بعد انتخابه رئيسا.. ما مصير قضايا ترامب الجنائية؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
كان دونالد ترامب أول رئيس أميركي سابق يدان في جريمة، وبعد الفوز في انتخابات، الثلاثاء، أضاف إلى سجله أنه أول رئيس سابق يعاد انتخابه بعد إدانته جنائيا.
ومن المقرر أن يصدر الحكم على ترامب في القضية التي أدين فيها والمتعلقة بشراء صمت ممثلة أفلام إباحية يوم 26 نوفمبر الحالي، بعدما تم تأجيله لما بعد الانتخابات.
ومنذ فاز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، في مارس الماضي، واجه ترامب اتهامات جنائية في أربع قضايا منفصلة، أدين في واحدة منها على مستوى ولاية نيويورك، بتهمة تزوير السجلات التجارية لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية على علاقة جنسية مفترضة بينهما، وهو الحكم الذي أصبح الآن مُعلَّقا بسبب حكم المحكمة العليا بشأن الحصانة الرئاسية.
وأثار حكم المحكمة العليا تساؤلات بشأن جدوى ملاحقتين قضائيتين أخريين لترامب، إحداهما أقامتها وزارة العدل والأخرى ولاية جورجيا، وكلاهما بتهمة التآمر لإلغاء خسارته في انتخابات عام 2020.
وأما القضية الرابعة، التي تنطوي على مزاعم بسوء التعامل مع وثائق سرية، فقد رفضتها قاضية فيدرالية في 15 يوليو، رغم أن وزارة العدل استأنفت القرار.
كانت المحكمة العليا قد قضت في يوليو بأن الرؤساء السابقين لهم الحق في الحصانة المطلقة من الملاحقة القضائية بسبب الإجراءات التي تقع ضمن سلطتهم الدستورية، لكن لا يحق لهم التمتع بالحصانة من الملاحقة القضائية بسبب الإجراءات المتخذة بصفتهم الشخصية.
وبحلول الثاني عشر من نوفمبر، سيقرر قضاي قضية شراء الصمت ما إذا كان سيصدر الحكم على ترامب أو يسقط القضية بناء على قرار المحكمة العليا، وفق "سي أن أن".
لكن في حال قرر المضي قدما في القضية، سيطلب محامو ترامب تأجيل القضية، وفي حال رفض ذلك، قد يقرون استئناف القضية أمام محاكمة الولاية وصولا إلى المحكمة العليا.
ولو أصدر القاضي الحكم فقد يواجه ترامب السجن، لكن من حق القاضي أيضا تخفيف العقوبة لتكون الحبس المنزلي أو الخدمة المجتمعية او الغرامة.
ومع ذلك، قد يطعن المحامون أمام المحاكم بأنه لا يمكن تنفيذ حكم على الرئيس المنتخب، وهي قضية قد تنظرها المحاكم لشهور عدة.
وفي جورجيا، باتت القضية معلقة حتى يتم إصدار حكم بشأن أهلية المدعية العامة التي وجهت اتهامات لترامب بعد كشف أنها كانت على علاقة غرامية بأحد المعدين في القضية. وهذه القضية لن يصدر حكم بشأنها، قبل العام المقبل. وفي حال إزالتها من منصبها، قالت مصادر مطلعة لـ"سي أن أن" إنه من غير المرجح أن يتولى مدع آخر القضية وسوف يتم إسقاطها.
ولو صدر حكم بإدانة ترامب في جورجيا أو نيويورك، لا يملك الرئيس الأميركي سيطرة مباشرة على المدعين العامين هناك لطلب إسقاط القضايا، ومع ذلك فإنه يستطيع أن يطلب من وزارة العدل أن تطلب من القاضي تعليق الإجراءات أثناء تواجده في منصبه، وإذا رفض القاضي، يمكن لوزارة العدل أن تقدم استئنافات للمحكمة العليا.
وبالنسبة للقضيتين الفيدراليتين، يمكن لترامب ببساطة أن يقيل المحقق الخاص في القضيتين، جاك سميث، وهو ما قد أعلنه صراحة قبل الفوز. وهذا يعني أنه يمكن إسقاط القضيتين.
لكن هذا الأمر لا يمكن حدوثه قبل تنصيبه رئيسا في 20 يناير 2025، أي أنه سيكون أمام سميث حتى ذلك التاريخ الوقت للمضي قدما في القضيتين.
وخلال هذه الفترة، قد تحاول وزارة العدل أن تدرس ما إذا كان الرئيس المنتخب يتمتع بنفس الحماية القانونية للرئيس في منصبه، وفق مصادر مطلعة على الأمر تحدثت لـ"سي أن أن".
وإذا أدى ترامب اليمين الدستورية قبل صدور حكم في قضية فيدرالية، فيمكنه أن يأمر وزارة العدل بتقديم طلبات إلى المحكمة لإسقاطها.
ويمكن أن يشير إلى سابقة قانونية، في عام 2000، إبان التحقيق في قضايا للرئيس الديمقراطي الأسبق، بيل كلينتون، وزوجته هيلاري، تتعلق بأعمالهما التجارية بولاية أركنسا. وحينها قال مكتب المستشار القانوني بوزارة العدل إن توجيه الاتهام أو مقاضاة رئيس في منصبه من شأنه أن يقوّض بشكل غير دستوري قدرة السلطة التنفيذية على العمل.
