يستضيف مقر الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا يومي الاربعاء والخميس، السادس والسابع من هذا الشهر، الفعالية الرئيسة للاحتفال باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، تحت شعار: سلامة الصحفيين خلال الأزمات وحالات الطوارئ.

الافتتاحية المشتركة

التاريخ: 6 نوفمبر 2024
يستضيف مقر الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا يومي الاربعاء والخميس، السادس والسابع من هذا الشهر، الفعالية الرئيسة للاحتفال باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، تحت شعار: سلامة الصحفيين خلال الأزمات وحالات الطوارئ.


لقد شهد السودان خلال الحرب الحالية بحسب نقابة الصحفيين السودانيين مقتل ثلاثة عشر صحفيا بينهم صحفيتان أثناء ممارستهم مهنتهم المقدسة، إما بالقتل المباشر المتعمد، أو نتيجة القيام بعمليات عسكرية في المناطق المدنية دون وضع أي اعتبار لسلامة المدنيين، ومن بينهم الصحفيين. كما يتعرض الصحفيون والصحفيات الذين يعملون على تغطية وقائع الحرب لانتهاكات خطيرة من الاطراف المتقاتلة تشمل الاعتقال والتعذيب والتهديد بالقتل والعنف الجنسي والإخفاء القسري، بجانب المنع من التغطية المتوازنة واتهامات التخوين، ما يجعلهم عرضة للخطر.


السودانيون والسودانيات في حاجة لمعرفة ما يدور في بلادهم وهو حق مقدس، مثلما هو واجب مهني وأخلاقي ووطني على الصحفيين والصحفيات، وهو اساس مهنة الصحافة ورأسمالها واساسها المتين، وتشتد الحاجة في أوقات الحروب والكوارث للتغطية المهنية المتوازنة حتى يستطيع الجمهور تحديد مواقفه وممارسة تأثيره على صانعي القرار لاتخاذ الخطوات الصحيحة لوقف الحرب والاتجاه نحو السلام.
يعمل الصحفيون والصحفيات السودانيين اليوم في ظل ظروف بالغة التعقيد تفتقر لأبسط مقومات الأمن والسلامة، ويقدمون تضحيات كبيرة في سبيل تأدية واجبهم المهني، ويواجهون محاولات التعمية والتغطية وإخفاء الحقائق، والضغوط والإغراءات لتشويه الحقائق لإرضاء أحد الاطراف وتغليب وجهة نظره، ويدفعون ثمنا غاليا للتمسك بالقيم المهنية والاخلاقية للعمل الصحفي.
وفي هذه الاحتفالية باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، نتذكر زملائنا الثلاثة عشرة الذين قتلوا خلال هذه الحرب ضمن عشرات الالاف من المدنيين، ونشدد على ضرورة ردع مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين ومحاسبتهم على جرائمهم وعدم السماح بإفلاتهم من العقاب.
وفي هذا اليوم الدولي يراجع الصحفيون والإعلاميون ايضا مع المنظمات الدولية والإقليمية والمهتمين بحقوق الإنسان في العالم الخطوات التي تتبعها الدول والمنظمات لضمان عدم إفلات مرتكبي الجرائم والانتهاكات ضد الصحفيين، وملاحقتهم، بما في ذلك وضع القوانين اللازمة لذلك وتعديل القوانين الموجودة لتكون أكثر صرامة، واتخاذ خطوات فعلية من أجهزة تطبيق القانون لتنفيذ هذا الالتزام.
وبهذه المناسبة، نؤكد نحن في منتدى الإعلام السوداني، ان بلدنا السودان لايزال بعيدا عن هذا الالتزام، وعن أي محاولة جادة لضمان سلامة الصحفيين والصحفيات وضمان حقهم في ممارسة عملهم في جو يضمن أمنهم وسلامتهم، بل أن الدولة تتخذ كثير من الخطوات التي تعرقل عمل الصحفيين والصحفيات وتهدد أمنهم وسلامتهم، وتشجع على الانتهاكات والجرائم التي ترتكب ضدهم. بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ بقلق الاعتداء العشوائي الذي شنته قوات الدعم السريع والجماعات التابعة لها ضد الصحفيين الذين يغطون الهجمات المتعمدة ضد المدنيين والصحفيين على حد سواء.
يجب أن تتوقف هذه الجرائم والانتهاكات، ونحث المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهود للضغط على الأطراف المتحاربة لاحترام حرية الصحافة والحق في التغطية الإعلامية.

