أنقرة (زمان التركية) – لا تؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية على أمريكا فحسب، بل تؤثر أيضًا على التوازنات في جميع أنحاء العالم. وتتابع تركيا عن كثب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقد يؤدي إعادة انتخاب دونالد ترامب إلى تغييرات كبيرة في العلاقات مع تركيا بسبب السياسات التي اتبعها في الماضي.

وعلى الرغم من أن رئاسة ترامب السابقة عُرفت بالحفاظ على حوار دافئ مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، فإنها ارتبطت أيضًا بالعديد من الأزمات بسبب النزاعات مع البيروقراطية الأمريكية والكونغرس.

الأحداث الرئيسية في العلاقات التركية الأمريكية خلال عهد ترامب

لفت ترامب الانتباه بخمسة عقوبات ضد تركيا خلال فترة رئاسته الأولى. وقد خلقت قضية برونسون، وشراء تركيا لنظام الدفاع الجوي إس-400، وسياسات سوريا العديد من التوترات الدبلوماسية بين البلدين. وعلى الرغم من أن ترامب استمر في إقامة علاقة دافئة مباشرة مع الرئيس أردوغان فإنه لم يستطع منع السياسات القمعية للكونغرس الأمريكي وبيروقراطيته تجاه تركيا.

على وجه الخصوص، كان الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب في سوريا أحد القضايا الرئيسية التي تسببت في مخاوف تركيا الأمنية. وصرح ترامب بأنه يريد سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكنه لم يتمكن من تنفيذ هذا القرار بالكامل بسبب البيروقراطية والمقاومة داخل الجيش.

واستمر تعاون الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها تركيا تهديدًا في سوريا، خلال عهد ترامب.

أزمة منظومة إس-400 والعقوبات

دفع شراء تركيا لنظام الدفاع S-400 من روسيا الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على تركيا في ظل إدارة ترامب. وجادلت تركيا بأن هذا الاتفاق لا يشكل تهديدًا في إطار الناتو، بينما وضع الجانب الأمريكي بعض العقوبات في نطاق عقوبات CAATSA مدعياً أن هذه الخطوة تهدد أمن الحلف.

وألقى إقصاء تركيا من برنامج مقاتلات F-35 بظلاله على محاولات ترامب لإقامة علاقة إيجابية مع تركيا.

السياسات السورية: التخلي عن الوعود وعملية نبع السلام

ووعد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا في عام 2018، لكن القرار لم ينفذ بسبب الضغوط السياسية والعسكرية داخل الولايات المتحدة. وأدى الوجود الأمريكي في سوريا ودعمها لوحدات حماية الشعب إلى إطلاق تركيا عملية نبع السلام. وخلال هذه العملية، أعلن ترامب أنه سيسحب القوات الأمريكية من منطقة العمليات، لكن الوجود الأمريكي في سوريا استمر واستمر التعاون مع وحدات حماية الشعب.

وجهة نظر ترامب عن تركيا: البراغماتية والمشاكل

على الرغم من وصف ترامب بأنه زعيم براغماتي فإنه لم يتمكن من حل المشاكل في العلاقات مع تركيا خلال فترة رئاسته.

ولم تستجب الولايات المتحدة في عهده لمطالب الجانب التركي بتسليمه زعيم حركة الخدمة، فتح الله كولن.

بالإضافة إلى ذلك، أدى دعم ترامب لإسرائيل إلى اختلاف بين تركيا والولايات المتحدة في سياساتهما في الشرق الأوسط، كما برزت قضايا مثل انتقاد الشؤون الداخلية لتركيا وقضية بنك الشعب التركي خلال عهد ترامب مما أدى إلى تعقيد العلاقات بين البلدين.

التطورات المحتملة التي تنتظر تركيا بعد انتخاب ترامب

قد تتراجع العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في بعض القضايا بعد انتخاب ترامب. على الرغم من أن ترامب حاول إقامة علاقة وثيقة مع تركيا في فترة ولايته السابقة فإنه هذه المرة قد يحظى بدعم أقوى من البيروقراطية الأمريكية.

يمكن الترحيب بخطوات مثل خفض أو سحب الوجود العسكري الأمريكي في سوريا من حيث أمن الحدود التركية، لكن لا يُتوقع حدوث تغيير جدي في المقاربات العامة في الولايات المتحدة بشأن الموضوعات المسببة للأزمات مثل قضية منظومة إس-400 الروسية.

خلال ولاية ترامب الثانية، لا يزال من الممكن تشكيل حل كل هذه القضايا في ظل تأثير الكونغرس الأمريكي والبنتاغون.

نهج تركيا المحتمل لرئاسة ترامب

يمكن لتركيا أن تأمل في تحقيق نتائج إيجابية من سياسات ترامب القائمة على البراغماتية. على سبيل المثال، يمكن النظر في نهج أكثر تعاونًا بشأن قضايا مثل الحد من الدعم لوحدات حماية الشعب والعمل على إقامة مناطق آمنة في سوريا. ومع ذلك، فإن التطورات المحتملة في السياسة الداخلية الأمريكية ونوع الموقف الذي سيتبعه ترامب، خاصة في السياسة الداخلية، ستكون مواضيع مهمة تعني تركيا.

ومن بين العوامل الحاسمة في هذه العلاقات هو رد فعل تركيا على سياسات الدعم الأمريكية تجاه إسرائيل أو موقفها من قضايا مثل قبرص.

كيف سينعكس انتخاب ترامب على تركيا؟

قد توفر رئاسة ترامب فرصًا لتركيا في بعض النواحي، غير أنها قد تجعل من الصعب حل الأزمات المستمرة في بعض المناطق. وستحاول تركيا الاستفادة من رياح التغيير التي أطلقها ترامب في السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، لكن سكون أحد أهم العوامل التي ستحدد كيفية تشكيل العلاقات بين البلدين هو ما إذا كانت الرئاسة ستجر ترامب مرة أخرى إلى نفس الأزمات.

Tags: الانتخابات الرئاسية الأمريكيةالعلاقات الأمريكية التركيةدونالد ترامبرجب طيب أردوغان

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية العلاقات الأمريكية التركية دونالد ترامب رجب طيب أردوغان الولایات المتحدة على الرغم من حمایة الشعب مع ترکیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تأكيد أفريقي على التعاون مع تركيا والتضامن ضد إسرائيل

أكدت دول أفريقية عزمها على تعزيز العلاقات والتعاون مع تركيا، وذلك خلال مؤتمر المراجعة الوزاري الثالث للشراكة التركية الأفريقية الذي انعقد في جيبوتي.

وشارك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظرائه الأفارقة، في مؤتمر المراجعة الوزاري الثالث لشراكة أفريقيا-تركيا، في جيبوتي يومي السبت والأحد.

وشهدت جيبوتي، الأحد، مؤتمرا صحفيا في إطار الاجتماع الوزاري، تحدث خلاله إلى جانب فيدان، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جيبوتي محمود علي يوسف، ووزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد.

وتطرق الوزراء خلال المؤتمر الصحفي إلى تعزيز العلاقات بين تركيا وبلدان أفريقيا، فضلا عن العدوان الإسرائيلي في فلسطين.

وقال وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك إن التغلب على الصعوبات يتطلب "مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق والتضامن أكثر فيما بيننا".

غزة والقانون الدولي

وأشار مرزوك إلى أن هذا الوضع أصبح أكثر أهمية، لا سيما عند الأخذ بعين الاعتبار "الحرب بين إسرائيل والشعب الفلسطيني".

وشدد على أهمية الشراكة بين أفريقيا وتركيا، لافتا إلى أن المؤتمر كان فرصة للتعبير عن شكره لفيدان حيال جهوده في هذا الصدد.

من جهته، أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد إلى تحقيق إنجازات في العديد من المجالات المحورية المتعلقة بالشراكة بين تركيا وأفريقيا.

وأوضح أن من هذه المجالات، البنية التحتية والقضايا الاجتماعية والتعليم والصحة والسلام والأمن والاستقرار.

ولفت إلى تعرض المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الإنسان للانتهاك، وأن ما يجري في غزة يعد أوضح دليل على ذلك.

وأضاف "إننا نعيش في عالم غير عادل في الوقت الحالي، حيث يتم تجاهل جزء كبير من العالم، خاصة أفريقيا، في العلاقات الدولية، وبالتالي فإن هذا ليس عادلا على الإطلاق. نحن بحاجة ماسة إلى وضع حد لهذا الظلم العالمي".

بدوره، أشار وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، إلى أهمية مؤتمر المراجعة الوزاري الثالث لشراكة أفريقيا-تركيا الذي احتضنه بلاده.

وذكر أنه تم خلال المؤتمر اتخاذ خطوات نحو تحسين العلاقات بين تركيا والدول الأفريقية.

مقالات مشابهة

  • «هاكان فيدان» لا يستبعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا والعراق بعد فوز ترامب
  • كيف استقبلت روسيا أنباء فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية؟
  • أردوغان يأمل في أن تصبح العلاقات التركية - الأمريكية أقوى خلال عهد ترامب
  • خبير: ترامب استطاع لمس وتر الناخب الأمريكي رغم الجدل الذي أثاره
  • ترامب أم هاريس.. ماذا تريد تركيا؟
  • تأثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على العلاقات الأمنية مع أوروبا
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. هل تتأثر العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. محمد العالم: شخص الرئيس الأمريكي سيؤثر على علاقة واشنطن بأوروبا
  • تأكيد أفريقي على التعاون مع تركيا والتضامن ضد إسرائيل