قلب نظام الحكم وإلغاء الانتخابات.. أسماء المتورطين مع ترامب في قضية ابتزاز جورجيا
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
وجهت المحكمة الأمريكية، أمس الاثنين، العديد من الاتهامات إلى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ووصفوه بأنه رئيس "منظمة إجرامية''، وذلك بسبب أدواره المزعومة في محاولة قلب انتخابات 2020.
وحصل فاني ويليس، المدعي العام لمقاطعة فولتون، جورجيا، على لائحة الاتهام المكونة من 41 تهمة من هيئة محلفين كبرى، ضد ترامب ومتهمين آخرين، في "انتهاكات لقانون جورجيا" ومؤامرة جنائية لإلغاء نتائج الانتخابات.
وتم اتهام الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مع 18 آخرين وهم - رودي جولياني، جون إيستمان، مارك ميدوز، كين تشيسيبورو، جيفري كلارك، جينا إليس، راي سميث الثالث، روبرت تشيلي، مايكل رومان، ديفيد شيفر، شون ستيل، ستيفن لي، هاريسون فلويد، تريفيان كوتي، سيدني باول، كاثلين لاثام، سكوت هول، ميستي هامبتون.
وأمهلت ويليس جميع المتهمين، حتى ظهر يوم 25 أغسطس لتسليم أنفسهم، وإلا فسيتم إصدار مذكرة توقيف ضدهم.
واتهم ترامب بـإدارة المنظمات المؤثرة والفاسدة للمبتدئين "ريكو" وهي منظمة خاصة بشخصيات المافيا وزعماء الكارتل ورؤساء العصابات، والتآمر على التزوير من الدرجة الأولى، ومجموعة من التهم الأخرى.
وفي حالة إدانته بجميع التهم، يواجه 71 عامًا في السجن ولا يمكن لرئيس الدولة أن يعفو عنه، على عكس الاتهامات الفيدرالية.
ووصف محامو ترامب - درو فيندلينج وجنيفر ليتل وماريسا جولدبرج - لائحة الاتهام بأنها "صادمة وغير معقولة".
وأشاروا إلى أن لائحة الاتهام نُشرت لفترة وجيزة على الإنترنت قبل ساعات من تقديمها رسميًا، وقالوا إنها أجبرت ويليس على الإسراع في النظر في الاتهامات.
وقالوا: "في ضوء هذا التخبط الكبير، قرر مكتب المدعي العام لمقاطعة فولتون بوضوح تنفيذ لائحة الاتهام المكونة من 98 صفحة والتعجيل بها".
واعتمد هذا العرض التقديمي لهيئة المحلفين الكبرى من جانب واحد على الشهود الذين لديهم مصالح شخصية وسياسية خاصة بهم - وقد قام بعضهم بحملات تروّج لجهودهم ضد المتهم، ونتطلع إلى مراجعة مفصلة لقرار الاتهام هذا الذي هو بلا شك معيب وغير دستوري مثل هذه العملية برمتها.
وقال عمدة مدينة نيويورك السابق ومحامي ترامب بأن لائحة الاتهام إهانة للديمقراطية الأمريكية، والمجرمون الحقيقيون هنا هم الأشخاص الذين رفعوا هذه القضية بشكل مباشر وغير مباشر".
ووجه للمتهمون عدة اتهامات منها الكذب على مسؤولي الدولة، والاعتماد على شخصيات وزارة العدل لمحاولة الحصول على دعمهم، وإنشاء وثائق انتخابية مزورة، ومضايقة العاملين في الانتخابات، وتجنيد نائب الرئيس مايك بنس في مخططهم.
