إبراء- الرؤية

انطلق بجامعة الشرقية في ولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية وبالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، المؤتمر الدولي الثالث لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعنوان "خطاب الرحلة في الأدب العماني: مقاربات بينية"، والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام.

وقال الدكتور محمد الصقري عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية المشرف العام على المؤتمر: "يأتي هذا المؤتمر مواصلة لسلسلة المؤتمرات العلمية التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي وضعت ضمن رؤيتها إثراء المعرفة الإنسانية، وضمن رسالتها تحفيز البحث العلمي والأنشطة المصاحبة له، كما أن فكرة تنظيم المؤتمر العلمي الثالث جاءت قبل أكثر من عام من خلال اللقاءات والندوات المشتركة بين كلية الآداب والعلوم الإنسانية والجمعية العمانية للكتاب والأدباء في فرعها بمحافظة شمال الشرقية".

وأشار الدكتور حميد الحجري رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر إلى أن الهدف الأبرز من المؤتمر هو إنتاج عدد من الأبحاث العلمية الرصينة التي تمثل إضافة حقيقية للمكتبة العمانية في دراسة خطاب الرحلة في الأدب العماني، لتشكل مادة عدد خاص من أعداد مجلة جامعة الشرقية للعلوم التربوية والإنسانية، وهي مجلة علمية محكمة.

من جهته، قدم الدكتور هلال الحجري ورقة بعنوان "أدب الرحلة بين الخطابين العربي والإنجليزي: تأملات في الفن والمنهج"، فيما قدم الدكتور محسن الكندي ورقته والتي جاءت بعنوان "شعر الرحلة وتشكله في الأدب العماني - الشعر مفتاح النمذجة وسبر أغوار المرجعيات.. قراءة أفقية في مشهد الرحلة واتجاهاتها".

واشتمل المؤتمر على عدد من المحاور والجلسات النقاشية والبحوث العلمية والمقاربات اللغوية والأسلوبية والتاريخية والجغرافية والنفسية والفلسفية والإنثربولوجية حول رحلة الأدب العماني وذلك بمشاركة باحثين من سلطنة عمان وعدد من الدول العربية.

رعى افتتاح المؤتمر الشيخ محمد بن عبدالله الحارثي رئيس مجلس أمناء جامعة الشرقية، بحضور عدد من أصحاب السعادة وممثلي المؤسسات الحكومية والخاصة ورئيس الجامعة ونائبيه والهيئتين الإدارية والأكاديمية وطلبة الجامعة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرواية السودانية- رحلة تطور وتنوع في الأدب العربي والأفريقي

عند منتصف ليلة البارحة، بدأت حديثي مع أخي زهجان وبعض الاخوة والاخوات الكرام حول الرواية السودانية، وما تناوله النقاد من تفكيك وتحليل لأهم الكتابات والأقلام التي أثرت في هذا الفن الأدبي. لقد توصلوا إلى أن لدينا سبعة من أبرز كتّاب الرواية السودانية الذين يعتبرون الأهم في هذا المجال وهم: منصور الصويم، وبركة ساكن، وأمير تاج السر، وعماد البليك، وهشام آدم، وحامد الناظر، وحمور زيادة. على الرغم من أن هذه الأسماء تعد من أبرز المساهمين، إلا أن هناك أكثر من خمسة عشر كاتبًا آخر لهم إنتاج كبير مثل أحمد ضحية، وطارق الطيب، والمعز عبد المتعال، والسفير جمال محمد إبراهيم، وأشراقة مصطفى، وليلى أبو العلا.

ولقد أهداني صديقي موفق معلوف رواية أثارت إعجابي بشدة وهي باللغة الإنجليزية، من تأليف الكاتبة السودانية صفية الهيلو. الرواية تحمل عنوان Home Is Not a Country (2021)، وهي رواية شعرية تحكي قصة نيما، فتاة مراهقة تعيش في الولايات المتحدة مع والدتها المهاجرة من بلد عربي غير محدد. تتناول الرواية مواضيع الهوية والانتماء، وتعكس رحلة نيما في اكتشاف نفسها عبر لقاءها بياسمين، الفتاة التي كانت ستكون لو وُلدت من قبل والدتها. تُحاكي الرواية قضايا الحنين والفقد باستخدام أسلوب سردي يمزج بين الشعر والخيال والواقعية السحرية، مما يجعلها من الأعمال الأدبية المؤثرة والمليئة بالصور الشعرية الرائعة.

أما عن النقد الأدبي للرواية السودانية، فقد أشار العديد من النقاد إلى أن الرواية السودانية المعاصرة، التي ظهرت منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين، قد شهدت تطورًا ملحوظًا في الكم والنوعية. ففي الفترة بين 1948 و1989، تم نشر حوالي 90 رواية سودانية، بينما ازداد هذا العدد ليصل إلى حوالي 500 رواية من 1990 إلى 2020. وقد شهدت هذه الفترة تطورات هامة في الطرح الروائي، والتي تميزت بالتموضع الجدلي مع الواقع السوداني، وخاصة في ظل النظام الإسلامي الذي حكم السودان من 1989 إلى 2019، حيث فرض سياسات قمعية وأيديولوجية على الشعب السوداني.

