بركان ليووتوبي لاكي-لاكي.. جيولوجيا هشة تتسبب في ضحايا وتدمير بإندونيسيا
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
لقي 10 مواطنين إندونيسيين على الأقل مصرعهم نتيجة ثوران مفاجئ لبركان "ليووتوبي لاكي-لاكي" يوم الأحد الماضي، مخلفا دمارا واسعا، حيث غطى الرماد الكثيف والسحب الدخانية القرى المجاورة بالكامل، وقدّرت السلطات المحلية أن البركان أحرق جميع الأراضي ضمن دائرة قطرها 4 كيلومترات.
وقد ارتفع عمود الدخان إلى حوالي كيلومترين في السماء من قمة البركان، الذي يقع في جزيرة فلوريس الإندونيسية، حيث وقع الانفجار حوالي منتصف الليل.
كما استجابت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث بسرعة، مرسلة فرق بحث وإنقاذ لمساعدة أكثر من 10 آلاف متضرر، في أعقاب تحذيرات سابقة كانت قد رفعت مستوى التأهب إلى الدرجة الرابعة، وهي المستوى الأعلى.
ارتفع مستوى التأهب إلى الدرجة الرابعة وهي المستوى الأعلى (رويترز)جيولوجيا هشة على خط نار
تعزى طبيعة إندونيسيا الجيولوجية إلى موقعها ضمن "حلقة النار" في المحيط الهادي، وهي شريط جغرافي طوله نحو 40 ألف كيلومتر يشبه شكل حدوة حصان، يتميز بنشاط زلزالي وبركاني شديدين، ويضع هذا الموقع إندونيسيا في منطقة تصادم بين عدد من الصفائح التكتونية، بما في ذلك الصفيحة الأسترالية وصفيحة سوندا.
ولفهم الفكرة تخيل أن كوكب الأرض يشبه التفاحة. إذا كان الأمر كذلك، فإن قشرة التفاحة الرقيقة تمثل بالنسبة للأرض غلافها الصخري.
إلا أن هذا الغلاف في حالة الأرض منقسم إلى عدة شرائح متداخلة، مثل الأحجيات الورقية، هذه الشرائح (التي تسمى الصفائح التكتونية) يتحرك ببطء شديد بعضها إلى بعض؛ فقط عدة سنتيمترات كل عام.
يمتد الشريط حول المحيط الهادي، بداية من جنوب قارة أميركا الجنوبية عبر خندق بيرو-تشيلي، وصولا إلى خندق أميركا الوسطى، وينطلق بعد ذلك صعودا في أميركا الشمالية بمحاذاة جبال روكي إلى ألاسكا، ثم عبر مضيق بيرنغ إلى اليابان نزولا إلى الفلبين وإندونيسيا، ثم في النهاية نيوزيلندا.
وبسبب ما يُعرف بعمليات "الانضواء" أو "الاندساس"، حيث تنزلق صفيحة تكتونية تحت الأخرى، فإن العديد من البراكين تحدث مثل بركان ليووتوبي لاكي-لاكي الأخير.
أدت الحركة المستمرة للصفائح التكتونية في إندونيسيا إلى حدوث ثورات بركانية متكررة على مر السنين، فضلا عن وقوع الزلازل بشكل مستمر، وتتسبب عمليات الانضواء المستمرة وما يصاحبها من نشاط زلزالي في تشكيل التضاريس الوعرة للبلاد، بما في ذلك القمم البركانية المتعددة والخنادق المحيطية العميقة. وحتى اليوم لا تزال الصفائح التكتونية تتحرك ببطء تحت الأراضي الإندونيسية، مما يجعل المنطقة واحدة من أكثر البيئات الجيولوجية نشاطا في العالم.
حين تنزلق صفيحة تكتونية تحت الأخرى فإن ذلك يكون عادة موضع نشأة البراكين (إيريك جابا – ويكيميديا) بركانان توأمان.. ثنائية مرعبة وخلابةيشكل "ليووتوبي لاكي-لاكي" جزءا من زوج بركاني مزدوج إلى جانب قمة "ليووتوبي بيريمبوان"، حيث لا تبعد القمتان سوى كيلومترين عن بعضهما في جزيرة فلوريس الواقعة جنوبي البلاد، ويعكس اسما البركانين موروثا ثقافيا للمنطقة، إذ يعني "لاكي-لاكي" الرجل و"بيريمبوان" المرأة.
وتشكل الفوّهتان مصدر خطر مستمرا للسكان المحليين، خاصة بعد عودة النشاط البركاني منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، إذ تسارعت الأحداث تدريجيا حتى وقوع الانفجار الكبير يوم أمس.
وخلال الأشهر التي سبقت هذا الانفجار، شهدت الجزيرة انبعاثات متكررة للرماد والحمم البركانية، مما تسبب في إزعاج مستمر للسكان وجعلهم على أهبة الاستعداد لمواجهة الكارثة، وهذا ما يفسر قلة عدد الضحايا مقارنة بحجم الدمار الناتج عن الكارثة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
فلسطين: استشهاد 11 ألف طالب وتدمير 497 مدرسة وجامعة جراء العدوان الإسرائيلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أن 11 ألفا و923 طالبا استُشهدوا، و19 ألفا و199 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية.
وأوضحت الوزارة - في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا" اليوم الثلاثاء - أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 11 ألفا و808، والذين أصيبوا 18 ألفا و596، فيما استُشهد في الضفة 115 طالبا وأصيب 603 آخرون، إضافة إلى اعتقال 450.
وأضافت أن 561 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 3 آلاف و729 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 148 في الضفة، مشيرة إلى أن 341 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 138 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 84 مدرسة و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.
وأكدت أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة.