حكم اليمين الغموس عند الفقهاء الأربعة وكفارته
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء إن اليمين الغموس حرام شرعًا، وهي من الكبائر باتفاق الفقهاء، من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، ولكن ممكن الأخذ بمذهب مَن يرى فيها الكفارة خروجًا من الخلاف، وتمشيًا مع أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، ومقدار الكفارة إطعام عشرة مساكين لكلِّ مسكينٍ، وأما قبول التوبة فإنها على حد اليقين لمَن طلب مِن الله تعالى المغفرة بصدقٍ وإخلاصٍ؛ حيث قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ الشورى: 25.
وأوضحت الإفتاء أن الحِلْفُ أي أقسم، والحَلِف اليمين، واصطلاحًا هما تحقيق الأمر أو توكيده بذكر اسم الله تعالى أو صفة من صفاته، كما في "روضة الطالبين" للنووي 11/ 3، ط. المكتب الإسلامي.
وأضافت أن كان الحَلِفُ على إثبات شيءٍ أو نَفيِه، مع تعمُّد الكذب فيه، فإنَّه يُسمَّى يمين غموس، وسُميت غموسًا؛ لأنها تغمس صاحبها في النار، كما في "شرح مختصر الطحاوي" للجصاص 7/ 373، ط. دار البشائر.
قال أبو العباس الحموي في "المصباح المنير" (2/ 453، ط. المكتبة العلمية): [واليمين الغموس -بفتح الغين- اسم فاعل؛ لأنَّها تغمس صاحبها في الإثم؛ لأنَّه حلف كاذبًا على علمٍ منه] اهـ.
وقال الإمام ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (6/ 130، ط. مكتبة الرشد): [اليمين الغموس: هو أن يحلف الرجل على الشيء وهو يعلم أنَّه كاذب؛ ليرضي بذلك أحدًا، أو يقتطع بها مالًا] اهـ.
حكم الحلف بالله كذبا
ورد حديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ» أخرجه البخاري.
قال الإمام ابن الجوزي في "كشف المشكل" (4/ 121، ط. دار الوطن): [اعلم أنَّ المذكور من الكبائر في هذا الحديث كأنَّه أمَّهات الكبائر] اهـ.
مذهب جمهور الفقهاء في حكم الكفارة في اليمين الغموس
قالت الإفتاء إن الفقهاء اختلفوا حول وجوب الكفارة في اليمين الغموس، فذهب جمهور الفقهاء، من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى عدم وجوب الكفارة في اليمين الغموس؛ إذ هي أعظم من أن تُكَفَّر.
قال الإمام الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (3/ 108، ط. الأميرية): [وقال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما: كنا نعد اليمين الغموس من الكبائر التي لا كفارة فيها، وهو إشارة إلى الصحابة وحكاية لإجماعهم، ولأنها كبيرة محضة، والكفارة عبادة، فلا تناط بها كسائر الكبائر] اهـ.
وقال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (8/ 127، ط. دار المعرفة): [والتي لا تُكَفَّر اليمين الغموس، وهي المعقودة على أمرٍ في الماضي أو الحال كاذبة يتعمَّد صاحبها ذلك] اهـ.
وقال الشيخ الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل" (3/ 54، ط. دار الفكر): [اليمين الغموس لا كفارة فيها] اهـ.
وقال القاضي عبد الوهاب المالكي في "المعونة" (ص: 633-634، ط. المكتبة التجارية): [وإنَّما قلنا: إنَّ الغموس لا كفَّارة فيها خلافًا للشافعي، لقوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَان﴾ وهذه محلولة غير منعقدة؛ لأنَّ المنعقدة ما أمكن حله إذا انعقد، لأنَّ العقد في مقابلة الحل، والماضي واقع على وجه واحد لا يمكن تغييره، ولأنَّها يمين لا يتأتَّى فيها بِرٌّ ولا حنث كاللغو، ولأنَّ الكفارة معنى يرفع حكم اليمين، فلم تتعلق بالحلف على الماضي، أصله الاستثناء، ولأنَّ الحنث مخالفة الشيء المحلوف عليه لليمين، وذلك يقتضي تقديم اليمين ليصح وصف الفعل إذا وقع بأنَّه حنث، ومتى تأخَّرت عنه وقع عاريًا من الحكم له بذلك، فلا يصير محكومًا له من بعد] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليمين الغموس دار الإفتاء الإفتاء الیمین الغموس قال الإمام اهـ وقال
إقرأ أيضاً:
عمرو خليل: إسرائيل تشعل الأوضاع في الضفة الغربية لإرضاء اليمين المتطرف
قال الإعلامي عمرو خليل، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في مناطق متفرقة في الضفة الغربية تشمل جنين وطولكرم ونابلس وغيرها، بفعل رغبة الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو في فتح ساحة جديدة للصراع في المنطقة، مواصلا: "ويشن الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا في شمال الضفة الغربية منذ 21 يناير الماضي، أطلق عليه اسم عملية الجدار الحديدي، وسط حملة واسعة من القتل والاعتقالات للأطفال والنساء".
وأضاف خليل، مقدم برنامج "من مصر"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "وتستهدف العمليات الإسرائيلية مخيمات اللاجئين تحديدا في الضفة الغربية، حيث تم إجلاء نحو 40 ألف فلسطيني من 3 مخيمات وأصبحت الآن خالية تماما من السكان، ووفقا لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، من المقرر أن يبقى جيش الاحتلال لفترة طويلة في هذه المخيمات و"لن يتم السماح لسكان المخيمات بالعودة إليها".
وتابع: "أما الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد أعلن أن عدد شهداء الضفة الغربية منذ أحداث السابع من أكتوبر وصل إلى ما يقرب من ألف شهيد بينهم 180 طفلًا على الأقل، هذا بخلاف اعتقال مئات الفلسطينيين المدنيين، وبهتافات: "إما أن ترحلوا أو نحرقكم".. يواصل المستوطنون الإسرائيليون الاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث ينظم عشرات المستوطنين هجمات متواصلة على قرى مختلفة بهدف ترويع الفلسطينيين المدنيين".
وأردف: "من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت 54 اعتداءً على المرافق الصحية في الضفة الغربية منذ يناير الماضي؛ ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 9 آخرين، ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد تزايدات الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون بحق الفلسطينيين، بنسبة 30% خلال العام الحالي، حيث تم توثيق نحو 139 اعتداء، وسط توقعات بأن تتجاوز الاعتداءات حاجز 800 حالة بحلول نهاية العام إذا استمرت على هذا النسق".
وأكمل: "فيما وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأوضاع في الضفة الغربية بـ"البرميل المتفجر"، حيث حذرت من خطورة العمليات العسكرية في شمال الضفة الغربية، خاصة مع تزايد حوادث إطلاق النار وعمليات التفجير التي كان آخرها واقعة تفجير الحافلات في مدينتي بات يام وحولون، جنوب تل أبيب خلال شهر فبراير الماضي".
وأوضح: "في ظل هذه التطورات المتسارعة، عبَّرت جهات دولية، من بينها الأمم المتحدة وحكومات أوروبية مثل فرنسا وألمانيا، عن قلقها المتزايد وإدانتها لتصاعد العمليات العسكرية والاعتداءات في الضفة الغربية، داعية إلى ضبط النفس وتجنب مزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية".
إسرائيل تشعل الأوضاعوأتم: "بلا سبب وبلا أهداف سوى إرضاء مخططات اليمين المتطرف.. إسرائيل تشعل الأوضاع في الضفة الغربية، وسط جرائم وانتهاكات لكل الاتفاقات والمواثيق الدولية".