ويتوقع محللون قضائيون أن تجمع المدعية العامة لمنطقة أتلانتا، فاني ويليس، الادعاءات ضد ترامب وعدد من المتآمرين معه في قضية واحدة في إطار قانون تأثير الابتزاز والمنظمات الفاسدة (المعروف اختصارًا باسم ريكو) لولاية جورجيا.
elaosboa21067
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جورجيا أمريكا دونالد ترامب رئيس أمريكا لائحة اتهام جورجيا لائحة الاتهام
إقرأ أيضاً:
تهديد ترامب للديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة
هل ستبقى ديمقراطية الولايات المتحدة بعد انقضاء رئاسة ترامب؟ هذا ليس سؤالا نظريا، من الواضح أن ترامب يتبع نهجًا معروفًا لتحويل الديمقراطية الليبرالية إلى ديمقراطية «غير ليبرالية»، وهذه الأخيرة اسم للديكتاتورية.
في كتابه «روح الديمقراطية» يرى لاري دياموند الأستاذ بجامعة ستانفورد أن الديمقراطية الليبرالية تتكون من الانتخابات الحرة والنزيهة وحماية الحقوق المدنية والإنسانية لكل المواطنين دون فرز وحكم القانون الذي يُلزم كل المواطنين بالقدر نفسها. هذه إذن هي «قواعد اللعبة»، لكن فعالية هذه القواعد تعتمد على القيود المفروضة على أولئك الذين يسيطرون على الدولة مؤقتا. أهم هذه القيود القضاء والأحزاب السياسية والأجهزة البيروقراطية للدولة ووسائل الإعلام. هل ستصمد هذه القيود أولا أثناء رئاسة ترامب ثم لاحقا في الأجل الطويل؟
في حوار دار مؤخرا بمجلة «نيو ريبَبلك» أشار ستيفن ليفيتسكي ودانيال زيبلات الأستاذان بجامعة هارفارد ومؤلفا كتاب «كيف تموت الأنظمة الديمقراطية» إلى أن العملية الكلاسيكية المتمثلة في «التنازل الجماعي» أو «الانتحار المؤسسي» أمام الاستيلاء الاستبدادي على السلطة قطعت شوطا بعيدا. لقد استولى ترامب على الحزب الجمهوري، وأقنعت سيطرتُه على قاعدة الجمهوريين الانتخابية الحزبَ بقبول «الكذبة الكبيرة» عن فوزه بالانتخابات الرئاسية في عام 2020.
إلى ذلك، قررت المحكمة العليا أن الرئيس محصَّن من الملاحقة الجنائية عن أفعاله الرسمية، وهذا مبدأ يصر الفقيه القانوني البريطاني اللورد جوناثان سومشون على أنه يضع الرئيس فوق القانون وبالتالي يجعله عمليًا أشبه بالملك منه إلى المواطن. ونحن نشهد على الأقل أفرادًا أقوياء من أمثال مارك زوكربيرج وهم يركعون أمام حاكمهم الجديد.
ممَّ يخاف هؤلاء؟ إنهم يخشون من استخدام الرئيس جهاز الدولة ضدهم، وهذا ما ينوي عمله هو والناس الذين يحيطون به. فترشيحاته (لمن سيشغلون مناصب إدارته) تشير بقوة إلى ذلك. وأيضا خططُ إحلال البيروقراطيين (كبار موظفي الدولة) بأناس موالين لترامب والتي وُضِعت خطوطها العريضة في «مشروع 2025» لمؤسسة هيرتدج فاونديشن. مثل هذا الولاء سيكون سلاحًا قويًا للأوتوقراطية (الاستبداد)، فهو سيجعل الجهاز البيروقراطي للدولة مطيعًا للرئيس بدلا عن القوانين التي يلزمه تطبيقها.