وإذا رفض القضاة طلبات ترامب، فيمكن لوزير العدل الاستئناف أو ببساطة رفض المشاركة في التقاضي في المستقبل.
وفي حالة إدانة ترامب في قضية فيدرالية قبل يوم تنصيبه، فيمكنه استئناف الحكم، وبصفته رئيسا، يستطيع أن يأمر وزير العدل بعدم الرد على الاستئناف.
وفي حل صدرو حكم بالإدانة، فإن ترامب باعتباره رئيسا لا يملك سلطة إصدار عفو عن نفسه على الإدانات على مستوى الولايات.
وتتمتع حاكمة نيويورك الديمقراطية، كاثي هوشول، سلطة منح العفو في القضية المرفوعة في ولايتها، لكن لا يتوقع أن تفعل ذلك لترامب.
وأما في جورجيا، فيصدر العفو عن مجلس الولاية، ولكن لا يمكن للمتقدمين أن يطلبوا العفو إلا بعد خمس سنوات من إكمال عقوبة السجن.
ويختلف خبراء القانون فيما إذا كان الرئيس الأميركي يستطيع العفو عن نفسه في حالة الملاحقات القضائية الفيدرالية، إذ لم يحث ذلك من قبل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المحکمة العلیا وزارة العدل فی القضیة
إقرأ أيضاً:
تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
عبر تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه نحو 42 حزبًا سياسيًا، عن ترحيبه بتناول الصحافة الأمريكية للخطة العربية لغزة التي طرحتها مصر في القمة العربية الأخيرة وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلا عن الدعم الأوروبي، واصفًا هذا الطرح بـ«المنصف والعقلاني» والذي يتسق مع الواقع الذي يؤدي بالضرورة لإحلال السلام ونبذ العنف.
الخطة المصرية لاقت ترحيبًا دوليًاوفي بيان أصدره المركز الإعلامي لتحالف الأحزاب المصرية على لسان أمينه العام، النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة في مجلس الشيوخ، والذي بدوره أكد أن الخطة المصرية التي لاقت ترحيبًا دوليًا، وعلى نطاق واسع، استهدفت وضع حل لجذور الأزمة الحالية وتقديم رؤية متكاملة للحياة ما بعد الحرب على غزة، ولاسيما في ضوء المعطيات التي تشير إلى أزمة حقيقية داخل قطاع غزة، ووضع أطر بديلة للإعمار بعيدًا عن التهجير.
ووصف النائب تيسير مطر، التراجع الأمريكي عن مخطط التهجير والذي جاء على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ«العقلاني»، في ضوء أن الإصرار على المخطط كان سيضر بالمنطقة والمصالح الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وخاصة أن العناد الأمريكي، وإن كان سيفيد الجانب الإسرائيلي وحده، لكنه كان سيزيد من رقعة الحرب والعنف في ظل عدم رضاء دول المنطقة بأكملها بالطرح الأمريكي، مشيرًا إلى أنه على الولايات المتحدة أن تنظر بإنصاف لمصالح طرفي الصراع، وتسعى لحلحلته بما يحقق النفع للفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، لافتًا إلى أن النظرة الأحادية أفقدت ثقة دول المنطقة والمجتمع الدولي الثقة في الرؤية الأمريكية.
وقال أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إنه وإلى جانب الخطة المصرية للإعمار، والتي جاءت شاملة ومتكاملة، علينا أن نستغل حالة الزخم الدولي الدائرة حول القضية الفلسطينية وأن نضع حدًا لهذا الصراع التاريخي، عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، على حدود الرابع من يونيو 1967، مؤكدًا أننا أمام فرصة تاريخية تقتضي صدق الرؤية للأطراف الدولية الفاعلة للجلوس على مائدة المفاوضات وحل تلك الإشكالية من جذورها وهو ما سيسهم في حلحلة تلك النزاعات وإحلال السلام، لكي يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون، جنبًا إلى جنب، بعيدًا عن الصراع الدموي المستمر.
مصر داعية السلامواختتم النائب تيسير مطر حديثه بالقول: مصر لطالما كانت على الدوام داعية إلى السلام ومطالبة بضرورة احترام الإرادة الفلسطينية في إقامة دولتهم، فإنه آن الأوان أن نستمع للرؤية المصرية في هذا الصدد، وإلا فإن الحلول الوقتية لن تؤدي إلى نتائج حقيقية، وسرعان ما نعود إلى نقطة الصفر ودائرة الصراع مرة أخرى، ومن ثم فإن على المجتمع الدولي أن يتبنى الرؤية المصرية وأن يكون لديه رغبة صادقة في عودة الحق الفلسطيني الذي انتزع منه منذ عقود طويلة، ونحن على يقين بأن التوافق المصري الأمريكي سيؤدي حتمًا إلى حل القضية الفلسطينية، في ظل التفاهم في الرؤى بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب.