بيان مشترك

بمبادرة من راديو وتلفزيون  دبنقا ، وبالشراكة مع نقابة الصحفيين السودانيين، وصحفيون لحقوق الإنسان – جهر – السودان، تدارس رؤساء تحرير ومديرو تحرير وقادة المؤسسات الصحفية الإعلامية المستقلة، والمنظمات الصحفية السودانية المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير والنشر، الموقعون - أدناه - تدارسوا أوضاع الصحافة والصحفيين والصحفيات في السودان في ظل الحرب الكارثية الجارية منذ 15 أبريل 2023 إلى اليوم، وصدر عنهم هذا البيان المشترك في 15 أغسطس 2023:

بعد أربعه أشهر من الحرب، يرزح الصحفيون السودانيون، مثل غيرهم من المدنيين، تحت نيران طرفي النزاع، محاصرين باتهامات التخوين والعمالة والموالاة لهذا الطرف أو ذاك، مهددين بالاحتجاز والاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري أو الموت، وفقا لمزاج طرفي الصراع في المدينة، أو الولاية التي يقيم فيها الصحفي / ة المعني/ة، كما تواجه الصحفيات – بصورة خاصة - مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع، حيث تتعرض النساء والفتيات فى السودان، بما في ذلك النساء والفتيات الصحفيات إلى كافة أشكال التمييز و "العنف الجنسي"، ومخاطر الاستغلال والاستعباد الجنسي.



خلال هذه الفترة قُتل وجرح وأُعتقل صحفيون وصحفيات، ونُهبت منازل وممتلكات وأدوات عمل لإعلاميين /ات وصحفيين/ات، وتمت مطاردة وملاحقة آخرين وأُخريات لمجرد التعليق، أو التعبير عن آرائهم /ن المخالفة لرأي أحد طرفي الحرب، الأمر الذي أدى بعد (4) أشهر من المعاناة - إلى فرار العشرات من الصحفيين والصحفيات الى دول الجوار والإقليم، أو ترك المهنة اضطراراً، أو الاختفاء عن الأنظار.

أمام هذا الوضع المزري، بات الصحفيون والصحفيات بولاية الخرطوم ومناطق النزاع الأخرى، لا يستطيعون التنقل بين مناطق المعارك، أو داخلها بحرية للتغطية الصحفية، وذلك بسبب عدم وجود أي حماية، وبسبب عدم التزام الأطراف المتحاربة بالاتفاقيات الدولية الملزمة باحترام حرية الصحافة والتعبير، وحماية وسلامة الصحفيين والصحفيات، في التغطية الصحفية المستقلة للنزاعات المسلحة، والتي اصبح السودان طرفا فيها  .

باتت دور ومقرات الصحف، ومحطات الإذاعات والتلفزيونات المحلية الحكومية والخاصة، بالعاصمة ومدن الولايات متوقفة تماماً عن العمل، أو متعثرة، إمّا بسبب وقوعها وسط مناطق الاشتباكات، مما يجعل الوصول إليها صعباً، أو بسبب الاعتداء المباشر عليها، ونهبها، وتخريبها، أو احتلالها بقوة السلاح، مثلما حدث من احتلال قوات الدعم السريع لمباني وأستوديوهات إذاعة وتلفزيون السودان، ومباني هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني بأمدرمان، والتي تمد محطات الإذاعة، والتلفزيونات الخاصة بالموجات والترددات التي تبث عليها برامجها.

كما باتت الولايات التي نزح إليها مئات الآلاف من السودانيين والسودانيات بحثاً عن ملاذات آمنة مثل ( ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار و البحر الأحمر ونهر النيل، والشمالية، ومُدن مثل كسلا والقضارف، والأبيض وبورتسودان وغيرها) تواجه خطر جعلها فى حالة إظلام إعلامي شامل، وإسكات كامل للصحفيين والصحفيات، ومنعهم/ن عن نقل الحقيقة للجمهور، وعكس معاناة الفارين والفارات من الحرب، وقصصهم/ن المفجعة، ومعاناتهم/ن المضنية، من أهوال الحرب الكارثية، حيث تضع الأجهزة الأمنية والاستخبارات العسكرية، ومفوضية العون الإنساني، والحكومات المحلية المكلفة، قيوداً هائلة على الصحفيين والصحفيات، وحركتهم/ن في هذه الولايات، وتمارس إرهاباً عليهم/ن، تجعل من التغطية الصحفية والعمل الصحفي المهني والمستقل ونقل الحقائق والمعلومات الدقيقة والمرئية أمراً شبه مستحيل .

وتشهد ولايات دارفور ومدنها المنكوبة وعلى رأسها مدن "الجنينة وسربا ومورني" بغرب دارفور فظاعات كارثية وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، جرى – ويجري - ارتكابها، من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، ما أدى إلى فرار مئات الآلاف من المدنيين، إلى دولة تشاد المجاورة، إلى جانب الفظائع الأخرى المماثلة التي وقعت من قبل الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بمدن نيالا، وكاس، ومنواشي، بجنوب دارفور، وزالنجي وقارسيلا، بوسط دارفور، وكتم، وكبكابية، والسريف، وطويلة، بشمال دارفور. كل هذا جعل كامل الإقليم في حالة إظلام إعلامي شامل، مع انقطاع شبكة الاتصالات، فأصبحت المنطقة خارج التغطية الصحفية والإعلامية، وأُجبر الصحفيون والصحفيات على الفرار لدول الجوار، أو النزوح إلى مناطق أُخري داخل السودان بحثا عن السلامة والحماية المفقودتين.

وبمثل ما حدث – ويحدث - في ولايات دارفور من فظائع، تشهد ولايات كردفان الكُبري، ومدنها من بينها، ام روابة، وبارا، وعلى نحو خاص مدينة الأبيض حصاراً للشهر الرابع على التوالي من قبل قوات الدعم السريع، مع معارك محتدمة بين طرفي الحرب، داخل المدينة، ما أوقع قتلى وجرحى بالمئات، فيما تشهد ولاية جنوب كردفان "جبال النوبة"، وولاية النيل الأزرق معارك أُخري مع الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية شمال "قيادة الحلو" من جهة، والجيش السوداني وقوات الدعم السريع من جهة أُخري، ما أدي لوقوع قتلى وجرحي في صفوف المدنيين، وأُجبر الآلاف من المدنيين في المنطقتين، بينهم صحفيين وإعلاميين، للجوء لدول الجوار أو النزوح داخلياً للقرى البعيدة من مناطق المعارك الحربية، أو الولايات الأخرى طلباً للأمن والسلامة وبحثا عن الحماية.
أمام هذا الوضع الكارثي نتوجه - نحن الموقعون على هذا البيان المشترك - بهذه المطالب العاجلة إلى الأطراف الأتية:

أولاً : إلى طرفي الحرب:
 القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع
- الوقف الفوري للحرب، وفتح المسارات الإنسانية، وتمكين الصحافة والصحفيين والصحفيات من نقل الحقيقة للجمهور في السودان والعالم.

- فتح مراكز الإيواء الخاصة بالفارين /ات من الحرب للتغطية الصحفية الحرة والمستقلة دون قيود أو رقابة أمنية في الولايات التي نزح إليها مئات الألاف من المدنيين بوسط وشرق السودان، وفتح كافة الأبواب للصحفيين والإعلاميين لنقل آراء المواطنين والمواطنات وقصصهم/ن عن الحرب ومعاناتهم/ن ورأيهم/ن في المستقبل بتلك الولايات.

- تمكين الصحفيين والصحفيات من التنقل بمعداتهم وأدواتهم الصحفية بحرية وأمان لتحقيق التغطية الصحفية المستقلة، وتمكينهم/ن من الوصول - الى أيّ منطقة أو موقع دون مُضايقات أو قيود أو رقابة أو شروط - للمدن المنكوبة في دارفور الكبري وقراها، وشمال كردفان، وعاصمتها الأبيض، والمنطقتين جنوب كردفان "جبال النوبة" والنيل الأزرق.

- الوقف الفوري لكافة أشكال الاعتداءات على الصحفيين والصحفيات، ووسائل الإعلام بمختلف أشكاها ومنصاتها المرئية والمسموعة والمطبوعة، وصحافة الإنترنت وتمكين الصحفيين والصحفيات من أداء مهامهم/ن المهنية في التغطية الصحفية الحُرّة والمستقلّة.

- ضمان سلامة الصحفيين والصحفيات والمقار والمعدّات وجميع وسائل الصحافة والإعلام، على أساس الحماية العامة التي يكفلها القانون الدولي الإنساني للمدنيين والمنشآت المدنية.

- اعتبار محطات ومقار الإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية والصحف المطبوعة وغيرها من منصات ومكاتب الصحافة والإعلام، مناطق ذات طابع مدني، تتمتّع بصفتها هذه، بالحماية العامّة من الاعتداء عليها، أو على العاملين فيها، أو احتلالها، ويُحرّم ويُجرّم الاعتداء عليها من الأطراف المتحاربة وتمكين الصحفيين والصحفيات من الوصول إلى مقار الإذاعات والتلفزيونات والقنوات الفضائية والصحف المطبوعة وغيرها من منصات ومكاتب الصحافة والإعلام لمعاينتها والوقوف على ما حدث فيها، والتأكد من سلامة معداتها ومكاتبها وأدوات عملها، وتقييم ما وقع فيها من أضرار.

- السماح للصحافة الأجنبية والمراسلين الأجانب بالدخول إلى البلاد وتغطية ما يجري والوصول إلى جميع مناطق النزاع دون قيود.

إلى الصحفيين والمؤسسات الصحفية والاعلامية
- ندعو الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية إلى التمسك بقوة وثبات بقواعد وقيم الصحافة المهنية المستقلة لمكافحة انتشار الشائعات والتضليل الإعلامي، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي التي أضرت كثيرا جدا بنشر وتداول الأخبار والتحليلات بشكل جعل الصحافة المهنية من أكبر ضحايا هذه الحرب الكارثية الأمر الذي يتطلب من كل المؤسسات الصحفية والإعلامية والصحفيين والصحفيات الالتزام الصارم بالمعايير المهنية.

- إنّ تغييب الصحافة السودانية الوطنية، المهنية أفسح المجال لإعلام متحيّز ودعائي لملء الفراغ الصحفي والإعلامي، بتغطيات إعلامية متحيزة، ذات أجندات خارجية، تجعل من التغطية الإعلامية والصحفية  للحرب الكارثية فى السودان، غير مكتملة، ومضللة، لا تعكس الواقع بصورة صادقة. هذا مما يدعونا للتشديد مجددا على ضرورة تقديم كل التسهيلات الممكنة للمؤسسات الصحفية السودانية للعودة للقيام بمهامها متمسكة بالمعايير المهنية الصارمة لوضع حد لفيضان التضليل الإعلامي والتشويش الذي يتعرض له السودانيين والامتناع عن ترويج أية أخبار مجهولة المصدر، التحقق بحرص ودقة عن صحة ما ينشر.

- أظهرت كارثة الحرب الحالية في السودان افتقار معظم صحافيينا ومؤسساتنا الصحفية لمهارات ووسائل وأدوات تغطية النزاعات المسلحة، مما يحتم عليها العمل بأقصى سرعة ممكنة على تنظيم دورات تدريبة مكثفة وعاجلة لتغطية النزاعات المسلحة وتوفير أدوات ووسائل ومعدات حماية الصحفيين أثناء تغطية الحروب. ويمكن للمنظمات المهنية للصحفيين أن تلعب دورا رئيسا في هذا الصدد بتوفير فرص التدريب والأجهزة والمعدات بالتعاون المنظمات الصحفية العالمية.

- على المؤسسات الإعلامية السودانية المهنية والصحفيين المساهمة في إنتاج خطاب إعلامي مهني مشترك مضاد لخطاب الكراهية والعنصرية.

إلى القوى المدنية السودانية:
- كفاعل أساسي في المجتمع المدني، يجب أن يحظى الإعلام، بأوفر نصيب من نشاط القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني وحيزا أكبر  في برامجها وفي المطالبة بحمايته كحق إنساني أصيل، ولا يقتصر الجهد فقط بتذييل المطالبات بحق الإعلام، إنما بتبني قضية الإعلام الحر والمستقل كقضية تهم المجتمع المدني، وقواه السياسية وتتصدر أجندته وأولوياته.

- الضغط على طرفي الصراع للكف تماما عن التعرض للصحفيين والصحفيات خلال تغطياتهم الصحفية، وتحركاتهم الميدانية، لتغطية الأحداث على ارض الواقع، وتقديم كافة التسهيلات لهم/ن لإنجاز مهامهم/ن الصحفية، بحرية ودون تدخل أو مضايقة.

- ضرورة توفير الحماية للصحفيات من التعرض للعنف بكل أشكاله اللفظية والجنسية والجسدية والتنسيق مع الجهات الوطنية والدولية في مسالة التعافي والعمل على توفير كافة أشكال الدعم والمناصرة للصحافة وللصحفيين والصحفيات في السودان ومناطق تواجدهم/ن في دول الجوار والإقليم، وتوفير الحماية القانونية بهم/ن.

- التصدي لخطاب الكراهية والعنصرية الذي ، ازداد ضراوة مع الحرب وباتت تهدد وجود الدولة نفسها، على راس برامج وأجندة القوي السياسية، ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة، والعمل على معالجتها في تحركاتها وأنشطتها كأولوية، بالشراكة والتنسيق مع الصحافة والصحفيين ومؤسساتهم العاملة في هذا المجال، خلال هذه المرحلة، ومرحلة ما بعد الحرب. والمساهمة في إنتاج خطاب أعلامي مهني مشترك مضاد لخطاب الكراهية والعنصرية.

- على القوي السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة العمل وبشكل فوري في التفكير في مرحلة ما بعد الحرب، وصحافة ما بعد الحرب، و"صحافة السلام" ومطلوباتها، كما ينبغي في مجتمع ديمقراطي، والعمل - معا - على استرداد المسار الديمقراطي لبلادنا.

إلى المجتمع الدولي:
- الضغط على الأطراف المتحاربة لاحترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حرية الصحفيين والصحفيات في القيام بعملهم/ن، وحقهم/ن في التغطية الصحفية بحرية ودون قيود أو رقابة.
- على المؤسسات الدولية والأُممية المعنية بسلامة وحماية الصحفيين التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والصحفيات، والعاملين والعاملات، في وسائل الإعلام في السودان، والضغط لتقديم الجناة للعدالة.
- ندعو الاتحادات الصحفية والإعلامية بكافة دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية بالصحافة وحريتها وحمايتها بالوقوف والتضامن مع الصحفيين والصحفيات في السودان، والعمل على تنفيذ كافة المطالب المضمنة في هذا البيان المشترك بما يضمن حرية الصحافة واستقلاليتها وسلامة وحماية العاملين والعاملات فيها.

- وتقديم العون للمؤسسات الصحفية السودانية لترقية قدراتها في مجال حماية وسلامة الصحفيين.

- البحث عن السبل والوسائل التي تضمن حماية وسلامة الصحفيين والصحفيات الذين ما زالوا يعملون فى السودان أو الذين فروا من مناطق الحرب، وتيسير حركتهم/ن داخل السودان والمعابر، ودول الجوار والإقليم، بما يمكنهم/ن من أداء مهامهم/ن الوظيفية. ضرورة توفير الحماية للصحفيات من التعرض للعنف القائم على النوع بكل أشكاله - لفظي وجنسي وجسدي - والتنسيق مع الجهات الوطنية والدولية في مسالة التعافي.

- التحضير لأعمال ومشاريع ما بعد الصراع في ظل الصعوبات الفنية والمالية التي تواجهها وسائل الإعلام السودانية في استئناف نشاطها، واستعجال تقديم كافة أشكال الدعم الفني والتقني، والمادي للصحافة، وللصحفيين والصحفيات بما يمكنهم/ن من ممارسة عملهم/ن وأداء رسالتهم بمهنية عالية وكفاءة، وفى أجواء صديقة للصحافة والصحفيين والصحفيات.

- المساهمة الفاعلة في تدريب وبناء ورفع قدرات الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات على الكتابة المهنية فى أزمنة الحرب والسلام، وتكثيف التدريب فى محاربة خطاب الكراهية والعنصرية، وكافة أشكال التمييز القائمة على الجنس أو العرق أو الهوية أو الثقافة أو النوع الاجتماعي.


صدر هذا البيان المشترك يوم الثلاثاء 15 أغسطس 2023 

المؤسسات الإعلامية والصحفية الموقعة على البيان المشترك 
1- راديو ولفزيون دبنقا  – كمال الصادق – رئيس التحرير 
2- نقابة الصحفيين السودانيين / عبد المنعم أبو إدريس – نقيب الصحفيين 
3- صحفيون لحقوق الإنسان – جهر – السودان / فيصل الباقر – المنسق العام 
4- شبكة اعلامات سودانيات  - صباح محمد ادم
5- صحيفة سودان تربيون  - محمد ناجي – رئيس التحرير 
6- صحيفة الديمقراطي : الحاج وراق 
7- صحيفة سودانايل : طارق الجزولي - رئيس التحرير
8- صحيفة الراكوبة - وليد الحسين - رئيس التحرير
9- مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية - محجوب محمد صالح
10- مركز طيبة برس - محمد لطيف
11- المركز السوداني  لخدمات البحوث والتدريب والتنميه - فيصل محمد صالح
12- صحيفة الجريدة  - اشرف عبدالعزيز – رئيس التحرير
13- صحيفة التيار - عثمان ميرعني – رئيس التحرير
14- صحيفة  التغيير - رشا عوض - رئيس التحرير
15- اذاعة هلا 96  - ياسر ابوشومال – مدير الاذاعة
16- مركز الالق للخدمات الصحفية - مديحة عبدالله
17- صحيفة  وموقع دارفور 24 - آدم مهدي  - رئيس التحرير



