ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
رام الله- مع إعلان دونالد ترامب عودته مجددا إلى البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة، بعد غياب استمر 4 سنوات، تتجه الأنظار إلى الشرق الأوسط وتحديدا القضية الفلسطينية والسياسة التي سينتهجها خاصة مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة والهيمنة على الضفة والقدس.
وأعلن المرشح الجمهوري فوزه على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بالتصويت الشعبي وحصوله على نحو 315 صوتا في المجمع الانتخابي.
وللفلسطينيين سجل صعب مع ترامب وإدارته فهو من أوقف تمويل الأونروا وأغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن عام 2018، ونقل سفارة بلاده إلى القدس وأعلنها عاصمة موحدة لإسرائيل عام 2017، ثم أعلن عام 2020 رؤيته لتحقيق "السلام" فيما ما عرفت بـ"صفقة القرن" التي رفضها الفلسطينيون وقالوا إنها تنتقص حقوقهم ولا تتضمن إقامة دولة فلسطينية.
قال فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة إنهم لا يعلقون آمالا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرين أن الخيار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كالمفاضلة بين "سيئ وأسوأ".
وللمقدسيين تجربة سابقة مع ترامب، إذ نقل في فترة رئاسته السفارة… pic.twitter.com/OhJQSorzIq
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) November 6, 2024
الحفاظ على التمثيليرى المستوى السياسي الفلسطيني أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري سيان في دعم الاحتلال الإسرائيلي وأن هناك "شراكة كاملة في استمرار العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني" وفق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف متحدثا للجزيرة نت.
وأضاف أبو يوسف "هناك دعم وحماية للاحتلال من مغبة مساءلته على جرائمه وخاصة من خلال استخدام الفيتو بمجلس الأمن، وشراكة كاملة في حرب الإبادة".
وتابع: "صحيح أن ترامب فاز اليوم في هذه الانتخابات، لكن نحن ندرك تماما أن الموقف الأميركي ليس فقط منحازا، لكنه شريك مع الاحتلال في استمرار الحرب والعدوان ضد الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن مواجهة المخاطر والتحديات الناجمة عن فوز ترامب "تتطلب التأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن تكسر إرادته وسيبقى متمسكا بحقوقه وثوابته ومنها عودة اللاجئين وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والحفاظ على وحدة تمثيله في إطار منظمة التحرير وأداتها السلطة الفلسطينية".
وقال إن الجهد السياسي الفلسطيني يرتكز في هذه المرحلة على "وقف حرب الإبادة، ورفض محاولات التهجير سواء من قطاع غزة أو الضفة والقدس، وحماية الشعب الفلسطيني من التجويع والتعطيش، وعملية سياسية تفضي إلى إنهاء الاحتلال".
وشدد على أن هذا البرنامج يعزز الوحدة الوطنية في كل الأراضي الفلسطينية ويرفض ما يسمى "اليوم التالي" الذي يسعى فيه الاحتلال لفصل قطاع غزة من أجل عدم إقامة دولة فلسطينية.
وقال إن الفلسطينيين اليوم بحاجة لتأكيد تمسكهم بالحقوق والثوابت والوحدة الوطنية لمواجهة كل المخاطر والتحديات "بوحدته ومقاومته وصموده على الأرض وتمسكه بحقوقه وثوابته كان شعبنا دائما يفشل كل مخططات الاحتلال".
ترامب يقابل الناخبين العرب بمقهى في ميشيغان ويعدهم بالسلام بعد أن طالبوه بوقف الحرب في #غزة و #لبنان
للمزيد: https://t.co/9SFd3GyjqZ pic.twitter.com/stIbnuFFIs
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) November 2, 2024
تجاوز وتطبيعمن جهته، يتوقع أستاذ العلوم السياسية المختص بالشأن الأميركي الدكتور أيمن يوسف "تداعيات واضحة" لفوز ترامب على الملف الفلسطيني ككل، لكن التأثير الأكبر، برأيه، سيكون حول إدارة المعركة في قطاع غزة، مرجحا "إعطاء نتنياهو وقتا لإنهاء هذه المعركة ثم الحديث عن المخرج السياسي بشكل أو بآخر".
وقال إن الشهرين القادمين "حاسمان جدا فيما يتعلق بقطاع غزة، وقد يوصل ترامب رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلب فيها إنهاء الحرب قبل أن يستلم رسميا البيت الأبيض".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "ترامب لن يرى المتغير الفلسطيني بوضوح، ولن يرى حتى القيادة الفلسطينية سواء على مستوى الفصائل أو مستوى التنظيمات أو مستوى القيادة السياسية".
ومتجاوزا الفلسطينيين، يقول الخبير ذاته، إن ترامب سيحاول أن يصل إلى مقاربات جديدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية عبر تفعيل مشروع التطبيع العربي الاقتصادي والسياسي ومحاولة إدارة الأمور بعيدا عن المواجهات العسكرية مرجحا "تطبيعا عربيا شاملا تنضم إليه أغلب الدول العربية، لأنه (ترامب) يعتقد أن الفلسطيني غير قادر ولا يرغب في اتخاذ قرارات تاريخية ويعترف فيها بإسرائيل".
وأضاف أن إسرائيل ستمضي في فرض أمر واقع يكون جزء منه في قطاع غزة من خلال تهجير السكان والتضييق عليهم، وضم أراض جديدة في الضفة الغربية، وتكثيف المشروع الاستيطاني.
