سودانايل:
2025-03-13@12:55:28 GMT

البرهان يرسم ملامح المستقبل السياسي

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

أن خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش في الذكرى 69 لسودنة الجيش السوداني، يحمل في أحشائه العديد من الرسائل الهامة، أولها أن البرهان لم يتحدث عن أي مفاوضات مع ( ميليشيا الدعم السريع) بل يؤكد على إخراجها من الساحتين السياسية و العسكرية. عندما يتهمها بالتضليل و الزيف و ترويع المواطنين.

و يقول البرهان "بلادنا تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث ، تستهدف كيان وهوية وتراث ومصير شعبنا الذي ظل منذ صبيحة ١٥ أبريل الماضي يواجه أبشع فصول الإرهاب وجرائم الحرب على أيدي مليشيا المتمرد الخائن حميدتي وأعوانه" و هذا الإتهام يجب وصله مع تشكيل البرهان لجنة من النائب العام لحصر جرائم الميليشيا، بهدف تقديم قيادتها إلي العدالة الدولية. الأمر الذي يجعلها خارج دائرة الفعل السياسي و العسكري في المستقبل. و هنا يسأل الذين يقفون موقفا مناهضا للجيش و أيضا الذين يشايعونهم: هل الجيش سوف ينتصر في الحرب؟ القضية ليست متعلقة فقط بالجيش.. أيضا بالشعب الذي أغلبيته تقف في خندق واحد مع الجيش للتخلص من الميليشيا تماما. و لن يخالف الجيش ما يريده الشعب. وهذا الذي أكده البرهان في خطابه حيث يقول "نؤكد لكم ولجميع العالم أن القوات المسلحة ستظل كعهدها علي مدي تاريخها الذي يقترب من المائة عام بأننا سنظل قوات محترفة تقف مع خيارات شعبنا العظيم وحقه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات" و جاء التأكيد لكي يثبت القناعة في عملية التحول الديمقراطي.
ينتقل البرهان إلي محطة أخرى؛ يؤكد فيها أن مرحلة ما بعد الحرب يجب أن تفارق المسار الذي كان قبل الحرب، فالهدف في الخطاب تأسيس مرحلة جديدة بأجندة جديدة؛ يقول البرهان عنها "دولة الحرية والسلام والعدالة التي يحلم بها شباب بلادي بعد توافق نتفادي فيه كل تجاوزات وأخطاء ما قبل 15 أبريل ٢٠٢٣م لنصل إلي صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة لدي شعبنا تصل بالبلاد إلي محطة الإنتخابات التي يختار فيها من يحكمه بجدارة وإستحاق" و الإشارة هنا إلي توسيع قاعدة المشاركة، بهدف الوصول لتوافق وطني يكون ضامن للعملية السياسية، و يقود إلي أنتخابات. و قبل الانتخابات لابد أن يكون هناك توافقا بين السلطة المدنيةو الجيش لتأمين فترة ما قبل الانتخابات. باعتبار أن عملية التحول الديمقراطي تحتاج إلي تناغم بين السلطة التنفيذية و العسكرية لحفظ الأمن و الوصل لمرحلة الاستقرار السياسي الذي تحتاجه العملية الانتخابية. و بعد الانتخابات ينسحب الجيش من الساحة السياسية و يتفرغ الجيش لعملية البناء و التحديث و التأهيل. يقول البرهان عنها "حينها ستجدون قواتكم المسلحة إلي جانبكم ثم لتمضي في أداء واجبها الوطني المقدس في حماية الأرض والعرض ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير ، جيشاً واحدا موحدا خالي من أي تشوهات تهدد الأمن الوطني السوداني مستقبلاً" و هنا تتضح رؤية القائد العام للجيش عن الخطة المرسومة للعملية السياسية و الأمنية، و تبين أن بعد وقف الحرب لابد أن يكون هناك تناغم بين الجيش و السلطة التنفيذية لخلق بيئة صالحة للانتخابات، هي البيئة التي يجب أن تشهد فيها الميادين العامة الندوات السياسية الجماهيرية التي كانت غائبة تماما طيلة الأربعة سنوات الماضية. أن حظر السلاح و منع المتاجرة فيه و وجوب أن يكون فقط عند القوات المسلحة سوف يعزز العملية الأمنية في البلاد.
يؤكد البرهان أن الجيش مصر على التخلص من الميليشيا تماما و أن لا يكون لها دورا في المستقبل حيث يقول "نعاهدكم جميعاً أيها الشرفاء أن نحتفل قريبا جدا وبعون الله وتوفيقه بالنصر المؤزر علي هذا التمرد الغاشم وعلي أن نحافظ علي هذا البلد وشعبه ، وأن نجنبه مستقبلاً مغامرات كل متهور ومغامر ، وأن نبدأ ونواصل معاً مسيرة البناء وإعادة تأهيل ما دمرته هذه الحرب بإذن المولي عز وجل" النصر تقابله الهزيمة و ليس التفاوض، و هذه تمثل رغبة كل المؤمنين بعملية التحول الديمقراطي، الوصول إلي جيش مهنى واحد، فالذين يسعون للتفاوض بين الجيش و ميليشيا الدعم السريع هؤلاء يبحثون عن تسوية تعيد الميليشيا لكي تلعب مرة أخرى دورا سياسيا، و هؤلاء يريدون تأجيل الحرب لوقت أخر.
أن الإيمان بالعملية الديمقراطية يعني أن يكون هناك جيشا واحدا في البلاد، و أيضا لابد من فتح حوار سياسي و مجتمعي للوصول لتوافق وطني، و معادلة الديمقراطية لا تقبل فرض الشروط من أي قوى سياسية. و إذا أنتظرنا أن تكون هناك معادلة تقارب بين أهل الصراعات الأيديولوجية سوف يعاني الشعب السوداني أطول من معاناته السابقه، الصراع أليديولوجي الدائر جعل هناك حالة من الاستقطاب الحاد في المجتمع تهدد مستقبل الوطن، أن القوى الوسطى في المجتمع يقع عليها عبء كبير في مسألة الاستقرار السياسي و الاجتماعي في البلاد، و يجب عليها أن تستيقظ من حالة السكون التي تعيش فيها. و نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