Sudanese Media: Four Months of Violations

Summary

The joint statement titled "Sudanese Media: Four Months of Violations," collaboratively produced by a number of media organizations in Sudan, represents a unified effort by independent media institutions and press organizations to address the critical state of press freedom in Sudan amidst an ongoing and devastating conflict. Spanning the period from April 15, 2023, to August 15, 2023, the statement emphasizes the perilous situation faced by Sudanese journalists who have become collateral victims caught between opposing factions.
Throughout the four-month span, journalists in Sudan have encountered grave threats to their safety and freedom. Accusations of bias, loyalty, and allegiance to warring parties have subjected them to arbitrary arrest, enforced disappearance, and even death, driven by the whims of the conflict's actors. Female journalists are particularly vulnerable to gender-based violence, exacerbating the gender disparities prevalent within Sudanese society.
The dire circumstances have resulted in loss of life, injuries, imprisonment, and the flight of numerous journalists to neighboring countries. Media organizations have been abandoned or directly targeted, leading to a media blackout in conflict zones. The statement highlights the urgent need for both conflicting parties to immediately halt hostilities, grant journalists' safe access to conflict areas, and ensure their protection.
The joint statement underscores the importance of professional journalism standards in countering misinformation, while also calling for international organizations to investigate and prosecute crimes against journalists in Sudan. It appeals for global solidarity and collaboration to support the press, safeguard press freedom, and combat hate speech and racism.
The undersigned parties urgently call upon Sudanese political forces and civil society to integrate media into their activities, advocate for journalist protection, and engage in post-conflict initiatives. Additionally, the international community is urged to pressure conflicting parties to uphold international law, protect journalists, and provide technical and financial support to ensure the sustainability of a free press in Sudan.
Issued on August 15, 2023, this joint statement stands as a comprehensive plea to safeguard the role of journalism in crisis reporting, hold perpetrators accountable, and work towards a future where media remains a cornerstone of a democratic Sudanese society.

The Joint Statement

In collaboration with Dabanga – Radio TV Online, and in partnership with the Sudanese Journalists Syndicate and Journalists for Human Rights - Jahr - Sudan, the undersigned chief editors, managing editors, and leaders of independent media institutions and Sudanese press organizations, committed to upholding freedom of the press, expression, and publication, have collectively examined the dire circumstances facing Sudanese journalists amid the ongoing catastrophic conflict since April 15, 2023, up to the present day. We hereby issue this joint statement on August 15, 2023.
After enduring four months of conflict, Sudanese journalists, akin to other civilians, find themselves caught in the crossfire of both opposing factions. Accusations of disloyalty, collusion, and allegiance to either party abound, subjecting them to threats of detention, arbitrary arrest, enforced disappearance, or even death. These dire consequences are determined by the whims of the warring factions in the city or state where they are situated.
Female journalists, in particular, are disproportionately susceptible to gender-based violence. Just as women and girls in Sudan encounter various forms of discrimination, "sexual violence," exploitation, and sexual enslavement, female journalists are at heightened risk.
During this period, many journalists have lost their lives, suffered injuries, and faced unjust imprisonment. Their homes, belongings, and work equipment have been pillaged, while others have been pursued and persecuted simply for expressing opinions contrary to the stance of one of the warring parties. This cumulative suffering has resulted in the flight of dozens of male and female journalists to neighboring countries and regions, compelled some to abandon their profession, and prompted others to vanish voluntarily.
Confronted by this dire predicament, journalists based in Khartoum and other conflict zones are hindered from navigating freely within or between battle areas for the purpose of news coverage. The absence of protective measures and the disregard of binding international conventions pertaining to press freedom and the safety of journalists during armed conflicts—conventions that Sudan has ratified—contribute to this challenging situation.
Media organizations across Khartoum and many other cities have been abandoned entirely. Their locations either fall within contested zones, rendering access problematic, or have fallen victim to direct assaults, looting, vandalism, or occupation by belligerent parties. Notably, the Rapid Support Forces have occupied the premises and studios of Sudan Radio and Television Corporation, as well as the buildings of the Broadcasting Technical Regulatory Body in Omdurman.
Furthermore, regions to which hundreds of thousands of Sudanese have fled in search of safety—such as Al-Jazira, the White Nile, Sennar, the Red Sea, the Nile River, the Northern states, and cities including Kassala, Al-Qadarif, Al-Obeid, and Port Sudan—are facing the looming threat of becoming media dark zones. Persistent efforts to stifle journalists and prevent them from conveying the ongoing crisis and the people's harrowing narratives have led to continuous restrictions on their movements. The security apparatus, military intelligence, the governmental Humanitarian Aid Commission, and local authorities impose insurmountable hurdles, effectively obstructing professional and independent media coverage.
The states of Darfur, along with afflicted cities such as Al-Geneina, Sirba, and Morni in West Darfur, are witnessing catastrophic atrocities, tantamount to war crimes and crimes against humanity, committed by the Rapid Support Forces and their allied militias. These heinous acts have driven hundreds of thousands of civilians to seek refuge in neighboring Chad, while similar atrocities have unfolded in Nyala, Kass, Manwashi, Zalingei, Garsila, Kutum, Kabkabiya, El Sereif, and Tawila in Nothern Darfur.
The result is a region plunged into comprehensive media darkness, with severed communication networks effectively isolating the area from press and media coverage. Journalists are left with no choice but to flee to neighboring countries or other regions within Sudan in search of safety and protection.
In neighboring Kordofan, a similar scenario unfolds, with Um Rawaba, Bara, and especially Al-Obeid enduring comparable atrocities. The capital city of Al-Obeid has been under siege for four consecutive months, subject to fierce battles between the Rapid Support Forces and the Sudanese Armed Forces faction. This has resulted in hundreds of casualties.
Meanwhile, the states of South Kordofan, specifically Nuba Mountains, and Blue Nile have become battlegrounds for the Sudanese People's Liberation Army SPLA – North, led by Abdulaziz al-Helo, and the Sudanese army, and the Rapid Support Forces. The ongoing confrontations in Nuba Mountains have led to an unspecified number of civilian deaths and injuries. Consequently, thousands, including journalists and media professionals, have been compelled to seek refuge in neighboring countries or internally flee to remote villages far from conflict zones or other states offering relative safety.
Given this dire situation, we, the undersigned parties of this joint statement, urgently call upon the following entities:

First and foremost, addressing both sides of the conflict, the Sudanese Armed Forces and the Rapid Support Forces
we urgently appeal for the following:

• An immediate cessation of hostilities, the establishment of humanitarian corridors, and the facilitation of press and journalists' access to report accurate facts and truths to both the Sudanese populace and the global community.
• Unhindered access for the press to displaced centers across central and eastern Sudan, where hundreds of thousands of civilians have sought refuge, ensuring free and independent coverage devoid of restrictions or security censorship. This includes opening doors for journalists and media professionals to convey citizens' opinions, war stories, suffering, perspectives, and future aspirations within these regions.
• Granting journalists, the freedom to move safely and seamlessly with their press equipment and tools to achieve impartial and independent coverage. This entails unfettered access to any area or location without harassment, constraints, censorship, or conditions, particularly in Greater Darfur and its villages, North Kordofan with its capital El-Obeid, and the two regions of Kordofan "Nuba Mountains" and the Blue Nile.
• An immediate halt to all forms of attacks against journalists, across all media platforms – visual, audio, print, and online. This encompasses ensuring journalists can carry out their professional duties freely and independently.
• Ensuring the safety of journalists, their premises, equipment, and all media-related resources, based on the overarching protection guaranteed by international humanitarian law for civilians and civilian infrastructure. This encompasses radio and television stations, premises, satellite channels, printed newspapers, and other media platforms, all of which should be regarded as civil spaces shielded from attack, occupation, or harm.

To Sudanese Journalists and Media Organizations and Institutions

• We call upon journalists, press, and media organizations to adhere steadfastly to the principles of independent professional journalism, combating the dissemination of rumors and media disinformation. The overwhelming influence of social media on news circulation and analysis during this dire conflict underscores the urgency of maintaining professional journalism standards to counteract misinformation and confusion. This necessitates diligent verification of sources and the accurate evaluation of published content.
• The dearth of a credible, national, professional Sudanese press has allowed biased and propagandist media to seize the void, advancing foreign agendas and resulting in skewed, misleading, and calamitous media coverage incapable of reflecting the unvarnished realities. We reassert the imperative of furnishing Sudanese press institutions with comprehensive support to resume their critical duties, adhering rigorously to professional standards. This will quell the deluge of media misinformation to which Sudanese are exposed, necessitating strict verification of all information sources.
• The exigencies of the current Sudanese conflict have laid bare the deficiencies in our journalists' and press institutions' abilities, tools, and means to cover armed conflicts. This underscores the urgent need to rapidly organize intensive training courses to equip journalists with the skills, means, and equipment to cover wars effectively. International professional journalist organizations can play a pivotal role by offering training opportunities, devices, and equipment in collaborative endeavors.
• Sudanese professional media institutions and journalists hold the collective responsibility to cultivate a shared professional media discourse against hate speech and racism.