ولا يتوقع المحلل السياسي أي ضغوط أميركية على إسرائيل فيما يتعلق بالبناء في المستعمرات الكبرى والتوسيع في مناطق "ج" المقدرة بنحو 60% وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة "وبالتالي يفشل المسار السياسي أو الحل السياسي، ويبقى الحل الاقتصادي أو الحل التطبيعي هو الحل الوارد في هذه المرحلة".
دونالد ترامب: سأنهي الفوضى في الشرق الأوسط وخلال 4 سنوات من حكمي لم يكن هناك إرهاب ولم أدخل في أي حروب#الجزيرة pic.twitter.com/U5UsWdL76k
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 3, 2024
إنهاء السلطةمن جهته، يرجح المحلل السياسي، أحمد أبو الهيجا، تحرك ترامب لوقف الحرب على غزة، لكن في المقابل ستدفع الضفة ثمنا كبيرا لأنه "قد يبارك خطوات الحكومة اليمينية الإسرائيلية بضم الجزء الأكبر منها".
وتوقع أبو الهيجا فرض نوع من التدخلات الإقليمية للتعامل مع الملف الفلسطيني مع إضعاف دور السلطة الفلسطينية بشكل أكبر "وستكون في وضع حرج جدا".
وتابع أن الحكومة الإسرائيلية معنية في النهاية بإنهاء وجود السلطة الفلسطينية، لكن في المرحلة الحالية ستبقى وفق وصف وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش "كالغريق الذي رأسه فوق الماء وجسمه تحت الماء، فلن تسمح بغرقها أو نهوضها".
وتوقع تقليص وجود السلطة في غالبية مناطق الضفة الغربية، لا سيما شمالا وإنكار وجودها في كثير من المناطق واستبدالها تدريجيا بنماذج من القطاع الخاص وتقويتهم، وربما تحميل الأردن جزءا من المسؤولية.
وتابع إن إشكالية إسرائيل مع السلطة لا تتعلق بأدائها "إنما بالرمزية السياسية لوجودها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشعب الفلسطینی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
محمد فراج: القمة العربية شهدت مخرجات مهمة لصالح القضية الفلسطينية
قال المستشار محمد السيد فراج، مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، إن القمة العربية الطارئة الأخيرة شهدت تطورات برزت فيها مخرجات مهمة تتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذه القمة حققت جزءاً كبيراً من أهدافها وتوصلت إلى نتائج ملموسة.
ونوه فراج في تصريحات صحفية، بأن القمة العربية الأخيرة عقدت في القاهرة بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد تمثل أهمية هذه القمة في كونها واحدة من الأبرز في السنوات الأخيرة، حيث جاءت هذه القمة في وقت حساس لتقديم الدعم للقضية الفلسطينية، وتحديدًا من خلال الموافقة على الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
خطة إعمار غزةوأكد مستشار التنمية والتخطيط، أن هذه الخطة تأتي كاستجابة لمواجهة الطرح الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين، حيث كان للموقف العربي الموحد، وخاصة دعم كل من الرئيس السيسي والملك عبدالله، دور كبير في اعتماد هذه الخطة، ما يعكس قوة التنسيق بين الدول العربية في التصدي للضغوط الخارجية.
وتابع: "من أبرز المخرجات التي خرجت بها القمة هو الرفض القاطع لأي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك خطة التهجير أو أي استراتيجية تعيد بناء المنطقة دون الأخذ بعين الاعتبار حقوق الفلسطينيين، لافتا إلى أن هذا الرفض جاء متسقاً مع الرسائل العربية الموجهة، والتي طالبت بعدم التنازل عن الحقوق الفلسطينية أو السماح لأي جهة بالتلاعب بمصير الشعب الفلسطيني.
وشدد المستشار محمد فراج، على أن التأكيد على الرفض الجماعي للمخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية يعكس أهمية الصوت العربي الموحد في مواجهة التحديات، فالقمة العربية تمثل منصة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، ولإرسال رسائل قوية بشأن القضايا المصيرية التي تواجه العالم العربي.
الموقف الأمريكي من غزةوتابع أن الموقف الأمريكي يمثل لغزًا معقدًا، حيث يبدو غير واضح حتى الآن، ويعتمد مدى جدية الولايات المتحدة في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب على التسريبات المتعلقة بتصريحات المبعوث الأمريكي آدم بولر، الذي تحدث عن ضرورة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وأردف فراج، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن وجود ضغوط لإنهاء الحرب، حيث تم طرح مقترحات أمريكية تشمل فترات طويلة من التهدئة وإبعاد حركة حماس عن المشهد السياسي الفلسطيني ويتبقى التساؤل عن مدى قبول مثل هذه الحلول من جانب إسرائيل وحماس، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل الصراع في المنطقة.
واختتم المستشار محمد فراج، بالتأكيد على أن القمة العربية أظهرت بوضوح ناقوس الخطر حول القضية الفلسطينية، وتجسد التزام الدول العربية بدعم حقوق الفلسطينيين في مواجهة التحديات المتزايدة، حيث يقدم المناخ الحالي فرصة لإعادة البناء والتوصل إلى حلول دائمة، شريطة وجود إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف المعنية.
وأشار إلى أنه مع استمرار التوترات في المنطقة، تظل الحاجة ملحة لبقاء القضية الفلسطينية في صميم الأجندة العربية، فالتركيز على حقوق الفلسطينيين وإعادة الإعمار ورسم استراتيجيات فعالة للتنمية يُعتبر حجر الزاوية لتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.