"على الشعب الإسرائيلي أن ينظر إلى ما يفعله جيشه باسمه في شمال قطاع غزة، حيث أمر السكان الفلسطينيين هناك بإخلاء المنطقة والنزوح نحو الجنوب".

لم تكن هذه دعوة من جهة تناصب دولة الاحتلال العداء أو من فلسطينيين أو مؤيدين لهم، بل جاءت من هيئة تحرير صحيفة هآرتس اليسارية الإسرائيلية في مقال افتتاحي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طبيبان لـ300 ألف نسمة.

. آخر مستشفى بشمال غزة يحتضرlist 2 of 2كاتب أميركي: إلى من يهمه الأمر أيا كان الرئيسend of list

وورد في المقال أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن، في مطلع أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، عملية عسكرية -لا تزال مستمرة- لإخضاع المنطقة ببلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا لحصار محكم، مما يعني أنه "لن يسمح لأحد بدخولها، ولا حتى منظمات الإغاثة العالمية".

منطقة عسكرية مغلقة

وقد طُلب من سكان شمال غزة الانتقال إلى الجنوب، في إطار ما تسمى "خطة الجنرالات" التي اقترحها اللواء احتياط غيورا آيلاند، على الرغم من أن إسرائيل تنفي رسميا أنها شرعت بتنفيذها، وفق افتتاحية الصحيفة.

وتقول هيئة تحرير هآرتس إن الفكرة الأساسية للخطة تقوم على تهجير السكان، وإعلان شمال غزة منطقة عسكرية مغلقة، ثم التأكيد على أن كل من يبقى فيها يُعدُّ "إرهابيا" يستحق القتل.

ويخشى عديد من أهالي المنطقة من ألا يكون بوسعهم العودة إلى ديارهم، بينما يعجز آخرون عن مغادرة المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى حذرت، قبل بضعة أيام، من أن الوضع "مروع"، وأن كل السكان الفلسطينيين في شمال غزة "معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والعنف".

وحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يمنع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية، ولم يُسمح إلا لسيارات الإسعاف بنقل المصابين بأمراض خطيرة إلى المستشفى في مدينة غزة، كما طُلب من فرق الإنقاذ المدنية مغادرة المنطقة.

تجاهل الجمهور والقانون الدولي

وتضيف هيئة تحرير هآرتس أن الجيش الإسرائيلي أظهر "عدم اكتراث تام"، ولا يُطلع الرأي العام على عمليات الطرد الجماعي للسكان، والمجاعة والأضرار التي لحقت بالمستشفيات والكارثة الإنسانية التي تسبب أذى غير متناسب للمدنيين.

وتفيد الصحيفة بأن الحرب تُدار في تجاهل للقانون الدولي "كما لو لم يكن هناك مدنيون في غزة ولا أطفال ولا عواقب تترتب على تصرفاتنا".

لقد تحولت الرغبة في الانتقام من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى حرب وحشية جامحة تشكل انتهاكا صارخا لقوانين الحرب، والأسوأ من ذلك أنها ستبقى في الذاكرة وصمة عار أخلاقية، على حد تعبير المقال الافتتاحي.

تحضيرات للاستيطان

وتمضي الصحيفة إلى القول إن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.

وشددت هيئة تحرير هآرتس على ضرورة أن تتخلى إسرائيل عن خطة الجنرالات وإنهاء الكارثة الإنسانية، مشيرة إلى أن الوقت قد حان للقيام بمحاولة "صادقة" لإبرام صفقة لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات هیئة تحریر شمال غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟

علّقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على فرض الجيش حظراً على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أنه جاء متأخراً للغاية، ومع أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لابد أن تكون جزءاً من تحول أوسع نطاقاً في كيفية تعامل إسرائيل مع الأمن القومي.

وذكرت جيروزاليم بوست في افتتاحيتها اليوم، أن سياسة وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة التي تبناها الجيش الإسرائيلي تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، موضحة أن الجيش كان يدرك منذ فترة طويلة مخاطر هذه المواقع.

ظاهرة مقلقة على الحدود الإسرائيلية: أسلحة مقابل مخدراتhttps://t.co/3Tl6mCnWpc

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  قيود شاملة

وأعلن الجيش، أمس الثلاثاء، فرض قيود شاملة على استخدام الجنود وسائل التواصل الاجتماعي، في أعقاب نتائج تحقيق كشف عن فشل أمني خطير، حيث ذكر أن حماس استخدمت منشورات متاحة للجمهور لرسم خريطة لكل وحدة فرعية ومبنى تقريباً داخل قاعدة "ناحال عوز" قبل الهجوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس لم تكن بحاجة إلى جواسيس أو قدرات سيبرانية متطورة، فقد قدم الجنود، دون علمهم، جميع المعلومات اللازمة لهجوم دقيق ومدمر.
وتوصل التحقيق إلى أن "حماس كانت على علم بموقع مولدات القاعدة، وكاميرات الفيديو، والغرف الآمنة، وغرفة تنسيق العمليات، وكيف ومتى تحركت الدوريات، وأين ينام قائد القاعدة وقادة السرايا". وأوضحت الصحيفة أن حماس كان لديها معلومات مفصلة إلى الحد الذي جعلها قادرة على بناء نموذج دقيق لأجزاء من القاعدة في غزة، والتي استخدمتها بعد ذلك للتدرب على هجومها.
وقال التحقيق إن "الصور التي التقطها جنود الجيش الإسرائيلي في أيامهم الأولى أو الأخيرة في مناصبهم منحت حماس معرفة كبيرة بالقاعدة، مما مكنها من بناء نموذج لأجزاء من القاعدة للتدرب على غزوها".


تدابير أمنية صارمة

وبعد هذا الاخفاق الاستخباراتي، أعلن الجيش الإسرائيلي فرض حظر صارم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الجنود، إلى جانب تدابير أمنية أخرى، ومن بين السياسات الجديدة، سيتم فرض "حظر التصوير داخل منشآت الجيش الإسرائيلي وزيادة الوعي بهذه القضية" بشكل صارم، مع "عقوبات صارمة لمن ينتهكون الأمر".
 إلى ذلك، لن يُسمح للجنود في الأدوار الحساسة "بفتح حسابات على فيسبوك، أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، لمنع العدو من إنشاء ملفات تعريف استخباراتية عنهم، وعلاوة على ذلك، سيتم حظر توثيق الاحتفالات العسكرية والأحداث التي يحضرها المدنيون أيضاً.

ما خطط نتانياهو للمرحلة الثانية من اتفاق غزة؟https://t.co/ut6jxOSPDx pic.twitter.com/HwcXd0pztw

— 24.ae (@20fourMedia) February 24, 2025
الحظر وحدة غير كافي

وفي عام 2017، حظر الجيش الإسرائيلي على الجنود تحميل تطبيقات المراسلة مثل Tinder و Telegram على الهواتف العسكرية، بسبب مخاوف من الاختراق. وعام 2021، حذرت وكالات الاستخبارات من أن تنظيم "حزب الله" اللبناني يستغل الجنود لاستخراج معلومات حساسة، لافتة إلى أنه على الرغم من هذه التحذيرات، ظل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي داخل الجيش الإسرائيلي منتشراً على نطاق واسع.
وعلقت الصحيفة بأن "حظر وسائل التواصل الاجتماعي من الجيش الإسرائيلي هو خطوة أولى متأخرة ولكنها حاسمة، ولكن الحظر وحده لن يكون كافياً. يجب تدريب الجنود على فهم المخاطر الحقيقية للتعرض الرقمي، ويجب أن تكون بروتوكولات التشفير وممارسات تبادل المعلومات الخاضعة للرقابة الإلكترونية معيارية في جميع الوحدات، يجب على القادة فرض هذه السياسات بشكل متسق، دون استثناء".

 

مقالات مشابهة

  • لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • هآرتس: إسرائيل مثل متجر يوشك على الإفلاس لكنه يواصل التوسع
  • الجيش الإسرائيلي يتسلم كميات كبيرة من الصواريخ
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة باقة الشرقية شمال طولكرم
  • شهيد برصاص الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • رئيس الشاباك الإسرائيلي يرفض الاستقالة قبل تحرير جميع الرهائن لدى حماس
  • إسرائيل: نريد اتفاقا بشأن تحرير الأسرى لتمديد وقف إطلاق النار بغزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يهدم منزلًا في بيت حنينا شمال القدس
  • الجيش الإسرائيلي يقرر عدم معاقبة جنود طردوا عائلات فلسطينية شمال الضفة
  • دروز سوريا بين إسرائيل و"هيئة تحرير الشام"