تيموثي سنايدر، الأستاذ بجامعة ييل والخبير في الأنظمة الشمولية الأوروبية في القرن العشرين يصف الأسماء التي رشحها ترامب لتولي وزارات الصحة والعدل والدفاع وأيضًا أجهزة الاستخبارات بضربة «قطع الرأس» جزئيًا لأن عدم كفاءتهم وسوء طويَّتهم سيلحقان أذى جسيمًا بأداء الدولة. وأيضا سيتسبب التهديد بتسييس الحكومة الفيدرالية بما في ذلك القانون «ضد الأعداء في الداخل» بضرر بالغ للديمقراطية. (يقصد سنايدر بضربة قطع الرأس أن ترامب يهدف بترشيحاته إلى إضعاف وشل هذه المؤسسات الحكومية وجعلها بلا فعالية من خلال إحلال قادتها أو رؤوسها بقادة غير مؤهلين ومعارضين لرسالتها - المترجم).
كل هذه، يضيف ليفيتسكي وزميله زيبلات، تصرفات كلاسيكية لمن سيتحولون إلى مستبدين. ويمكن تصنيفها تحت عنوانين عريضين هما «السيطرة على الحكام وتهميش اللاعبين».
تحت عنوان السيطرة على الحكام تندرج التغييراتُ في الجهاز القضائي على كل المستويات، أما التصرفات المتعلقة بتهميش اللاعبين فتشمل مختلف أنواع الهجمات ضد المنظمات الإعلامية المستقلة والصحفيين والمؤسسات الأكاديمية والناشرين.
إلى جانب ذلك ينبغي تذكر المشروع المركزي الذي يستهدف إبعاد المهاجرين غير الشرعيين. ويبدو أنه في الغالب يوحِّد عناصر عديدة للمقاربة الجديدة التي يعتمدها ترامب في إطار شامل. فترحيل ملايين عديدة من البشر سيتطلب عملية عسكرية ضخمة وتدخلات واسعة النطاق في الاختصاصات الولائية والمحلية وإقامة مراكز احتجاز كبيرة وقمع الاحتجاجات وليس أقله إيجاد بلدان يُلقَى فيها بالمهاجرين المرحَّلين..
هل يمكن أن يحدث كل هذا حقا؟ ربما. لكن اقتران مثل هذه الزعزعة بما يمكن أن يكون في الغالب اضطرابًا اقتصاديًا كبيرًا قد يحوِّل الرأي العام بقوة ضد ترامب الذي فاز بهامش في الأصوات يساوي فقط 1.5% ولم يحظ أبدا بشعبية واسعة. (حصل ترامب في الانتخابات الأخيرة على 49.8% من الأصوات الشعبية وهاريس على 48.3%- المترجم).
لدى ترامب أنصار متعصبون، لكن لديه أيضا خصوما متعصبين. إلى ذلك، إذا ظل الدستور قائما سيقضي ترامب في الحكم فترة رئاسية واحدة (4 سنوات)، في الإجمال، من المرجَّح أن تضعف قبضته على الرأي العام وعلى الحزب بداية من الآن.
قدرات ترامب كمهرِّج شعبوي استثنائية، وغالبا ما سيجد الحزب الجمهوري استحالة في اكتشاف بديل كاريزمي بقدرٍ كافٍ لترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2028. كما يكشف تحالفه أيضا عن دلائل على تداعيه. فالوطنيون المسيحيون والقوميون المتشددون ليسوا رفاقَ دربٍ طبيعيين «لبلوتوقراط» التقنية الأقوياء من أمثال ايلون ماسك. وإذا نجحوا في تقويض الانتخابات الوطنية الأمريكية قد تكون تلك «نهاية اللعبة»، وحينها ستكون العواقب وخيمة على العالم. فمن دون الوجود النشط للولايات المتحدة التي تحتكم إلى الديمقراطية ستتعرض عافية الديمقراطية الليبرالية في العالم إلى خطر عظيم.
في عام 1787 عندما سأل مواطنون أمريكيون بنيامين فرانكلين عن نوع الحكم الذي تبنّاه المؤتمر الدستوري قال لهم «الولايات المتحدة لديها جمهورية، إذا أمكنكم الحفاظ عليها»، ربما سنعرف قريبًا إذا كان ذلك ممكنا.