كما استفاد الكتاب السودانيون من تقنيات السرد المختلفة مثل السيرة الذاتية والتاريخ والواقعية السحرية والتجريبية، مما أضاف بعدًا غنيًا لأعمالهم الأدبية. تركز الرواية السودانية أيضًا على الهمش والمهمشين، مثل النساء والأقليات والمهاجرين، حيث برز الصوت النسوي السردي الذي تحدى الوصاية الذكورية وسرد تجارب النساء السودانيات بكل جرأة. كما تم استخدام الشعر في السرد الروائي لإضفاء جماليات وعمق على النصوص.

البدايات والتطور في الرواية السودانية

تعود بدايات الرواية السودانية إلى الحكايات الشعبية السودانية التي كانت جزءًا من التراث الشفهي، ويُعد الطيب صالح من رواد الرواية السودانية الحديثة، حيث قدم روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" (1966)، التي اعتُبرت علامة فارقة في الأدب العربي. الرواية ناقشت العلاقة بين الشرق والغرب بأسلوب سردي محكم وواقعي، مما جعلها من أبرز الأعمال الأدبية العربية. ومن بعدها، ظهرت أسماء أخرى ساهمت في بناء الهوية الروائية السودانية، مثل إبراهيم إسحق الذي تناول الحياة في دارفور، وعبد العزيز بركة ساكن الذي كسر المحظورات الاجتماعية في أعماله.

اتجاهات الرواية السودانية

يمكن تصنيف الرواية السودانية إلى عدة تيارات رئيسية حسب الموضوعات والأسلوب:

الواقعية الاجتماعية والتاريخية: مثل روايات إبراهيم إسحق وحامد الناظر، اللتين تناولتا حياة المجتمعات السودانية المهمشة والنزوح والصراعات القبلية.
الرواية التجريبية والمسكوت عنه: مثل أعمال عبد العزيز بركة ساكن، التي تميزت بأسلوب سردي مكثف وصادم، كما في رواية "الجنقو مسامير الأرض"، التي تعرض معاناة المهمشين.
أدب الهوية والاغتراب: حيث كتب بعض الكتاب السودانيين بالإنجليزية لتسليط الضوء على قضايا الهوية السودانية في الشتات، مثل ليلى أبو العلا التي تناولت مسائل الهوية الثقافية والدين.
الواقعية السحرية والأسطورة: مثل أعمال منصور الصويم وطالب الطيب، التي مزجت بين الفانتازيا والواقع، لتسرد قصصًا تحمل دلالات ثقافية عميقة.
أبرز الأسماء في الرواية السودانية

هناك العديد من الكتاب الذين قدموا مساهمات هامة في هذا المجال، مثل أحمد الملك الذي يتميز بأسلوبه البسيط والعميق، وأبكر آدم إسماعيل الذي دمج النظريات السياسية في السرد، وعماد البليك الذي تناول قضايا فلسفية وتاريخية، بالإضافة إلى أسماء مثل جمال محجوب وآن الصافي ورانيا مأمون.

الرواية السودانية في الأدب العربي

على الرغم من أن الرواية السودانية لم تحظ بنفس الانتشار مثل الروايات المصرية أو المغاربية، إلا أنها أصبحت واحدة من أهم الفنون الأدبية في العالم العربي. حازت أعمال مثل شوق الدرويش والجنقو مسامير الأرض على جوائز مرموقة، وساهمت ترجمات أعمال الكتاب السودانيين في تعزيز حضور الرواية السودانية على المستوى العالمي.

تواصل الرواية السودانية اليوم تطورها ونضوجها، حيث تسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية مهمة، وتقدم أصواتًا جديدة ومختلفة تعكس تحولات المجتمع السوداني. ومع تزايد الاهتمام النقدي والإعلامي بها، من المتوقع أن تستمر في إثراء المشهد الأدبي العربي والعالمي

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة بنها يتفقد الدارسة بكليتي الآداب والتجارة وتجديدات مبنى الجراحة بالمستشفى الجامعي
  • العمال الكردستاني يعتزم عقد مؤتمر تأريخي في العراق ليعلن نزع السلاح
  • مهارة وصنارة.. مؤتمر خدام إعدادي وثانوي بإيبارشية حلوان
  • توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
  • "مهارة وصنارة".. مؤتمر خدام إعدادي وثانوي بإيبارشية حلوان
  • الأعلى للجامعات يعلن مد فترة التقدم لعضوية اللجان العلمية والمحكمين
  • البحث العلمي ومكتبة الاسكندرية يعقدان المؤتمر الدولي ربط علوم التراث بتراث العلوم
  • خفة النص التي احتملها الغذامي ولم يطقها البازعي!
  • أول باص لنقل الحجاج والمعتمرين بين جدة ومكة.. فيديو
  • الرواية السودانية- رحلة تطور وتنوع في الأدب العربي والأفريقي