To the Sudanese Civil forces

• Recognizing media as a vital component of civil society, it should be integrated into the activities of political forces and civil society organizations, finding representation within their programs. This must go beyond supporting a free media and demanding its protection as an inherent human right; it should elevate press freedom as a foremost priority for all political and civil forces.
• Exert pressure on both conflicting parties to cease the harassment of journalists during their press coverage and field operations. Enable comprehensive coverage of on-the-ground events by furnishing them with the necessary facilities for their journalistic tasks, ensuring freedom of action devoid of interference or harassment.
• Champion the protection of women journalists from all forms of verbal, sexual, and physical violence, coordinating with national and international entities to facilitate recovery and offer advocacy. Extend support for press and journalists within Sudan and their presence across neighboring countries and the region, ensuring legal safeguards.
• Elevate the fight against hate speech and racism, which has intensified alongside the war and now threatens the very essence of the state. Make it a paramount agenda for political forces, civil society organizations, and resistance committees. Address these issues as top priorities in collaboration with the press, journalists, and their affiliated organizations, both during the current phase and the post-war period. Contribute to crafting a shared professional media discourse to combat hate speech and racism.
• Immediate engagement of Sudanese political forces, civil society organizations, and resistance committees in deliberations about the post-war era, post-war journalism, and the requisites of "peace journalism." This should align with the ideals of a democratic society, working collectively to restore the democratic trajectory of our nation.

To The International Community:

• Exert pressure on warring parties to uphold international humanitarian law, safeguarding journalists' freedom to carry out their work and report freely, devoid of restrictions or censorship.
• International and UN institutions dedicated to journalists' safety and protection should conduct thorough investigations into crimes perpetrated against journalists and media personnel in Sudan. Urge the prosecution of those responsible.
• Extend a call to press and media unions worldwide, along with international organizations committed to press freedom and protection, to stand in solidarity with Sudanese journalists. Collaborate to implement all demands stipulated in this joint statement, guaranteeing the freedom, independence, safety, and protection of all media workers, irrespective of gender.
• Offer assistance to Sudanese press institutions to enhance their proficiency in the realm of journalist protection and safety.
• Undertake efforts to ensure the protection and safety of journalists who continue to operate in Sudan or have sought refuge from conflict zones. Facilitate their movement within Sudan, at border crossings, neighboring countries, and the region, enabling them to fulfill their professional responsibilities. This includes the imperative to safeguard women journalists from exposure to gender-based violence in all forms – verbal, sexual, and physical – necessitating coordination with national and international entities in their recovery.
• Pave the way for post-conflict initiatives and projects, considering the technical and financial challenges confronting the Sudanese media in resuming operations. The urgency of providing diverse forms of technical and material support to the press and journalists is paramount, allowing them to fulfill their roles with utmost professionalism, efficiency, and a conducive media environment.
• Collaborate actively to bolster journalists' capacities, with a focus on professional writing during times of both war and peace. Enhance training in combatting hate speech, racism, and all forms of discrimination rooted in gender, race, identity, culture, or gender.
This joint statement was formally issued on Tuesday, August 15, 2023.
Endorsed by the following media and press institutions:

1 – Dabanga – Radio TV Online - Kamal Elsadig, Editor in Chief
2- Sudanese Journalists Syndicate - Abdelmoniem Abuedries, Chairperson
3- Journalists for Human Rights - JHR – Sudan, Faisal Elbagir , General Coordinator..
4- Sudan Tribune - Mohamed Nagi, Editor in Chief.
5 - Hala 96 FM - Yasir Aboshumal, Director.
6- Sudanese Center for Training, Research and Development Services, Faisal Mohamed Salih.
7- Sudanile.com - Tarig Elgazoli, Editor in Chief.
8- The Democrat Newspaper - Elhag Warrag.
9- Al-Ayam Center for Cultural Studies and Development - Mahgoub Mohammed Salih -.
10- Teeba Press - Mohamed Latif, Director. 
11- Alalg Center for Press service - Madiha Abdalla .
12- Female Journalists Network-Sudan - Sabah Mohmed Adam.
13 - Alrakoba.net - Waleed Elhussain, Editor in Chief.
14 - Aljreeda Newspaper - Ashraf Abdelaziz, Editor in Chief.
15- Al-Tayar newspaper - Osman Mirghani, Editor in Chief.

16- Altaghyeer Newspaper - Rasha Awad, Editor in Chief.
17- Darfur24 - Adam Mahdi , Editor in Chief.


