شبكة انباء العراق:
2024-11-06@17:30:59 GMT

المالكي والرهانات الرابحة …!!

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

المالكي والرهانات الرابحة …!!

بقلم : سعد الأوسي ..

منذ انتخاب الرئيس محمود المشهداني لرئاسة مجلس النواب والاسئلة والاتصالات تنهال عليّ من سائلين و مندهشين و حزانى وفرحين سياسيين واعلاميين اصدقاء واعداء، عن سر فوز المشهداني (غير المتوقع) على حدّ زعمهم، رغم انني كنت واثقاً من حتمية فوزه لأسباب ثلاثة ادرجها معكوسة حسب اهميتها:
1- وسطية الرجل واعتداله و واقعيته السياسية.

2- حياديته القومية والطائفية والدينية و هو شرط واجب في تسنم اي منصب رئاسي في الدولة للحفاظ على بنيتها ووحدة لحمتها الاثنية والاعتقادية.

3- خبرته السابقة في ادارة البرلمان رغم ما شابها من تعثرات ومشاكل وصراعات.

4- رهان السيد نوري المالكي الذي يعدّ اكبر زعامة سياسية في البلد على ضرورة اختيار المشهداني لتسنم المنصب في هذه المرحلة الدقيقة المثقلة بالصراعات والتجاذبات الحادة -الخفية والمعلنة- والتي تنذر بدكتاتورية كامنة تهيئ نفسها واسبابها وتنتظر كامنةً متحينةً للحظة تمكين مناسبة للوثوب على العملية السياسية كلها واستعادة سلطة (أنا) متفردة متضخمة مريضة تعيد العراق الى كابوس الهيمنة الفردية والعائلية المطلقة، وتجميد سلطة الدستور والقانون.
لقد ظلّ منصب رئاسة البرلمان شاغرا لمدة عام كامل منذ اقالت المحكمة الاتحادية العليا السيد محمد الحلبوسي ، وتكليف نائبه السيد محسن المندلاوي بمهام الرئاسة لتسيير الاعمال، وظلت اهواء الكتل السياسية و رياحها العاصفة تتلاطم متصارعة للفوز بهذا المنصب بالغ الاهمية والحساسية مهما فدح ثمنه.
وتدخلت الارادات الدولية كالعادة بشكل سافر لتقول كلمتها وتضع رغبتها كما تعودت منذ 20 عاما حتى الان.
وحده الزعيم المالكي في هذا الخضم كان يصرّ على خيار عراقي محض يجمع ولا يفرّق يحلّ ولا يعقّد يملي ولا يملى عليه، و قد قال لي في اكثر من لقاء خاص جمعني واياه : ان اختياره للسيد محمود المشهداني واصراره عليه ليس صراع ارادات ولا تنافساً سياسياً ولا استعراض قوة ولا هدف مصالح كما يحاول البعض ان يتوهمه بالتأكيد، ولو كان احدى هذه الاسباب -منفردة او مجتمعة- لكان هنالك اكثر من خيار و بديل يفي بذات الغرض، الا اننا نرى و نؤمن ان المصلحة الوطنية اليوم تقتضي وجود محمود المشهداني في هذا المنصب لانه الاصلح والانسب والاكثر اهليّةً للتعامل مع الوضع السياسي الراهن، وسوف يرى العراقيون جميعا مدى حكمة وصواب هذا الخيار في الاشهر القليلة التالية، لتدوير الدواليب الموقوفة او المُعرقلة عمداً وتحريك القوانين المجمدة منذ سنوات في ادراج رئاسة البرلمان خدمةً لاجندات سياسية خاصة و مصالح متقاطعة وربما امتثالا لبعض الاملاءات الخارجية .
سيحتج المغرضون و مدّعو الاستحقاق الطائفي بأنّ هذا المنصب من حصّة المكون السني و كتله السياسية، وهم الوحيدون المعنيون بهذا الشأن والاختيار تحت عنوان المحاصصة وتقاسم السلطة الذي يوجب ان لاتكون للمكون الشيعي او للسيد نوري المالكي زعيم الاطار التنسيقي يدٌ او رأي او ارادة في هذا الخيار !!!!
و الحقيقة ان هذا النوع من الخطاب المُدلّس الذي يخفي وراءه الكثير من النوايا الشيطانية والاطماع والمصالح المريضة، يجب ان ينتهي و يلقى في اقرب حاوية نفايات سياسية، لان اصحابه والداعين اليه يريدون بهذا الباطل المستتر بقناع الحق او الاستحقاق ان يطيلوا امد الفوضى وحالة العقم والانسداد السياسي الى اطول فترة يستطيعون، لانها تكفل بقاءهم في مواقع التأثير والسلطة وتديم زخم قدرتهم على العبث والتلاعب والسرقة والابتزاز، و تحميهم من المساءلة والحساب والعقاب.
