيها من يحكمه بجدارة وإستحاق" و الإشارة هنا إلي توسيع قاعدة المشاركة، بهدف الوصول لتوافق وطني يكون ضامن للعملية السياسية، و يقود إلي أنتخابات. و قبل الانتخابات لابد أن يكون هناك توافقا بين السلطة المدنيةو الجيش لتأمين فترة ما قبل الانتخابات. باعتبار أن عملية التحول الديمقراطي تحتاج إلي تناغم بين السلطة التنفيذية و العسكرية لحفظ الأمن و الوصل لمرحلة الاستقرار السياسي الذي تحتاجه العملية الانتخابية. و بعد الانتخابات ينسحب الجيش من الساحة السياسية و يتفرغ الجيش لعملية البناء و التحديث و التأهيل. يقول البرهان عنها "حينها ستجدون قواتكم المسلحة إلي جانبكم ثم لتمضي في أداء واجبها الوطني المقدس في حماية الأرض والعرض ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير ، جيشاً واحدا موحدا خالي من أي تشوهات تهدد الأمن الوطني السوداني مستقبلاً" و هنا تتضح رؤية القائد العام للجيش عن الخطة المرسومة للعملية السياسية و الأمنية، و تبين أن بعد وقف الحرب لابد أن يكون هناك تناغم بين الجيش و السلطة التنفيذية لخلق بيئة صالحة للانتخابات، هي البيئة التي يجب أن تشهد فيها الميادين العامة الندوات السياسية الجماهيرية التي كانت غائبة تماما طيلة الأربعة سنوات الماضية. أن حظر السلاح و منع المتاجرة فيه و وجوب أن يكون فقط عند القوات المسلحة سوف يعزز العملية الأمنية في البلاد.
يؤكد البرهان أن الجيش مصر على التخلص من الميليشيا تماما و أن لا يكون لها دورا في المستقبل حيث يقول "نعاهدكم جميعاً أيها الشرفاء أن نحتفل قريبا جدا وبعون الله وتوفيقه بالنصر المؤزر علي هذا التمرد الغاشم وعلي أن نحافظ علي هذا البلد وشعبه ، وأن نجنبه مستقبلاً مغامرات كل متهور ومغامر ، وأن نبدأ ونواصل معاً مسيرة البناء وإعادة تأهيل ما دمرته هذه الحرب بإذن المولي عز وجل" النصر تقابله الهزيمة و ليس التفاوض، و هذه تمثل رغبة كل المؤمنين بعملية التحول الديمقراطي، الوصول إلي جيش مهنى واحد، فالذين يسعون للتفاوض بين الجيش و ميليشيا الدعم السريع هؤلاء يبحثون عن تسوية تعيد الميليشيا لكي تلعب مرة أخرى دورا سياسيا، و هؤلاء يريدون تأجيل الحرب لوقت أخر.
أن الإيمان بالعملية الديمقراطية يعني أن يكون هناك جيشا واحدا في البلاد، و أيضا لابد من فتح حوار سياسي و مجتمعي للوصول لتوافق وطني، و معادلة الديمقراطية لا تقبل فرض الشروط من أي قوى سياسية. و إذا أنتظرنا أن تكون هناك معادلة تقارب بين أهل الصراعات الأيديولوجية سوف يعاني الشعب السوداني أطول من معاناته السابقه، الصراع أليديولوجي الدائر جعل هناك حالة من الاستقطاب الحاد في المجتمع تهدد مستقبل الوطن، أن القوى الوسطى في المجتمع يقع عليها عبء كبير في مسألة الاستقرار السياسي و الاجتماعي في البلاد، و يجب عليها أن تستيقظ من حالة السكون التي تعيش فيها. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أن یکون
إقرأ أيضاً:
لمنع انزلاق اليمن نحو المجهول .. رئيس المكتب السياسي السابق لحركة الحوثيين يوجه دعوة هامة لكافة الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً
حيروت – خاص
وجه رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثيين السابق صالح هبرة دعوة للأطراف المتصارعة في اليمن لوضع حلول معقولة تجنب البلاد الانزلاق نحو المجهول .
وقال صالح هبرة ، في منشور على حسابه في فيسبوك تابعه حيروت الإخباري ، بأن الحرب ليست في مصلحة اليمنيين ككل، وإن تدخلت القوى الأجنبية في بلدكم تحت أي ذريعة؛ فإن معناه: أنكم تهيؤون للأجنبي أن يحتل بلدكم من جديد، وأنه سيعود الاحتلال البريطاني، وأن بريطانيا ستحتل شبوة وعدن وباب المندب… وغيرها من الأماكن الحساسة، وستبقى فيها بحجة حماية خفر السواحل وممرات الملاحة الدولية.
وأشار إلى أن الحرب إذا اشتعلت في اليمن مع تدخل مباشر للأجنبي فإن اليمن سيتحول إلى ساحة صراع وتصفية حسابات دولية وإقليمية، وسيدخل اليمن في مستنقع ونفق مظلم يصعب الخروج منه.
ودعا هبرة : “مجلس القيادة الرئاسي” و “المجلس السياسي الأعلى” و “قوى الحراك الجنوبي”، و كافة القوى الوطنية وعقلاء اليمن من شماله إلى جنوبه إلى استدراك الوضع وتقديم مبادرات تتضمن حلولا معقولة لتجنيب اليمن الانزلاق إلى المجهول؛ “فاليمن ملك ومسؤلية كل اليمنيين” ، حد وصفه .
إليكم نص المنشور :
أكرّر وأذكّر جميع اليمنيين بأن الحرب ليست حلًا:
ليست الحرب في مصلحة اليمنيين ككل، وإن تدخلت القوى الأجنبية في بلدكم تحت أي ذريعة؛ فإن معناه: أنكم تهيؤون للأجنبي أن يحتل بلدكم من جديد، وأنه سيعود الاحتلال البريطاني، وأن بريطانيا ستحتل شبوة وعدن وباب المندب… وغيرها من الأماكن الحساسة، وستبقى فيها بحجة حماية خفر السواحل وممرات الملاحة الدولية.
وأن الحرب إذا اشتعلت في اليمن مع تدخل مباشر للأجنبي فإن اليمن سيتحول إلى ساحة صراع وتصفية حسابات دولية وإقليمية، وسيدخل اليمن في مستنقع ونفق مظلم يصعب الخروج منه.
ومن منطلق الشعور بالمسؤولية أدعو: “مجلس القيادة الرئاسي” و “المجلس السياسي الأعلى” و “قوى الحراك الجنوبي”، وأدعو كافة القوى الوطنية وعقلاء اليمن من شماله إلى جنوبه أن تستدركوا الوضع وأن تقدموا مبادرات تتضمن حلولا معقولة، وأن تجنبوا اليمن الانزلاق إلى المجهول؛ فاليمن ملك ومسؤلية كل اليمنيين.
بل :أتوقع أن الأجنبي لو تدخل عسكريا في اليمن فإنه لن يمكِّن طرفا من حكم اليمن، ولن يعمل على إخراج طرف من الأطراف المتصارعة من المشهد السياسي نهائيًا، وإنما سيحد من قوة كل طرف بما لا يشكل خطرًا عليه، مع الاحتفاظ بجزء من قوته بما يضمن بقاء الصراع قائما؛ لخلق مبرر لتواجده المستمر، بل وسيعمل على عدم استقرار الوضع؛ ليبقى هو.
فبحجر الله عليكم أنقذوا اليمن قبل أن يقع الفأس الثاني في الرأس، أما الفأس الأول فقد وقع.