المعارضة الصهيونية: نتنياهو يرفض دفع الثمن السياسي لوقف الحرب

يمانيون../
أكد زعيم المعارضة الصهيونية، يائير لبيد، اليوم الأربعاء، أن وقف الحرب يتطلب ثمناً سياسياً، لكن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يرفض دفعه، مما يعرقل جهود إنهاء العدوان.

ونقلت وكالة “معا” الفلسطينية عن لبيد قوله إن حكومة العدو لا تبذل كل الجهود الممكنة لاستعادة الأسرى الصهاينة، ولا تستغل جميع الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك.

وأضاف: “نحن في وضع نخسر فيه مرتين، الأسرى لا يعودون، وفي الوقت ذاته تحصل حماس على وقف لإطلاق النار دون مقابل”.

مقالات مشابهة

  • البرهان: الجيش السوداني عازم على تحرير البلاد والقضاء على الدعم السريع  
  • حماس ترحب بتصريحات ترامب إن عنى ما يقول وتدعو إلى تطبيق اتفاق وقف الحرب كاملا
  • المعارضة الصهيونية: نتنياهو يرفض دفع الثمن السياسي لوقف الحرب
  • مناصرة الجيش السوداني بين الكيد السياسي وفهم طبيعة الصراع
  • السودان … إستشراف المستقبل بعد الحرب
  • جون ويندهام.. رائد الخيال العلمي الذي تنبأ بكوارث المستقبل
  • تعرف على قطار TGV المستقبل الذي طلبه المغرب من فرنسا (صور)
  • البرهان: الجيش لن يعود لمفاوضات جدة إلا بعد إلقاء المليشيا السلاح ومحاسبة منتسبيها
  • حيث الانسان يرسم الابتسامة ويضع مداميك المستقبل لنازح بمحافظة المهرة.. الحلاق الذي تحققت أحلام حياته بمشروع مستدام يومن مستقبله ومستقبل اسرته
  • محمد بن زايد: التعليم الذي يتمحور حول الإنسان طريقنا نحو المستقبل