ندوة مؤسسة وايامو: التركيز علي توثيق الجرائم الدولية وانتهاكات حقوق الانسان في السودان .. تقرير: حسن اسحق
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
في السابع عشر من شهر يوليو الماضي، اقامت مؤسسة وايامو ندوة عن يوم العدالة الدولي في ما يجري في السودان، بهدف رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الانسان، في كلية الدراسات العليا للاعلام والاتصالات في جامعة اغا خان بالعاصمة الكينية نيروبي،و تاتي الندوة في ظل احتفاء المؤسسة بتنظيم ندوة تركز علي توثيق الانتهاكات الجسيمة التي تقع علي المدنيين العزل، وضمت الندوة عدد من الخبراء الدوليين في مجال القانون وحقوق الانسان.
ناقش المهتمون مسالة كيفية تصنيف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي ما زالت ترتكب في السودان، اضافة الي الدور الذي يمكن ان تلعبه المعلومات الرقمية مفتوحة المصدر في التحقيقات الفظيعة، وعمليات المساءلة والمحاسبة في المستقبل.
في إطار مشروع مؤسسة وايامو، تسعي الي بناء القدرات للمجتمع المدني السوداني والجهات الفاعلة القانونية ، وكسر حلقة الإفلات من العقاب على الجرائم الدولية ، توفر مؤسسة وايامو التدريب في القانون الجنائي الدولي، والقانون الإنساني الدولي، وحقوق الإنسان للمجتمع المدني السوداني والجهات الفاعلة القانونية في المنطقة.
اضاف بعض المتحدثين الي مليشيات وقوات الدعم السريع تقتل افراد قبيلة المساليت العزل في ولاية غرب دارفور الجنينة، وبعض المناطق في الولاية، وتعمدت تدمير البنية التحتية، والمطالبة بوجود عمل جاد يوثق كل جرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية، حتي يحاكم مرتبكي هذه الجرائم علي جرائمهم التي ارتكبوها في السودان.
هذه القوات استخدمت كل انواع الاسلحة الثقيلة ضد الابرياء، وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية، وانتهجت سياسة ممنهجة في سرقة الممتلكات في اسواق مدينة الجنينة وتندلتي ومستري، حتي مستشفي الجنينة التعليمي تعرض للسرقة.
توثيق جرائم الحرب
يقول رضوان نويصر الخبير المستقل للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، يجب ان يكون هناك عمل مستمر لتوثيق انتهاكات حقوق الانسان، في حالة السودان، منذ عام 1956، تواجه الدولة الصراع الداخلي المتمثل في الحكم العسكري لفترات طويلة، اضافة الي الحرب الاهلية التي دارت في اقليم جنوب السودان، حاليا دولة جنوب السودان، منذ وقت ليس بالقصير، السودان تحت اجندة الامم المتحدة لحقوق الانسان، بسبب عدم المسؤولية، عدم الثقافة المتعلقة بحقوق الانسان في الدولة، ما يؤثر علي الوضع الدائر في البلاد.
اضاف رضوان ان هناك اختلاف وتضارب بين قيادات الجيش والدعم السريع، كل المبادرات من الايغاد، والاتحاد الافريقي تعمل علي ايجاد ارضية مشتركة بين الاطراف المتصارعة، بعد مرور اكثر 3 اشهر لم يتحقق اي نصر من جانب الطرفين، ما ادي الي فظائع انسانية في السودان.
مشيرا الي ان المدنيين العزل يواجهون نقص حاد في الطعام والادوية، والنساء يواجهن العنف الجنسي، مليشيات الجنجويد قتلوا المساليت العزل في ولاية غرب دارفور الجنينة، وبعض المناطق في الولاية، وتعمد تدمير البنية التحتية، واضافة الي انتقاص حقوق الانسان في الدول المجاورة للسودان، يجب توثيق كل جرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية في السودان، ان السودانيين لن يقبلوا باي تحكم السودان.
مفهوم العدالة .. الضحايا يستحقون العدالة
بيتي مورونغي خبيرة في العدالة الانتقالية، مدافعة في المحكمة العليا في كينيا وعضو المجموعة الأفريقية للعدالة والمساءلة، تشير الي اهمية نهاية الحصانة ضد انتهاكات حقوق الانسان الفظيعة، التطرق الي مبادئ مفهوم المحاكمة والعدالة، توضح ان ما يعيق تحقيق العدالة وجود الحصانة، وتقييد المحاكم، وفقدان القدرة والرغبة، تحقيق العدالة بعمل وتعزيز قدرة ورغبة السلطات المحلية والقومية في تنفيذ اهدافها.
تضيف مورونغي يجب علي منظمات المجتمع المدني العمل مباشرة مع الضحايا لرفع القضايا الي الجهات العليا ذات الصلة، اضافة الي بعض المحاكم الاقليمية في حل فشل المحاكم المحلية في تحقيق ذلك، بعض القوانين المحلية لها سلطة محاكمة من ارتكب جرائم خارج حدود الدولة، توضح ان المنظمات يقع عليها عمل تحقيقات في انتهاكات حقوق الانسان، وحفظ تلك التحقيقات لمحاكمة مرتبكي الجرائم في المستقبل في محاكمات خاصة، الضحايا يستحقون العدالة في نهاية الامر، يجب العمل علي انهاء الحصانة، وتقوية نظام العدالة في اي دولة.