ان اي جهد و رغبة او ارادة وطنية مخلصة تسعى الى وضع تلك الاستحقاقات في اطارها الوطني المحض بلا خضوع للتأثير الدولي والاقليمي لا بدّ ان تجبه وتواجه وتمنع بالصراخ السياسي والاعلامي تارة و بالتباكي والاستجداء على اعتاب اجهزة المخابرات الدولية من اجل (حقوق المكون المهدورة) تارة اخرى ، وهي بلا ادنى شك ليست سوى حقوق عصبة من الفاسدين والفاشلين والعملاء الذين تسللوا للعملية السياسية بلا تواريخ ولا جذور ولا كفاءات و لا مؤهلات كأنهم اولاد حرام.
لقد راهنت و ما ازال بايمان راسخ على دقّة خيارات الزعيم المالكي و نهجه ورؤاه الاستراتيجية الدقيقة المستندة الى تجربة وخبرة سياسية طالما اثبتت صوابها في الازمات والمنعطفات السياسية الصعبة، و فرادتها وجرأتها في المعالجة، و صلابتها او مرونتها الحكيمة حسب المقتضيات والمصالح الوطنية، مما أهّله لتسنّم الزعامة السياسية لعقدين صاخبين من الزمن تقريباً.
قال لي في آخر لقاء جمعني به قبل ايام: ان الرئيس محمود المشهداني لم يكن خيارا شخصيا قائماً على هوى شخصي او تحقيقا لغاية مطلوبة منه كما يحاول البعض الايحاء او التصريح والترويج لذلك، فليس عند المالكي من طموحات يستطيع المشهداني تحقيقها، ولو كانت موجودة كما يدعون على سبيل الافتراض الجدلي فحسب، فان المالكي بثقله الوطني و حجم كتلته البرلمانية و قاعدته الشعبية الكبيرة قادرٌ على تنفيذها سواء كان السيد المشهداني على رأس البرلمان او اي أحد آخر سواه، و لو عرف العراقيون ما عندي من معلومات دقيقة موثّقة عن حجم التدخل الدولي خاصةً قطر و تركيا، والمال السياسي المبذول لفرض المرشح الآخر على رئاسة البرلمان، لادركوا سبب اصراري على تسنم السيد المشهداني لهذا المنصب الحساس، ليس باعتباره استحقاقاً سنيّاً طائفياً بل ضرورة واستحقاق وطني مؤثر يوجب علينا جميعا مسؤولية حمايته من التدخلات والارادات والاجندات الخارجية. لقد دفع العراق ثمنا باهضاً بسبب فكرة التحاصص على الاسس الاثنية او الطائفية المجردة فحسب، لانها اوهمت الشركاء انه حرّ بمنطقة نفوذه السياسي ومن حقه وحريته التلاعب بها كما يشاء، و تجاهلوا اننا جميعا في سفينة واحدة، وانه ليس لاحد منا ارادة مفردة متعسفة او مصلحة بعيدة عن ارادات ومصالح الاخرين، لانه بحماقته او بتآمره قد يغرق الجميع اذا تُرك يعبث لوحده في مساحته المزعومة. حصة (المكون) الشريك محفوظة بالدستور و العرف و الاخاء الوطني والعهد السياسي الملتزم، طالما احترمناها و وقفنا بصلابة واصرار لتحقيقها، ولكننا في الوقت ذاته نضع اكبر الخطوط الحمراء ونطلق اعلى اجراس الانذار بوجه المؤامرات والتدخلات الخارجية التي وصلت اطماعها الى اعلى واهم المناصب السيادية في البلد، و تاريخي السياسي ليس ببعيد عن اذهان الاخوة والاصدقاء رفاق الدرب بل وحتى عن الاعداء، وهم جميعا يعلمون ان نوري المالكي حين كان في المعارضة لم يكن يخضع لاية اجندة اقليمية او اجنبية، ولم يكن يرى في (الدعم) الدولي المفترض الا ادوات و وسائل عون للاطاحة بالنظام الديكتاتوري فحسب، لذلك لم تجد اي جهة دولية ثغرةً او دالّةً تتسلل منها الينا بعد ان تسنمنا زمام السلطة، فكيف يتوهمون اليوم بعد مرور اكثر من عشرين عاما على ادارتنا للحكم ان نفرّط بارادتنا او نسمح للايدي الخفية السوداء ان تضع ذيولها و عملاءها في اعلى مناصبنا السيادية !!!؟؟؟
نعم اقولها ملء الفم انني دعمت ترشيح الدكتور محمود المشهداني وعملت على تسنمه منصب رئاسة البرلمان لانني اؤمن بوطنيته و نزاهته، ولانه احد اهم اعلام السياسة في مكوّنه طوال عشرين سنة خلت ولانه رجل بتاريخ نضالي مشرّف لم ينبت فجأة بعد 2003 كسواه من التجار و رجال المال الاعمال الذين تسللوا الى عالم السياسة فأفسدوا كل شئ.

سعد الاوسي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات محمود المشهدانی رئاسة البرلمان هذا المنصب

إقرأ أيضاً:

المشهداني أمام  170 قانوناً معطلاً .. هل سيتم الترحيل  إلى الدورة المقبلة  

4 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: رئيس البرلمان العراقي الجديد محمود المشهداني يواجه تحدياً صعباً يتمثل في إعادة تفعيل القوانين المعطلة التي تأثرت بالخلافات السياسية وتوقف سيرها لسنوات.

ووفق مصادر مطلعة، فإن عدد القوانين المعطلة منذ الدورات البرلمانية السابقة يصل إلى 170 قانوناً، مما يجعل من مهمة المشهداني شاقة ومعقدة في بيئة سياسية متقلبة.

وتحدثت مصادر من داخل البرلمان عن أن المزاج السياسي للأحزاب يلعب دوراً حاسماً في تمرير أو تعطيل القوانين، حيث تملك الكتل السياسية القدرة على التأثير والتحكم بمصير التشريعات من خلال تحالفاتها وتحركاتها البرلمانية.

“إن هذه الكتل باتت تتحكم بمفاتيح العمل التشريعي”، يقول خبير سياسي متابع.

وأضاف مختص في الشؤون البرلمانية: “قد تجد الكتل الرئيسية مصلحة في تعطيل بعض القوانين أو التفاوض بشأنها للحصول على مكاسب سياسية، الأمر الذي يجعل البرلمان ساحة للصراع أكثر منه للعمل التشريعي”.

وأفادت تحليلات بأن أولى الصدامات التي قد تواجه المشهداني في المرحلة المقبلة ستكون مع القوى الداعمة له حول قانون العفو العام، فهذا القانون الذي يحمل أبعاداً سياسية وقانونية شائكة، من شأنه أن يفتح الباب أمام إعادة النظر في قضايا تتعلق بمئات الأشخاص، مما يثير قلق بعض الأطراف التي تعتبر أن إقرار القانون قد يخدم أجندات معينة.

اما قانون العفو العام فقد يؤدي الى تحالفات جديدة داخل البرلمان وقد يؤدي إلى انقسامات عميقة، ومن المتوقع أن تكون جلسات البرلمان المقبلة حامية الوطيس، حيث ستتصادم المواقف بشكل لم نعهده منذ فترة.

الدور الرقابي للبرلمان سيكون هو الآخر جزءاً من التحدي الذي يواجه المشهداني، خاصة مع تنامي الدعوات لاستجواب بعض الوزراء ومحاسبتهم على أدائهم.

وأشار المحلل السياسي علاء مصطفى إلى أن المشهداني سيضطر إلى الموازنة بين تفعيل دوره الرقابي والمحافظة على استقرار التحالفات الداعمة له.

وتحدثت مصادر عن أن بعض التشريعات ومشاريع القوانين قد يتم ترحيلها إلى الدورة المقبلة إذا ما اشتدت الخلافات حولها، ما يزيد من الضغوط على رئيس البرلمان لتحقيق تقدم ملموس خلال فترة رئاسته.

واعتبر مواطن عراقي متابع للأحداث عبر تدوينة في فيسبوك أن “ما يحدث في البرلمان يؤثر مباشرة على حياة الناس”. وأردف قائلاً: “التأخير في إقرار القوانين ينعكس على مشاريع التنمية والاقتصاد والخدمات الأساسية، ولهذا نأمل أن يكون المشهداني عند حسن الظن ويستطيع إعادة الثقة إلى البرلمان”.

وفق آراء مختصين، فإن المشهداني قد يلجأ إلى تكتيكات جديدة لتعزيز موقعه وتحقيق توافقات حول القوانين المعطلة، منها دعوة القوى المختلفة إلى طاولة الحوار وإعادة بناء جسور الثقة بين الأقطاب المتنازعة.

ووفق تحليلات فانه لا يمكن النجاح في هذه المهمة دون تقديم تنازلات وتفاهمات قد تبدو مستحيلة في ظل المشهد الحالي، لكن السياسة في العراق علّمتنا أن التحالفات تتغير بتغير الظروف .

التحدي القادم لرئيس البرلمان ليس فقط في إقرار القوانين، بل في إثبات أن البرلمان قادر على القيام بدوره الرقابي والتشريعي بفاعلية. ومع انتظار تعديلات وزارية قد تُمرر عبر البرلمان، يبقى التساؤل: هل سيتمكن المشهداني من قيادة البرلمان في فترة تعتبر من الأصعب في تاريخ العراق الحديث؟

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المشهداني واللامي يبحثان التنسيق بين البرلمان والنزاهة
  • العزم دعمت المشهداني لتولي منصب رئاسة البرلمان.. لن تقتصر مهمته على الترضيات
  • العزم دعمت المشهداني لتولي منصب رئاسة البرلمان.. لن تقتصر مهمته على الترضيات - عاجل
  • التنسيقي يناقش الوضع السياسي والقوانين الخلافية في البرلمان
  • نائب يكشف سبب زيارات المشهداني لقادة الكتل والأحزاب السياسية
  • نائب يكشف سبب زيارات المشهداني لقادة الكتل والأحزاب السياسية- عاجل
  • المشهداني أمام  170 قانوناً معطلاً .. هل سيتم الترحيل  إلى الدورة المقبلة  
  • البرلمان.. مسار سياسي جديد تحت قيادة الرئيس محمود المشهداني
  • البرلمان.. مسار سياسي جديد تحت قيادة الرئيس محمود المشهداني - عاجل