وفي هذا اليوم نجدد العزم في منتدى الإعلام السوداني بالوقوف بصلابة ضد محاولات ترهيب الصحفيين والصحفيات ومنعهم من أداء مهنتهم، والضغط والتواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية للضغط على أطراف الحرب لضمان سلامة الصحفيين والصحفيات والتشديد على ضرورة إنهاء حالة الإفلات من العقاب ومحاسبة المجرمين والمنتهكين.
ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل الجاد لفضح الانتهاكات والجرائم المصاحبة للحرب، خاصة تلك التي ترتكب ضد الصحفيين والصحفيات، والتضامن فيما بينهم لنصرة كل فرد منهم يتعرض لهذه الانتهاكات.
أخيرا، نجدد نحن في منتدى الإعلام السوداني تأكيدنا والتزامنا القوي والصارم بالعمل وفقا لمعايير وقواعد الصحافة المهنية والاخلاقية مهتدين في ذلك بإرشاداتنا التحريرية ووثيقة قواعد التغطية الاعلامية والصحفية في زمن الحرب المجازة من المنتدى، في سبيل تمليك الحقائق الموثوقة للشعب السوداني، وضمان حصوله المستمر على المعلومات والاخبار الصحيحة، والدقيقة، والمنصفة، والمستقلة.
الرحمة والمغفرة لشهداء الصحافة السودانية، الشفاء العاجل للمصابين، الحرية للمعتقلين والمختفين قسريا.



منتدى الإعلام السوداني
6 نوفمبر 2024

Tarig Algazoli  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: منتدى الإعلام السودانی الصحفیین والصحفیات الإفلات من العقاب سلامة الصحفیین ضد الصحفیین

إقرأ أيضاً:

نقد وتحليل لمقال سمية المطبعجي: أزمة الإعلام السوداني في سياق التحديات الراهنة

وجدتُ هذا المقال في أحد المواقع الإخبارية السودانية، وأحببتُ أن أشارك رؤيتي حوله، محاولًا تسليط الضوء على القضايا الجوهرية التي طرحها، وإعادة صياغته في شكل مقال متكامل يتناول المشكلات الإعلامية السودانية بطرح جديد ومعالجة أكثر شمولًا.
يمر الإعلام السوداني بأزمة مركبة تتداخل فيها العوامل السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، مما يضعه أمام تحديات جسيمة تعيق أداءه لدوره الحقيقي كسلطة رابعة مستقلة. فالمؤسسات الإعلامية تعاني من غياب الاستقلالية وتراجع المهنية، حيث أصبحت العديد منها خاضعة لتوجيهات القوى السياسية أو لمصالح اقتصادية محددة، مما أفقدها القدرة على تقديم محتوى موضوعي ومتزن. في ظل هذه الأوضاع، يصبح الإعلام مجرد أداة في صراعات السلطة، بدلاً من أن يكون منبرًا حرًا لنقل الحقيقة وتمثيل قضايا المواطنين.
أحد أبرز الإشكالات التي تواجه الإعلام السوداني هو فقدان الثقة بينه وبين الجمهور. فالمتابع للمشهد الإعلامي يلاحظ بوضوح الانقسامات الحادة بين المنصات المختلفة، والتي تعكس التوجهات السياسية لأطراف الصراع أكثر من اهتمامها بإيصال الحقيقة. هذا الانحياز أضعف مصداقية الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، ما جعل المواطن يلجأ إلى وسائل إعلام خارجية أو إلى المنصات الرقمية غير التقليدية للبحث عن الأخبار والمعلومات.
إلى جانب ذلك، تعاني الصحافة الورقية من تراجع كبير نتيجة للأزمات الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع تكاليف الطباعة وانخفاض الإعلانات، مما أجبر العديد من الصحف على تقليل عدد صفحاتها أو التوقف عن الصدور نهائيًا. هذا الواقع انعكس على مستوى التغطية الصحفية، حيث باتت الأخبار مقتضبة وغير عميقة، وغابت التحقيقات الصحفية التي تتناول القضايا الجوهرية بعمق وتحليل.
الإعلام الإلكتروني، رغم أنه أصبح البديل الأبرز، إلا أنه لم ينجُ من المشكلات ذاتها، حيث تعاني العديد من المواقع الإلكترونية من ضعف في التمويل، مما يجعلها عرضة للضغوط السياسية والاقتصادية. كما أن انتشار الأخبار المضللة وعدم وجود معايير واضحة للتحقق من صحة المعلومات زاد من حالة التشويش الإعلامي، وجعل الجمهور أكثر عرضة للتلاعب والتأثير الموجه.
أمام هذه التحديات، يصبح السؤال المطروح: كيف يمكن للإعلام السوداني أن يستعيد دوره الحقيقي؟ الإجابة تكمن في ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية على أسس مهنية، وتعزيز استقلاليتها عبر تمويل مستدام لا يعتمد على دعم الأحزاب السياسية أو رجال الأعمال ذوي المصالح الخاصة. كما أن التدريب المستمر للصحفيين وتأهيلهم وفقًا لمعايير مهنية عالية سيساهم في تحسين جودة المحتوى المقدم، مما يعزز ثقة الجمهور بالإعلام المحلي.
كذلك، لا بد من تطوير سياسات إعلامية تدعم حرية التعبير مع وضع ضوابط تحمي المهنة من التوظيف السياسي والتضليل الإعلامي. فالإعلام الحر والمسؤول هو الذي يعكس واقع المجتمع بموضوعية، ويؤدي دوره في التنوير وصناعة الوعي بعيدًا عن الاستقطاب الحاد.
في الختام، يمكن القول إن الإعلام السوداني لا يزال أمامه طريق طويل لاستعادة ثقة الجمهور وتحقيق دوره المنشود. لكن ذلك لن يتحقق دون إصلاحات جذرية تشمل الاستقلالية، المهنية، والقدرة على تقديم محتوى إعلامي يعبر بصدق عن تطلعات المجتمع السوداني في الحرية والعدالة والديمقراطية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • 4500 إعلامي شكّلوا حضورًا في دوراته الثلاثة السابقة.. “منتدى الإعلام” حدث سنوي يرسم خارطة إعلام المستقبل
  • الإعيسر يؤكد حرص وزارة الإعلام على مشاركة الإعلاميين هموهم والتعاون معهم خدمة لمصالح الوطن
  • بالفيديو.. أسرى فلسطينيون يحرقون "ملابس لا ننسى ولا نغفر"
  • «لا ننسى ولا نغفر».. تهديدات ورسائل انتقام من الاحتلال للأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم
  • عباس: قوات الاحتلال والمستوطنين مسؤولين عن جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية
  • أنا … وقحت وصمود !
  • منتدى الجزيرة يبحث السبت بالدوحة التوازنات الجديدة في المنطقة
  • "صحفيات بلاقيود": وفاة "باعلوي" في سجون الحوثيين تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني
  • ورشة تدريبية تناقش تحديات الصحافة الرقمية بإعلام عين شمس
  • نقد وتحليل لمقال سمية المطبعجي: أزمة الإعلام السوداني في سياق التحديات الراهنة