العمل علي توثيق حقوق الانسان
اوضح عبدالله حسن الخبير والباحث الصومالي في منظمة العفو الدولية ان المنظمة تعمل من اجل توثيق انتهاكات حقوق الانسان في السودان منذ سنوات، خاصة في ولاية غرب دارفور، وكشف كان هناك هجوما متعمدا علي المدنيين من قبل مليشيا الدعم السريع، في الشوارع، والمنازل، واثناء هروب الابرياء ايضا، والعنف الجنسي تجاه النساء، يقول عبدالله ان كل الانتهاكات الموثقة هي جرائم حرب.
اضاف عبدالله ان القتال الذي دار في ولاية غرب دارفور، وحاضرتها الجنينة، تورط فيه العرب الموالين لقوات الدعم السريع، ضد المساليت السكان الاصليين الذين يدافعون عن انفسهم، اوضح ان العرب يستهدفون الرجال والشباب من قبيلة المساليت، في الثالث عشر من شهر مايو الماضي، قتلت المليشيات 15 شخصا من المساليت، وفي مدينة مستري قتلوا 5 اخوة، في منطقة تندلتي في السابع عشر من شهر مايو الماضي، قتلت المليشيات العربية سبعة اشخاص، وكان هجوما متعمدا علي اثنية المساليت.
اكد عبدالله ان هذه القوات استخدمت كل انواع الاسلحة الثقيلة ضد الابرياء، وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية، وانتهجت سياسة ممنهجة في سرقة الممتلكات في اسواق مدينة الجنينة وتندلتي ومستري، حتي مستشفي الجنينة التعليمي تعرض للسرقة، هناك بعض الاتهامات وجهت الي المساليت انها اعتدت ايضا علي بعض المجموعات العربية، اشار الي بعض التحديات التي تواجه منظمات حقوق الانسان، مثل الوصول الي المعلومات، والتوثيق، وعدم مقابلة الضحايا واللاجئين في بعض دول الجوار.
ishaghassan13@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: انتهاکات حقوق الانسان حقوق الانسان فی فی السودان
إقرأ أيضاً:
مؤتمر لندن.. ما هي مجموعة الاتصال الدولية التي أراد تشكيلها
مؤتمر لندن بالأمس كان هدفه النهائي هو تشكيل مجموعة اتصال دولية لإدارة الأزمة في السودان للوصول لوقف إطلاق نار وإيصال المساعدات والدفع نحو المفاوضات (تقرأ أيضا، لتجميد انتصارات الجيش وإدخال أسلحة للمليشيا ومحاولة إعادة شرعنتها وحليفتها تقدم بالمفاوضات)، ولمن لا يعرف ماذا تعني مجموعة اتصال دولية فهي مجموعة تتكون من دول عدة تشكل هيئة دولية غير رسمية ومؤقتة لإدارة ازمة سلام او أزمة أمنية لإحدي الدول، بالدارجي الواضح هي دول تتفق على الوصاية على دولة ما وإدارة ازمتها دون تفويض منها او طلب، كأمر واقع استغلالا لظروف هذه الدولة، الغرض الظاهر على الورق هو كلام الخير والإيمان لكن في الغالب الأعم يكون هدف هذه المجموعة هو استغلال الأزمة الجارية لتحقيق مصالحها داخل الدولة المعنية ولتمرير أجندتها بغلاف شرعي وبصورة ملعوبة وفنية،
مثال على هذه المجموعة، الآلية الرباعية التي شكلها الايقاد عقب اندلاع الحرب في يونيو 2023 من 4 دول هي كينيا إثيوبيا وجنوب السودان والصومال (كينيا واثيوبيا اتضح فيما بعد أنهما موظفتان من الدويلة والبقية تمومة جرتك) وحينها رفض السودان مخرجات هذه الآلية واعترض بصورة خاصة على ترأس كينيا لها وكانت هذه الآلية قد حاولت حينئذ فرض أجندات أجنبية ولم تعترف بالحكومة السودانية، ومثال إضافي قريب من ذلك في الآلية والأهداف، هي الرباعية الدولية والترويكا، وهي مجموعة اتصال مشكلة من أمريكا بريطانيا والسعودية والإمارات وتضاف إليهم النرويج، وهي آلية تبنت توجيه التغيير في السودان عقب ثورة ديسمبر وهي مسؤولة عن كل العك الذي لازم تلك الفترة ويشمل ذلك التلاعب بالفترة الانتقالية لتمكين قحت وتحويل هذه الفترة لمرحلة تغيير للهُوية وللهيكلة الاقتصادية حسب اشتراطات البنك الدولي وغيرها من الأجندة الخارجية التي لا تمت لأهداف الثورة بصلة، ثم أشرفت على الإطاري وتبنته وهو اتفاق ساهم في إشعال الحرب بمحاولته إعادة هيكلة الجيش وتطويل فترة دمج الدعم السريع او عمليا محاولة دمج الجيش في الدعم السريع.
خلاصة الأمر وبالرجوع لمؤتمر لندن أمس فإن بريطانيا حاولت بمؤتمر أمس تحقيق ما فشلت فيه عبر مجلس الأمن في جلسته الشهيرة التي دعت لها في نوفمبر الماضي والتي اعقبت لقاء التشاتام هاوس واجهضت بالفيتو الروسي ولكن هذه المرة بطريقة مجموعات الاتصال وهي الطريقة التي يتحايل بها الغرب دوماً على بيروقراطية الأمم المتحدة وتوافق عليها الأمم المتحدة ضمناً ويحاول بها فرض وصاية خفية وهندسة الأزمات وتوجيه دفتها لصالحه ولكن أراد الله ان يفشلوا هذه المرة أيضا ولله الحمد والمنة أولا وأخيرا..
Osman Abdelhalem
إنضم لقناة النيلين على واتساب