 

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤسسات الصحفیة المجتمع المدنی الدعم السریع رئیس التحریر من المدنیین فی السودان کافة أشکال ما بعد

إقرأ أيضاً:

مهرجان Social Media Festival يكرم نهال عنبر

قررت إدارة مهرجان Social Media Festival برئاسة الأستاذ بسام عبدالنبي منح لقب ضيف شرف المهرجان إلى النجمة القديرة نهال عنبر ومن المقرر تكريمها خلال الدورة الأولى والتي ستقام يوم الثلاثاء الموافق 24 من شهر ديسمبر الجاري بفندق هيلتون إسكندرية.

نهال عنبر ضيف شرف الدورة الأولى من مهرجان Social Media Festival

ويأتي تكريم نهال عنبر  لأنها من أكثر الشخصيات التي لها تأثير في المجتمع  بناءا على إستفتاء الجمهور الذي أختارها ضمن الشخصيات التي لها تأثير على السوشيال ميديا في المجتمع المصري والعربي.

يذكر أن آخر أعمال النجمة نهال عنبر مسلسل "بدون سابق إنذار" وشاركها البطولة النجوم عائشة بن أحمد، أحمد خالد صالح، حنان سليمان، إسلام حافظ.

مهرجان Social Media Festival يعتمد في دورته الأولي على السوشيال ميديا الخاصة بالفنانين والشخصيات العامة وتأثيرهم في المجتمع المصري.

من ناحية أخرى يكرم مهرجان Social Media Festival كوكبة أخرى من النجوم وعلى رأسهم بشرى، نهال عنبر، طارق النهري، تامر فرج، عمرو رمزي، ياسر الزنكلوني، عبير منير، زينة منصور، جلال الزكي، إيناس عزالدين وكوكية أخرى من النجوم.

من جانبه صرح الأستاذ بسام عبدالنبي رئيس المهرجان وقال : مهرجان Social Media Festival هو الأول من نوعه الذي يقام على أساس إختيار الجمهور للفنانين والشخصيات العامة المؤثرة في المجتمع.

وأضاف "عبدالنبي" تم إختيار الفنانين والشخصيات العامة المكرمة بناءا على إستفتاء الجمهور وليس لإدارة المهرجان تدخل في هذه الإختيارات.

يُعتبر مهرجان Social Media Festival حدثًا فريدًا يعكس التقدم الكبير الذي حققته وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي، فهو ليس مجرد ملتقى تقني، بل منصة حيوية تتيح للمشاركين من مختلف المجالات تبادل المعرفة والخبرات حول كيفية الاستفادة القصوى من هذه الوسائل في تعزيز الأعمال، وبناء العلامات التجارية، وتحقيق التواصل الفعال مع الجمهور.

من خلال ورش العمل والمحاضرات والأنشطة التفاعلية، يمكن للمشاركين الاطلاع على أحدث الأدوات والاستراتيجيات التي تساعد في تحسين الأداء الرقمي، واكتشاف أساليب جديدة لزيادة التفاعل مع المتابعين، علاوة على ذلك، يعد المهرجان فرصة لتوسيع شبكة العلاقات المهنية وتبادل الخبرات بين الشركات، المؤثرين، والمسوقين الرقميين.

إن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي يتسارع بشكل متزايد في جميع القطاعات، والمشاركة في مهرجان كهذا تمثل خطوة هامة للبقاء على اطلاع دائم على أحدث التوجهات والتقنيات.

 يظل مهرجان Social Media Festival نقطة انطلاق رئيسية للمبدعين والمحترفين لمواصلة التعلم والنمو في عالم رقمي متغير بسرعة.

 

افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير بدار الأوبرا المصرية

مقالات مشابهة

  • بيان مشترك بمناسبة زيارة رئيس جمهورية بيلاروس للسلطنة
  • غزة تحت القصف: استمرار الانتهاكات وتصاعد المعاناة الإنسانية
  • مهرجان Social Media Festival يكرم نهال عنبر كضيف شرف
  • مهرجان Social Media Festival يكرم نهال عنبر
  • الأمم المتحدة تطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا
  • الأمم المتحدة تطالب بحماية المدنيين في سوريا ووقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا
  • "المحامين اليمنيين" تحذر من انهيار القضاء بسبب الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثي
  • الاعلام الصهيوني يتحدث عن تداعيات حصار اليمن وقدراته القتالية
  • القصيفي زار وزير الإعلام: المكاري شدد على مكافحة الأخبار الزائفة
  • ممثل المكاري في تكريم إعلاميي زغرتا على الجبهة: تكريمكم لن يكون الأخير لأن عنوانكم المثابرة والنجاح والمهنية